الحرف اليدوية والصناعات التقليدية في سلطنة عمان

عدل

تمثل الحرف اليدوية والحرف التقليدية جانباً أساسياً من الهوية العمانية، حيث إنها تسهم بشكل كبير في الحفاظ على تراث السلطنة وثقافتها. بالإضافة إلى دورها النسبي في تعزيز الاقتصاد المحلي، فإن صناعة الحرف اليدوية والحرف التقليدية تعتبر جزءاً أساسياً من المشهد الثقافي والاجتماعي في سلطنة عمان. وبفضل اهتمام السلطنة المبكر بتطوير هذه الصناعات، أصبحت واحدة من الدول الخليجية الرائدة في هذا المجال، كما أنها تشكل مقصداً سياحياً مهماً[1]. وأيضاً، تحتفي السلطنة الممثلة بالهيئة العامة للصناعات الحرفية في الثالث من مارس سنوياً باليوم الحرفي العُماني[2]، للتأكيد على الدور الإيجابي للحرفيين والتعريف بحرفهم في المجتمع، نظمت الجهات المعنية فعاليات مختلفة في مختلف محافظات السلطنة بمناسبة يوم الحرفي العماني لتشجيع الحرفيين والحرفيات على ممارسة مهنهم التقليدية وتعريف الشباب بمهن آبائهم وأجدادهم ومختلف أفراد المجتمع لزيادة الوعي بالصناعات الحرفية فيما بينهم، والتأكيد على أهمية الحفاظ عليها[3].

ومن الحرف التي تمثل جزءًا من التراث العماني حرفة النحت على الخشب التي لم تندثر حتى يومنا هذا، حيث تُستخدم في نحت الآيات القرآنية في المساجد وكذلك في تزيين الأبواب والسفن. بالإضافة إلى صناعة النسيج وقد كانت هذه الصناعة من أهم الحرف في السلطنة منذ القدم، حيث كان أهل البادية يستخدمون آلات الغزل وصوف الماعز والأغنام في نسج الملابس والخيام. ومن بين الحرف اليدوية، تعد صناعة الأحجار الكريمة والمجوهرات من الحرف ذات العائد الاقتصادي الأكبر، وتشتهر صناعة المجوهرات والفضة بشكل خاص في السلطنة بنقوشها النادرة من الزهور والبتلات الهندسية. وتُعد صناعة البخور والمباخر أيضاَ مهمة في السلطنة وهي من الحرف التقليدية التي توارثتها النساء على وجه الخصوص ولا تزال مستمرة حتى اليوم. وتتميز أيضاً بصناعة الفخار التي تم اكتشافها في بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد. وحتى وقت قريب كانت السلطنة مركز صناعة الفخار في منطقة الخليج، حيث كانت تنتج المباخر والأباريق وأواني الطبخ الجذابة والملونة. ومن أشهر الحِرف اليدوية التي تشتهر بها السلطنة أيضاً صناعة السعفيات (سجاد القش والسلال)، وهي نتيجة البيئة العمانية وعلاقة الفرد بأشجار النخيل.[1]

من أبرز الحرف والصناعات ممارسةً في سلطنة عمان[1][4]:

عدل
  • صناعة الحلوى العمانية
  • صناعة النسيج
  • صناعة الحلي والمجوهرات
  • صناعة المباخر والبخور
  • صناعة السفن
  • صناعة الفخاريات والنقش على الخشب
  • صناعة السعفيات

الحلوى العمانية

عدل

ولاتزال هذه الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مستمرة منذ الأزل حتى يومنا هذا، وتُشكل جزءاً كبيراً من تاريخ التراث العماني. وأشهرها صناعة الحلوى العمانية واستمرت وحظيت بشعبية واسعه قديماً إلى وقتنا الحاضر، وأصبحت رمزاً للكرم والأصالة ومن الحلويات التراثية التي تضاهي أنواع الحلويات الأخرى وتتواجد في أهم المناسبات السعيدة والاحتفالات والأعياد. وقبل مغادرة السلطنة، يحمل السائحون والزوار الحلوى العمانية كهدايا تذكارية للأهل والأقارب[4].

الصناعة السعفية

عدل

كانت صناعة المشغولات السعفية، أو بمسمى آخر عامّي” صناعة الخوص“، من أكثر الصناعات انتشاراً حتى هذا العهد، ومعظم البيوت الشعبية بها واحدة أو أكثر من هذه الصناعات المميزة. وكانت قديماً من أبرز العوامل التي يسرت معيشة أجدادنا، أي يصنعون منها احتياجاتهم من أدوات ومعدات. وفي عصرنا هذا تُستخدم كالزينة في المنازل من جمالها ولأنها جزءاً أصيلاً من التراثٍ العريق، فإن القائمين عليها يريدون لها أن تبقى خالده لأجيالٍ متعددة. ولا يزال كثيرٌ من النساء والرجال يُبدعون في الصناعات اليدوية باستخدام سعف النخيل في نماذج مختلفة، وتتميز هذه الحِرفة بالفن والإتقان والدقة.[5]

أهم صناعاتها[5]:

  1. السلال: تُصنع بألوانٍ وأحجامٍ مختلفة وتكون مستديرة وعميقة ذو مساحاتٍ مختلفة ومن استخداماتها تخزين الملابس وأداة لنقل البضائع والمواد الغذائية.
  2. المكبة أو المجبة: مخروطية الشكل كالأقماع وكانت تُستخدم لحفظ الأطعمة من الغبار والحشرات.
  3. المهفة: وهي أداة تُستخدم للتهوية اليدوية بأحجامٍ مختلفة
صناعة السفن
عدل

ومن الصناعات العمانية التقليدية بناء السفن الذي احتل مكانة مهمة في السلطنة، فمنذ آلاف السنين برع العمانيون في هذه الصناعة. ومن أشهرها السفن العمانية الغنجة والسنبوق، ومثلت هذه السفن دوراً رئيسياً في الوصول إلى أقاصي الأرض والاتصال بحضارات العالم القديم. وكانت أشهر مدينة في صناعة السفن هي ولاية صور العمانية، حيث تطل على المحيط الهندي.[4]

الخنجر العماني
عدل

يُعد الخنجر العُماني أحد أهم الصناعات الفضية في سلطنة عُمان، وكل فردٍ عُماني يقتني خنجراً واحداً على الأقل. وكذلك أُدرج الخنجر العماني في تصميم الشعار الوطني الرسمي، كما أن نصله الشهير يميزه عن غيره من الخناجر الأخرى في جميع أنحاء العالم. ويتفنن أفراد الشعب العماني في صناعة الخناجر المزينة بالحلي والمجوهرات الفضية، ويعني الخنجر بالنسبة للعمانيين الشجاعة أولاً والأناقة ثانياً. ويقتنيها بعض السياح كتذكار يخص الدولة.[4]

بعض من الإحصائيات[1]:

عدل
  • وفي نهاية عام 2022 وفق المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عمان بلغت الإحصائيات إجمالي عدد الحرفيين في السلطنة أكثر عن 23 ألفاً حرفّي.
  • ومن أكثر الصناعات الحرفية مزاولة في السلطنة صناعة النسيج القطني، وقد بلغ عدد الحرفيين 7502 حرفي يعمل في صناعة النسيج القطني وتتبعها صناعة النسيج الصوفي الذي بلغ عدده 5327 حرفياً.
  • واستناداً للإحصائية ذاتها استحلت صناعة البخور ومستلزمات التجميل المركز الثالث الذي وصل إجمالي عدد الحرفيين العاملين بها 4045 حرفي

المراجع

عدل
  1. ^ ا ب ج د سلمى حداد (17 مايو 2024). "الحِرف التقليدية أيقونة تراثية ترسم هوية سلطنة عمان التاريخية". الخليج أونلاين. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-19.
  2. ^ "السلطنة تحتفل باليوم الحرفي العماني". البوابة الإعلامية سلطنة عمان. 3 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-19.
  3. ^ حمد الهاشمي (1 مارس 2022). "أكثر من 23 ألف حرفي في سلطنة عمان وصناعة النسيج القطني أكثرها ممارسة". omandaily. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-19.
  4. ^ ا ب ج د "الحرف اليدوية والصناعات التقليدية". الجزيرة نت. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-21.
  5. ^ ا ب "الصناعات السعفية.. حرفة تراثية تعكس ارتباط الإنسان العماني القديم بالنخلة وكيفية الاستفادة منها". جريدة الرؤية العمانية. 3 فبراير 2016. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-21.