أوّلًا: أشكرُ لك ردّك.
ثانيًا: لا أودُّ مُجادلتك في أمرٍ حُسِمَ سلفًا؛ خاصّة وبعد قراءة نقاشاتك الّتي كشفتْ لي أنّ صفة التّزمّت الّتي أُلصقت بمُعظم إداريّ الموسوعة ومُحرّريها لم تكن من فراغ؛ ولأنّ الأمرَ -في تقديري- يقعُ ضمن رأيك الشّخصيّ ووجهة نظرك؛ ولأنّك صاحب اليد العُليا ويدي قصيرة، فلا فائدة من مُحاولة تغيير قناعاتك؛ ولكن من حقّي أن أُعبّر عن رأي.
عندما رُشّحتِ الصّفحةُ إلى الحذف، من رشّحها حدّد سببًا وهميًّا وهو: أنّ جميع الرّوابط من موقعي الشّخصي. يُفترضُ عند إثبات بُطلان هذا الادّعاء الكيديّ أن تعودَ الصّفحة؛ إلّا أنّ كل من يأتي يضعُ سببًا يُناسبُ منطقه. مثلما جاء أحدهم وانتقى معيارًا من معايير السّيرة العديدة وهو معيار ما بعد مئة عام! هو لا يعلم أنّ كلّ من سيأتي بعد محمود درويش لن يذكره أحد بعد مئة عام، ورُبّما محمود درويش نفسه! ولو طُبّق هذا المعيار فعلًا للزم إزالة نصف صفحات الموسوعة!
وجاء آخر وانتقى معيارًا مُختلفًا لتقوية حجّته، إلى أن جئتَ أنتَ وتُريد أن تنسفَ معيارًا مُهمًّا تستندُ إليه صفحة الشّخصيّة وهو: معيار جوجل. أنت تخلط -من دون أن تشعر- بين النّجم الأدبي التّلفزيوني أو الإعلامي وبين الشّخصيّة الأدبيّة المُنجزة، فليست كلّ الشّخصيّات الأدبيّة نجومًا، فهل لأنّهم لم يظهروا في التّلفزيون أو لأنّ الصّحف لم تتحدّث عنهم بوجهٍ كافٍ تحكم عليهم بأنّ لا وجود لهم وتأثيرهم معدوم! هل تعلم مقدار الجهد الفكري الّذي يقضيه الكاتب لإنجاز كتابٍ واحد؟ ألم تسأل نفسك لماذا مُعظم الشّعراء ينشرون كتابًا كلّ أربع أو خمس سنوات؟ هل يجب أن يكون الكاتبُ راقصةً أو مُغنّيةً أو إمّعةً حَظيَ بالشّهرة مُصادفةً ليُكتب عنه؟!
لذلك عندما تسألني هل كلّ من ينشر خمسة كتبٍ ولديه وصلات في جوجل نضعهُ في الموسوعة؟ الجواب: نعم، ولتمتلئ الموسوعة بهم، لا شأنَ لي ولا لك، فهذه من ضمن شروط الموسوعة، وما داموا حقّقوا أهم شرطين لسيرة الشّاعر فمن حقّهم الوجود في الموسوعة، ويُمكن بعدئذٍ وضع إشارة بما ينقص الصّفحة، خاصّة وأنّك تعلم جيّدًا أن مئات المقالات في الموسوعة ليست أكثر من غثاء. أمّا أن يُقرّر فردٌ من يبقى ومن يذهب بناءً على عدم معرفتهِ بالشّخصيّة أو بمزاجهِ فهذا ليس عدلًا.
وددتُ لو كنت عادلًا، مثلما فعل المُحرّر المُحترم Kouider bounama والمُحترم منصور الواقدي حين كتب: «لا مشكلة في استبقاء الصفحة، فلا يلزم في الملحوظية أن تبلغ أعلى مستوياتها، وإن كان ثمة قصور فبالإمكان مُعالجته». هذان شخصان عادلان لم يحكما بالمنطق أو بمعرفتهما بالشّخصيّة من عدمه، هذان شخصان يحفظان معايير السّيرة كما تحفظها أنت، ووجدا أنّ الصّفحة تُحقّق شيئًا من شروط السّيرة لذلك صوّتا ببقائها.
لذلك فإنّ تضارب الآراء والتّصويت يُشيرُ إلى أنّ القرارَ النّهائي يَنتجُ بناءً عن رأيٍّ شخصيٍّ بحت، وليس بناءً على معايير مُحدّدة، وأنّ قرار الحذف بيدِ آخر من يصل، والشّخص الأكثر سُلطة. دليلي الآخر أنّ ما فعلتَهُ هو إجراء شخصي هو قولك: «... بشكل منطقي لو وضع الشرط هكذا...»، الحقيقة أنّ الشّرط وُضِع هكذا فعلًا، لا يُمكن أن تضع الموسوعة شرطًا واضحًا لسيرة الشّاعر أو الكاتب هكذا: «أن يكون قد أصدر خمسة كتب أو دواوين شعرية من دور نشر مسجلة ومشهورة إما محلياً في موطنه أو دور نشر عالمية»، ثُمّ تسعى أنتَ إلى أن تُلحقَ جزءًا عن وجوب شهرة الكتاب نفسه. لماذا لم تُضِف الموسوعة هذا الجزء ضمن هذه المادّة تحديدًا؟ أتعرف لماذا؟ لأنّني أحتاجُ إلى هذا الشّرط إذا أردتُ إثبات ملحوظيّة الكتاب نفسه، ونحنُ هنا نتحدّثُ عن ملحوظيّة الشّاعر. فلا يجوز أن أقتبسَ وأنتقي معايير أُخرى تُناسب وجهة نظري لأضمّها إلى قانونٍ مُحَكم. هذا يُسمّى نقضًا، وهو إفسادُ الأمرِ بعد إحكامهِ.
أتساءلُ: ما ذنبي أنا إذا قصّرَ المُحرّرون والإداريّون في مُتابعة الصّفحات، صفحتي لم تُنشأ البارحة، ولو أُنشئت البارحة وحُذفت اليوم لما شعرتُ بالضّيم ولما ناقشتكم أصلًا، أنا أناقشكم لأنّها منذ ثلاث سنوات، أيُعقلُ أن تُحذف فورًا بعد أن استفدتُ منها ونَشرتُ روابطها! هذا شيءٌ مُخزٍ. كان من الأجدى الحفاظ عليها لقِدمها؛ ولأنّ من أنشأها أصلًا هو مُحرّرٌ زميلٌ لكم، وكان الإجراء الأكثر (رقيًّا، ومهنيّةً، واحترامًا) هو عدم التّعديل على عملهِ والمساس به، ووضع إشارة بما ينقص الصّفحة كما تفعلون مع جلّ الصّفحات؛ ولكن يبدو للنّاظر أنّ في الأمر تصفية حسابات بين مُحرّرين وإداريّين أو أنّهُ ليس صديقكم.
في الأخير أنا لن أيأس، وسأكرّرُ طلب استرجاعها ما دام الأمرُ حقًّا من حقوقي؛ ولكنّني وقبل أن أرحل سأجيبك عن سؤالك في صفحتك عن سبب هروب الجمهور العربيّ من الموسوعة؛ لأنّني مثلًا وبحكم تخصّصي في اللّغة عندما أعدّلُ مقالاتٍ مليئة بالأخطاء اللّغويّة يأتي مُحرّر هو نفسه ضعيف في اللّغة ويُلغي تعديلاتي لأنّه لم يستوعبْ ما فعلتُهُ، ومع تكرار إلغاء تعديلات الجمهور وإسهاماتهم ورفضها؛ يملّ النّاس من الموسوعة بسببكم ويهجرونها. في النّهاية، عقليّة العربيّ المُتزمّتة الّتي لا تعترف بقصورها أو ضعفها تطفو على السّطح.
نصيحة أخيرة: لا تُحرّك فمك في أثناء الكتابة؛ لأنّ هذا يجعلك تُسكّن أواخر الكلمات، فتُدمّر -من دون أن تدري- قواعد النّحو واللّغة، وهذا لا يليق بمُحرّر عربيّ فصيحٍ فكيف وأنت إداري!
أرجو لك التّوفيق، وفي أمان الله.