متلازمة "انتظار بدء الحياة"

عدل

متلازمة "انتظار بدء الحياة"، (Syndrome delayed life)، أو متلازمة "الحياة المؤجلة" هى اضطراب نفسي يجعل الإنسان يواجه صعوبة كبيرة في معرفة الاتجاه الصحيح للمضي فيه نتيجة لشعوره المستمر بالتشتت والضياع، وهذا يعد نمط فكري سلبي يقود الفرد لتأجيل الراحة والاستمتاع بالحياة واتخاذ الخطوات الضرورية لتحقيق أهدافه، هذه المتلازمة وهمية تورث الفرد شعوراً بأنه يعيش في حلقة مُفرغة من المسؤولية والضغوطات التي لا تنتهي فتمضى حياته دون أن يشعر بأن الحياة تحدث بالفعل الأن وأن كل لجظة تمر تحمل فرصة جديدة للاستمتاع والنجاح، حتّى وإن قام بتحقيق كل أو غالبية أهدافه فانه لا يشعر باهمية ما قام بتحقيقه.

قد يوجد هذا النمط الفكري عند جميع الفئات العمرية لكنه يزداد في الفترة العمرية بين 20 و50 عاما، كون هذه الفترة عادة ما تكون حافلة بالأحداث، والتغييرات المصيرية في حياة الفرد، وتنطوي على كثير من المسؤوليات الدراسية والوظيفية والاجتماعية والعاطفية.

سمات أصحاب المتلازمة

عدل

في الحقيقة ليس جميع المنتظرين ينتظرون فقط دون أن يفعلوا أي نشاط آخر، بل ينقسم المنتظرون الى صنفين:

  • الصنف الأول هم المنتظرون الذين يسعون ويجتهدون، لكن تظل هناك فكرة ملحّة في أذهانهم أنه ما لم تحدث معهم معجزة فلن يفلحوا، إما ستذهب مساعيهم سدى أو أنها ستنجح، لكن دون أن يرضيهم النجاح لأنه _كما يعتقدون_ ناقص طالما لم يقع الحدث الذي يتوقون إليه.
  • أما الصنف الآخر هو الصنف العاجز تمامًا الذي لا يحاول التقدم، ويريد لحدث استثنائي أن يدفعه إلى الأمام ويجبره على فعل شيء، ودَعْواه: أنه لا يستطيع التحرك بمفرده، ولا يتغير إلا عندما تُفرَض عليه الأمور، وعندها فحسب يحاول التأقلم والتكيف، فلا يجرؤ على المبادرة ولا على إمساك زمام أحداث حياته بنفسه.أما بالنسبة لهؤلاء الذين لا يبادرون، فالأسباب تتراوح بين اليأس والكسل والاكتئاب، أو الخوف من المبادرة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، لهذا يفضّلون وقوع حدث خارج عن إرادتهم كي يضطروا للتكيف معه، ولا يُلاموا على اختياره بأنفسهم.

أما السبب الذي يجمع الصنفين معًا، فهو الإحباط بعد الفشل المتكرر وعدم الثقة بجدوى الجهود والمحاولات، والشعور أن ما يقدموه لن يغيّر أو يفيد حياتهم بشئ.

أسباب متلازمة انتظار بدء الحياة

عدل

1- الضغوط الاجتماعية

عدل

يمكن أن تسبب الضغوط الاجتماعية، مشاكل تقدير الذات والثقة بالنفس: حيث يشعر الفرد بعدم الاستحقاق لما حققه أو يملكه في الحاضر، ويسعى دوماً لتحقيق المزيد والمزيد كمحاولة لتعويض شعور النقص المزمن الذي يشعر به.

2- الخوف من الرفض

عدل

يصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة انتظار بدء الحياة، إذا كان يشعر دائمًا بالخوف من الفشل في الحياة المهنية أو الشخصية، ما يجعله غير قادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة.

3- فقدان الشغف

عدل

قد يؤدي عدم وجود هدف محدد يسعى الإنسان إلى تحقيقه أو شعوره بفقدان الشعف تجاه أحلامه إلى الإصابة بمتلازمة انتظار بدء الحياة.

4- السعي وراء الكمال

عدل

من العوامل التي تجعل الإنسان معرضًا للإصابة بمتلازمة انتظار بدء الحياة، لأن سعي الإنسان وراء الكمال عادةً ما يجعله يشعر بالإحباط وعدم الرضا عن النفس.

  • التركيز على المادية أكثر من الروحانية، حيث تصبح سعادة ومتعة الفرد مقترنة بالكم لا بالنوع، وتعتمد على ما يملك من المال والسلطة والشهرة، والتي عادة ما يكون لها أثر إدماني بعيد عن القناعة والرضى.
  • نمط الحياة المتسارع: يعيش العالم نمط حياة سريعا ذا متطلبات معقدة، مما يخلف شعورا وهميا للفرد بأنه متأخر دائماً وبحاجة لبذل جهد أكبر وأسرع لمواكبة التغيّرات المستمرّة.

تأثير متلازمة انتظار بدء الحياة على الصحة النفسيةئ

عدل

يجب عدم التهاون مع متلازمة انتظار بدء الحياة، لأنها تهدد الصحة النفسية بما يلي:

- الشعور بالقلق والتوتر.

- عدم الرضا عن النفس.

- الشعور بالضياع.

- الشعور بالملل.

- الميل للوحدة والعزلة الاجتماعية.

- فوبيا الفشل

وقد تتطور هذه المشكلات إلى:

- الاكتئاب.

- اضطراب القلق.

- الأرق.

- اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية أو شره العصبي.

- إدمان الكحوليات.

- إدمان المواد المخدرة.

طرق التعامل مع متلازمة انتظار بدء الحياة

عدل

هناك إرشادات يجب الالتزام بها، للتغلب على متلازمة انتظار بدء الحياة، أهمها:

- تحديد أهداف واقعية قابلة للتحقيق في الحياة المهنية والشخصية.

- ممارسة الأنشطة التي تساعد على الشعور بالسعادة والرضا.

- تجنب مقارنة النفس بالآخرين.

- عدم التفكير في الماضي أو المبالغة في التطلع للمستقبل، بل من الأفضل الاستمتاع بكل لحظة في الحياة.

- عدم التردد في طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء أو من أخصائي الصحة النفسية.[1]

أسباب "متلازمة الحياة المؤجلة"؟

عدل

وينتج هذا النمط الفكري في عقل الفرد اللاواعي نتيجة للعدة أسباب

  • التركيز على المادية أكثر من الروحانية: حيث تصبح سعادة ومتعة الفرد مقترنة بالكم لا بالنوع، وتعتمد على ما يملك من المال والسلطة والشهرة، والتي عادة ما يكون لها أثر إدماني بعيد عن القناعة والرضى.
  • نمط الحياة المتسارع: يعيش العالم نمط حياة سريعا ذا متطلبات معقدة، مما يخلف شعورا وهميا للفرد بأنه متأخر دائماً وبحاجة لبذل جهد أكبر وأسرع لمواكبة التغيّرات المستمرّة.

نصائح لتجاوز للمتلازمة

عدل

وللتخلص من هذا النمط الفكري وتعديله، ينصح أخصائي الطب النفسي باتباع الخطوات التالية:

  • إدراك سلبية هذا التفكير وزيادة الوعي الفردي والجمعي بأضراره.
  • التركيز في تربية الأطفال على ضرورة الاستمتاع بكل فترة عُمرية، بغض النظر عن متطلّباتها، وتعديل مفهوم السعادة ليكون قراراً لا انتظاراً.
  • التوعية الفكرية والدينية بضرورة الموازنة بين التركيز على الحياة الدُنيا والآخرة، لا أن تكون إحداهما على حساب الأخرى.
  • عدم ربط تقدير الذات والثقة بالنفس بالإنجاز لوحده، بل بالاكتفاء والقناعة والرضى بما هو موجود حتى لو كان قليلا نسبياً.[2]

المصادر

  1. ^ الكونسلتو https://www.elconsolto.com تهدد سلامك النفسى- دليل شامل عن متلازمة انتظار بدء الحياة. مؤرشف من الأصل بتاريخ 8/2/2024، اطلع عليه بتاريخ 9/5/2024.
  2. ^ الجزيرة نت .https://www.aljazeera.net متلازمة "الحياة المؤجلة".. تعرف على أسبابها وتأيرها وكيفية تجاوزها. مؤرشف من الأصل بتاريخ 30/12/2023، اطلع عليه بتاريخ 9/5/2024.