مستخدم:Zoubi Abed/ملعب
مقال بموضوع: الموسيقى الميكانيكية.
في العهد العباسي بلغت الموسيقى العربية ذروة مجدها حيث تركوا لنا مصنفات قيمه في علم الموسيقى وآلاتها اهمها:
ان الموسيقى العربية تطورت بعلمائها ومصنفاتهم تطورًا ملحوظًا بين القرنين الثالث والتاسع هجري ،لكن لم يرد ذكر الموسيقى الميكانيكية في جميع المصنفات التي حققت حتى هذا التاريخ.
ما هي الموسيقى الميكانيكية ؟
الموسيقى الميكانيكية هي الموسيقى التي تنبعث من آلات موسيقية دون وجود عازف. ففي مطلع القرن السابع عشر ميلادي ظهرت في الأسواق الأوروبية آلات مسلية كعلبة السجاير الموسيقية وصندوق المجوهرات الذي يصدر نغمًا معينًا عند عرض ما في داخله ،كما ظهرت آلات موسيقية عازفه كالبيانو والأرغن والناي وغيرها.
العنصر المشترك بين جميع تلك الآلات :
ورد في كتاب الفريد شابوي ما يلي : ان الموسيقى الميكانيكيه ابصرت النور في مطلع القرن الرابع عشر مع قرع الاجراس الكبيرة والجلاجل الضخمه وفي مخطوط في مكتبه (Rouen) محققة من قبل (z.wins) ذكر انه في عام 1321 وجدت جلاجل تعزف لحنا موسيقيا بطريقة ميكانيكية .
ويعزى الى B.De koecke مؤسس الأجراس في Alost Flandre أنه أول من ركب بربخا ذا شظايا لتحريك المطارق التي تضرب على الأجراس وذلك وفق لحن معين , وقد سمع هذا اللحن لأول مرة عام 1487 .
كما تفيدنا الموسوعة الفرنسية (Larousse) بأن البربخ الموسيقي لم يكن له وجود قبل أواخر القرن الخامس عشر , وانه لم يظهر في أية الة موسيقية قديمة , وان أول من استعمله في تصميم الأرغن هو (Salomon De Caus) .
نستنتج مما تقدم بأن العنصر الرئيسي في الالات الموسيقى الميكانيكية هو " البربخ الموسيقي حامل الشظايا". وتفيدنا الموسوعة البريطانية ان البربخ الموسيقي لم يكن له وجود قبل اواخر القرن الخامس عشر وانه لم يظهر في اية آلة موسيقية قديمة وان اول من استعمله هو الميكانيكي الفرنسي de caus في تصميمه لأرغن. وبذلك يكون اول من اعتمد البربخ الموسيقي.
العنصر الاساسي في الموسيقى الميكانيكية هو وجود البربخ الموسيقي حامل الشظايا الموزعة على محيطه بطريقة تقنية وفنية.
لقد اطلق على هذا النوع من الموسيقى اسم الموسيقى الميكانيكية لانها لا تحتاج لعازف بل تعود المهمة الى الشظايا الموزعة على البربخ لتحريك الروافع التي تؤمن الهواء الى المزامير في الأرغن او لتحريك الشفرات المعدنية في العلب الموسيقية.
والبربخ هوعبارة عن اسطوانة مستطيلة الشكل وزع على سطحها مجموعة من الشظايا بأشكال واحجام مختلفة وفقا للحن معين(*1).
ومن اهم الآلات الموسيقية الميكانيكية التي تعتمد على البربخ الموسيقي آلة الأرغن. لقد حظيت باهتمام بالغ من قبل الموسيقيين والتقنين في القرون الوسطى وتطورت تطورا ملحوظا. ان اول من صمم ارغنا يعتمد على البربخ الموسيقي هو المهندس الفرنسي salomon de caus الذي عاش في القرن الخامس عشر ميلادي.
ولكن من جهه اخرى يفيد البحث ان جميع ما ورد عن الموسيقى الميكانيكية من بربخ الشظايا الى طريقة تسجيل النغم وغيرها من مستلزمات الموسيقى الميكانيكية نجده في مخطوط بنو موسى بن شاكر الاقدم.
لقد تطرقت الكاتبه منى سنجقدر الشعراني في كتابها الذي تحدث عن تاريخ تطور الفيزياء التطبيقية والهندسة الميكانيكية لدى العرب، حيث ابتدأت الكتاب بلمحات تاريخية وتعاريف مختلفة منذ العهد الإغريقي مرورا بالعصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية حيث سُمِّيَ الميكانيك آنذاك ب "علم الحيل"، وشملت في الكتاب موضوع الآلات الموسيقية بذكر ان الموسيقى الميكانيكية ظهرت الى الوجود خلال القرن الرابع عشر ميلادي مع قرع الأجراس الكبيره والجلاجل الضخمه.
فهل اكتشف العلماء العرب هذا البربخ اولا؟:
من خلال دراسة تقنية وتحليلية لمخطوط "الالة التي ترمز بنفسها " لبني موسى بن شاكر (محمد واحمد والحسن الذين عاشوا في القرن الهجري واشتهروا بعلوم الرياضيات والفلك والموسيقى ) تبين بأن أبناء موسى استعملوا البربخ في الة الزمر ويمكن اعتبارهم مكتشفي اسس الموسيقى الميكانيكية حيث خلفوا مخطوطا يتألف من تسع عشرة صفحة كتبت بلغة عربية قديمة تخللتها بعض العبارات الفارسية وخلت من اي رسم يوضح يوضح معالم الاله رغم ان عبارة "كما صورنا" ترددت بين السطور . لكن الوصف الدقيق والمنظم لأجزاء الة الزمر أتاح لنا فرصة اعادة الرسم بالأبعاد الثلاثة وفقا للرسم الصناعي الحديث كما سمحت لنا التكنولوجيا الحديثة المتبعة على الحاسوب باعطاء الحركة المناسبة لتلك الاله فظهرت بذلك عبقرية هؤلاء العلماء الذين سبقوا علماء الغرب في هذا المجال بعدة قرون .
وهنالك زامر مماثل الذي صممه الميكانيكي فوكنسن (Vaucanson) الذي قدم تصميمه ضمن أطروحة الى أكاديميه متخصصة عام 1738 شرح فيها التقنيات التي اعتمدها لتحقيق هدفه فقال:"كان يجب اولًا تحريك شفاة التمثال وكذلك الأصابع.
لقد لاقى زامر فوكنسن إعجاب العلماء وتم تركيب الآله وعرضت في احد المتاحف الفنيه،وبمقارنه بسيطه نلاحظ بأن فوكنسن اعتمد على التقنيات نفسها التي اعتمدها بنو موسى .
نستنتج بما تقدم ان زامر فوكنسن لا يختلف عن زامر بني موسى الا في حركة الشفاه،لكن علينا ان لا ننسى بأن تصميم فوكنسن يعود الى القرن الثامن عشر حيث كانت تكنولوجيا الموسيقى الميكانيكية قد قطعت شوطًا مهمًا في التقدم والتطور وهنالك مسافة تسعة قرون تفصل بين التصميمين .
اضافه الى ذلك فإن زامر بني موسى يستطيع تغيير اللحن بحركة خاصة للبربخ الموسيقي بينما زامر فوكنسن يستدعي تغيير البربخ بهدف تغيير اللحن.
لقد برهنت الدراسة التحليلية والتقنية لمخطوط بني موسى "الآله التي تزمر بنفسها" بأن تلك الآله هي عبارة عن أرغن مائي ميكانيكي وآلي.
خلاصة القول أن أبناء موسى بن شاكر هم واضعو أسس الموسيقى الميكانيكية والدمى الموسيقية ، التي ظهرت في مطلع القرن السادس عشر.
*1 رسم البربخ الموسيقي:
المصادر:
http://sanjakdar-chaarani.com/mecanique-appliquee/index.php/2013-09-18-18-19-48
منى سنجقدار شعراني، "الفيزياء التطبيقيّة والهندسة الميكانيكيّة عبرالعصور الذهبيّة عند العرب، بالصُوَر''، منى سنجقدار شعراني، دار المعرفة، بيروت، 2005.
مجله العربي، الموسيقى الميكانيكية اكتشاف عربي قديم، منى سنجقدار،اكتوبر 2006.