مستخدم:Mohamed84Eid/ملعب

كتاب : «حروب السيطرة على العقول في الألفية الثالثة»

تأليف الأستاذ: محمد أحمد الصغير علي عيد

تاريخ النشر: 26/10/2023

الناشر: مؤسسة الرحاب الحديثة

الدماغ البشري هو ساحة المعركة في القرن الحادي والعشرين، على أن أسلحة السيطرة على العقول البشرية ستكون صامتة وماكرة وأكثر فتكاً من البارود والأسلحة النارية. كما أن علم التحكم الآلي، الذي يهدف إلى تكرار العقل البشري داخل آلة، يعزز آليات القوة ويحول الذكاء الاصطناعي إلى رافعة قوية في عملية استعمار العقول، وبحلول عام 2040، ستكون قرصنة الدماغ ممكنة.

وسوف نرى في هذا الكتاب كيف شغلت فكرة السيطرة على العقل البشري وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، وجعلتها محور عملها منذ بداية الخمسينيات فوصلت بها لسقف آخر من التحديات، فقامت بإطلاق عشرات المشاريع والتجارب المحلية والدولية للسيطرة على العقل البشري والتحكم فيه. ومن المحتمل أن تمول حكومات العالم مزيدًا من البحث حول تقنيات التحكم في العقل والسيطرة عليه.

والجدير بالذكر، أن حروب السيطرة على العقول كانت البداية لظهور العديد من الصراعات الدولية، ففي منتصف القرن العشرين أبدى العلماء والمتخصصين في علوم الأعصاب اهتمامًا واضحًا بها، بالإضافة إلى ظهور العديد من النظريات الخاصة في علم النفس الإنساني وكيفية التأثير على سلوك الجماهير فلاحظ العلماء أنه وبوجود طريقة علمية حديثة للبحث والتجريب ربما يستطيعون التحكم في السلوك الإنساني في أنشطة معدة ومرتبة له سلفًا، التقطت الفكرة أجهزة المخابرات الأمريكية عام 1954م فبدأت بالتعاون مع شخصيات بارزة في المجتمعات العالمية في وضع برنامج أو نظام بشري يضمن سلامة السلوك الجماهيري والسيطرة على وسائل الإعلام وغسل أدمغة الشعوب محل الاستهداف. فظهر مع بدايات 1955 مشاريع استخباراتية كثيرة من أهمها وأشهرها مشروع (MK-Ultra)، ومشروع مونارك (Monarch) الذي تطور عن مشروع غسل الأدمغة والتحكم في الأفكار الإنسانية، وهذا هو موضوع الفصل الأول (الأقمار الاصطناعية التجسسية وبرامج الاستخبارات للسيطرة على العقل)، الذي يتناول العديد من مشاريع الاستخبارات الأمريكية التي حظيت بالاهتمام بعدما أفرج الوثائق الخاصة بها، وزالت عنها السرية المزعومة.

وجاء الفصل الثاني مكملًا للفصل الأول، والذي عنونته: (الحرب النفسية: المطاردة والمضايقة المنظمة)، وفيه تناولت الحرب النفسية والمطاردة والمضايقة المنظمة التي يقوم بها البعض من أجل التغطية والتمويه على ما يحدث من تجارب كهرومغناطيسية خفية، وهي حرب شرسة تشنها الأجهزة المخابراتية والمعامل السرية على ضحاياها قبل البدء في التجارب اللاأخلاقية والمجرمة دوليًا والتي أحيانًا ما يتم إجراءها في حالة السلم (لا حالة الحرب) في داخل المجتمع، وبخاصة مجتمعات العالم الثالث. 

وللإنصاف فليست كل التجارب التي يتم إجراءها من أجل السيطرة على العقل غير أخلاقية أو مجرمة، وإنما هناك فريق من الباحثين الذين لم يتوقفوا في مجال محاكاة العقل للحواسب على مجرد الأبحاث والتجارب بل تعدوا ذلك إلى مرحلة التطبيقات العملية النافعة للإنسان، حيث بادرت احدى الشركات العاملة في مجال البايوتكنولوجي في تصميم جهاز يساعد على نقل الأوامر الدماغية إلى الحاسب يسمى Brain Gate أو بوابة الدماغ وهو عبارة عن شريحة إلكترونية في حجم حبة الأسبرين تحتوي علي توصيلات مايكروسكوبية يتم زرعها في الجزء الخاص بالحركة في الدماغ عن طريق عملية جراحية وبمقدور تلك الشريحة قراءة الأوامر الصادرة عن الدماغ وإرسالها على هيئة بيانات إلى حاسب متصل بها بعد ترجمتها إلى أوامر للتحكم بالحاسب مثل تحريك الفارة أو أجزاء من ذراع آلي، كما أن كثير من الباحثين طمح فيما هو أكثر من ذلك وفكر في زراعة الدماغ جراحيًا، بينما أخرون تولوا فكرة الحرب على الدماغ في المستقبل من خلال الاختراعات الرهيبة والمدمرة أحيانًا، وهذا هو موضوع الفصل الثالث بعنوان (بحوث استشرافية عن مستقبل العقل البشري)، كذلك تناولت في هذا الفصل أيضًا موضوع غاية في الأهمية وهو البايو إلكترونيكس والنايوتكنلوجي وآفاق مستقبل الدماغ، بين هذين العلمين الجديدين، وأيضًا حاولت جاهدًا استشراف مستقبل واجهات الدماغ – الحاسوب، وهو واجهة المستقبل القريب القادم، التي تتطور باستمرار وبغير توقف. 

أن التقدم الحاصل في علم النانوتكنلوجي فتح آفاقا واسعة أشبه بالخرافة منها بالعلم بمنطقه القديم، فالنانوتكنلوجي الذي يتعامل مع جزيئات وذرات المادة المفردة يحاول القفز بين المادة اللاعضوية والمادة العضوية، لقد فاز العالمان الفرنسي ألبرت فير والألماني بيتر غرونبغ بجائزة نوبل لعام 2007 على ما يرتبط بهذا العلم وتطبيقاته في الأقراص الصلبة وهو أول تطبيق فعلي للعلوم النانوتكنلوجية. إن كمبيوتر النانو المقبل يهتم بإدخال مواد بيولوجية من الكائنات الحية لتندمج الأسلاك وسائر أنواع الموصلات ما يجعل منها عناصر ذكية قادرة على التجاوب والتفاعل مع بقية الأجهزة التي يتألف منها الحاسوب.

أما الفصل الخامس فعنونته: (التقنيات المستخدمة في السيطرة على العقول وطرق الوقاية منها)، وفيه تناولت بعض التقنيات التي تستخدم في السيطرة على العقول وهي تقنيات حديثة ومتطورة للغاية، وتشبه الأسلحة المستخدمة في الحروب المعاصرة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تقنيات الطاقة الموجهة، وكذلك تقنية الموجات الكهرومغناطيسية.

في النهاية نحن نعيش في زمن التكنولوجيا، الذي يتم فيه تحديد كل فكرة ودافع لدينا مسبقًا بواسطة الترميز الحسابي للعقول البشرية. لكن حكومات العالم تبني التكنولوجيا لتعزيز أجهزة التحكم في الدماغ داخل ساحات القتال.

لقد حاولت أن يكون هذا الكتاب خفيفًا ظريفًا يتناول مجموعة من البحوث عن التحكم والسيطرة على العقل التي يمكن الاستفادة والانتفاع بها. من أجل مناهضة السيطرة على العقل وكيف لهذه المقترح أن ينجح من خلال جمعية عربية تقوم بتعريف الناس بما يجب أن يفعلوا عندما يتم الاعتداء على عقولهم وأجسادهم، وأتمنى لكم قراءة ماتعة للكتاب.

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb397643-395720&search=books