مستخدم:Ibrahim mukiryani/ملعب
السيد حسين بن السيد عبد اللطيف بن الشيخ اسماعيل، الشيخ عيسى بن الشيخ لطيف الـــــــ (خه زايي). ولد في مدينة (سابلاغ / مهاباد) في 12أيلول 1893م، وقد اشتهر بلقب (حزني) في اوساط المستشرقين، وكان ينشر نتاجاته احيانا باسماء مستعارة مثل (داماو) و(خدوك) و( بيزه ن). تلقى دروسه البدائية عند والده السيد عبد اللطيف واخواله. وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره سافر الى (روسيا) القيصرية في عام 1905م عن طريق (مراغه) و (تبريز) ومكث في (أريفان) مدة من الزمن وزار بعض المدن الروسية مثل ( بطرسبرغ ) و ( موسكو ) ، و بقي في روسيا مدة سنتين ، في فترة حساسة جدا من تأريخها..... اي خلال ثورة 1905 - 1907م في روسيا القيصرية، تلك الفترة التي كان فيها كل شهر يضارع من حيث بعض اسس علم السياسة سواء للجماهير والزعماء او للطبقات والاحزاب ، سنة من التطور السلمي. والدستوري، فلولا (التمرين العام) من سنة 1905م لاستحال انتصار ثورة اكتوبر 1917م. وبالطبع فان احداث هذه الفترة اثرت في مجرى تفكير الموكرياني، اليافع يومذاك، لان جميع الفئات اخذت تنبري على المكشوف . وجميع الاراء البرنامجية التاكتيكية ، اخذت تتصارع في مجرى عمل الجماهير والاحزاب بشكل واسع وحاد لم يعهد مثيل في التاريخ. وهكذا قدر لهذا الشاب الكردي اليافع ان يصبح علما من اعلام الفكر الكوردي المعاصر فهو ليس رائدا للطباعة الكردية فحسب. وانما هو مؤرخ وشاعر وفنان وصحافي وهو قبل كل شيء رحالة كافح من اجل تقدم امته واتقن من اللغات الكردية والعربية والفارسية والروسية والهندية والتركية وشيء يسير من اللغتين الفرنسية والانكليزية. ولم نطلق عليه لقب الرحالة عبثا، وانما عن حق وجدارة. اذ انه حمل عصا الترحال وجال في انحاء كردستان متنكرا بالزي الافغاني. كما تجول في انحاء روسيا وتركيا وايران، وافغانستان والهند وسورية ولبنان ومصر والحجاز وفرنسا. لكنه مكث في تركيا لمدة عامين ايضا تعلم خلالها بعض الفنون والضائع الجميلة كالخط، وصنع الاختام، وضع الكلائش والزنكوغراف، كما تعلم الحفر والنقش على الاحجار الكريمة مثل العقيق والياقوت والدر والماس وغيرها. وهو بهذا فنان موهوب وقدير ونقاش ماهر، كان يضع لوحات بالطرق على المعادن والصفر، وربما كانت بعض اثاره موجودة عند بعض المستشرقين او في المتاحف الاوربية.
دوره في الصحافة والادب
كما ذكرنا من قبل فان الموكرياني يعتبر من الرواد الاوائل للصحافة الكردية. ساهم في ارساء دعائمها وفي تطورها بأسلوبه الكردي الخالص من كل والتأثيرات الاجنبية الدخيلة، ورفع مستواها بذوقه الفني وبخطه الجميل وادخال الصور الى الصحافة الكردية، لانه كان اديبا بطبعه وشاعرا له قصائد كثيرة في اغراض مختلفة. لكن في مجال الشعر لا يمكن اعتباره مجددا لامن ناحية الشكل او المضمون. لتأثره بالتراث الكلاسيكي في الشعر الكردي لهذا فانه سار على خطى الذين سبقوه في هذا الميدان او من معاصريه، وهو في قصائده يحاول التنفيس عن همومه والامه الشخصية، ولو ان الامه الشخصية لاتنفصل عن الام وهموم وعذابات شعبه. باعتباره جزء منه، وهذا الحكم يسري على معظم قصائده، وفي قصيدة له نظمها في سجن (الموصل) في 21/5/1941م يقول: ادباء وعلماء الامم المحظوظة
يحييون احرار ولا يجترعون الاكدار
وانا كاتب تاريخ الكرد جائعا عاريا ذليلا اموت طعامي ومنامي اهات وحسرات ايام مسراتي سجون واغلال واذلال .........الخ.
له مساهمات في القصة الكردية بغض النظر عن توفر المقومات الفنية فيها .....وقصصه المنشورة هي (القرية المتهدمة)و(اللص الاعزب) كما انه من الاوائل الكتاب الكرد .... الذين شعروا بضرورة الاهتمام بأدب الاطفال، فساهم في كتابة قصص للاطفال الكرد، ونشر في ذلك الوقت المبكر قصة للاطفال عنوانها (خوش وترش/ الحلاوة والمرارة) وعددا اخر من قصص الاطفال. وله مؤلفات عديدة في الادب الكردي مثل (ده سته كولى بويزان / باقة ازهار الادباء). و(سليماني ونووسه راني/ السليمانية وادباؤها) مازال مخطوطا. بالاضافة الى مقالاته المنشورة في الصحف والمجلات الكردية.
الصحف والمجلات التي اصدرها او ساهم في تحريرها..
1 - مجلة كردستان - وقد اصدر هذه المجلة في اسطنبول بالاشتراك مع (محمد مهري) وكانت مجلة اجتماعية ثقافية عامة تصدر اسبوعيا باللغتين التركية والكردية. صدرت في العام 1917م وعطلت 1918م. 2 - كما اصدر مجموعة مجلات في مدينة حلب بصورة سرية او شبه سرية عطلت الواحدة بعد الاخرى عند انكشاف امرها. لانها كانت تهاجم الاستعمار الفرنسي وتساند نضلات الكرد في كل مكان وقد صدرت هذه الصحف خلال 1925م وهي: ا-مجلة ارارات ب- كردستان ج- بوتان د- جيا كرمانج ه- ديار بكر و- سوران 3 - مجلة زاري كرمانجي/ اللغة الكردية. اصدرها في مدينة راوندوز عام 1926 لمدة ستة اعوام صدر فيها (24) عددا خلال هذه المدة فكان هو رئيسا لتحريرها ومدير الادارة والمشرف الفني لها. 4 - مجلة رووناكي/ النور. وكانت مجلة ادبية تاريخية اجتماعية صدرت خلال 1925-1926م و صدر منها (11) عددا وكان صاحبها بالاسم (شيت مصطفى) اما مهماتها الفعلية فكانت على عاتق الموكرياني. 5 - جريدة زيان/ الحياة. صاحب الجريدة كان الشاعر (بيره ميرد) صدرت في العام 1934 في السليمانية قدعاه للمشاركة معه في تحريرها. 6 - كوفارى ده نكى كيتي تازه/ مجلة صوت العالم الجديد. وكانت مجلة ادبية اخبارية مصورة. صدر العدد الاول منها في تشرين الاول 1943 عن السفارة البريطانية في بغداد تحت اشراف (داماو) وبمعاونة الاستاذ توفيق وهبي. وهي مجلة تاريخية ادبية لغوية صدر فيها بين سنوات 1943-1945 (24) عددا شهريا واصبحت فيها بعد خلال سنوات (1946-1947) اسبوعية صدر فيها (36) عددا وكانت مخصصة لمناهضة النازية والفاشية. وتبشر بالافكار الديمقراطية ابان الحرب العالمية الثانية .
الموكرياني مؤرخا عندما نعلم ان التأريخ كما يقول الاستاذ محمود امن العالم:-
ليس مجرد نظرة الى الماضي لسد ثغراته واعادة بنائه، وليس مجرد نظرة الى الحاضر ترصد حركاته وتسجل خطواته، وليس مجرد تتابع الاحداث في زمن معين او زمن مطلق فالتاريخ بهذا المعنى ظاهرة موضوعية تعني نفسها وعيا ذاتيا يصبح بها التأريخ وعبا للانسان بلانسان، انه وعي الانسان بانه جزء من الحركة الموضوعية الشاملة لمجموع البشر وادراك لقوانين هذه الحركة واستبصار بمكان الانسان منها. ولقد وجد (الموكرياني) خلال رحلاته ان لكل شعب من شعوب الارض عشرات الكتب تحدث عن ماضيه وحاضره، وكان يحز في نفسه ان لايحد لشعبه العريق كتابا بلغته يروي تأريخه او يلقي نظرة على ماضيه لسد ثغراته واعادة بنائه او يلقي بواسطته ويستعين به لفهم حاضره وتسجيل خطواته. وعندما وجد ان نصيب امته من تدوين الاحداث التي شهدتها، او مرت بها، او الموقع الذي اشغله شعبه من الحركة الموضوعية لمجموع البشر يكون معدوما.... بادر الى البحث والتنقيب فاستطاع ان يسجل تأريخ الكردي بلغته واثمرت جهوده كتبا عديدة وجاء عمله متميزا وعلى خلاف اعمال بعض المستشرقين الذين نسبوه الى الشعوب الاخرى. لانهم كتبوا حسب الاهواء والرغبات المطلوبة، لعدم المامهم بتاريخ الشعب الكردي واعلامه ومواقعه فنال اعجاب بعض المستشرقين المنصفين، وقال بحقه البروفيسور فاسيلي نيكتين:- ان فضل السيد حزني الموكرياني مؤلف ومؤرخ كردستان على كافة المستشرقين معلوم ومعروف لدى الجميع.
كما كتب في كتابه (الاكراد) منشورات دار الروائع بيروت ص 178 مايلي: هناك اديب كردي معاصر يدعى (حسين موكري) من راوندوز، قد قضى اخر ايام حياته في البحث والتنقيب عن التأريخ الكردي والرسوم والخطوط والكتابات والاثار القديمة وعن استكشاف المصادر العربية والتركية والفارسية الاصيلة. كما كتب اليه البروفيسور (فلاديمير مينورسكي) قائلا: (انكم في الحق والحقيقة روح لشعبكم، وان الجهود التي تبذلونها لايمكن نسيانها ابدا، وفي الحقيقة ان الوطنيين من امثالكم عماد تقدم شعبكم.
ولم يكن اعجاب المؤرخين والادباء والمثقفين من بين جلدته به، اقل من المستشرقين الاجانب ان لم يكونوا اعجابا واحتراما وامتنانا له واعترافا بدوره..... ولقد قال بحقه نظيره المؤرخ الكردي محمد امين زكي عنه في كتابه (خلاصة تاريخ الكرد وكردستان) :- انه لا يدخر جهدا في اصدار مباحث قيمة ومعلومات تأريخية نادرة عن الكرد وادبهم واشعارهم بشكل رسائل وكتيبات وهو بيدي نشاطا غريبا في سبيل تنوير الشباب الكرد في العراق وتشجيعهم على الثقافة القومية والارتشاف من مناهل العلم والعرفان. وان ابناء شعبنا من الادباء والمثقفين من الجيل المعاصر يستلمون حياة الرواد من امثاله وصبرهم وثباتهم واخلاصهم وتفانيهم لشعبنا ويقيمون لمم في سويداء القلوب نصبا وتماثيل الى ان يأتي اليوم الذي ترتفع فيه تماثيل المؤرخين والادباء والمفكرين الرواد في شوراع وساحات المدن التي عاشوا فيها وقدموا خدماتهم على ارضها. ومما يصبح قلوب المخلصين انشاء دار الموكرياني في اربيل للطباعة والنشر بعد الانتفاضة تقديرا له وتثمينا لدوره الريادي.
المراجع والمصادر
1. داماوي موكرياني- تأليف شاكر فتاح. 2. تاريخ الصحافة الكردية - جبار جباري. 3. ديريكنى بيشكه وتنى- تأليف حسين حوارين تقديم كيوموكرياني اربيل 1962. 4. مرشد الصحافة الكردية- جمال خزنه دار- وزارة الثقافة- مديرية الثقافة الكردية 1973 . 5. حول الصحافة الكردية- د.عزالدين مصطفى رسول- دارالجاحظ بغداد 1973. 6. كتاب الاكراد- تأليف باسيل نيكتنين- منشورات دار الروائع- بيروت. 7. خلاصة تاريخ الكرد وكردستان- تأليف محمد امين زكي.
حوسێن حوزنی موكريانی گيوی موكريانی Husên Huznî Mukriyanî Hussein Huzni Mukriyani