مستخدم:Nifoo22/ملعب

مفهوم التخطيط والرقابة في الإسلام

المقدمة :

إن الإدارة في وقتنا الحاضر من أهم حقائق الحياة وهي أساس تقرير الأمور وتصريف شؤون الحياة وللوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها بأعلى قدر من الكفاءة ، الإدارة وجدت منذ خلقة البشر كممارسة فالبشر منذ الأزل بحاجة إلى تنظيم علاقاتهم لتحقيق الأهداف المرجوة، بينما عرفت كفكر عند ظهور الحضارات كالحضارة السومرية ، والمصرية ، والإغريقية.

وعرفت كعلم مؤخرا بعد الثورة الصناعية في القرن العشرين.

كما مرت الإدارة بمراحل فقد تعددت النظريات فيها لكن نجد أن الفكر الإداري الإسلامي يمثل أرقی مراحل النظم والنظريات الإدارية حيث يتميز بوجود علاقة بين الفكر الإداري والعقيدة وهي ما تنقص الإدارات الأخرى والتي تعجز عن تقديم تفسير مقنع السلوك الفرد في المنظمة الإدارية بعكس الفكر الإداري الإسلامي الملتزم بالقيم الروحية والدينية والذي جعله فكرا متكاملا صالح للتطبيق في كل مكان وزمان.

وحتى في الوظائف الجوهرية للإدارة وهي التخطيط والتنظيم والتوظيف والتوجيه والرقابة نجدها أنجزت بطريقة تتميز بالكمال عند الإدارة الإسلامية.

-1 مفهوم التخطيط (planning ) :

    هناك من عرفه على أنه "عملية تتضمن وضع افتراضات حيال الوضع المستقبلي ثم وضع خطة لتبين الأهداف المرجو الوصول لها خلال مدة زمنية محددة والإمكانات الواجب توافرها لتحقيق هذه الأهداف وكيفية استعمال هذه الإمكانات بالفاعلية والكفاءة المطلوبة " ( الهواري، 1964) .

وقد عرفته جانيت شابيرو على أنها : " عملية منهجية تتم ضمن إطار استراتيجي وشكل منهجي يهدف إلى تحديد المبادئ والأهداف والأولويات ، وبما يضمن التفكير فيما سيكون مستقبلا " (Shapiro  ، ص 4-5 ) .

  وعلى هذا يمكننا أن ننظر إلى التخطيط على أنه تجميع المعلومات والحقائق التي تساعدنا على تحديد الأعمال الضرورية لتحقيق الأهداف والنتائج المرغوب فيها .

مفهوم التخطيط في الإدارة الإسلامية :

عرفه الدكتور فرناس عبد الباسط بأنه : " أسلوب عمل جماعي ، يأخذ بالأسباب لمواجهة توقعات مستقبلية ، أو يعتمد على منهج فكري عقدي يؤمن بالقدر ويتوكل على الله ، ويسعی التحقيق هدف شرعي ، هو عبادة الله وتعمير الكون " (ا لبنا ، 1984، ص 85 ) . وقد أورد الدكتور حزام المطيري تعريفا آخر أكثر شمولية ، فيقول إن التخطيط الإسلامي هو : " التفكير والتدبر بشكل فردي وجماعي في أداء عمل مستقبلي مشروع - مع ربط ذلك بمشيئة الله تعالى - ثم بذل الأسباب المشروعة في تحقيقه ، مع كامل التوكل والإيمان بالغيب فيما قضى الله وقدره على النتائج " (المطيري ، 2010).

1-1 خطوات التخطيط:

يتضح لنا من التعاريف السابقة بأن التخطيط يشمل خطوات وهي :

- التحديد المسبق للأهداف .

- وضع القواعد والسياسات .

- وضع بدائل .

- تحديد الإمكانات المتاحة .

- تحديد كيفية توفير الإمكانات المتاحة .

- وضع مدة زمنية لتنفيذ الأهداف .

1-2 أهمية التخطيط :

فكما لاحظنا بأن التخطيط يعد ضرورة ملحة فبدونه تصبح الأعمال جميعها غير هادفة ولا تحقق الفوائد المطلوبة منها ، فهو أداة فعالة للقيام بالأعمال وضمان بلوغها إلى أهدافها بقدر عال من الكفاءة والفاعلية .

1-3 عناصر التخطيط في الإدارة الإسلامية :

يتميز التخطيط في الإدارة الإسلامية عن غيرها من أنواع التخطيط بأنه لا يسعى للمصلحة الدنيوية والمادية فقط ، بل يسعى أيضا للمنفعة الأخروية . وللتخطيط في الإسلام عناصر تمیزه وهي :

- التفكر والتدبر : { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب } ( آل عمران :  190) .

- الهدف والغاية من التخطيط : { أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم } ( الملك : 20 ) أي أن المؤمن طريقه واضح يستطيع بلوغ هدفه المراد .

- ربط التخطيط بالمشيئة والتوكل على الله : { ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا  { ( الأحزاب : 48 ) .

-  بذل الأسباب والوسائل المشروعة :  { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا } ( النساء :   71 )  

- الشورى الإيمانية مع ذوي الاختصاص : { .. فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما .. }  ( البقرة  : 233 ) .  

- المدة المرحلية والزمنية في التخطيط : { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا } ( الاسراء : 106 ) .

-2 -مفهوم الرقابة (Controlling ) :

عملية الرقابة هي أحد أهم الوظائف الإدارية الرئيسة ، ومنها نتمكن من معرفة ما إذا كانت الإدارة حققت أهدافها بأقل جهد وبأعلى قدر ممكن من الكفاءة وفي أقصر وقت. وكما ورد في أكسفورد بأنها هي :  سلطة الإشراف على سلوك ما ، أو تنظيم تطبيق العملية ذات الطبيعة الميكانيكية " ( .oxford dictionarie , n.d ) .

ومن التعريفات الأخرى أيضا بان الرقابة هي : التحقق من النجاح عن طريق المقارنة بين مجموعة من المعايير ويعرفها  د. عبد الرحمن الجويبر بأنها : " متابعة تنفيذ العمليات الإدارية والمنفذين لها ، وتقويم عملهم أولا بأول ، للوصول إلى الهدف المرسوم على أفضل وجه ، وأقصر وقت ، وأكبر دقة ، وأقل خطأ وتكلفة " ( الجويبر ، 2011 ) .

تستطيع القول بأن الرقابة هي : عملية قياس النتائج ومقارنتها بالخطط والمعايير المحددة مسبقا ومعرفة الانحرافات وأسبابها وتصحيحها . وعملية الرقابة لا يمكن الاستفادة منها في حال إن كانت الإدارة فشلة ، أما الرقابة في الإدارة الإسلامية : فعرفت بأنها " تلك الرقابة الشاملة ،  سواء كانت علوية أم ذاتية أم إدارية ( رئاسية ) ، أم جماعية ( خارجية ) ، والتي تسعى إلى التأكد من أن الأهداف المرسومة ، والأعمال المراد تنفيذها قد نفذت فعلا وفقا للمعايير والضوابط الشرعية الإسلامية " ( بني عيسى ، 2017 ) .

بدأت الرقابة الإدارية في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكان يعمل بالرقابة على عماله بنفسه ،كما كان يستوفي الحساب على عماله ، فيحاسبهم على المصروف والمستخرج ، فما أخذ بعده فهو غلول . وعلى هذا المنوال مسار الخلفاء الراشدين الراشدون في مراقبة العمال . ومنذ تأسيس الدولة الإسلامية كانت حريصة على توفير أجهزة الرقابة . وكانت الرقابة في عهد الرسول والخلفاء الراشدين رقابة رئاسية ، وجماعية  ، وذاتية . وهي من أنواع الرقابة.

2-1 خطوات الرقابة :

- وضع معايير الأداء .

-  قياس الأداء الفعلي وفق المعايير الموضوعة.

-  تحديد وتصحيح الانحرافات .

2-2 أهمية الرقابة :

تعد الرقابة وظيفة حيوية ومستمرة وهدفها الأساسي بأن تتأكد من سير الأعمال وفق ما هو مخطط بصورة مرضية ، وهي تمارس فقط حينما تمارس الوظائف الإدارية الأخرى . ويمكن أن تمارس عملية الرقابة من قبل الإدارة نفسها ، أو بتكليف غيرها ، وهي تلعب دور مهم واساسي لتحديد كفاءة الإدارة ، وتنفيذ القرارات بأفضل صورة ممكنة . فعملية الرقابة تقيس مدى فعالية التخطيط وملاءمته للواقع والتعرف على مدى دقة الأداء .

2-3 أنواع الرقابة في الادارة الاسلامية :

الرقابة الإسلامية رقابة شاملة ، سواء كانت رقابة ربانية،  أو ذاتية ، أو رئاسية ، أو خارجية . والتي تتأكد من أن سير العمل والأهداف تكون وفق معايير وضوابط الشريعة الإسلامية. وما يميز الرقابة في الإدارة الإسلامية هي الرقابة الذاتية ، لأنها تقوم على أساس أن وجود الإنسان هو العبادة الله وحده ، ويحاسب على أعماله من قبله .

ومن أنواع الرقابة في الإسلام وأدلتها :

- الرقابة الربانية : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين }  (الأنعام :  59) .

- الرقابية الذاتية : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } ( الاسراء :  36 )  .

-  الرقابة الرئاسية : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا}  ( النساء : 58 )  .

-  الرقابة الجماعية ( الخارجية) : { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ( هود :  117 ) .

في الجانب التطبيقي :

 1-1التخطيط والهدف والغاية من التخطيط .

1-2 ربط التخطيط بمشيئة الله عز وجل .

1-3بذل الأسباب والوسائل المشروعة .

1-4 الشورى مع ذوي الاختصاص .

1-5  المدة الزمنية والمرحلة في التخطيط .

روابط خارجية

Controlling

oxford dictionarie

المراجع العربية :

1- سيد الهواري ( 1964 ) .  تأليف ، ميادين الادارة ( صفحة  120)  . بيروت  :  مطابع الأنصاف .

3- فرناس عبد الباسط البنا . ( 1984 ) . التخطيط الاسلامي : دراسة في مجال الادارة العامة  ( المجلد الطبعة الأولى ) . د. م دین ۔

4- حزام ماطر المطيري . ( 2010 ) . الإدارة الإسلامية : المنهج والممارسة ( المجلد الطبعة الرابعة ) . الرياض : مكتبة الرشد .

6 – عبدالرحمن ابراهيم الجويبر . ( 2011 )  . تأليف ، المنظور الإسلامي والمعاصر والتجربة السعودية صفحة 400 ) . بیروت : الدار العربية للموسوعات .

7- أ حمد بني عیسی . ( 2017) . تأليف المدخل الى ادارة الاسلام الحديثة  ( صفحة 224 ) . عمان : دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع  .

8- د . عبدالله عبدالرحمن الفايز . (  1993) . تأليف،  الفكر الإداري في الإسلام وانعكاساته على الإدارة التربوية صفحة 176 ) الرياض :  المؤلف نفسه .

المراجع الأجنبية  :

2-  Janet Shapiro ) .n.d.Overview of Planning . Johannesburg : CIVICUS .                        

5-  oxford dictionaries . ( n.d. ) . Definition of control noun from the Oxford  Advanced Learner's Dictionary . Retrieved from oxfordlearnersdictionaries :                                    //https://www.oxfordlearnersdictionaries.com/definition/english/control