أرزقي الشرفاوي الأزهري

عدل

أرزقي الشرفاوي الأزهري[1] من علماء الجزائر الذين أفنوا حياتهم في سبيل طلب العلم والمعرفة، والدفاع عن دين الله والدعوة إلى الإسلام الصحيح ونشر الإصلاح، فكانت حياته جهادا مضنيا وكفاحا متواصلا رسما لحياته مسار التضحية وبذل الغالي والنفيس من أجل رسالة عنوانها الدعوة، غايتها الإصلاح ووسيلتها الجهاد، رسالة لم تثنه عنها الأشواك التي خضبت طريقه بدماء ارتوت منها الأرض الذي بزغ في سمائها نجم علامة نذر حياته لخدمة الوطن بالفكر والقلم واللسان، فكان قبسا من أقباس الهداية التي أضاءت الطريق للأجيال نحو حياة العزة والكرامة، إنه قبس علامتنا المصلح الشيخ: أرزقي الشرفاوي الأزهري.

اسمه ومولده وأسرته

عدل

هو محمد أرزقي بن محمد وعلي، أمه ثسعذيث، ينحدر من عائلة ابن القاضي التي كانت تحكم إمارة كوكو بجبال جرجرة، ولد سنة: 1302هـ/1880م بقرية "شرفاء بهلول" التي ينسب إليها، وهي قرية تقع على بعد ثلاثة أميال من مدينة عزازقة، ولاية تيزي وزو، قرية الولي الصالح: "بهلول بن عاصم" التي تضم زاوية عامرة تنسب إلى هذا الأخير، والتي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس الفقه وعلوم اللسان...

ولد محمد أرزقي لأسرة تمتهن الفلاحة، لم يعرف عنها كبير حظ من الغنى والسعة، لكن وعيها رسم لها سعة أفق صنع لها غناها الفكري بانشغالها بتربية نشئها تربية إسلامية أساسها حفظ القرآن الكريم، الأمر الذي تسنى لمحمد أرزقي فعلا ببلوغه سن التمييز، كان ذلك في زاوية شرفاء بهلول، انتقل بعدها إلى زاوية أحمد الإدريسي البجائي بإيلولة حيث انتظم في سلك طلبتها وأتقن القرآن الكريم حفظا ورسما وتجويدا، تنقل بعدها إلى زاوية سيدي عمرو بن الحاج بقرية بني يجر أين تعلم النحو والفقه والتوحيد ومبادئ اللغة العربية والحساب.

بعدها، تنقل محمد أرزقي إلى الجزائر العاصمة ليدرس بالمدرسة الثعالبية حيث كان العالم الفاضل الشيخ عبد القادر المجاوي مدرسا، فواظب هنالك على دروس الشيخ الجليل بالمدرسة، كما درس على يديه لمدة سنتين خارج المدرسة، نال على إثرها إعجاب شيخه الجليل، كيف لا، وهو الذي كان مثالا للجد والنشاط والسلوك القويم، الأمر الذي جعل شيخه يتنبأ له بمستقبل علمي زاهر.

رحلته إلى مصر

عدل

تأثر الشيخ الشرفاوي أيما تأثر بما كان يسمعه من ثناء أساتذته عن فضل الأزهر الشريف ومشاهير أهل العلم الذين تخرجوا منه، فتمنى أن يلتحق به ليتخرج منه ويحرز شهادة العالمية، وهو الأمر الذي شجعه عليه الشيخ المجاوي، وكان مما أوصاه به في هذا الصدد: «أوصيك بوصية أجمع لك فيها علم العلماء وحكمة الحكماء، فعض عليها بالنواجذ: أحسن الظن بالله واتقه في السر والعلانية، و تسلح بالصبر،  فأنت المنتصر، و الرجل يصهره القدر في بوتقة المحن والخطوب، و لكنه ينكش عن ذهب خالص»[1]، ثم تلا قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُّهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الاَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَّخْرُجْ مِنم بَيْتِهِ مُهَاجِرًا اِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(100)﴾[سورة النساء].

مسلحا بهذه العبارات التي ألهبت الحماسة في داخله، سافر الشيخ الشرفاوي من على ظهر باخرة معدة لنقل الحيوانات في رحلة شاقة ومضنية كاد يهلك فيها، وصل بعدها إلى الإسكندرية منهك القوى، بعد أن لاقى من المشاق والمصاعب ما ألزمه الفراش أياما.

انخرط الشيخ الشرفاوي في الأزهر الشريف، وبدأ الدراسة بعزيمة قوية وتصميم كبير على المضي قدما في الطريق الذي رسمه لنفسه، حتى وإن كانت الضريبة عهدا يقطعه على نفسه بأن لا يكاتب أهله ولا يقرأ رسالة ترد عليه منهم حتى ينتهي من دراسته، وذلك خشية أن يكون في تلك الرسائل ما يثير حنينه إليهم، ويشغله عن مواصلة الدراسة، فقضى قرابة أربعة عشر سنة دون أن يقرأ رسالة واحدة من الرسائل التي وردت عليه من الجزائر.

لم يفتح الشيخ الشرفاوي رزمة الرسائل التي اجتمعت لديه طيلة هذه السنوات إلا بعدما أنهى دراسته وأحرز على شهادة العالمية، وكم كان وقع الصدمة شديدا عليه لما وجد إحدى تلك الرسائل تنعي إليه أباه، وأخرى تنعي إليه والدته وثالثة تنعي أخته، ورابعة تنعي إخوته الثلاثة، فهؤلاء الأهل وإن ماتوا في فترات متقاربة إلا أنهم بالنسبة له ماتوا في وقت واحد.

شيوخ الشيخ الشرفاوي في الأزهر الشريف

عدل

درس الشيخ الشرفاوي على يد ثلة من علماء الأزهر، وقد تأثر باثنين منهم أشد التأثر، وهما:

1. الإمام الفقيه العالم الموسوعي الشيخ: محمد بخيت المطيعي الحنفي الذي كان يلقب بالأستاذ الأكبر (1271هـ/1354هـ)، قضى ما يزيد عن ستين عاما في التدريس، شغل منصب قاضي مصر، ثم مفتيها.

ومن مناقبه التي كان الشيخ الشرفاوي يشيد بها كثيرا في كل مرة كان يذكره فيها: سعة علمه، عمق إدراكه، بعد نظره وتفانيه في خدمة العلم ومحبيه، وهو الذي كان يقول أنه أخذ عن شيخه زيادة عن العلم حسن استغلال الوقت والحرص عليه...فقد كان يرى في شيخه أنموذجا حيا لتمديد الوقت وتطويله وإن كان قصيرا، لقد تأثر الشيخ الشرفاوي بالشيخ بخيت من حيث مناحيه الفكرية وطريقته في البحث والمناظرة وتأصيل القواعد وتفريع الأصول واستنباط الأحكام من الأدلة الشرعية، كما أثرت فيه نظرته إلى ضعف المسلمين وانحطاطهم وعلل تأخرهم عن الركب.

من مؤلفات الشيخ الجليل: محمد بخيت المطيعي:

- إرشاد الأمة إلى أحكام أهل الذمة.

- أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدع من الأحكام.

- حسن البيان في دفع ما ورد من الشبه على القرآن.

- الكلمات الحسان في الأحرف السبعة وجمع القرآن.

- القول المفيد في علم التوحيد، وغيرها...

2. العلامة الأستاذ: يوسف الدجوي (1870م/1946م)، من هيئة كبار علماء الأزهر، والمحرر في مجلة نور الإسلام، كف بصره وهو صغير، ورغم ذلك فقد جد في طلب العلوم والمعارف حتى صار قمة شامخة في المعقولات والمنقولات.

من مؤلفاته:

- رسائل السلام ووسائل الإسلام.

- الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف في الكتاب الشريف.

- تنبيه المؤمنين لمحاسن الدين.

- الرد على كتاب الإسلام وأصول الحكم لمصطفى عبد الرزاق.

ومما كان يرويه عنه الشيخ الشرفاوي: حرصه الشديد على التحدث بالعربية الفصحى، فالأمة العربية فريدة بشخصيتها التي لا سبيل إلى التعرف عليها إلا بواسطة هذه اللغة، وأن دراسة هذه الأخيرة هو خير سبيل لمعرفة الشخصية العربية والتمييز بين الأصيل والدخيل.

لقد تأثر الشيخ الشرفاوي بالشيخ الدجوي من حيث نزعته السلفية في العقائد ثم التنسك والتصوف، كما تأثر بأسلوبه في الدرس والمحاضرة، وأخذ عنه طريقته في الدعوة إلى الله تعالى ومنهجه في التفكير في أحوال المسلمين وأوضاعهم[2].

إحراز الشيخ الشرفاوي على شهادة العالمية

عدل

بعد كد وكدح في سبيل العلم، وبعد مكابدة المتاعب والمشاق، نال الشيخ الشرفاوي شهادة العالمية، وأجيز إجازة عامة في التدريس والتعليم سنة: 1339هـ الموافق لـ: 1921م، وهو النجاح الذي احتفى به الطلبة المغاربة وفرحوا به كثيرا لما عرفوه عن الشيخ الشرفاوي من الجد والنشاط في سبيل تحصيل هذه الشهادة، ولما أدركوه لما لاقه من محن وما ذاقه من حرمان وما عاشه من معاناة على مدار أربع عشرة سنة قضاها في القاهرة، ولما شهدوا له لما تحلى به من الأخلاق الفاضلة والآداب الحميدة التي رافقت مسيرته هناك.

زاول الشيخ الشرفاوي، بعد تخرجه، التدريس في الأزهر، وأخذ يبحث ويكتب ويفيد بفكره وقلمه طوال أحد عشرة سنة، تردد خلالها على المكتبات العامة بالقاهرة، وعكف فيها على المطالعة ودراسة التراث الإسلامي والعربي، وسجل مشاركات له في كتابة مقالات في مجلة الأزهر وغيرها.

عودته إلى الجزائر

عدل

بعد أن أدى مناسك الحج سنة: 1351هـ/1933م، هاجت أشواق الشيخ الشرفاوي إلى الجزائر وحن إليها، في تحول طارئ ومفاجئ لم يعلله الشيخ بأية علة. صارح الشيخ الشرفاوي زوجته،وأطلعها عن رغبته في العودة إلى الوطن، و خيّرها بين مجيئها معه وبقائها مع عائلتها، واختارت مصاحبته، لكن ضغوط عائلتها حالت دون ذلك، فطلقها الشيخ الشرفاوي مرغما وهو غير راض بذلك.

أرسل الشيخ الشرفاوي رسالة إلى أهله يعلمهم باعتزامه العودة إلى الجزائر بصفه نهائية، فكان ذلك بالنسبة لهم وسام شرفهم وعنوان مجدهم، فجمعوا له مبلغا من المال وبعثوا به إليه ليستعين به في عودته.

ما إن وصلت الباخرة التي أقلت الشيخ الشرفاوي، وما إن نزل بميناء العاصمة، حتى وجد في استقباله جمعا غفيرا من العلماء وطلبة العلم والأعيان والأقارب، في مقدمتهم: أحمد بن زكري، مدير المدرسة الثعالبية، والشيخ الطيب وعماره، شيخ زاوية أحمد الإدريسي البجائي.

أقام الشيخ الشرفاوي بفندق "قصر الشتاء" بساحة الشهداء، وهناك اجتمع بالعالمين الجليلين، الأستاذ: عبد الحميد بن باديس والشيخ الطيب العقبي، وهناك تحدث الشيوخ حول الحركة الإصلاحية بالجزائر ووسائل تحرير العقول من قيود الجهل وآليات الخروج بها إلى نور العلم والمعرفة، وما ينبغي اتخاذه في المستقبل حتى تعم النهضة الإصلاحية كافة أرجاء الوطن.

عرض الإمام عبد الحميد بن باديس على الشيخ الشرفاوي العمل معه في صف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والإقامة في العاصمة حتى يتسنى له القيام بواجبه في الإصلاح والتعليم، لكنه اعتذر له، وأكد له بأنه سينهض بواجبه الإصلاحي على أكمل وجه، لكن ذلك سيكون في إحدى المناطق الريفية المحرومة من نور العلم والتي تسود بها البدع والخرافات وتعاني من دسائس المبشرين، واكتفى الشيخ الشرفاوي بإمداد صحف جمعية العلماء بالمقالات والبحوث، ولقاء زملائه العلماء من حين لأخر للتشاور وتبادل الرأي.

قضى الشيخ الشرفاوي بالعاصمة بضعة أيام، ثم اصطحبه وفد من قرية شرفاء بهلول إلى مسقط رأسه، وهناك استقبل بحفاوة، وسكن بزاوية القرية إلى أن شيد منزله.

تدريس الشيخ الشرفاوي بالمعهد اليلولي

عدل

اختار الشيخ الشرفاوي التدريس بالمعهد اليلولي لمميزاته الكثيرة: كثرة طلبته واستقلال نظامه وحرية أساتذته في التعليم... بدأ الشيخ التدريس بالمعهد بعد بضعة أشهر من عودته من مصر، وقد بلغ الأمر ببعض الطلبة القدامى الذين أنهوا دراستهم وأخذوا يباشرون أعمالا مختلفة في مناطقهم -بعد أن سمعوا به- أن عادوا إلى المعهد للدراسة على يد الشيخ.

وكانت الدروس التي برمجها في تلك السنة، والتي ظل على أغلبها طوال إقامته بالمعهد، لمدة عشر سنين، هي:

- التفسير، وكان يعتمد على تفسير: "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" لمؤلِّفه محمود الآلوسي البغدادي، إذ رأى فيه تفسيراً جامعاً لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية.

- الحديث الشريف، وكان يدرسه من كتاب: "سبل السلام، شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام" لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، (ت 1182هـ).

- الفقه، وكان يدرسه "بمتن الشيخ خليل" و"شرح الخرشي": وقد ختمه الشيخ الشرفاوي يوم الأحد 14 ربيع الثاني 1352هـ الموافق لـ: 18 جوان 1938م، وقد أقام المعهد حفلا تاريخيا بمناسبته.

- علوم اللغة العربية، من بلاغة ونحو وصرف.

- الرياضيات والحساب والمنطق والتاريخ.

لقد كان الشيخ الشرفاوي يعكف على إلقاء هذه الدروس لوحده، فيبدأ بالحديث إثر صلاة الصبح، وينتهي بعد صلاة العشاء بدرس الفقه، تتخللها استقبالات السائلين والمفتين من الطلبة والمواطنين.

عرف عن الشيخ الشرفاوي انضباطه وحرصه على أوقات الدروس، فكثيرا ما يزوره شخص ذو قيمة علمية أو مكانة اجتماعية، فيترك الشيخ للزائر من يؤنسه ويستعد هو للدرس أو يدخل إلى القاعة، وقد ذكر الشيخ المهدي البوعبدلى - رحمه الله – أنه جاءه زائرا مع أحد القضاة، وكان وقت الدرس قد آن، فرحب بهما ثم اعتذر منهما وأقبل على درسه تاركا معهما أحد الطلبة الكبار.

لم يخف الشيخ الشرفاوي توجهه المعادي للاستدمار الفرنسي ولأذنابه، فكان مما شاع عنه قوله: «إنني لا أخاف من المستعمرين الفرنسيين كما أخاف من هؤلاء الخونة الذين باعوا دينهم ووطنهم بأبخس الأثمان»، وقوله أيضا: «إن الاستعمار مرض عضال لا دواء له إلا استئصاله، وقد يصعب على من تعود عليه أن يسمع أن هذا المرض العضال سيزول وتشفى منه الجزائر، ولكن من يعيش منكم سيرى»، وقوله أيضا: «ليس هناك طريق إلى الحرية سوى القوة، وليس هناك طريق إلى الحياة سوى الموت، ولن يريحنا من الاستعمار إلا الانفجار».

مثل هذه المواقف جعلت السلطات الفرنسية المحلية تضيق الخناق عليه، لكن، وفي كل مرة، كان صديقه الأستاذ: أحمد بن زكري، رحمه الله، مدير المدرسة الثعالبية، يدافع عنه، لما له من مكانة لدى السلطات الفرنسية، نظرا للمنصب المرموق والمنزلة العلمية اللتان كان يتمتع بهما.

ومما يذكر عنه أن وفدا متكونا من محافظ ولاية تيزي وزو وأعوانه قاموا بزيارة المعهد اليلولي في أوائل الأربعينات، فطلب منه أن يعد كلمة مكتوبة ترحب بالضيوف وتنوه بفضائل الحاكم على المعهد: فيها اعتراف بالجميل واتقاء للشر وضمان لقضاء مطالب المعهد لدى الدولة الفرنسية في المستقبل، فما كان من الشيخ إلا أن ألقى كلمة ارتجالية رحب فيها بالحاكم ورفقائه، وتحدث فيها عن عظمة الإسلام وعن الحضارة الإسلامية،

وذكر أن الإنسان لم يعرف العدالة والمساواة الحقة إلا في الإسلام، وأن شمسه ستظل تنير الكون لأنها شمس الله عز وجل، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(09)﴾ [سورة الحجر]، فتم للشيخ ما أراده من ترحيب مفروض عليه بكلمة ارتجالية انتهزها فرصة للإشادة بالإسلام وبعظمته، وبأنه الدين الوحيد الذي علم الإنسانية معاني الحرية والعدل والمساواة.

مؤلفاته

عدل

ألف الشيخ الشرفاوي كتبا قيمة في مختلف الفنون، لكن معظمها ضاع خلال الثورة التحريرية، فمنها ما أتلفه الجنود الفرنسيون ومنها ما نهبه الناهبون، وفيما يلي تآليفه:

1. كتاب "الخلاصة المختارة في فضلاء زواوة": وهو كتاب ضم تراجم لعلماء زواوة ومشاهيرها، رتب المؤلف التراجم على حروف الهجاء وأورد فيها أخبارا ونوادر ومواقف.

2. كتاب "إرشاد الطلاب إلى ما في الآيات من الإعراب": وهو كتاب يعنى بالقرآن الكريم من حيث اللغة والإعراب، فهو يشرح الكلمة الغامضة ثم يعربها أو يعرب كامل الجملة، مع إيراد ما يوافق ذلك من كلام العرب الفصيح...

3. كتاب "الدروس الإنشائية لطلبة زوايا الزواوية": وهو كتاب ألفه الشيخ الشرفاوي مما كتبه من الدروس حين تلقى هذا العلم عن مشايخه بالأزهر الشريف، مضافا إليها الدروس التي ألقاها على طلبته بالمعهد اليلولي، عرف فيه الإنشاء وتحدث عن الأسلوب الإنشائي والأغراض الكلامية والشعر والنثر، وألحقه مجموعة من رسائل البلغاء لينسخ القارئ على منوالها في الكتابة.

4. كتاب "بغية الطلاب في علم الآداب": هو كتاب يعرف الأدب بأنه ثمرة من ثمار قريحة الإنسان وعقله ونفسه، تحدث فيه عن تأثير البيئة في الأديب، كما تحدث عن عصور الأدب العربي، وقدم رسومها وحدودها...

5. "الرسالة الفتحية في الأعمال الجيبية": وهي رسالة في العمل بالربع المجيب، لم ترد تفاصيل عنه لأن الكتاب مفقود.

مقالاته

عدل

يتعذر استقصاء ما نشره الشيخ الشرفاوي في الصحف المصرية أو الجزائرية وذلك لقلة المراجع، ونقتصر في هذا المقام على ذكر البعض منها:

-جريدة الصديق: كتب فيها عدة مقالات تحت عنوان: "أسباب الرقي"، إحداها منشور بتاريخ 25 جويلية 1921م.

-جريدة البصائر: نشر فيها سلسلة من المقالات سنة 1936م حول إثبات هلال رمضان بالطريقتين الشرعية والفلكية.كما نشر بها سلسلة من المقالات اختار لها عنوانا هذه الآية الكريمة من قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبـِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ...(125)﴾ [سورة النحل]، كان ذلك سنة 1938م، بين فيها شروط الدعوة، أقسام الدعوة وطرق الدعوة...

-جريدة الثبات وجريدة الأمة: كتب فيهما سلسلة من المقالات في الإصلاح الديني تحت عنوان: "كيف يكون العالم الديني".

شخصيته وصفاته

عدل

كان الشيخ الشرفاوي قوي العقيدة، صادق الإيمان، رزين الطبع، عرف بعزيمته وصموده وطموحه الذي يقف به في وجه التحديات،  غير مبال بما قد ينجر عنها من هزات ورجات، و هو الذي كانت طفولته سلسلة متصلة الحلقات  من متاعب ومشاق وحرمان، لم يسلم منها حتى بعد عودته إلى الجزائر واستقراره بمسقط رأسه بين أهله، فقد كان أعداء العلم والإصلاح يكدرون عليه صفو حياته بجحودهم وتنكرهم وإعراضهم ...

يراه من لا يعرفه فيهابه للوهلة الأولى، لما يوحي به مظهره من المهابة والجلال، لكن ما إن يفاتحه بالحديث حتى يجده طيب النفس والروح، رقيق المزاج، مرهف الحس ومتدفق الشعور.

من أقواله

عدل

من الأقوال التي رويت عن الشيخ الشرفاوي وحفظت عنه ما يلي، نوردها كما صاغ الأستاذ: محمد الصالح صديق[3] معانيها بالعربية:

             "دعائم الحياة ثلاث: نفس مطمئنة ومعيشة ميسرة وسمعة طيبة".

             "يمكن للطبيعة أن تقدم إلى أكثر الناس حظا ما يحبه ويتمناه، إلا السعادة فإنها لا تعطى ولا توهب لأنها تنبعث من النفس".

            "... التشاؤم موت قبل الأوان".

            "الأيام صحائف الآجال، فالعاقل المحظوظ من خلد فيها أجمل الآثار".

            "القومية الصحيحة الراقية أن يكون القوم قد حصلوا على قسط وافر من أسباب الرقي المادي والروحي".

            "قليل جدا من الناس من يعرفون لماذا يعيشون ولكنهم جميعا يحبون البقاء".

             "عمر الإنسان بما قدم لا بما عاش".

             "العاقل من لا يجالس إلا من يجانس".

وفاته

عدل

توفي رحمه الله بعد زوال يوم الأربعاء 11 محرم 1364هـ، وشيعت جنازته في مشهد مهيب حضره العلماء والأعيان والطلبة وجمهور كبير من مختلف الشرائح، ودفن بجوار بيته بمسقط رأسه بشرفاء بهلول.

رحم الله الشيخ أرزقي الشرفاوي الأزهري وأسكنه فسيح جناته

المراجع

عدل
  1. ^ "الشيخ الرّزقي الشرفاوي مفتيًا" (PDF). مجلة الإحياء ع. 15: 370–394.

المعلومات الكاملة للمراجع

عدل

________________________________________

عدل

[1] - "الشيخ الرزقي الشرفاوي حياة وآثار، شهادات ومواقف"، الأستاذ: محمد الصالح الصديق، دار الأمة، الطبعة الأولى، 1998م، ص 18.

[2]الأستاذ: محمد الصالح الصديق/ المرجع السابق، ص 26-27.

[3]- الأستاذ: محمد الصالح الصديق، المرجع السابق، ص 80-81.