هذا الأندلسي

رواية من تأليف بنسالم حميش

هذا الأندلسي هي رواية للكاتب المغربي بنسالم حميش.[3] صدرت لأوّل مرة عام 2007 عن دار الآداب للنشر والتوزيع في بيروت. ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية«بوكر» لعام 2009.[4]

هذا الأندلسي[1][2]
معلومات الكتاب
المؤلف بنسالم حميش
اللغة العربية
الناشر دار الآداب للنشر والتوزيع
تاريخ النشر 2007
النوع الأدبي رواية
الموضوع تاريخ، الأندلس، سقوط غرناطة، ابن سبعين
التقديم
نوع الطباعة ورقي غلاف عادي
عدد الصفحات 504
القياس 14 * 21
الوزن 575 غ
المواقع
ردمك 978-9953-89-186-6

حول الرواية

عدل

يستعيد الروائي المغربي «بنسالم حميش» في هذه الرواية فترة فاصلة في حياة عرب الأندلس، أي تلك الفترة التي سبقت سقوط غرناطة، وجسدت ضعف العرب وأزمتهم الحضارية وشيوع التعصب الفكري والديني بين ظهرانيهم. تنجح الرواية في إعادة صوغ حياة الصوفي ابن سبعين مستعينةً بكتبه وتأملاته ورؤيته المتسامحة وتأملاته للدين والعيش، في ما يشكل ضوءًا ساطعًا يلقيه الروائي على الواقع الراهن.[5]

الشخصيات

عدل

أبو محمد عبد الحق ابن سبعين هو محور الرواية وهو شخصية أندلسية حقيقية، ولد بقرية رقوطة في بادية مرسية في شهر رجب، عام 614 للهجرة. فيلسوف ومتصوف، جعل منه الكاتب شخصية روائية يروي سيرته في ثلاثة فصول: البحث عن المخطوطة الضائعة، سبتة ـ رباط حبي وتوحيدي، الموت في مكة. ابتعد عن كل مغريات السلطة والتقرب إلى الحكام، فكان مقبلا على القراءة والتعليم وتحصيل الكتب من كل صوب، ويوصي طلبته بها بتعيين عناوين منها. يؤيده في أفكاره وفلسفته في الحياة عدد كبير من طلبته، منبها إياهم في أحد دروسه: "لا تنادوني بالإمام أو الشيخ أو القطب، إنما أنا معلم أطلعكم في العلم على ما يتيسر لي، وفي الرأي بما يخالجني ويبدو لي، فلا تطلبوا مني الخوارق والكرامات، ولا ما فوق طاقتي ودلوي".[6] يقول عنه الكاتب: “إن ما جذبني إلى ابن سبعين وقوى انشغالي به أنه شخصية تراجيدية، وبالتالي روائية بامتياز، ننفذ من خلال سيرته وكتاباته إلى عمق عصر زاخر بالأحداث الجسام والأعلام الكبار في مجالات الفكر والتصوف والأدب والسياسة”.[7] وما أضافه الكاتب إلى هذه الحقائق التاريخية الموثقة هو ملء البياضات المرافقة بتخييل سردي وبناء فني تفرعت عنه شخصيات عدة منها:

شخصية المرأة: وتمثلت في عدة نساء رافقن ابن سبعين في مسار حياته، وهن في الغالب مختلفات العقيدة، مثقفات وشاعرات وذوات عمق وجداني ومتحررات في تصرفاتهن. منهن أخته زينب وميمونة الولهانة بابن سبعين إلى درجة المرض، وحيفاء زوجته في سبتة.

شخصيات من الفقهاء وذوي السلطة يتعصبون ويتطاعنون فيما بينهم، وعبرهم جسد الكاتب الصراع الديني والسياسي الذي كان سائدا في القرن السابع الهجري بالأندلس والذي لقي منه ابن سبعين نصيبه من الاضطهاد والترحيل من مكان إلى آخر.

الطلبة وهم مجموعة من الشباب المتعطشين للمعرفة، يتحلقون حول ابن سبعين في المساجد أو في الخلاء عندما منع معلمهم من دخول المساجد بسبب أفكاره المعارضة للسياسيين والفقهاء الذين يسيرون على خطاهم. من أقربهم إليه عبد العلي الناصر وعمرو القرطبي. وهؤلاء الطلبة لعبوا دور حماية معلمهم من الاعتداءات التي كان يتعرض لها من كل من الساسة والفقهاء.

الفكر الصوفي في الرواية

عدل

ابن سبعون شخصية تاريخية، فيلسوف وصوفي، وهذا ما جسده بنسالم حميش في روايته عندما حعل منه شخصية روائية، من خلال استثمار خصال من شخصيته كالتنازل عن أملاكه للغير، وزهده في المناصب الحكومية، وطلبه للعلم معتبرا مهنة تعليم طلابه القيم وتعاليم الدين هي المهنة الأكثر تلاؤما مع فكره المعارض، واستثمار السفر من مكان إلى آخر وارتياد أماكن مختلفة منها المفتوحة كالجبل والبحر والصحراء والسواقي وكلها لها دلالة في عالم التصوف لما تحققه من خلوة وتأمل في الكون، وأماكن مغلقة كالمساجد ودور العبادة والزوايا باعتبارها أمكنة مقدسة. وهذا ما فصلته الباحثة كريمة بلعربي في مقال لها حول المكان الصوفي في الرواية[8]

أقوال النقاد

عدل

تعتمد - الرواية - على العنصر التخييلي الذي قد يتقاطع أو يتفارق مع ما هو توثيقي حول هذه الشخصية - ابن سبعين -. حيث يظل التباين واضحا بين السير التقليدية، والسيرة الروائية التاريخية التي لا تقول التاريخ لأنه ليس هاجسها، و لا تتقصى الأحداث والوقائع لاختبارها[9]

يجعل الكاتب البطل ابن سبعين يغيب في رحلة بحثه عن شيء فقده ، فالمخطوط الضائع هو ما يبحث عنه البطل الصوفي ابن سبعين في الرواية ويريد الوصول إليه ، ويتحول الوصول إلى بحث عن زمن آخر، كما هو بحث عن المكان الآخر، إن الضياع يقابل الوصول ولكن لا زمن فيه للعظمة التاريخية إلا في الزمن الآخر.[10]

اقتباس

عدل

"عليكم بأنموذج المحقق المبدع، الذي يروم خلق شيء من أشياء، أي جراء إيقاظ همته للعلم وصقل موهبته وثقفها، وفي أداء هذا الفرض بالحماس اللازم والجدية المرجوة، يتهيأ لكم أن تسيروا في طريق يحفزكم على إعطاء أحسن ما لديكم، ويوجد في حالة سبات وكمون.

"على طريق المحقق المبدع، دربوا الذاكرة، ونشطوها في حفظ نصوص نثرية وشعرية، منتقاة من سهلها الممتنع ومقدراتها البلاغية والفكرية. فبذلك تكتسبون ملكة اللغة التي هي هواء هويتكم المتنامية وقاعدتها المتحركة.

"لكن اللغة من دون فكر وعاء فارغ، وهيكل عار من لحمه وأعصابه. اللغة لا تمكنكم من فهم العالم وقوله إلا بالفكر".[11]

المصادر

عدل
  1. ^ "هذا الأندلسي – بنسالم حميش " ، الفهرس العالمي التابع لمركز المكتبة الرقمية على الانترنت نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ "هذا الأندلسي – بنسالم حميش، ط: دار الآداب" ، دار الآداب للنشر والتوزيع نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  3. ^ "ترجمة بنسالم حميش" ، الموقع الرسمي للجائزة العالمية للرواية العربية [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 07 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ "القائمة الطويلة لجائزة (بوكر) لعام 2009" ، الموقع الرسمي للجائزة العالمية للرواية العربية [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 16 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ "عن رواية (هذا الأندلسي) لبنسالم حميش" ، الموقع الرسمي للجائزة العالمية للرواية العربية [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ سالم حميش (2011). هذا الأندلسي (ط. 2). دار الآداب. ص. 76. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= و|سنة= لا يطابق |تاريخ= (مساعدة) وline feed character في |سنة= في مكان 20 (مساعدة)
  7. ^ "رواية "هذا الأندلسي" لحميش تتكلم باللغة الصربية".
  8. ^ كريمة بلعربي (1 سبتمبر 2024). "المكان الصوفي في رواية هذا الأندلسي". مجلة البحث في العلوم الإنسانية والمعرفية. ج. 1 ع. 6: 117–135.
  9. ^ محمد نافع العشيري (4 مايو 2021). "جمال الفن و فتنة اللغة في رواية"هذا الأندلسي"". طنجة 24. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-04.
  10. ^ علي بدر (14 ديسمبر 2007). "الرواية العربية ووهم الأندلس". الدستور. اطلع عليه بتاريخ 2007-12-14.
  11. ^ بنسالم حميش (2011). هذا الأندلسي. بيروت: دار الآداب. ص. 255–256. ISBN:ISBN 978-9953-89-186-6. {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: حرف غير صالح (مساعدة)