مستخدم:Zahraa adil/ملعب

شابٌ عماني ولد بإعاقة سمعية، لكنّه بسببها استطاع أن يصل إلى مرتبة عليا، ويصبح أول مذيع أصم في الوطن العربي، وتمكن كذلك من افتتاح أول معهد لتعلم الإشارات بمساعدة من سعيد البداعي، كما أصبح رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية لذوي الإعاقة السمعية.

إعاقته لم تكن حاجزًا بل سلمًا له للنجاح، إذ استطاع بمساعدة ممن حوله أن يتخطاها ويثبت أقدامه نحو مستقبل جديد لفئة الصم.

إنه سلطان بن ناصر العامري الذي قال قصته لـ “أثير” بتفاصيل لم تُذكر عنه من قبل.

في البداية يسترجع سلطان شريط الذكريات ليقصص علينا طفولته مع والديه وأصدقائه حيث وُلد وهو يعاني من إعاقة سمعية، وهو ثالث طفل في عائلته يُصاب بهذه الإعاقة.

حاول والده جاهدا لإيجاد علاج لمشكلة أبنائه الثلاثة وذهب بهم إلى ألمانيا لكن الحلول كانت تجريبية واحتمالية الفشل فيها أكبر من النجاح، فرفض أن يغامر لعدم معرفته بالأضرار المتوقعة بعد فشل العملية ، وأدرك بأن الحل يكمن في عدم الاستسلام.

أدخل ناصر أبناءه الثلاثة في المدارس العامة بدايةً  لينخرطوا مع أبناء المجتمع إلى أن حان الوقت لإدخالهم في مدارس خاصة بذوي الإعاقة السمعية، لكنّ سلطان لم ينل التعليم المرجو فيها، حيث كانت هناك نظرة مع البعض بأن ذوي الإعاقة السمعية هم مختلون عقليا.

لم يدرك الأطفال أو أهاليهم بأن المشكلة هي عدم وجود لغة للتواصل، لكن بمساعدة وإلحاح مستمر من صديقه هلال- وهو أيضا من ذوي الإعاقة السمعية-  نمت مهارات سلطان و قدراته، وأصبح لديه منظور مختلف للحياة، وأدرك أنه آن الأوان ليترك بصمة في المجتمع، فاشترك في دورات ليرتقي من مستوى إلى آخر،  وأقام دورات لتعلم لغة الإشارة وبدأ يرسم طريقه للنجاح.

بعد أن تعلم سلطان وأتقن لغة الإشارة أصبح يقدّم دورات في الجمعية العُمانية لذوي الإعاقة السمعية، وكان الطلاب في هذه الدورة هم نخبة من أبناء المجتمع ومن ضمنهم المذيع عبدالله السباح الذي يُقدّم برنامج قهوة الصباح في التلفزيون، والذي رأى في سلطان مهارات وطاقة يجب استغلالها، فقرر الاستعانة به في برنامجه الصباحي، وأخذه إلى استوديو البرنامج، ودرّبه لمدة 30 دقيقة أخبره فيها بالأساسيات اللازمة في المذيع وأبلغه بأن غدا ستكون هناك فقرة في البرنامج من تقديمه.

تردد سلطان وكان في داخله خوف وعدم ثقة بمقدرته على القيام بتقديم مثل هذه الوظيفة، حيث لم يسبق له أن شاهد أحد المذيعين من ذوي الصم والبكم ، لكن بتشجيع من المذيع عبدالله السباح قدّم سلطان فقرة كاملة على البث المباشر بأفضل ما لديه.

ما فعله سلطان في تلك الفقرة حصد إشادة واسعة، ففي اليوم نفسه  اتصل به رئيس الاتحاد العربي للصم من سوريا يهنئه على أنه أول مذيع من فئة الصم في الوطن العربي، كما اتصل به أيضا معالي الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام.

سلطان العامري أصبح مذيعًا في برنامج قهوة الصباح بتليفزيون سلطنة عمان واستطاع أن يستضيف أكثر من 50 شخصا، وساعد في حل قضايا المصابين بالصم و كان له دور فعال في ثقافة المجتمع بذوي الاعاقة السمعية.

وفي حديثنا  معه عن الجمعية العمانية لذوي الإعاقة السمعية التي تأسست في عام 2013م أوضح بأنه تولى رئيس مجلس إدارتها  في عام 2015م، وأضاف بأن الجمعية تسعى إلى رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في السلطنة ورفع وعي المجتمع بقضاياهم ودمجهم فيه من خلال نشر ثقافة تعلم لغة الإشارة وتعريف الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية بحقوقهم وواجباتهم وإطلاق طاقاتهم و قدراتهم وتمكينهم من القيام بدورهم تجاه وطنهم، أما عن مجلس إدارتها فذكر العامري بأنه يتكون من 12عضوا ويشترط أن يكون الرئيس ونائبه من ذوي الإعاقة السمعية،  وقال بأنه خلال مدة رئاسته للجمعية استطاع أن يحقق عددا من الإنجازات أهمها :

·      جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي 2015م

·      افتتاح تخصصات للصم في كليات السلطنة.

·      إرسال 25 شخصا من ذوي الإعاقة السمعية إلى جامعة جالوديت الأمريكية .

·      تخريج 27 مترجما في لغة الإشارة.

·      إرسال 5 أشخاص للحج سنويا بدعم من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

·      توفير 60 جهازا تعويضيا.

·      توفير 800 سماعة أذن.

·      افتتاح ورش للصم في هيئة تقنية المعلومات.

أما عن المعهد فيذكر سلطان العامري أنه تأسس في منتصف عام 2016م ويهدف إلى  إدماج المجتمع في عالم الأشخاص الصم بالتواصل، ويقوم على تعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية والأسوياء أيضا لغة الإشارة وتنمية قدرات الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية علميا وثقافيا، وتطوير مهارات النطق التي تساعد في النمو العقلي و التواصل اللغوي .

وعن مدى مشاركة أبناء المجتمع الأسوياء في تعلم لغة الإشارة قال سلطان في حديثه لـ”أثير” إنه فخور جدا بالأهالي وأفراد المجتمع في المنافسة لتعلم لغة الإشارة، موضحا بأنهم  بمشاركتهم وسعيهم إلى تعلم الإشارة حققوا أحد أهداف المعهد، مضيفا بأنه يسعى في المستقبل إلى دعم الراغبين بدورات مجانية تمتد لسنوات لتخريج مترجمين عمانيين .

هذه قصة المذيع المبدع سلطان العامري الذي ختم حواره معنا بشكر الداعمين الحقيقيين لإنجازاته وهم  أفراد أسرته وخص بالذكر “زوجته”، وزميله هلال العامري والمذيع عبدالله السباح وسعيد البداعي. من جهتنا  نشكر عبر “أثير” المترجم حمد بن ناصر العامري الذي قام بترجمة هذا الحوار.

اقرأ أيضا

عدل

Read more: https://www.atheer.om/archives/400905/%d8%b4%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d9%8f%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d9%8f%d8%ad%d9%88%d9%91%d9%90%d9%84-%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d9%82%d8%aa%d9%87-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%ad%d9%86%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-2/#ixzz6lgbmLwtu