حزب الديموقراطيين الجدد - المغرب

شهد المغرب ميلاد "حزب الديمقراطيين الجدد" الذي يعتبر مؤسسوه أنه أول حزب سياسي يتأسس بعد دستور 2011، و أنه ليس الحزب رقم 34 كما يصفه بعض الذين يعتبرون أن المشهد السياسي المغربي لا يحتمل المزيد من الأحزاب.

عقد الحزب الجديد مؤتمره التأسيسي تحت شعار "قليل من الأيديولوجية و كثير من النجاعة و الفعالية" يوم السبت 13 سبتمبر/أيلول 2014 في مدينة بوزنيقة ضواحي الرباط، و إنتخب المؤتمرون المحلل السياسي والأكاديمي "محمد ضريف"، و هو المرشح الوحيد، رئيسا لحزب الديمقراطيين الجدد.

و أوضح "محمد ظريف" -المرشح الوحيد لرئاسة الحزب في كلمة في مؤتمر عقد بمناسبة إنتخابه- أن تأسيس هذا الحزب يأتي في سياق تجربة الربيع العربي التي تعيشها شعوب المنطقة، و التي "أوصلت فئات إلى السلطة أنتجت التسلط عندما اكتفت بشرعية الصناديق، و لم تعمل على تحصين المشروعية الديمقراطية بمشروعية الإنجاز".

و إعتبر "محمد ظريف" أن ذلك النموذج تجسد في ما حدث في مصر، و أن "إقرار قيادات من حزب الحرية و العدالة بوجود أخطاء في تجربتهم يؤيد ذلك".

و في معرض تفسيره لعدم دخول المغرب في الدوامة التي دخلت مصر فيها، رأى أن المعطيات التي أدت بمصر إلى ما هي فيه ليست موجودة في المغرب، محذرا من إستخدام نتائج الإنتخابات لإقصاء الآخرين.

و قال "محمد ظريف" إننا من خلال شعار "قليل من الأيديولوجيا و كثير من النجاعة و الفعالية" نؤسس لتجربة ديمقراطية في العالم العربي و في المغرب مؤمنين بثقافة الإختلاف و نعتبر أنفسنا "ثمرة متأخرة للربيع العربي الديمقراطي، و نتاجا لتداعياته الإيجابية و السلبية".

و أضاف "لا نؤمن بالتركيز على المرجعية الأيديولوجية لأنها تدخلنا في حروب هامشية لا تفيد المواطنين، و لأن الحزب السياسي أداة لتدبير الشأن العام و بلورة الحلول".

أكد أن حزبه ليس لديه أي خطر أحمر أو تحفظ يمنع التحالف و التنسيق مع أي حزب مغربي، و كشف عن أنه سيقوم بمعارضة بناءة للحكومة الحالية بما يحقق التكامل معها.

و قال "إن المعارضة الحالية ضعيفة و تعارض من أجل المعارضة، و الأغلبية الحالية تتحمل مسؤولية إضعافها".

و نفى المتحدث أن يكون حزبه بمثابة غطاء سياسي ل "جماعة العدل و الإحسان" -التي ترفض المشاركة في النظام السياسي، و لم يرخص لها بالعمل السياسي حتى الآن- أو أن يكون حزبه نسخة معدلة لتجربة "حزب الأصالة و المعاصرة" الذي يتهمه كثيرون بأنه حزب تدعمه جهات في السلطة، لكنه في الوقت ذاته أعلن أن حزبه مفتوح أمام جميع المغاربة بمختلف توجهاتهم.

و لكن "محمد ظريف" لفت الإنتباه في الوقت ذاته إلى أنه لن يسمح بإلتحاق الشيعة بحزبه كتيار منظم، و قال "زارنا وفد من الخط الرسالي الشيعي بالمغرب، لكننا تحفظنا على إنضمامهم لنا كتيار، و إشترطنا عليهم الإلتحاق بنا كأفراد".

و بشأن الموقف من الإنتخابات البلدية القادمة أكد المتحدث أن حزبه سيشارك فيها، داعيا إلى أن تتحمل الأحزاب المغربية مسؤوليتها في منح التزكيات للراغبين في الترشح و قطع الطريق على أصحاب المال و النفوذ الذين يشترون الذمم.