مستخدم:Hamzaballouk/ملعب

الماثر التاريخية:

عدل

المواقع الأثرية:

عدل

تعتبر الاثار عبارة عن مخلفات حميدة للحضارات الغابرة، كشاهد على العصر، ودلالة على ما يتميز به أبناؤها من بعد في التفكير، وتجديد في فن العمارة والفنون، ودليلا عن فلسفة عظيمة. تعتبر الاثار شيئا عالميا، حيث أن جل الدول و البقع الجغرافية تحوي اثار عديدة تخلد ابداعا و عظمة و حضارة. يمكن أيضا تعريف الموقع الأثري بالموقع الذي يحوي دلائل أثرية، قصد دراستها وتمحيصها من طرف مختصي علم الاثار، للاستفادة منها لاحقا، حيث تعتبر دليلا عن السلوكات الصادرة عن شعوب في زمن ما في حقبة ما.

أهمية الماثر التاريخية:

عدل

يوجد في كافة أنحاء البلاد أعداد كبيرة من الآثار التَّاريخيَّة والعريقة التي تُثير الإعجاب والدهشة وتجذب إليها اهتمام الملمين بالتراث وتسلب قلوبهم بدون اعتبار الزمان او المكان، وتكون دافعهم القوي إلى التأمل والتفكير في المعالم التَّاريخيَّة التي تعبر عن الماضي بكل التفاصيل الفنية والثقافية وغيرها وتمد المعالم الحديثة على مر الأيام بالكثير من النور الحضاري الذي يرتبط معها دوما بحبل قد لا ينفصل مع عكس حضارة المرء المعاصر او مدى إدراكه وفهمه لقيم ماضيه الذي رءاه رأي العين المجردة.

مما يولد مشاعر الاعتزاز والفخر، في كل نظرة لتلك المعالم الشامخة. إن تلك الاثار تحكي قصة تاريخ وطن جميل مر، واخر قد يمر، وتترك انطباعا إيجابيا لد الاجبال المتلاحقة، عما شيده اباؤهم واجدادهم وخلده التاريخ. بيد أن هاته الاثار أصبحت في خطر متنام لا سم من نظيرتها المباني الجدية وكذا انعدام الإصلاحات او حتى قلة الاهتمام بتلك الاثار[1].

المحافظة على المواقع الأثرية:

عدل

المحافظة على المواقع الأثرية إنّ واجب المحافظة على المواقع الأثريّة من العبث، والتخريب يعتبر من أولى الواجبات وأكثرها أهميّة، وهذا الواجب غير منوط بجهة معيّنة دون الجهات الأخرى، حيث يقع على عاتق الجميع. لعلَّ الدول، والحكومات هي أكثر الجهات تحمُّلاً لمسؤوليّة المحافظة على المواقع الأثريّة التي تقع ضمن حدودها، وذلك من خلال عملها الدوؤب على تنظيفه، وترتيبه، وتهيئته لاستقبال الزوار، إلى جانب تعريف العالم عليه؛ إحياءً له، وجذباً للسياح. كما أن المواطنين مسؤولون أيضاً عن المواقع الأثريّة، وذلك من خلال عدم العبث بها، أو تخريبها؛ خاصّة وأنّ هذه المواقع تعتبر إرثاً وطنيّاً هامّاً، وحسّاساً، ويجب ألا تكون في أي وقت من الأوقات عرضة لأنواع العبث المختلفة.

للمعالم التاريخية القديمة دور في تفعيل السياحة التنموية:

عدل

تلعب المعالم الأثرية دورا أساسيا في الترويج للسياحة، إذ تستقطب العديد من السياح، لاسيما عشاق التاريخ الذين لهم ثقافة الاطلاع على حضارات قديمة، لمحاولة فهم الحاضر. ولعل الجزائر من بين الدول التي عرفت تعاقب العديد من الحضارات، التي تركت بها آثارا في العديد من ولايات الوطن وربوعه، في شرقها، غربها ووسطها، وكذا جنوبها الشاسع، هذه الفسيفساء دفعت بخريج معهد الآثار الدكتور محمد مسعود بورابعة، إلى مناقشة رسالة الدكتوراه حول دور المواقع الأثرية والمعالم التاريخية القديمة والإسلامية في تفعيل السياحة التنموية في الجزائر.

على هامش مناقشته، أوضح الأستاذ بورابعة، الذي يعمل أيضا إطارا  في الإدارة العامة للأمن الوطني، أن السياحة لها علاقة مميزة بعلم الآثار عامة، وبالآثار خصوصا. كما أن الآثار تربطها بالثقافة روابط وطيدة، وهي التي تحدّد هوية المجتمع، إذ لا يمكن فصل الحضارات التي مرت على دولة معينة عن تقاليد مجتمعها وعاداته المختلفة، وتكون السياحة الثقافية هي الباعث الأساسي لها، عبر زيارة المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والمتاحف بهدف التعرف على الصناعات التقليدية، أو أي شكل من أشكال التعبير الفني والحضور في بعض الفعاليات الثقافية مثل المعارض أو المهرجانات، وتظل السياحة الثقافية المقوم السياحي الأول في الدول التي شهدت مرور العديد من الحضارات التي لها تاريخ عريق.

يواصل الدكتور "لذلك فالمحتوى الثقافي الموجه للسياح، إنما يهدف إلى إنماء التنمية الشاملة، والاهتمام بهذه الدراسة ما هو إلا اهتمام بتفعيل القطاع السياحي محليا، بتوجيه المواطن والأجنبي نحو السياحة في الجزائر، عن طريق البحث عن المشاكل الحقيقية التي تعيق التنمية السياحية المحلية"، مع إبراز المقومات الكفيلة بجعل الجزائر من أكثر الدول استقطابا للسياح من ربوع العالم. لهذا لابد من تكوين مجموعة من الأطر التي يمكن من خلالها تقديم النشاطات الثقافية المختلفة التي تساعد على تشجيع السياحة الثقافية، إذ أن مفهوم السياحة الثقافية لم يعد في الوقت الحالي مقتصرا على الثروات التاريخية، وإنما طعّمت بعناصر جديدة، باستحداث مناسبات واستغلال ظروف معينة لتنويع المنتج السياحي في سبيل جذب شرائح جديدة من السائحين والزوار، بما يصاحبها من تسهيلات السفر لحضور المهرجانات والاحتفالات".

المحميات التاريخية.. ميزة أساسية للاستقطاب السياحي

يقول المتحدث بأن موضوع دراسة المواقع الأثرية والمعالم التاريخية ودورها في التنمية السياحية في الجزائر، موضوع جدير بالاهتمام، لعدة معطيات، أهمها حاجة الجزائر إلى ترسيخ الهوية الوطنية من جهة، والرفع من الأداء الاقتصادي من جهة أخرى. فالسياحة اليوم عامل بارز في حماية البيئة، عندما يتمّ تكييفها مع البيئة المحلية والمجتمع المحلي، من خلال التخطيط والإدارة السليمة، ولا يتوفّر هذا إلا بوجود بيئة ذات جمال طبيعي وتضاريس مثيرة للاهتمام، وحياة نباتية برية وافرة وهواء نقي وماء نظيف، مما يساعد على جذب السياح، يتساوى كل من التخطيط والتنمية السياحية في الأهمية من أجل حماية التراث الثقافي لمنطقة معينة، وتشكل المناطق الأثرية والتاريخية وتصاميم العمارة المميّزة وأساليب الرقص الشعبي والموسيقي، الدراما والفنون والحرف التقليدية والملابس الشعبية والعادات والتقاليد وثقافة وتراث المنطقة، عوامل جذب للسياح، خاصة إذا كانت على شكل محمية يرتادها السياح بانتظام، فتتعزز مكانتها وتتطور، كل ذلك يرجع إلى الطريقة التي يتم بها تنمية السياحة وإدارتها.

يضيف بورابعة أنّ مواقع السياحة الأكثر نجاحا في الوقت الحاضر، تعتمد على المحيط المادي النظيف والبيئات المحمية والأنماط الثقافية المميّزة للمجتمعات المحلية والمواقع الأثرية والمعالم التاريخية المحمية، أما المناطق التي لا تقدم هذه المميّزات، فتعاني من تناقص في نوعية وكمية السياح، وهو ما يؤدي إلى تناقص الفوائد الاقتصادية للمجتمعات المحلية، والسياحة في الوقت الحالي تعتبر موردا استثماريا هاما جدا، حيث أن إجمالي نفقات السياحة الأثرية والتاريخية يمثّل من عشر إلى خمس الدخل الإجمالي لبعض الدول ذات الريادة السياحية.

إنشاء مسارات سياحية جديدة.. ضرورة

أشار المتحدث إلى أن فكرة استحداث المناسبات المحلية، مثل إحياء المسالك الأثرية المحلية والدولية بكل ما كان عليها من برك وآبار وخانات وشواهد وأعلام، بطرازها القديم وأشكالها التاريخية، تهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية، والمسارات الدينية ومسارات الرحالة المشهورين، وطرق الحج والقوافل القديمة، حيث اقترح الدكتور إنشاء مسارات سياحية جديدة في كل المناطق، سواء بالسير على الأقدام أو باستخدام الحافلات السياحية، مشيرا إلى أن إحياء المسارات يساهم في توسيع المناطق السياحية المتنوعة التي تحتوي على مقوّمات سياحية مختلفة تساعد على تطوير التنوع السياحي.

يؤكد محمد مسعود بورابعة أنّ التراث بكلّ عناصره، يعد أحد الجوانب المهمة للإرث الحضاري الذي تعتزّ به الأمم، لما يبرزه من صور أصيلة، إلى جانب صقل هوية المجتمع بكل ما يحمله من عادات وتقاليد وثقافة. ولأهميته، حرصت الدول على زيادة الوعي بدوره كمصدر ثقافي واقتصادي، والتعرّف على سبل حمايته وإعادة استخدامه ضمن إطار معاصر، من خلال وضع الأسس والمعايير التخطيطية والتصميمية التي تساهم في إظهار قيمته وأهميته في التنمية الاقتصادية وتوظيفه كرافد أساسي من روافد السياحة.

نظرا لأهمية الأمر، يضيف المتحدث، أصبح من الضروري دراسة تأثيرات وتداعيات الأسلوب التقليدي لصناعة السياحة، بعدما يكاد يصبح فكرا عقيما، نتيجة عولمة هذا النشاط وارتباطه بمنظومات الاستثمار السياحي العالمية، الخاضعة لاقتصاديات السوق المفتوحة التي تهدف إلى تحقيق الأرباح، دون الالتفات إلى القيم الرمزية والتعبيرية وحفظ الذاكرة الجماعية للمجتمع، كعامل نفسي وحضاري يضمن الاستمرارية والتواصل الحضاري للشعوب.

يضيف الدكتور أن فكرة الخوض في موضوع دور المواقع الأثرية والمعالم التاريخية في تفعيل السياحة التنموية في الجزائر، جاءت خدمة للآثار والتاريخ والسياحة على حدّ سواء، إذ لم تعد هناك إستراتيجية واحدة للتنمية السياحية تعتمدها جميع الدول، بل صارت هناك استراتيجيات موجهة، تعتمد الأسس العلمية السليمة والقدر الكافي من الموضوعية والخبرة السياحية التي يمكن اختيار الأفضل منها، بما يتناسب مع الظروف الطبيعية، المناخية، البيئية، التاريخية، الاجتماعية، الاقتصادية والتمويلية الخاصة بالمقصد السياحي وما يتلاءم مع المنتوج السياحي ككل.

كما تطرق الدكتور في مناقشته إلى العديد من المعالم التاريخية التي تشكّل "الأقطاب السياحية" البارزة للعديد من الشعوب، التي تعتبر أيضا من المراجع الأساسية للعديد من الدراسات، لفهم الحضارات السابقة التي ساهمت في تشكيل البنية الكاملة للمجتمع، وما هو إلا دليل على الغنى الحضاري الذي تزخر به الجزائر، حيث خصص الدكتور منها ثلاثة مواقع أثرية تمثل ثلاث مراحل تاريخية وجغرافية وعمرانية، قام بزيارتها ميدانيا من خلال المعاينة والدراسة، وتبيّن أنها المناطق الأكثر جذبا للسياح، وبإمكانها أن تصبح أقطابا سياحية ذات قيمة فعلية في تنمية المناطق المحاذية، وتكون دليلا ماديا على أهمية الآثار في السياحة والتنمية، التي ستترك انطباعا إيجابيا لدى القائمين على هذا القطاع، وعموم الفاعلين، رغبة منه في أن تكون هذه المواقع مختلفة في الموقع والزمان، بداية بالمدينة الأثرية والضريح الموريتاني لتيبازة اللذين يعودان إلى الفترة الرومانية القديمة، وقلعة بني حماد الأثرية بولاية المسيلة من العصر الإسلامي، ثم القصبة العتيقة بالجزائر العاصمة من الفترة العثمانية. مشيرا عبر مذكرته إلى أن ذلك ما هو إلا جزء صغير من الآثار التي تزخر بها الجزائر سواء في شرقها، غربها، وسطها وحتى جنوبها الكبير.

السياحة كبديل لقطاع المحروقات

إن دراسة موضوع المواقع الأثرية والمعالم التاريخية ودورها في تفعيل السياحة التنموية في الجزائر في الوقت الراهن، يعتبر بحق أحد الرهانات الإستراتيجية، سواء بالنسبة للباحث الأكاديمي المختص في دراسة الآثار أو التاريخ أو الباحث عن خيارات أخرى، للرفع من الأداء الاقتصادي والمالي للبلاد، خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية التي تمر بها خلال هذه الفترة، وانخفاض سعر البترول وغياب بديل أساسي تعول عليه الدولة لرفع الدخل الوطني ومجابهة الأزمة.

باعتبار الجزائر بلدا شاسعا يحتوي على العديد من المواقع والمعالم، بقي من الضروري ترقية السياحة والتنمية، بهدف دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلالها، يوضح الدكتور، بعيدا عن الطموحات الوطنية، خاصة على مستوى المهتمين بتفعيل السياحة كمصدر للاستفادة من العملة الصعبة خارج قطاع المحروقات، ومن الواجب على الباحثين الغوص في العلاقة الوطيدة بين الآثار والسياحة والبحث في تطوير دور الآثار في السياحة والعكس، لأن السياحة الثقافية اليوم تمثّل العمود الفقري لاقتصاديات الكثير من الدول، لما لها من فائدة اقتصادية ملموسة وفائدة قومية من خلال تجذّر الهوية وبث روح الاعتزاز والفخر في نفوس مواطنيها.

كما أبرز الدكتور بورابعة دور الأمن بمختلف أجهزته في الحفاظ على الممتلكات التاريخية والثقافية والآثار التي خلفتها الحضارات السابقة، باعتبار أن تهريب تلك الممتلكات جريمة تتمثل في محاولة سرقة ممتلكات الدولة، وكذا محاولات لطمس هوية وطنية.

تتردد على مسامعنا في كل مرة، أخبار حول إحباط محاولات تهريب قطع أثرية من طرف مختلف الأجهزة الأمنية، إذ تعتبر هذه الجريمة من أكثر الجرائم المسجلة في المدن التي تعتبر معبرا تاريخيا للحضارات،  وكذا المدن المتواجدة على الحدود.

استرجاع أكثر من 85400 قطعة منذ 2005

باعتبار الدكتور إطارا في الأمن الوطني، فإنه أفرد نقطة مهمة في بحثه، وهي دور أجهزة الأمن في السياحة الثقافية وتأمين الثروات الوطنية في هذا المجال، والمساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال توفير البيئة الأمنية المناسبة، حيث أكّد أن المديرية العامة للأمن الوطني تقف بالمرصاد لكلّ الشبكات الإجرامية التي تعمل على محاولة تهريب أو الترويج للقطع الأثرية، من أجل البيع والمتاجرة بها، مشيرا إلى أن العديد من الشبكات الإجرامية تمت الإطاحة بها، لمحاولة تهريب العديد من القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية والمادية لها.

المتحدث أوضح قائلا بأن ظاهرة تهريب القطع الأثرية القديمة تكلّف جميع دول العالم الملايير، باعتبارها تشمل قيما مادية جد باهظة تقيّم حسب الحقبات التاريخية والندرة، تباع بعضها أحيانا في مزادات عالمية "غير رسمية"، تكون بمثابة سوق سوداء لهذه التجارة، يختص أحيانا فيها مجرمون مختصون في تهريب الآثار، وأوضح أن الجزائر بدورها تعاني هذا الأمر، إلا أن السلطات الأمنية لا تتساهل مع هذه القضية.

للإشارة، تمّ استرجاع منذ عام 2005 أكثر من 85400 قطعة مصنفة تراثا وطنيا، سرقت من المتاحف أو المواقع الأثرية، لاسيما بشرق وجنوب الجزائر، حسبما علم من وزارة الثقافة، وأفاد بيان لمديرية تأمين الممتلكات الثقافية بالوزارة، أن القطع التي تم استرجاعها تتمثّل في قطع نقدية ومجوهرات عتيقة مصنوعة من الذهب والفضة، إلى جانب قطع مصنوعة من الزجاج والبرونز والعاج، وتماثيل صغيرة مصنوعة من الطين، وقناديل وكؤوس وأجزاء تعود إلى حقبات تاريخية مختلفة.

الجدير بالذكر أن هذه المناقشة عرفت حضورا قياسيا للأساتذة وإطارات الأمن الوطني، على رأسهم مراقب الشرطة سيفي محمد   الذي أبرز أن الغرض من الحضور هو تثمين قضية السياحة في الجزائر، مبرزا بذلك أهمية تناسق جهود مختلف القطاعات لتفعيل دور السياحة في التنمية الاقتصادية، مع وقوف مديرية الأمن الوطني في سبيل مجابهة ظاهرة تهريب القطع الأثرية التي تعتبر أحد معالم الهوية الوطنية..[2]

قنطرة بن طاطو:

عدل

قنطرة ابن طاطو بين الواقع و الأسطورة

عدل

لا يمكن المجازفة بالقول ان مجال المعرفة بالحاج ابن طاطو يفوق ما جاءت به الأسطورة المتناقلة بين كبار مدينة فاس قبل صغارها، فظلت عالقة بذاكرتهم، تماما مثل تأثير الكثير من الأشياء الحميمية التي لم ولن ينقطع صداها. فنجد هنالك حاجة لتبسيط الأساطير تجعل المرء يمتحن قدراته، وتجدر الإشارة إلى أن الحكايات التي ترويها الجدات هي روايات شعبية لجلب النعاس الى جفون الصغار، فإنها تنمي أذهان الأطفال وملكة التخيل لديهم، منذ نعومة أظافرهم لتكون بذلك الطريق المختصر لتنمية روائع وأدب الخيال. فالأساطير رغم أنها تعتبر من أعلى درجات التخيل والخيال إلا أنها انعكاس للواقع. والمؤكد أنه لم يطلق على قنطرة بمدينة فاس اسم ابن طاطو عبثا، إلا لكونه استحق ذلك عن جدارة واستحقاق.

ارتبطت القنطرة تلك بشغب الطفولة، الذي يختلف عن باقي مظاهر الشغب، إلا لكونها كانت تقود-بعد اجتيازها-إلى بساتين وحقول، كان يعتقد أنه لا يوجد بعدها العالم. كان المرور عبر قنطرة ابن طاطو حتميا، كونها نقطة العبور ذهابا وإيابا.

قنطرة ابن طاطو مثل أي جسر معلق صغير بين ضفتي الوادي الذي يقسم مدينة فاس العتيقة إلى شطرين. وقد تم تذكرها بسبب أنها تقود إلى البساتين التي يعشق اللعب حولها الأطفال والتقاط ما أمكن من الخضراوات والفواكه، بيد أن تلك البساتين اندثرت شيئا فشيئا بفعل الزحف العمراني، لتبقى تلك المغامرات مجرد ذكرى عابرة لدى هؤلاء الأطفال.

تعددت الروايات وكثرت الحكايات المفسرة لبناء القنطرة وهاته أشهرها: تقول الحكاية المتعارفة والتي قد يكون لها جزء أو لا يكون لها أساس من الصحة، أن سكان العدوتين في فاس قد سئموا فيضانات النهر التي تعيق تحولهم إلى عرائنهم وحرفهم وتجارتهم وحوانيتهم ... فقرروا عبر حملة اكتتاب بناء قنطرة يساهم فيها كل فرد بنزر مما تيسر له. وشرعوا في طرق أبواب بيوت سكان العدوتين يعرضون لخطتهم.

فحدث أنهم توقفوا امام منزل الحاج التاجر ابن طاطو الذي لم يكن حاضرا، فطردتهم إحدى خادمات بدون أدب، فتم تسجيل بيت التاجر ضمن منازل البخلاء التي لم تعد هنالك غاية في الاقتراب منها. غير أن القصة لم تنته هنا، حيث إن القصة انتشرت كانتشار النار في الهشيم، حتى بلغ إلى علم التاجر ما أصبح نعته بين سكان قبيلته (البخيل)، مما أدى إلى غضبه الشديد، الشيء الذي دفعه إلى إصلاح خطأ الخادمة، من خلال إنشاء قنطرة لا نظير لها في العالم.

يضاف أيضا إلى هاته الرواية كون التاجر بن طاطو أرسل خدامه إلى ضواحي المدينة وأسواقها، لتوفير كل البيض المعروض في الأسواق، ثم أوصى بعد ذلك عمال البناء بمزج ابيض البيض وأصفره، ليكون بذلك مادة صالحة للناء، مكان الرمل و الأجور، فتم بناء القنطرة دون الرجوع إلى حملة جمع التبرعات. لتكون هاته الأسباب الحقيقية لتسمية القنطرة بذلك الاسم (قنطرة ابن طاطو).

لكن العبر المستفادة من تلك الحكاية أو الأسطورة كما يحلو للبعض تسميتها هي طغيان ضوء الكرم على ظلام البخل، وكون فعل الخير من طرف الأغنياء، من أهم أسباب القناعة رغم اختلاف الألوان والأجناس وكدا الأرزاق[3].

بناء القنطرة

عدل

بنيت على يد رجل اسمه بن طاطو، استعمل في بنائها البيض والتراب، مبرهنا على كرمه تجاه سكان مدينة فاس.

تجديد القنطرة:

عدل

قام بتجديد القنطرة سيدي أحمد الشاوي قرب باب سيدي ابي جيدة.

وقد جدد إصلاح هذه القنطرة في مطلع القرن الحادي العاشر هو والسلطان الرشيد ابن الشريف سنة 1081.

عائلة بن طاطو:

عدل

أسرة فاسيه منقرضة عريقة، تنسب إليها قنطرة بن طاطو خارج بني مسافر المعروف حاليا بباب سيدي بوجيدة الموصلة لبلاد الحبالات و غيرها.[4]

سيدي احمد الشاوي:

عدل

يعود أصله إلى عرب الزاوية، انتقل إلى فاس في إحدى مراحل حياته، وهنالك تفرغ لخدمة الشيخ أحمد بن يحيى، بالإضافة إلى كونه مؤسس خمس زوايا، دفن في إحداها المتواجدة بحومة الجرف الأصفر داخل المدينة، حيث اطلق اسمه بعد ذلك على الحي بأكمله، و لكونه زهيدا قام وساهم بمجموعة في التجديدات، منها تجديده قرب باب سيدي أبو جيدة لقنطرة بن طاطو، لم يكتفي بذلك بل قام أيضا بإصلاح ماء جامع الأندلس.[5]

دور الزاوية:

عدل

على سبيل المثال لا الحصر يعتبر تجديد قنطرة بن طاطو من طرف الشيخ احمد بن محمد الشاوي واحدا من عدة أمثلة للور الذي لعبته الزاوية في بناء و ترقية مشاريع البنية التحتية لمصلحة الناس حيث كرس ثروته لإنشاء قنطرة ابن طاطو بمدينة فاس بعد أن جرفها السيل. بالإضافة الى قيامه بإصلاحه قنوات مياه جامع الأندلس بتكلفة إجمالية بلغت سبعة الاف اوقية. في حين أن زاوية تمصلوحت قامت ببناء شبكة ري جديدة و كلفت نفسها عناء توزيع المياه على السكان بتلكرت.[6]

اقتباسات شعرية :

عدل

تم ذكر قنطرة بن طاطو في مجموعة من الأعمال الأدبية لعل من ابرزها ذكرها في قصيدة واد الزيتون للشاعر عبد العالي فيلالي بلحاج.

واد الزيتون

كان عندي حلم
اسمو واد الزيتون
كان يعانق واد الجوهر
كان يحضن لعيون
يسافر لقنطرة بن طاطو
يروي الرمان السفري
والنكاص المسكي والزفزوف
يشرق بالشمش
يتكبل بالخوف
يهرب لسبو
يحكي وهو ماشي امجاد تاريخ كتبو
يقول للبرج العالي
يا برج الحجر تاليك تتكسر
العلو ديما للحدورة
كنت نخاف من واد الزيتون
كان يقول لي قرب مني ...
انا ما نخوف غير الشماتة
ملي قربت منو شي حد دفعني...
حضني ...
سرى فدمي من فمي ..
من كمي فقلب قلبي ناداني
اشاعر غدا....
اليوم حضنتك ورخيتك
باش تعقل
نسيت ما كان بيني وبين واد الزيتون
واليوم ملي تفكرت لي كان كان
ويمكن فات الفوت
وفات الاوان
نشف واد الزيتون لحقتو الموت
نسيت كلشي....من غير حب الرمان
لا
باقيا فراسي حجاية كتقول
دابة يجي يوم
تقلب علنكاص المسكي
تلقى بوعويد
وتقلب عالرمان السفري
تلقى حب الفنيد
وتقلب علزفزوف تلقى القديد
وتقول الله عليك اواد الزيتون
باب فتوح تطلق.......... بوجلود تطلق
بيبان ولادة
وعلاش واد الزيتون نشف
تسف
ريحتو تخنق
مصاب لو كون تعلق ...
تسلق
لبرج سيدي حماموش
لويسلان ....لو كان تفرق
وما عوق
كذبة....حلامة
قال لي صاحبي ..
حلامة واد الزيتون
يمكن شي نهار تتحقق ...
زيد...
قلتلو الزيادة من راس لحمق

عبد العلي فيلالي بالحاج[7]

حريق بن طاطو:

عدل

تعرضت المنطقة المحيطة لقنطرة بن طاطو لحريق مهول، لم يسفر عن خسائر بشرية لحسن الحظ، لكنه أتى على معمل عائلة بعينها مما يثير الشك ونظرية المؤامرة، حيث كان المعمل مصنعا لشتى أنواع القصب. الحريق استمر حتى الصباح رغم تدخل عناصر الوقاية المدنية حسب شهادات شهود عيان. جدير بالذكر أن هذا الحريق كان يوم السادس من غشت 2020.[8][9]

  1. ^ "الآثار التَّاريخيَّة لها أهمية في حياة الأمَّة". www.al-jazirah.com. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-31.
  2. ^ بوطيبة, ❊نور الهدى. "المساء - للمعالم التاريخية القديمة دور في تفعيل السياحة التنموية". المساء (بar-aa). Retrieved 2021-10-31.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  3. ^ "قنطرة ابن طاطو بين الأسطورة والواقع". الأخبار جريدة إلكترونية مغربية مستقلة. 6 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-31.
  4. ^ FP155171.
  5. ^ https://www.mominoun.com/pdf1/2017-02/tassawof.pdf. {{استشهاد بكتاب}}: روابط خارجية في |title= (مساعدة)
  6. ^ "تأملات في الزاوية المغربية". جريدة الطريق. 5 أبريل 2021. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-31.
  7. ^ العلي، العلي، نورة بنت عبد العزيز (1 يوليو 2017). "دور الأسرة في التطرف الفکري وعلاقته بتحقيق الأمان المجتمعي". مجلة الدراسات العربية. ج. 36 ع. 2: 969–1006. DOI:10.21608/dram.2017.162714. ISSN:2785-9517.
  8. ^ حريق مهول يندلع في مخزن للصناعة التقليدية بقنطرة جنان بن طاطو بفاس، اطلع عليه بتاريخ 2021-10-31
  9. ^ تاني يوم للفاجعة الأمس في قنطرة بن طاطو أدت خسائر مادية 😥، اطلع عليه بتاريخ 2021-10-31