مستخدم:Dalia Elnaggar/ملعب

واقعة ضرب واغتصاب باروس 2012

حظيت قضية ضرب واغتصاب فتاة مراهقة على يد مهاجرٍ غير شرعيٍ يُدعى أحمد وقاس (سُجِّلت له أسماء أخرى من ضمنها أحمد فاكا وأحمد باكاس وأحمد فاكاش) التي جرت على جزيرة باروس باليونان عام 2012 باهتمام واسع، حيث اشتهرت القضية في وقت تصاعد فيه القلق بشأن الأعداد المتزايدة للمهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون البلاد، وأسفرت الإصابات التي تعرضت لها الضحية، التي يشار إليها في الصحافة اليونانية باسمها الأول فقط "ميرتو"، عن إعاقة دائمة.

• الحدث:

في الثالث والعشرين من يوليو 2012 عُثِرَ على ميرتو بابادوميكيلاكي نصف عارية ومضروبة وفي غيبوبة على أحد أكثر الشواطئ شعبية في الجزيرة اليونانية باروس حيث تعرض رأس الفتاة للضرب المبرح بواسطة حجر يزن خمسة كيلوجرامات، وأمرت السلطات بنقل الفتاة لمستشفى في أثينا حتى تتلقى أفضل رعاية، كما بدأت السلطات البحث عن دليل في مسرح الجريمة للعثور على المعتدي. في البداية حققت الشرطة في الأمر باعتباره حادثاً ولكن عندما أعلن الخبير الجنائي القادم من أثينا د. نيكوس كالوجرياس العثور على منى على جسد الفتاة تغير اتجاه التحقيق نحو جريمة الاغتصاب والضرب القريب من المميت.

• المشتبه بهم:

طبقاً لتقرير الشرطة كان عدد المشتبه بهم في البداية اثني عشرة رجلاً من اليونانيين والأجانب يعملون بالقرب من الشاطئ ومسرح الجريمة أو رأهم شهود عيان في المنطقة، ومع استمرار التحقيق انخفض العدد لأربعة واستنتجت الشرطة بمساعدة بعض شهود العيان أن المشتبه به رجلٌ كان يعمل بالقرب من مسرح الجريمة، وعلى وجه التحديد أفادت والدة الفتاة المراهقة أنها شاهدت رجلاً يرتدي بنطالاً أبيضاً وقميصاً زاهي الألوان يمشي مبتعداً عن مسرح الجريمة، كما قال زملاء أحمد وقاس في العمل أنه كان يرتدي هذه الملابس في نفس يوم الحادث، لكن أحمد كان قد غادر الجزيرة بالفعل متجهاً لأثينا بحجة أن قريباً له يعاني من مرضٍ خطير. عُثِرَ على أحمد خلال تفتيش عشوائي في أثينا واستخدم اختبار الـ DNA لإثبات أنه المجرم المحتمل، وكان أحمد، الذي يعمل بستانياً، قد أخبر رؤساؤه في العمل في باروس أن عليه مغادرة الجزيرة لزيارة قريب له مريض.

• مرتكب الجريمة:

قبضت الشرطة على أحمد وقاس في نيا كالكيدونا في أثينا بعد ذلك ببضعة أيام وبصحبته اثنان من المهاجرين غير الشرعيين، واستطاعت الشرطة تحديد مكانه من خلال هاتفه المحمول ومساعدة مهاجرين آخريين إذ تمت مقارنة عينة الـ DNA التي أُخِذَت من لعاب أحمد بعينة الـ DNA على ملابس الفتاة وجسدها وتطابقت العينتان، وبعد ذلك اعترف أحمد بالجريمة. ويُقال أن أحمد وقاس كان هادئاً ولم يظهر أي انفعال عندما كان يصف أحداث الجريمة للشرطة حيث ذكر أن نيته الأولية كانت سرقة هاتف الفتاة المحمول لكن عندما حاولت صد هجومه بدأ في ضربها بحجرٍ حتى فقدت الوعي، وعندما لم تستطع المقاومة اغتصبها ضارباً إياها مرةً أخرى باتجاه الأحجار.

وتقرر ترحيل المجرم طوعياً لبلده باكستان في وقت القبض عليه.

أُخِذَ المجرم أحمد وقاس لجزيرة سيروس بعد اعترافه حيث أدلى بأقواله مرة أخرى أمام المدعي العام للمقاطعة، وبينما اصطحبته الشرطة من العبَّارة لمكتب المدعي العام كان المارة يهتفون بشعارات ضده، كما كان مناصري حزب الفجر الذهبي القومي اليوناني من ضمن الحشد الغاضب الذي كان يهتف مندداً بالمغتصب، كما كان للتظاهرات السياسية التي أحاطت نقل المجرم ومحاكمته أثراً كبيراً. على صعيد آخر، بدأت الشرطة، تحسباً لأي أفعال انتقامية، عملية نقل لأي مهاجرين غير شرعيين من وسط المدينة في أثينا مستهدفةً "تنظيف" وسط العاصمة وترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين، كما صرح وزير حماية المواطنين نيكوس دندياس أن "الاعتقال والترحيل سيستمر حتى "تنظيف" وسط أثينا" وهو ما لم يعجب حزب الفجر الذهبي القومي الذي نشر التصريح التالي:

طفح الكيل من المهاجرين غير الشرعيين، لقد اُرتُكِبَت الجريمة البشعة ضد القاصر اليونانية عن طريق مهاجراً غير شرعي مرةً أخرى، نحن بحاجة ملحة للعديد من إجراءات الردع، لابد أن يعاقب القانون أي جريمة يرتكبها أي غريب غير شرعي، على من يتحدثون عن العنصرية أن يستضيفوا المجرمين في بيوتهم، إن العنصرية الوحيدة الموجودة هي العنصرية ضد اليونانيين.

وأثناء نقل المشتبه به من سيروس لميناء بيريوس بالقرب من أثينا حاول أعضاء الفجر الذهبي جذبه من سيارة الشرطة التي كانت تقله زاعمين أن ذلك من أجل القصاص منه، وكان أعضاء الحزب غاضبين ليس فقط من جريمة الاغتصاب ومحاولة القتل بل لأنه اتضح أن المتهم كان يكذب بشأن سنه ليحصل على محاكمة من خلال النظام القضائي للأحداث. بعد المحاكمة الأولية تبين أن المجرم كان يكذب بشأن سنه من أجل أن يُحاكَم ويُعاقَب باعتباره حدثاً.

• المحاكمة:

في البداية أقنع المتهم، وهو المهاجر غير الشرعي، السلطات أنه كان قاصراً حتى يُحاكَم أمام محكمة خاصة بالأحداث حيث قال أنه وُلِدَ في عام 1991 ثم 1993 وفي النهاية قال أنه وُلِدَ في عام 1995، لكن تناقض رواياته جعل المحقق يطلب من المدعي العام أن يضيف تلك الأقوال الكاذبة للدعوة القضائية، وعلى الرغم من ذلك لم يغير أحمد أسلوبه وواصل الكذب، ونتيجة لذلك كان حكم المحكمة الأولي عليه هو احتجازه في السجن لمدة عامين.

احتلت المحاكمة عناوين الأخبار في اليونان حيث حُكِمَ على المتهم "بالسجن مدى الحياة للسرقة، وثمانية عشر عاماً للشروع في القتل، وثمانية عشر عاماً أخرى للاغتصاب، وثلاثة أشهر في السجن للعمل غير الشرعي".

وأدان مقال في مجلة "التقاليد" الرقمية المتظاهرين "اليساريين الخائنين والمعادين لليونانيين" الذين تجمعوا خارج المحكمة للتظاهر من أجل حقوق المهاجرين غير الشرعيين، وخلال الإجراءات القانونية كان لابد من توفير التأمين المحكم لغرفة المحاكمة وزنزانة الاحتجاز ومكاتب المحكمة ومقرها والعربات التي تقل المغتصب المعترف بجريمته.

تجمعت الحشود خارج المحكمة في كل مراحل المحاكمة للتظاهر ضد الهجرة غير الشرعية وللدفاع عن حقوق المهاجرين غير الشرعيين وأخيراً للتضامن مع الأسرة في يوم النطق بالحكم.

• الضحية:

جمع الشعب اليوناني عشرات الآلاف من الدولارات لدفع تكاليف الرعاية الصحية للضحية.

واستفاقت الفتاة المراهقة من الغيبوبة منذ أكتوبر 2012 وبدأت العمل على استعادة عافيتها وقدراتها من خلال مركز إعادة تأهيل، لكنها ظلت غير قادرة على المشي أو إطعام نفسها على الرغم من مرور ثلاث سنوات على الحادث.

وأعلن أندرياس ليكورينتزوس وزير الصحة اليوناني في مايو 2013 أن الضحية ستُنقَل لمستشفى في الولايات المتحدة لكي تخضع لعلاج متقدم على نفقة الحكومة اليونانية، وقد أبقى أدونيس جورجياديس وزير الصحة اليوناني الحالي على قرار سلفه، ومع ذلك كانت هناك حاجة لتبرعات خاصة وقامت الجالية اليونانية الأمريكية في الولايات المتحدة بجمع المال لتمويل علاج ميرتو بابادوميكيلاكي في مستشفيات هارفارد للأطفال وسبولدينج لإعادة التأهيل في بوسطن.

وكان وزير الحماية المدنية نيكوس دندياس قد أعلن عقب حادث الاغتصاب مباشرةً عن برنامج لاعتقال وترحيل المهاجرين غير الشرعيين من وسط أثينا، كما تم اعتقال مئات من المهاجرين غير الشرعيين فوراً من ضمنهم العشرات من الباكستانيين وترحيلهم من أثينا.

ويُعد حادث الهجوم والاغتصاب للفتاة اليونانية البالغة من العمر خمسة عشر عاماً بواسطة مهاجراً غير شرعياً "في صالح" حزب الفجر الذهبي.

وقد أثار الغضب من حادث الاغتصاب و"الشروع في القتل" موجةً من الاعتداءات ضد الأجانب من ضمنها حادث الاعتداء على عراق علاء الدين - المهاجر غير الشرعي من العراق – في الثاني عشر من أغسطس 2012 حيث قام خمسة بلطجية مقنعون بطعنه وضربه حتى الموت، كما قامت الأحزاب المعادية للهجرة في بلدان أوروبية أخرى باستغلال الحادث للدعاية لسياستهم ومن ضمن هذه الأحزاب الحزب القومي البريطاني.

• انظر أيضاً

الجرائم في اليونان