مستخدم:Mohsen mohsen/ملعب
إسقاط تركيا للطائرة الروسية الحرب بعيدة والرد قريب بقلم / محسن عقيلان قامت طائرتان تركيتان من طراز اف 16 باسقاط طائرة روسية من طراز سو24 بإدعاء انها اخترقت الاجواء التركية واسقطتها وفقا لقواعد الاشتباك المعمول بها في حلف الناتو وهو انذار الطائرة المنتهكة للحدود مرتين والثالثة اذا لم تستجيب يتم التعامل معها كطائرة معتدية . الخطير فى الامر في تداعيات الحادث لأنه وقع بين دولتين متناقضتين في الاهداف ومختلفتين فى اسباب التدخل والحلف الذي تنتمي له ,الغريب انه تربطهما علاقات قوية من ناحية اقتصادية وسياحية والمشاريع الصناعية الاستراتيجية . لكن روسيا قامت بردات فعل انية بمنع استيراد بعض المواد الغذائية من تركيا وقررت استيرادها من المغرب او مصر و وطلبت من مواطنيها مغادرة تركيا و استثمرت ايضا هذه الحادثة وقامت بنشر احدث منظومة صاروخية عندها وهي اس 400 على مقربة من تركيا وكثفت من طلعاتها الجوية على الحدود السورية التركية وقامت بقصف شاحنات النفط المسرب الى تركيا وقصفت ايضا الشاحنات التركية سواء المخصصة للمساعدات الانسانية او المخصصة للامدادات العسكرية المتوجهة للتركمان او الجماعات الاسلامية او الجيش الحر, لكن هل الاحداث ستتطور بين الدولتين كما يتوقع المراقبون ام ان هناك اسباب موضوعية تمنع نشوب حرب , فى الواقع هناك اسباب تدفع باتجاه التوتر و الحرب و اسباب اخرى تكبح جماح هذا التوتر وهى على النحو التالى:
الاسباب التي تدفع باتجاه التوتر
1. ان اهداف التدخل التركي هو اسقاط بشار الاسد ودعم الجيش الحر والتنظيمات الاسلامية ومحاربة الاكراد في الشمال لمنع قيام كيان كردي
اما اهداف روسيا هو حماية نظام بشار الاسد ومحاربة التنظيمات الاسلامية والجيش الحر وملاطفة الاكراد و إستغلال عدائهم لتركيا
2. قصف الطيران الروسي مواقع التركمان في شمال سوريا وضع الحكومة التركية تحت ضغط شعبى داخلى 3. قصف الطيران الروسي لشاحنات النفط المسرب الى تركيا وحسب صحيفة نرود الروسية فان المسئول عن هذه التجارة في تركيا هو بلال نجل اردوغان 4. التصريحات الاخيرة فى وسائل الاعلام بمسؤولية نجل اردوغان بالتعاون مع داعش فى اسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء
الاسباب التي تكبح جماح التوتر اولا : الاسباب الاقتصادية
1 مشروع السيل التركي لنقل 63 مليار متر مكعب من الغاز عبر البحر الاسود مرورا بالاراضي التركية 25 % من الكمية للاستهلاك التركى المحلى و الباقى لدول جنوب اوروبا ليكون بديلا عن الخط الاوكراني بسبب الاوضاع الامنية المتردية هناك
2 حجم التبادل التجاري بينهما بلغ 33 مليار دولار وهناك خطط مدروسة لزيادتها عام 2020 م لتصل الى 100 مليار دولار 3 انشاء روسيا محطة الطاقة النووية جنوب تركيا بطاقة انتاجية 4800 ميجاواط بتكلفة اجمالية قدرها 20 مليار دولار 4 المشاريع السياحية التي من المزمع انشائها في الشيشان وداغستان من قبل تركيا وبلغت الصفقة 3.6 مليار دولار 5 اعتماد تركيا على استيراد الطاقة من روسيا حيث تستورد 20% من احتياجاتها من النفط و60% من الغاز الطبيعي 6 وجود ما يقرب من 4 مليون سائح روسي في تركيا وتاثيرهم على عوائد السياحة في حال منعت السلطات الروسية رعاياها من التوجه الى تركيا حيث يدر قطاع السياحة على خزينة الدولة 35 مليار دولار سنويا 7 مضيق البسفور والدردنيل
حسب اتفاقية مونترو في عام 1936 م فان تركيا يحق لها اغلاق المضيقين في حالة الحرب ويحق لها تقنين مرور السفن في حالة تشكيلها تهديد على البيئة او على الانسان وفي حالة فرض روسيا عقوبات اقتصادية على تركيا تستطيع تركيا ان تعرقل مرور بعض السفن والحاويات الروسية بحجة تشكيل خطر على البيئة ثانيا : الاسباب الاقليمية والدولية
1. روسيا تعلم جيدا ان حلفها لم يتشكل بعد بالشكل المطلوب فهي ضمنت إيران و سوريا ممثلة بالنظام وحزب الله والى حد ما العراق وهناك مساعي لضم مصر والاردن بالاضافة الى ان الصين خطواتها بطيئة بالانضمام أي ان حلف موسكو في طور التكوين وان ارسلت الصين حاملة طائراتها و كوريا الشمالية تدعم بالتصريحات النارية 2. هناك قلق من الجانب التركي عند نشوب مواجهة مع الدب الروسي ان يترك وحيدا من دول الحلف لان نفوذ تركيا وتمددها لا يعجب دول الاتحاد الاوروبي وخاصة فرنسا التي دخلت في شبه حلف مع روسيا لمحاربة داعش 3. الدب الروسي قلق من ان يقع في فخ نصب له في الغابة التركية بهدف استنزاف قوته وحرفه عن اهدافه الاستراتيجية بمعركة جانبية مع تركيا لضرب عصفورين بحجر والتخلص من قوتين غير مرغوب بهما . لكن كل ما ذكر لا يمنع بوتين من الرد فى القريب العاجل حفظا لماء الوجه و الرد سيكون بقدر الصفعة التى تلقاها مع الامساك بزمام الامور للحيلولة دون نشوب حرب تحرف روسيا عن اهدافها الاستراتيجية فى سورية و المنطقة.
الكاتب / باحث فى العلاقات الدولية
Tamaly200552@gmail.com