مستخدم:Ruqalla/ملعب

الأدوار الاجتماعية

عدل

الدور الاجتماعي (الجندري) [1]هو دور اجتماعي يشمل مجموعة التصرفات والسلوكيات التي تعد غالبًا مقبولة ومناسبة ومرغوبة بالنسبة للأفراد طبقًا لوضعهم الجنسي الحالي أو المُتصور[2][3]. يركز مصطلح الدور الاجتماعي غالبًا على وضع مفاهيم للأنوثة والذكورة[2]، على الرغم من وجود استثناءات واختلافات. يمكن أن تتباين تفاصيل هذه الاستثناءات بصورة ملحوظة بين الثقافات، بينما يوجد خصائص أخرى مشتركة بين مجموعة كبيرة من الثقافات. ثمة نقاش حول مدي تأثير الطبيعة البيلوجية والبناء الاجتماعي على الدور الاجتماعي للأفراد والاختلاف بينهم. بذلت مجموعات مختلفة جهدًا كبيرًا- أكثرها شهرًا الحركات النسوية- لكي تغير من التمييز القائم على أساس الجنس لاعتباره تمييز ظالم وخاطئ. ظهر مصطلح الدور الاجتماعي لأول مرة على يد جون ماني (John Money) عام 1955 من خلال دراسته لأفراد ثنائيّ الجنس، متتبعًا طريقة تعبير كل منهم عن وضعه كذكر أو كأنثى في مواقف حيث لا يتدخل فيها العامل البيولوجي بشكل واضح.

نظرة عامة

عدل

تُعرف منظمة الصحة العالمية الأدوار الاجتماعية (gender roles)  بأنها: «مجموعة القواعد والتصرفات والمهام المُحددة اجتماعيًا أو كل ما يعتبره مجتمع ما مقبولًا من الرجال والنساء»[4]. ويستمر التساؤل عن: إلي أي مدى يكون الجندر (النوع الاجتماعي) و دور الجنسين مُحدد بواسطة المجتمع - مستثنيين بالطبع دور العامل البيولوجي- وإلى أي مدى يمكن اعتبار عبارة (مُحدد اجتماعيًا ) مُرادفًا لما هو غير موضوعي أو مرادفًا لما هو قابلًا للتغيير[5][6][7][8][9]. لذا؛ كان وضع تعريف مُقتضب للنوع الاجتماعي (الجندر) أوالدور الاجتماعي أمرًا غريبًا.

تضع سوسيولوجية الأنواع (sociology of gender) تعريفًا للتنشئة الاجتماعية للنوع (gender socialization) بأنها العملية التي يتعلم ويكتسب الفرد من خلالها دور مُحدد بنوعه.[10][11][12]

توجد بعض التصنيفات على خلاف منظمة الصحة العالمية التي ترفض التقسيم الثنائي للجنس (ذكر وأُنثى) وتسمح بوجود أكثر من جنسين[13][14]. تُحَدد الثقافة دور كل جنس، لكن بينما تُميز بعض الثقافات الجنس إلى صنفين (فتاة وصبي أو رجل وامرأة)، هناك ثقافات أُخرى تميز الجنس لأكثر من صنفين. على سبيل المثال، تُصنف حالة الزنمردة (Androgyny) كجنس ثالث[15]. تعبر حالة الزنمردة ببساطة عن شخص يجمع بين مواصفات الذكورة والأنوثة من ناحية المظهر والسلوك وليس من الناحية البيولوجية. ليس هذا فحسب، فقد زعمت بعض الثقافات تمييزها لأكثر من خمس أصناف للنوع[16]، فنجد أن بعض المجتمعات غير الغربية تعتمد وجود جنس ثالث[17]؛ فيصنفوا إلى ذكر وأنثى وجنس ثالث. كما يوجد بعض الأفراد (بغض النظر عن انتماءهم الثقافي) لا يخضعوا لأي تصنيف جندري على الإطلاق[18].

يرفض العديد من المتحولين جنسيًا فكرة فصلهم كجنس ثالث على أن يصنفوا ببساطة كذكور أو كإناث[19]. إلا أن الفوراق البيولوجية بين (بعض) المتحولين جنسيًا لإناث وبين الإناث في الأصل، عوملت على مدار التاريخ على أنها فروق مُعتمدة على السياق، مثل الرياضة[14].

ومن ثمّ؛ فتعريف الدور الاجتماعي في ضوء التوقعات الثقافية المبنية على التصنيف الجندري هو شيء مختلف كليًا عن الهوية الجندرية للفرد، وهي شعوره الداخلي بذاته بعيدًا عن ما إذا كان يندرج  أو لا تحت التصنفيات التي وضعها المجتمع. تُمثل نقطة نشوء مصطلح (الدور الاجتماعي) بأنها النقطة التي تحولت عندها الهويات الجندرية الداخلية إلى مجموعة من التصورات الخارجية[20][21].

لم يكن للنساء حق التصويت حتى مجيء القرن التاسع عشر أو العشرين[22][23][24]، وحتى الآن[25] لا يسمح لبعض النساء بممارسة حقهن في التصويت. لا تتمتع النساء حول العالم - وإن تعددت الصور- بكامل حريتها وكامل حقوقها القانونية. وذلك نظرًا للاعتقاد السائد بأن الرجال هم معيلو الأسرة ويمنحوا بموجب هذا الاعتقاد ميزة إجازة الأبوة ( paternity leave)[26].

على الجانب الآخر، يرى البعض أن تحديد الدور الاجتماعي له تأثيرًا إيجابيًا وعدم التحديد يؤدي لبعض الصعوبات. فبينما قد يؤدي التحديد إلى وضع قوالب نمطية مؤذية، إلا أنه يبني ويحقق السلوكيات المقبولة اجتماعيًا. بالإضافة إلى أن الفرد حين يؤدي دوره الجندري سيؤدي ذلك إلى زيادة احترام الذات والعكس صحيح[27]. قال كيلسي بيكهام (Kelsey Beckham) الذي صنف نفسه كمحايد النوع: «هذا يجعلني أشعر أنني مُنعزل عن المجتمع، عندما نستمر بالتحدث عن هذا، إنه كما لو أتساءل ... هل أنا حتى إنسان؟ ... أقصد... بل أعرف أنني لست طبيعيًا»[28].

نظريات الأدوار الاجتماعية كجزء من البناء الاجتماعي

عدل

تفترض بعض النظريات التي يطلق عليها نظريات البناء الاجتماعي أن سلوك الفرد تبعًا لجنسه يرجع بدرجة كبيرة إلى القناعات الاجتماعية، على الرغم من وجود نظريات تُعارض ذلك، مثل بعض نظريات علم النفس التطوري.

يستطيع معظم الأطفال أن يعرفوا جنسهم بعمر الثالثة[29]. يتلقى الأطفال منذ الميلاد – في سياق التنشئة الاجتماعية الجنسانية- الصور النمطية للأنواع ودورها من آباءهم والبيئة المحيطة بهم. حسب المنظور التقليدي، يتعلم الذكور أن يؤثروا في بيئتهم الاجتماعية والطبيعية عن طريق إبراز براعتهم وقوتهم الجسدية، بينما تتعلم الإناث أن يجعلن من أنفسهن محطًا للانتباه[30]. توضح حالة التنشئة الاجتماعية ـ في سياق سلوكيات الأطفال حسب جنسهم ـ أن تباين السلوك بين الجنسين يعكس وجود طبيعة أساسية لسلوك كلًا من الذكور والإناث.[31]

توضح أحد جوانب نظرية الأدوار الاجتماعية: «تُحول الأدوار الاجتماعية التباين بين الرجال والنساء إلى تباين في الأدوار، ومن هنا منشأ اختلاف السلوك الاجتماعي حسب الجنس، بحيث يكون تاثير هذه الأدوار مُحددًا بعمليات سيكولوجية واجتماعية ».[32]

طبقًا لإيجلي إت أل(Eagly et al)،تؤدي الأدوار الاجتماعية والصور النمطية إلى تنميط السلوك الاجتماعي للأفراد؛ لاشتراك كلًا من الأدور والصور النمطية في قواعد وصفية ومُكتسبة.

  1. ^ Levesque, Roger J. R. (2011). Encyclopedia of Adolescence (بالإنجليزية). Springer, New York, NY. pp. 2622–2623. DOI:10.1007/978-1-4419-1695-2_602#howtocite.
  2. ^ ا ب Alters, Sandra; Schiff, Wendy (5 Oct 2009). Essential Concepts for Healthy Living (بالإنجليزية). Jones & Bartlett Publishers. ISBN:9780763756413.
  3. ^ Gochman, David S. (11 Nov 2013). Handbook of Health Behavior Research II: Provider Determinants (بالإنجليزية). Springer Science & Business Media. ISBN:9781489917607.
  4. ^ "WHO | What do we mean by "sex" and "gender"?". 18 أغسطس 2015. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-10.
  5. ^ Coates, Ta-Nehisi. "The Social Construction of Race". The Atlantic (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2018-03-10.
  6. ^ "The Social Construction of What? — Ian Hacking | Harvard University Press". www.hup.harvard.edu (بالإنجليزية). Retrieved 2018-03-10.
  7. ^ http://sk.sagepub.com/reference/criminology/n34.xml
  8. ^ http://www.aifs.gov.au/conferences/aifs7/francis.html
  9. ^ http://www.endeavourforum.org.au/old/articles/babette_social.html
  10. ^ Adler، Patricia A.؛ Kless، Steven J.؛ Adler، Peter (1992). "Socialization to Gender Roles: Popularity among Elementary School Boys and Girls". Sociology of Education. ج. 65 ع. 3: 169–187. DOI:10.2307/2112807.
  11. ^ Dill, Karen E.; Thill, Kathryn P. (1 Dec 2007). "Video Game Characters and the Socialization of Gender Roles: Young People's Perceptions Mirror Sexist Media Depictions". Sex Roles (بالإنجليزية). 57 (11–12): 851–864. DOI:10.1007/s11199-007-9278-1. ISSN:0360-0025.
  12. ^ Dietz, Tracy L. (1 Mar 1998). "An Examination of Violence and Gender Role Portrayals in Video Games: Implications for Gender Socialization and Aggressive Behavior". Sex Roles (بالإنجليزية). 38 (5–6): 425–442. DOI:10.1023/A:1018709905920. ISSN:0360-0025.
  13. ^ "Gender in sport | Federation of Gay Games". 29 يناير 2016. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-10.
  14. ^ ا ب "Transsexual and Transgender Policies in Sport - ProQuest". search.proquest.com. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-10.
  15. ^ Maccoby, Eleanor E.; D'Andrade, Roy G.; University, Stanford; Structure, Social Science Research Council (U S. ) Committee on Socialization and Social (1966). The Development of Sex Differences (بالإنجليزية). Stanford University Press. ISBN:9780804703086.
  16. ^ "Inside Indonesia - 66: The politics of gender". 4 يونيو 2009. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-10.
  17. ^ Roscoe, Will (16 Jun 2000). Changing Ones: Third and Fourth Genders in Native North America (بالإنجليزية). New York: Palgrave Macmillan. ISBN:9780312224790.
  18. ^ "Wayback Machine" (PDF). 24 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-10.
  19. ^ "9 questions about gender identity and being transgender you were too embarrassed to ask". Vox. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-10.
  20. ^ Adler، Patricia A.؛ Kless، Steven J.؛ Adler، Peter (1992). "Socialization to Gender Roles: Popularity among Elementary School Boys and Girls". Sociology of Education. ج. 65 ع. 3: 169–187. DOI:10.2307/2112807.
  21. ^ Acker، Joan (1992). "From Sex Roles to Gendered Institutions". Contemporary Sociology. ج. 21 ع. 5: 565–569. DOI:10.2307/2075528.
  22. ^ "New Zealand women and the vote - Women and the vote | NZHistory, New Zealand history online". www.nzhistory.net.nz (بالإنجليزية). Retrieved 2018-03-10.
  23. ^ http://www.cambridgescholars.com/download/sample/60561
  24. ^ "Tynwald - Parliament of the Isle of Man - Votes for Women". www.tynwald.org.im (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2018-03-10. {{استشهاد ويب}}: horizontal tab character في |title= في مكان 44 (help)
  25. ^ Haydar,, Tariq Al. "In Saudi Arabia, a Quiet Step Forward for Women". The Atlantic (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2018-03-10.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  26. ^ "Paternity Leave and Why Men Need Feminism Too". Time (بالإنجليزية). Retrieved 2018-03-10.
  27. ^ https://www.researchgate.net/profile/Jacquelynne_Eccles/publication/233896257_Gender-Role_Identity_and_Self-Esteem/links/004635162e1315b6cf000000/Gender-Role-Identity-and-Self-Esteem.pdf
  28. ^ Hesse, Monica (20 Sep 2014). "When no gender fits: A quest to be seen as just a person". Washington Post (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0190-8286. Retrieved 2018-03-10.
  29. ^ "What Everyone Should Know About Gender and Sexuality". 19 نوفمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-10.
  30. ^ https://campus.fsu.edu/bbcswebdav/institution/academic/social_sciences/sociology/Reading%20Lists/Social%20Psych%20Prelim%20Readings/III.%20Self%20and%20Identity/1986%20Cahill%20-%20Language%20Practices%20and%20Self%20Definition.pdf
  31. ^ Fenstermaker, Sarah; West, Candace (2002). Doing Gender, Doing Difference: Inequality, Power, and Institutional Change (بالإنجليزية). Routledge. ISBN:9780415931793.
  32. ^ Eagly، A. H. (1 يناير 1997). "Sex differences in social behavior: comparing social role theory and evolutionary psychology". The American psychologist. ج. 52 ع. 12: 1380–1383. DOI:10.1037/0003-066X.52.12.1380.b. ISSN:0003-066X. PMID:9414607.