مستخدم:UserU7/ملعب

أبواب السعادة وحياة القلوب (كتاب)

عدل

تعريف بالكتاب

عدل

كتاب موضوعه إصلاح القلوب وتزكية النفوس من تأليف أ.د. عادل بن مبارك المطيرات؛ أستاذ الفقه المقارن والسياسة الشرعية في كلية الشريعة – جامعة الكويت، تحرّى فيه الأسباب الموصلة للسعادة والحياة الطيبة، فعدّها في أربعة وثلاثين سبباً وجعل في نهاية الكثير من هذه الأسباب منهجاً عملياً يعين على تحقيقها.

تقسيم الكتاب

عدل

احتوى الكتاب على 34 باباً، كل باب فيه تفصيل لسبب من أسباب السعادة

أسباب السعادة

عدل

نذكر منها عشرة أسباب متفرقة وبتعريف يسير:

1. الرضا: وبه تطيب حياة المؤمن العامل للصالحات، فبالرضا يتلقى المسلم الأقدار وبالقناعة يتلقى الأرزاق، فإن أحسن العبد الظن بربه علم ان أقدار الله لا تخرج عن شيئين اثنين وكلاهما خير: فإن كانت سراء تلقاها بالشكر وإن كانت ضراء تلقاها بالصبر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ". وضد الرضا السخط وهو مذموم.

2. الإخلاص لله تعالى:  فيعمل المسلم العمل لله وحده فيصفّي سره وقوله وعمله وعبادته له وحده لا شريك له، ولا ينتظر ثناء المخلوقين، قال تعالى: ( ألا لله الدين الخالص ). والإخلاص لا يكتمل للعبد الإ بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم على هديه ليعبد الله كما أمر. وضد الإخلاص الرياء وهو مما يجب الحذر منه أشد الحذر لأن من الرياء ما يوصل إلى الشرك الأكبر.

3. التفكر في نعم الله تعالى: للقيام بواجب الشكر، لأن إِلْف النعم يُنسي النعم. والتفكر إنما يكون باستشعار المنعم الحقيقي وهو الله تعالى وتذكر نعمه التي لا يحيط بها الحصر، قال تعالى:( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). والشكر يكون بثلاثة أمور: الثناء على المنعم، والتحدث بنعم الله تعالى، واستعمال النعم في الطاعة لضمان استمرارها. ورأس الشكر ذكر الله، فمن كان لله ذاكراً فهو له شاكراّ.

4. التفاؤل: وذلك بإحسان الظن بالله والتوكل عليه وتوقع الخير وطرح الوساوس، وضده التشاؤم الذي هو سوء ظن بالله تعالى لذلك ذمّ القرآن المتطيرين ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الطيرة وكان يعجبه الفأل -وهو الكلمة الصالحة الطيبة.

5. الخشوع في الصلاة: التي هي أحب الأعمال إلى الله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة "، فهي غذاء القلوب وقرّة العيون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر يصلي. ومن وسائل الخشوع في الصلاة وسائل علمية ووسائل عملية؛ فأما العلمية فهو بمعرفة الله وحقه ومعرفة قدر الصلاة وتعلم فقه الصلاة، وأما العملية فهي باستحضار القلب قبل الدخول إلى الصلاة وأثناء الصلاة والتأني في الصلاة واختيار المكان المناسب البعيد عن موانع الخشوع.

6. تدبر القرآن: فإن القرآن أنزل لتدبره والعمل به، قال تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ). ومن يتدبر القرآن يطّلع عل معالم الخير والشر فيلزم الخير ويجتنب الشر. وجمع القلب عند تلاوة القرآن هو أنفع شيء للقلب لأنه يورث الأحوال التي بها حياة القلوب. وفضل تلاوة القرآن فضل عظيم وتدبره زيادة فضل على فضل، فإن التدبر طريق العمل.

7. سلامة الصدر: فأفضل الناس عند الله التقي النقي الذي ليس في قلبه بغيّ ولا غلّ ولا حسد على إخوانه المسلمين. فما أسرع أن يتسرب الإيمان من القلب المغشوش، لذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحسد والبغضاء وأخبر أن البغضاء هي الحالقة أي حالقة الدين.

8. الإحسان إلى الخلق بالقول والعمل: فالمسلم إذا أحسن إلى الخلق دفع الله عنه من الهموم والغموم بقدر إحسانه فيعود ذلك عليه بالسعادة. وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل قضاء حوائج المسلمين في أحاديث كثيرة، فجعل الفاعل أحب الناس والعمل أحب الأعمال: " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ".

9. استغلال الوقت بما ينفع: لأن كثرة الفراغ وعدم استغلال الوقت بما ينفع سبب من أسباب تسلط الشيطان على العبد وإيقاعه في المعاصي. وقد أقسم الله بالوقت لأنه رأس مال العبد الذي ينتفع به فإن ضيعه فإن الوقت لا يستدرك أبدا، قال تعالى: ( والعصر، إن الإنسان لفي خسر ). والكيّس الفطن من تنبه لهذا وجعل وقته نصب عينيه وتفكر في واجب الوقت ووظيفته واستعمل وقته فيما ينفع من أمور الدنيا والآخرة.

10. بر الوالدين: فهو من حسن الإسلام وأفضل العبادات وهو طريق إلى الجنة وسبب في زيادة العمر والبركة في الرزق. وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين وجعل حقهما بعد حقه تعالى فقال: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )، وجعل عقوق الوالدين أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله.


وغيرها من الأسباب المتعلقة بمعرفة العبد لربه كتعظيم الله عزّ وجلّ، والإفتقار إليه والأنس به وحسن الظن به تعالى.

وأسباب أخرى متعلقة بالجانب التعبدي للمسلم كالإستغفار والمحافظة على الذكر وقيام الليل والبعد عن المعاصي والتفكر وغير ذلك من الأسباب.


المراجع

أبواب السعادة وحياة القلوب، أ.د. عادل بن مبارك المطيرات