مستخدم:Imad id/ملعب

اكذوبة السحر (حقيقة سحر الرسول.ص.) هل فعلاً تم سحر الرسول صلى الله عليه و سلم؟ حديث سحر الرسول صلى الله عليه و سلم ورد في البخاري و مسلم، لكن ما لا يخفى على كل مسلم، أن القرآن هو النص الذي لم (و لن) يرد فيه تحريف. أما الأحاديث ففيها الصحيح و الضعيف و الموضوع كذلك! لذا اذا تعارض حديث مع آية.. وجب رفضه.. و من وجهة نظري أنه يجب رفضه حتى و إن إتفق عليه الشيخان و غيرهما! لأن البخاري و مسلم ليسوا إلا باحثين، يحتمل بحثهما الصواب و الخطأ. و قد قال ابو بكر الجصاص الرازي (أحد أئمة المذهب الحنفي) في كتابه "أحكام القرآن" عن هذا الحديث أنه من دسائس الملاحدة على رسول الله صلى الله عليه و سلم! كما رفضه آخرون مثل الامام محمد عبده في "تفسير المنار" و سيد قطب في "في ظلال القرآن" و الشيخ محمد الغزالي في "السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث" و الذي قال عنه أنه "لا يجوز التساهل فيه لخطورته"! في الحقيقة أن هذا الحديث لا يتناقض مع آية واحدة فحسب.. بل مع ثلاث آيات!!! آيتان صريحتان و أخرى تعطي نفس المعنى. الآيتان الصريحتان هما.. الآية ٨ من سورة الفرقان.. (أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا) و الآية ٤٧ من سورة الإسراء.. (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا) و في الآيتين يذكر الله تهمة الظالمين (كفار قريش) للرسول صلى الله عليه و سلم بأنه مسحور في محاولة لابعاد الناس عنه! فكيف يقبل أحدهم اليوم على نفسه أن يرمي نفس التهمة عليه صلى الله عليه و سلم ثم يرى أن لا بأس في ذلك؟! فقط لأنه ورد في البخاري و مسلم!!! و من قال بأن البخاري و مسلم كتب محفوظة من التحريف أو الخطأ؟!! ثم تأتي الآية الثالثة، و هي أيضاً في سورة الإسراء (آية ١٠١).. و فيها يرمي فرعون نفس التهمة على موسى عليه السلام! و لنفس الأسباب!! (محاولة إبعاد الناس عنه!).. (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا) و يذكرها الله في نفس السورة كمواساة للرسول صلى الله عليه و سلم بأن حتى الأنبياء السابقين تم رميهم أيضاً بنفس التهمة! بل إن هناك أيضاً آيتين في سورة الشعراء (الآية ١٥٣ و الآية ١٨٥) يذكر الله فيهما كيف إتهم الكفار من قوم ثمود و أصحاب الأيكة نبي الله صالح و نبي الله شعيب بنفس التهمة!! (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) بحثت في آراء الذين يقولون بصحة الحديث فوجدت أن أحدهم وصل به الاصرار في تصحيحه أن برر الاختلاف بين القرآن و الحديث على أنه ليس تناقض، لأن الآيات مكية و السحر حدث بالمدينة!!!! و أقول له و لمن يرى مثل رأيه.. أن آيات إتهام الرسول صلى الله عليه و سلم بالجنون (حاشاه) أيضاً مكية، فهل هذا يعني لو أن أحد المنافقين أو اليهود في المدينة رمى التهمة على الرسول صلى الله عليه وسلم من جديد، ثم وجدت طريقها للبخاري نقبل بها؟؟!! لكن سيُـسأل عما قال يوم القيامة.. أما عن نفسي، فإني أبرأ أمام الله أن ألقاه مؤمناً بهذا الحديث المكذوب، لأني بحثت آراء الذين يصححونه، فما وجدت إلا الاصرار الغريب على تنزيه بحث البخاري و مسلم و كأنهم يقسمون على عصمتهما! و هذا ما يأبى عقلي أن ينجرف إليه. خصوصاً أنهم يؤمنون بوقوع السحر على الرسول صلى الله عليه وسلم كتأثير من الشياطين، و ليس كمرض عارض ألم به! الآيات التي ورد فيها ذكر السحر في إطار قصة موسى عليه السلام مع سحرة فرعون و يبلغ عددها ١٧ آية. لم يذكر الله في القصة (ولا حتى مرة واحدة) أن سحرهم و تحويلهم الحبال و العصي إلى ثعابين كان بفعل شيء خارق للطبيعة او بفعل الجن! بل على العكس تماماً.. بين أن ما يصنعون ليس إلا خداع بصري عندما قال (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) بمعنى أن الحبال و العصي لم تتحول إلى ثعابين! بل كان ذلك مجرد خيال في أعين الناس بما فيهم موسى عليه السلام! (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ)... مجرد "خيال". و هنا سؤال لابد أن يتبادر إلى الذهن.. لو كان السحر فعلاً تعامل مع الشياطين، كيف استطاعوا أن يسحروا نبي الله موسى في نفس الوقت الذي يتنزل عليه الوحي؟! لأن الله سبحانه و تعالى يقول أنه طمأن موسى عندما شعر بالخوف (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ) هنا يخاطب الله موسى أثناء وقوع تأثير السحر عليه.. فكيف إستطاعت الشياطين (التي ”تهرب“ عند ذكر الله) أن تؤثر على نبي الله موسى وقت نزول الوحي؟! الجواب طبعاً لأن السحر لا دخل له بالشياطين من قريب أو بعيد. و هو ليس إلا مجرد خداع بصري. في المقابل.. عصا موسى تحولت فعلاً إلى حية حقيقية! رؤية السحرة لعصا تتحول إلى حية حقيقية، جعلتهم يعرفون أنهم أمام معجزة.. و ليس مجرد خدعة بصرية! لذا آمنوا برسالة موسى عندما عرفوا أن ما يدعو إليه هو الحق. و هنا سؤال ثاني يطرح نفسه.. إذا كان السحرة يستعينون بالجن (او لهم قدرات خارقة من أي نوع أياً كان ذلك!) فلماذا لم يخلصوا أنفسهم من صلب فرعون؟! بل إنهم بينوا في كلامهم أن فرعون كان يُـكرههم على عمل السحر!! (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) فإذا كان يكرههم عليه حتى من قبل أن يقابلوا موسى، و كان ذلك ضد إرادتهم.. فلماذا لم يستعينوا بسحرهم للتخلص من فرعون؟! او للهرب منه على الأقل؟! هنا يبدو واضحاً جداً أن فرعون كان يعرف ألاعيبهم و حيلهم.. و يعلم تماماً أن لا دخل لها لا بالعفاريت ولا غيره من خوارق الطبيعة. و هذا ما جعله المسيطر عليهم. ما سبق يعني أن قصة سحرة فرعون ليس فيها أي إشارة إلى التعامل مع الجن. ولا تشكل أي إستدلال على ذلك. بل على العكس تماماً.. النظر إليها بقليل من التدبر يثبت أن السحر ليس إلا حيل و خدع بصرية لا دخل للجن بها. لكن ذلك ليس كل شيء.. هناك دليل آخر من قصة سحرة فرعون ينفي التعامل مع الجن تماماً. و لو لم أجد دليلاً غيره، لكفاني. لو سلمنا أن السحر نوعان.. خداع بصري.. و تعامل مع الجن (كما يزعم البعض). فلا أعتقد أن أحداً سيختلف معي في أن التعامل مع الجن سيكون هو النوع الأعظم بين النوعين. أقصد أن من الطبيعي أن نعتبر التعامل مع الجن أعظم من مجرد خداع بصري. الآن لاحظوا كيف وصف الله سبحانه و تعالى الخداع البصري الذي قام به سحرة فرعون... (قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ). وصفه بالعظيم! و هذا دليل على أن السحر (حتى العظيم منه) ليس إلا مجرد خداع بصري. و ذلك ينفي أي شيء أقوى من الخداع البصري (كالتعاون مع الجن على سبيل المثال).

[1]