مستخدم:Sara alshehhi/ملعب
علم البلاغة في اللغة العربية
عدلالبلاغة في اللغة :
البلاغة في اللغة (الوصول والانتهاء) ،يقال بلغ فلان مراده –إذا وصل إليه ،وبلغ الركب المدينة -إذا انتهى إليها ،ومبلغ الشيء منتهاه.
فالبلاغة مأخوذة من قولهم : بلغت الغاية إذا انتهيت إليها وبلغتها غيري ،والمبالغة في الأمر : أن تبلغ فيه جهدك وتنتهي إلى غايته ،وقد سميت البلاغة بلاغة لأنها تنهي المعنى إلى قلب سامعه فيفهمه. ويقال بلغ الرجل بلاغة ،إذا صار بليغا ،ورجل بليغ : حسن الكلام يبلغ بعبارة لسانه كنهنا في قلبه.
البلاغة في الاصطلاح :
البلاغة هي وضع الكلام في موضعه اللائق به من طول وإيجاز وفصل ووصل ،وتأدية المعنى على أكمل وجه من الوضوح من جهة المعنى ،وعلى أكمل وجه من الصحة والفصاحة من حيث الأسلوب هذا مع مراعاة كل كلام للمقام الذي يقال فيه ولطبيعة المخاطبين به.
أساس علم البلاغة :
يقوم علم البلاغة على أساسين هما :
1- الذوق الفطري الذي هو المرجع الأول في الحكم على الفنون الأدبية ،فيجد القارئ أو السامع في بعض الأساليب من جرس الكلمات وحلاوتها ،والتئام التراكيب وحسن رصفها وقوة المعاني وسمو الخيال ما لا يجد في بعضها الآخر ،فيفضل الأولى على الثانية.
2- البصيرة النفاذة ،والعقل القادر على المفاضلة والموازنة والتعليل ،وصحة المقدمات لتبنى عليها أحكام يطمئن العقل إلى جدارتها ،ويسلم بصحتها.
نشأة علم البلاغة :
هناك اختلاف كبير في هذا الصدد ؛فمنهم من يقول : واضع علم البلاغة هو الجاحظ وخاصة في كتابه القيم البيان والتبيين وقيل : هو الججاني المتوفى 471 هـ بكتابيه دلائل و أساس البلاغة ،وقيل : هو ابن المعتز المتوفى 296 هـ بكتابه البديع ،وقيل : السكاكي بكتابه المفتاح .
الغاية من البلاغة :
تأدية المعنى الجميل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة ،لها في النفس أثر ساحر ،مع ملائمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه ،والأشخاص الذين يخاطبون.
عناصر البلاغة :
هي اللفظ والمعنى ،وتأليف للألفاظ يمنحها قوة وتأثيرا وحسنا ،ثم دقة في اختيار الكلمات و الأساليب على حسب مواطن الكلام ومواقعه ،وموضوعاته ،وحال السامعين ،والنزعة النفسية التي تتملكهم ،وتسيطر على نفوسهم.
الهدف من دراسة البلاغة :
هدف ديني ؛يتمثل في تذوق بلاغة القرآن الكريم والوقوف على أسرارها ،وتذوق بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره فيها.
هدف نقدي أو بلاغي ؛يتمثل في التمييز بين الجيد والرديء من كلام العرب شعرا ونثرا.
هدف أدبي ؛يتمثل في التدريب على صناعة الأدب ،وتأليف الجيد من الشعر والنثر.
أقسام علم البلاغة :ينقسم علم البلاغة إلى ثلاثة أقسام :
عدل1- علم المعاني :وهو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال.
علم المعاني هو العلم الذي يختصّ بالمعاني والتّراكيب، ويدلّ على الاستخدام المناسب للكلمات؛ ليعبّر عن الموقف بأفضل صورة مُمكنة، ولا يَنْظر هذا العلم إلى التّراكيب المُفرَدة أو الجُملِ الجُزئيّة فقط، بل يهتمُّ بدراسةِ النّصِ كاملاً؛ لأنّ التّعبير اللفظيّ يَتَحدّثُ عن حدثٍ مُعيّن؛ فإذا عرف القارئ معاني الكلمات عندها يتمكّنُ من معرفةِ أحوال الألفاظ، والتي تتطابقُ مع صور الكلام المُختلفة، وتساعدُ على معرفة معانيها بطريقةٍ واضحة، ويقسمُ علم المعانيّ إلى مجموعةٍ من الفروع، ومن أهمّها الخبر والإنشاء؛ إذ إنّ الكلام في اللّغة العربيّة إمّا أن يكونَ خبراً، أو إنشاءً، والآتي معلوماتٌ عنهما:
الخبر:هو ما يتمُّ فيه الكلامُ عن جملةٍ ما، ولا يقصدُ به الإشارة إلى مُصطلحِ خبر المُبتدأ، فأغلب الكلمات في اللّغةِ العربيّة تحملُ أخباراً معها ،ويستخدمُ أيضاً الخبر لنقلِ الكلام، والذي يدلُّ على صدقِ أو كذب النّاقل أو المُتكلم.
الإنشاء :هو الكلامُ الذي يحمل فكرةً واحدة مع تنوّعِ المعانيّ الخاصّة بكلماته، ولا يصحُّ وصف قائله بالصّدق أو الكذب ؛لأنّه يعتمدُ على إنشاء الكلمات بالاعتمادِ على قولِ المتكلم.
2- علم البيان :وهو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه.
علم البيان هو العلم اللغويّ البلاغيّ الذي يبحثُ عن إيصالِ المعنى الواحد، أو الفكرة بأكثرِ من أسلوب، وأيضاً يُعرفُ علم البيان بأنّه أسلوبٌ لتوضيح دلالةِ الكلمات من خلال فهم معانيها في سياق النّص، ويُقسمُ علم البيان إلى أربعة أقسام، وهي:
التشبيه: هو إنشاء علاقة تَشابهٍ بين أمرين لِوجود صفاتٍ مُشتركة بينهما؛ أيّ مُشاركةُ كلمةٍ لغيرها في المعنى، وللتشبيه أربعة أركان وهي: المُشبّه، والمُشبّه به، وأداة التّشبيه، ووجه الشّبه. مثال: البنتُ كالزّهرةِ في جمالها، المُشبّه هو البنت، والمُشبّه به هو الزّهرة، وأداة التّشبيه هي الكاف، ووجه الشّبه هو الجمال. وفي حالة التّشبيه يزيد أحد الطّرفين في وجه التّشبيه عن الآخر، ففي الجُملةِ السّابقة تزيد الزّهرة في جمالها عن البنت. للتّشبيه مجموعةٌ من الأنواع وهي:
تشبيهٌ تام: هو التّشبيه الذي يحتوي في تركيبه على كلّ أركان التّشبيه، مثل: البنتُ كالزّهرة في جمالها.
تشبيهٌ مُؤكّد: هو التّشبيه الذي حُذِف منه أداةُ التّشبيه، مثل: البنت زهرةٌ في جمالها.
تشبيهٌ مُجمل: هو التّشبيه الذي حُذِف منه وجه الشّبه، مثل: البنت كالزّهرة.
تشبيهٌ بَليغ: هو التّشبيه الذي حُذِف منه أداة التّشبيه ووجه الشّبه، مثال: البنت زهرة.
الاستعاره: هي تشبيهٌ حُذِف أحد طرفيه المُشبّه أو المُشبّه به، واللّذان يشترطُ وجودهما لِإتمام التّشبيه، وعند غياب أحدهما تظهر الاستعارة، ومِن أهم أنواعها:
الاستعارة المَكنيّة: هي التّركيب الذي حُذِف منه المُشبّه به وذُكِرَ المشبّه، مثال: طار الخبر في المدينة؛ ففي هذه الجملة حُذف المشبّه به، وهو الطّائر الّذي شبّهنا الخبر به.
الاستعارة التحقيقيّة: هي التّركيب الذي حُذِف منه المشبّه وكُتبَ المشبّه به، مثال: حارب الأسد بشجاعةٍ في المعركة، ففي هذه الجملة شبّهنا الإنسان بالأسد، ولكن لم يُذكر بل ذُكِرَ المشبّه به وهو الأسد.
الكناية: هي الأسلوب الذي يُستخدم عندما اللفظ أو الكتابة معنىً ظاهراً لجملة ولكن يُراد به معنىً آخر، وأيضاً تعرفُ الكنايّة بأنها لفظٌ يرادُ فيه معناه المخفي، من خلال استخدام معنى ظاهرٍ له، والكناية أنواع؛ وهي:
كناية عن صفة: هي التّركيبُ الذي يُقصدُ فيه معنىً آخر لصفةٍ ما، مثال: أطلقَ أخي قدميّه للرّيح، فهذه الجُملة لا تعنيّ ربط القدمين بالرّيح؛ بل هي كنايةٌ عن السّرعة في الرّكض.
كناية عن موصوف: هي التّركيب الّذي يُستخدمُ فيه موصوفٌ عُرف بصفاته، وذاته، وعمله، مثال: أمةُ الضّاد، والمقصودُ بالمثال هنا وصفُ العرب بأنهم أمةٌ للّغة العربيّة.
كناية عن نسبة: هي التّركيب الّذي يحتوي على صفةٍ، ولكنّها تنسب إلى شيءٍ مُتّصل بالموصوف، مثال: الكرمُ في بيتِ سعيد، وهنا تذكرُ الصّفة في الكرم، أمّا البيت فهو النسبة لسعيدٍ بأنّه كريم.
3- علم البديع :وهو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام ،بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال و وضوح الدلالة .
علم البديع: هو العلم الذي يبحث في تحسين الكلام اللفظي أو المعنويّ، ويقسمُ إلى الفروع الآتية:
الجناس: هو تركيبٌ يحتوي على كلمتين تتشابهان في اللّفظ ولكن تختلفان في المعنى، ويقسمُ إلى نوعين؛ وهما:
الجناس التّام: هو اتّفاقُ الألفاظ معاً؛ مثال: قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ) ؛ فالسّاعة والسّاعة تتشابهان تماماً في اللّفظ ولكنْ تختلفان في المعنى.
الجناس الناقص: هو وجود نقصٍ في اتفاقِ الألفاظ معاً؛ مثال: قال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) ؛ فكلمتا تقهر وتنهر تتشابهان في اللّفظ ولكن لا تتطابقان تماماً.
الطّباق: هو التّركيب الذي يجمع بين متضادّين في المعنى، مثل: يَتسابقُ اللّيل والنّهار.
المُقابلة: هو التّركيب الذي يجمع بين أكثرِ من لفظٍ ويقابله أكثر من لفظٍ مُضادٍّ له، مثل: اقرأ اليوم لتستفيد غداً.
وتبحث هذه الأقسام جميعها في الجانب الجمالي لنظم الكلام وتأليفه ،كما تعمل متضافرة لتحقيق غاية مثلى وهي : مراعاة المقال لمقتضى الحال بشرط اقترانه بالفصاحة. وهذا يعني أن المعاني والبيان والبديع لا بد أن تتوفر على عناصر أساسية هي التأثير والإقناع والحسن مع التقيد بسلامة اللفظ والتركيب.
خصائص علم البلاغة:
عدل1- يتميّزُ علم البلاغة بمجموعةٍ من الخصائص وهي:
2- تعدُّ البلاغة الطّريقة التي تساعدُ على بناءِ نصٍ لغويّ صحيح بعيدٍ عن الأخطاء.
3- تعتبرُ البلاغةُ وسيلةً من وسائل التّفكير بجماليّة الكلمات الخاصّة بالنصّ.
4- تساعدُ البلاغةُ في اختيار اللّفظ السّليم في المكانِ المناسب له حتّى يستقيم معنى الجُمل.
5- تُساهمُ البلاغة في تقديمِ مجموعةٍ من الأفكار للكاتب حتّى يتمكّن من استخدام بديع الألفاظ ،وبيان معاني الكلام بوضوحٍ تام.
المصادر والمراجع :
عدل1- عبد القاهر الجرجاني، أسرار البلاغة، صفحة 2،3. بتصرّف.
2- (معنى كلمة بلاغة"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2016. بتصرّف.
3- محمد العثيمين (1434 هـ)، شرح البلاغة من كتاب قواعد اللغة العربية (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية، صفحة 17، 18، 45، 46، 47، 48، 49، 50، 51، 52، 53، 54، 55، 56، 57، 58. بتصرّف.
4- سلامة موسى (1945)، البلاغة العصرية واللغة العربية (الطبعة الأولى)، مصر: سلامة موسى للنشر والتوزيع، صفحة 106. بتصرّف.
5- الخطيب القزويني (2003)، الإيضاحُ في علوم البلاغة (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 163، 164، 212، 241، 242، 243، 255، 257، 259، 262. بتصرّف.
6- http://virtuelcampus.univ-msila.dz/fll/wp-content/uploads/2016/04/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%82%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-3.pdf