نزع السحر عن العالم

هذه النسخة المستقرة، فحصت في 8 يوليو 2022. ثمة 3 تعديلات معلقة بانتظار المراجعة.

نزع السحر عن العالم ظاهرة ومفهوم في العلوم الإجتماعية طوره ماكس فيبر بعد أن استلفه من الشاعر الألماني فريدريش شيلر، ليشير به إلى طبيعة مجتمع الحداثة، المعلمن حيث أن نزع السحر عن العالم هو أحد أبرز مظاهر الحداثة بالإضافة إلى المحددات الأخرى مثل البروقراطية، الفردانية، الديمقراطية..الخ، نزع السحر عن العالم إشارة لتصور الإنسان الحديث للعالم المؤسس على النظرة العلمية وللمجتمع المؤسس على النظرة العلمية لا الدينية، حيث لم تعد الأرض مركز العالم ولا الإنسان مخلوق على هيئة الإله ولا المجتمع محكوم بخطة إلهية مسبقة، وحيث يتوجه كل حراك اجتماعي نحو أهداف عقلانية، خلافا للمجتمعات التقليدية حيث يقول فيبر أن العالم لا يزال بالنسبة لها حديقة كبرى مسكونة بالأرواح.لظاهرة نزع السحر عن العالم بحسب فيبر جانب إيجابي يتمثل في كونه مخرج من عالم اللامعقول، وسلبي كون يمثل قطيعة مع تناسق وهارمونية الماضي [1]
نزع السحر عن العالم يعني العقلنة الثقافية وهجر النظرة الصوفية للمجتمع والعالم التي ظلت سائدة في العصور القديمة، وكذلك فقدان الرموز والأساطير الدينية لقيمتها الرمزية، تسبب هذا الفقدان للرموز بحسب المفكر الإيراني داريوش شايغان في ما يعرف بخيبة الأمل والفراغ الروحي، وأن الفن الحديث خاصة الرواية يأخذ على عاتقه مسؤولية سد هذا الفراغ الناشئ عن نزع السحر والرموز عن العالم، يقول شايغان: " أعتقد أن ما نسميه في يومنا هذا”ما بعد الحداثة“هو بالضبط اللحظة التي أصبحت الحداثة فيها إيجازية تعيد استيعاب ودمج كل مستويات الوعي. وبما أنها تثق جدا بنفسها عند النظر إلى الوراء وإلى الأمام، فباستطاعتها ضم كل شيء"[2]
نزع السحر عن العالم لا يعني بالضرورة أن الناس سيكفوا عن الاعتقاد في الآلهة أو وجود الأرواح الخيرة والشريرة أو تصديق الأساطير، لكنه يعني أن التفسيرات الأسطورية والدينية للعالم لم تعد مرضية وأن العلم وحده هو المصدر الموثوق لكشف أي ظاهرة غامضة على الإنسان.[3]

مراجع

عدل