منطاد

مركبة هوائية بلا محرك

المُنْطاد[1] (الجمع: مُنْطَادَات) هو بالون كبير الحجم متصل بأسفله سلّة لنقل الناس أو البضائع له استخدامات عديدة أولها كوسيلة نقل. وكلمة منطاد باللغة الإنجليزية (كلمة مشتقة من اليونانية ἀήρ aer (هواء) + στατός موقوف (موقوف) في اللغة الفرنسية). هو طائرة تظل محلقة معتمدة في المقام الأول على استخدام طفو أخف من غازات الهواء التي تقوى على حمل مركبة كثافتها الكلية تقترب من كثافة الهواء. تشمل المُنْطادات البالونات الحرة وسفن الهواء والمنطادات المربوطة. المكون الهيكلي الرئيسي للمنطاد هو الغلاف والجلد أو النايلون (أي مادة ذي كثافة منخفضة) ذو الوزن الخفيف الذي يحتوي على غاز الرفع أو الهيليوم أو الهيدروجين[2][3] لتزويد الطفو للمكونات الأخرى المرفقة. شوهدت واحدة من أعظم عمليات انتشار الجند بالمنطاد في حفل الافتتاح التاسع عشر ألعاب الكومنولث عام 2010 التي عقدت في دلهي بالهند. كان استخدام المنطاد في الاحتفال هو الاستخدام الأكبر له في جميع أنحاء العالم.

منطاد الهواء الساخن أثناء رفعه في الأقصر

أطلق على المُنْطادات هذا الاسم باللغة الإنجليزية بسبب استخدامهم «توازن الهواء والغازات» الذي يجبره على الطفو ولا يتطلب حركة خلال الكتلة الهوائية المحيطة. وهذا يتناقد مع إيروداين التي تستخدم في المقام الأول الرفع الهوائي الديناميكي الذي يتطلب الحركة لبعض الأجزاء من المركبة الجوية وسط الكتلة الهوائية المحيطة.

التسمية

عدل

كلمة مُنْطَاد بضم الميم صيغة صرفية يستوي فيها اسم الفاعل واسم المفعول من الفعل الخماسي المعتل الأجوف انْطَاد ومن الجذر (ط و د) الذي يعني: صعد في الهواء، ولذلك عدَّها بعضهم اسم فاعل[4] وآخرون اسم مفعول ويجوز فيها الوجهان. وجمع مُنطاد (مُنْطَادَات) لأنها اسم فوق ثلاثي. ولا يصح جمعها على (مَنَاطِيد) لأن صيغة (مَفَاعِيل) جمعٌ لاسم الآلة على وزن "مِفْعَال" مثل مفتاح مفاتيح.

هناك معنيان مميزان لمصطلح المنطاد. يشير الأول إلى أنظمة الطيران التي تحلق معتمدة على الطفو الساكن في الهواء. أما المعنى الآخر، وهو الأكثر شيوعاً، فيُشير إلى نوع محدد من المنطادات يعرف بالمنطادات المربوطة. يَستخدِم هذا المقال المصطلح بمعناه الأشمل، راجع المنطاد المربوط لما يتعلق بالمعنى الآخر لهذا المصطلح.

التاريخ

عدل

كان الفرنسي جوزيف ميشيل أول من أتته فكرة المنطاد عندما أوحى إليه تصاعد الدخان من النيران بتلك الفكرة. وبعد ذلك قام جاك شارل بتعبئة المنطاد بالهيدروجين والارتفاع به إلى 3000 متر في الهواء والعودة إلى الأرض بعد طيران استغرق 35 دقيقة. وحتى اليوم لا توجد إلا وسيلتين للسيطرة على المنطاد فإذا ألقينا أكياس الرمل من المنطاد خف وزنه وارتفع وأمّا إذا جعلنا جزء من الغاز يتسرب فبذلك يهبط المنطاد.

عام 1852 تمكن المهندس الفرنسي هنري جيفارد من بناء منطاد صغير بطول 47.6 متر وبقطر 13.3 متر عند أوسع جزء فيه وكان يدفع بواسطة محرك بخاري قدرته 3 أحصنة معلق على عربة على مسافة 7 أمتار أسفل المنطاد وقد طار جيفارد بمنطاد برحلة تاريخية من باريس إلى ترابيه على مسافة 27.7 كيلو متر وكان متوسط السرعة 8 كيلومترات في الساعة على الرغم أن منطاد جيفارد كان ناجحا في الرحلة فقد كانت قدرة محركه منخفضة جدا بالنسبة لوزنه.

في عام 1901 تمكن شاب برازيلي يعيش في باريس يدعى البرتو سانتوس ديمونت من بناء منطاد تمكن فيه من القيام برحلة دائرية من الضاحية الباريسية سان كلو وحول برج إيفل عائد إلى نقطة البدء وقطع مسافة 11.2 كيلو متر في 29 دقيقة و 31 ثانية وفاز بجائزة قدرها 125000 فرنك.

الأنواع

عدل

البالونات المربوطة

عدل
 
بالون الهيليوم المربوط بالون باريس المربوط

الأنظمة المرتبطة بالسطح بحبل أو أكثر. وعلى النقيض من الأنواع الأخرى للمُنْطادات، لا تطير المُنْطادات المربوطة طيراناً حراً. مثال جدير بالملاحظة للمنطادات المربوطة هو البالونات المزودة بكابلات. تحصل بعض المُنْطادات المربوطة على الرفع الديناميكي الهوائي عبر خطوط المناسيب على الغلاف أو من خلال استخدام الأجنحة. تستخدم المُنْطادات المربوطة أيضا لزيارة الأماكن السياحية والإعلانات.

منطادات الطائرة الورقية

عدل


أعطي اسم العلامة التجارية لخليط مسجل ببراءة اختراع من بالونات الهيليوم والطائرة الورقية لتكوين شيء واحدا، وهي مركبة جوية مربوطة ترتفع بالديناميكية الهوائية، التي تستغل كلا من الرياح والهيلوم لرفعها. ودائما يظهر البالون على الشكل الكروي المفلطح على الرغم من أن هذا ليس ضروريا. منطادات الطائرة الورقية ليست منطادات مربوطة، وذلك بسبب أن منطاد الطائرة الورقية ليس بالونا. منطاد الطائرة الورقية منطاد مربوط. تصنف مصلحة الجمارك الأمريكية منطاد الطائرة الورقية على أنه "مركبة جوية أخرى غير مزودة بالطاقة" وليست كالبالونات. وضعت الملاحة الجوية التابعة لهيئة الطيران المدني البريطانية منطادات الطائرة الورقية في تصنيف خاص بها "منطادات الطائرة الورقية" ولم تعاملها على أنها "طائرات ورقية" ولا أنها "بالونات". منطاد الطائرة الورقية ليس مجرد طائرة ورقية ويرجع ذلك إلى أن منطادات الطائرة الورقية تطير دون رياح والطائرات الورقية في حاجة للرياح لتطير. أيضا منطاد الطائرة الورقية ليس مجرد بالونا وذلك بسب أن منطاد الطائرة الورقية يمكنه الطيران حتى لو كان ثقيلا لتكون كثافته أكبر من كثافة الهواء بينما لا يطير البالون أبدا إذا كانت كثافته أكبر من كثافة الهواء منطاد الطائرة الورقية نوع جديد للمنطاد المربوط طبقا للتصنيف الرسمي الخاص به. وقد أظهرت التجارب أن منطادات الطائرة الورقية تطير ارتفاعات أكبر من التي يطيرها البالونات وفي نسبة أعلى للرياح. تظل منطادات الطائرة الورقية ثابتة ومستقرة في الهواء في ظروف متعددة ولمدة أطول من نظائرها من الأنواع الأخرى للمنطادات. إذا كانت كلمة منطادات تأتي من الكلمة اليونانية "aer" + "statos" فإن منطادات الطائرة الورقية تشكل نموذجا جيدا للمنطادات .[بحاجة لمصدر]

البالونات الحرة

عدل

الطيران الحر طفو مركبة جوية التي تتحرك بواسطة حملها مسافة طويلة عن طريق الرياح. تشمل أنواع البالونات الحرة بالونات الهواء الساخن وبالونات الغاز.

منطاد ذو محرك

عدل

يمكن للطيران الحر طفو مركبة جوية أن يدفع ويوجه. تحصل بعض المُنْطادات صاحبة المحركات على الرفع الديناميكي الهوائي عبر خطوط المناسيب على الغلاف أو من خلال استخدام الأجنحة أو أشكال أخرى. تسمى هذه الأنواع من المراكب الجوية منطادات خليط بمحركات.

المُنْطادات الحربية

عدل

منذ عام 1793 كان الجيش الفرنسي يستخدم المُنْطادات في أغراض الملاحظة العسكرية والاستطلاع وفي أثناء معركة موبيج كان أحد المراقبين يتخذ مكانه داخل سلة منطاد مثبت إلى الأرض ليراقب تحركات القوات النمساوية ويكتبها في ورقة ويرسلها إلى الأرض. وفي عام 1794 لعب المنطاد دورا هاما في انتصار الفرنسيين في معركة فلوري وبعد ذلك بقليل كانت كل الجيوش الأوروبية تمتلك منطادات، وتستخدم المُنْطادات حاليًا في الأرصاد الجوية فمن خلالها يمكن تحديد سرعة واتجاة الرياح.

وفي بداية الحرب العالمية الأولى تم الاستيلاء على جميع المُنْطادات الألمانية المدنية لاستخدامها في الأغراض العسكرية وكانت تعمل في خدمة سلاح المُنْطادات البحري الألماني ولقد أستخدمت بعض منهافي القيام بواحد وخمسين غارة جوية على مناطق مختلفة من بريطانيا منها 12 غارة على لندن ولكن المُنْطادات كانت هدف سهل للطائرات المقاتلة وقد دمر عدد كبير منها بحيث لم تمثل تلك الغارات أي خطر حقيقي.

معرض الصور

عدل

انظر أيضا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ روحي البعلبكي (1995)، المورد: قاموس عربي إنكليزي (بالعربية والإنجليزية) (ط. 7)، بيروت: دار العلم للملايين، ص. 1123، OCLC:123760561، QID:Q107085763
  2. ^ The Chambers Dictionary  [لغات أخرى]. Edinburgh: Chambers Harrap Publishers Ltd. 2000 [1998]. ص. 541. ISBN:[[Special:BookSources/0-550-14005-X |0-550-14005-X [[تصنيف:مقالات ذات أرقام كتب دولية غير صالحة]]]]. the gas-bag of a balloon or airship {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: حرف غير صالح (مساعدة)
  3. ^ The Oxford Illustrated Dictionary. Great Britain: Oxford University Press. 1976 [1975]. ص. 281. fabric enclosing gas-bags of airship
  4. ^ خليل الجر (1973)، محمد خليل باشا؛ هاني أبو مصلح (المحررون)، لاروس: المعجم العربي الحديث، مراجعة: محمد الشايب، باريس: لاروس، ص. 1164، OCLC:23696071، QID:Q127869384

وصلات خارجية

عدل