مستخدم:Asmmae/ملعب

الشاوية ⵉⵛⴰⵡⵉⵢⵏ
الشاوية
خريطة الشاوية و قبائلها بالمغرب خريطة الشاوية و قبائلها بالمغرب
معلومات القبيلة
البلد	المغرب
المكان	جهة الدار البيضاء سطات
العرقية	أمازيغ
اللغة	اللغة الأمازيغية، اللغة العربية
الديانة	الإسلام
المذهب	المذهب المالكي
النسبة	زناتة، هوارة، صنهاجة، مصمودة، زواغة، لواتة

الشاوية (بالأمازيغية: ⵉⵛⴰⵡⵉⵢⵏ) اتحادية قبائل بالمغرب، تتشكل نواتها أساساً من القبائل التي أدخلها المرينيين لأقليم تامسنا وهي زناتة وهوارة الأمازيغيتين، ويضيف اليهما البعض قبيلة سويد الهلالية. وهي في نفس الوقت اسم منطقة تاريخية وجغرافية يحدها نهر أم الربيع غربا ووادي شراط شرقا وسهل تادلا جنوبا والمحيط الأطلسي شمالا، وتغطي مساحة حجمها تقريبا 14 000 كم².

تأصيل

كلمة الشاوية هي مشتقة من مفردة الشاة، والشاوي هو «راعي الغنم» والشاوية هم «رعاة الغنم». ويقول ابن خلدون:

من كان معاشه في السّائمة مثل الغنم والبقر فهم ظعّن في الأغلب (أي يلجأون للترحال) لارتياد المسارح والمياه لحيواناتهم فالتّقلّب في الأرض أصلح بهم ويسمّون شاوية ومعناه القائمون على الشّاء والبقر ولا يبعدون في القفر لفقدان المسارح الطّيّبة وهؤلاء مثل البربر والتّرك وإخوانهم من التركمان والصّقالبة.

وأول ظهور لهذا المصطلح بالمنطقة جاء عند جغرافيي القرن 16م، كإسم دال على مجموعة بشرية أوقبائل تستوطن مجال تامسنا. فيذكر الحسن الوزان أن الشاوية تعني أرباب الشاه، ويضيف أن الشاوية هي عشائر من أصول إفريقية بربرية تهتم بتربية الأغنام والبقر عند حضيض جبال الاطلس وفي الجبال نفسها. وقد أصبح المصطلح في العقود الاخيرة يشير كذلك الى اسم الرقعة الجغرافية التي تستوطنها هذه القبائل.

تاريخ

تنحدر قبائل الشاوية من قبيلة زناتة وهوارة، و صنهاجة وزواغة و مصمودة و لواتة الأمازيغية. وكذلك من أمازيغ برغواطة. و هوارة هؤلاء من بطون البرانس باتفاق من نسابة العرب والبربر من ولد هوار بن أوريغ بن برنس، و أما زناتة فهم من ولد جانا بن مادغيس، و أما صنهاجة فهم من ولد صنهاج بن برنس، وأما زواغة فهم من ولد سمكان بن مادغيس، وأما مصمودة فهم من بطون البرانس. وكلهم من نسل مازيغ حسب ابن خلدون.

قبائل الأمازيغ من بينهم قبيلة زناتة، وزواغة، و صنهاجة، و مصمودة، وأوريغة التي تنحدر منها قبيلة هوارة.

وتعد قبائل هوارة وزناتة ولواتة من القبائل الأمازيغية التي أطلق عليها اسم الشاوية، لاتخاذهم الشاة و تعاهدهم لها، مثل الشاوية الأمازيغ بجبل أوراس في الجزائر، والشاوية المستعربين بسهول الأطلسي في المغرب.

وقد رفض ابن خلدون الإدعاء القائل أن الشاوية عرب بمجرد تشاركهم نفس نمط العيش القائم على تربية المواشي، حيث قال بعد ذكره شعائر وسمات العرب:

كما أن الشاوية أهل القيام على الشاة والبقر لما كان معاشهم فيها فلهذا لا يختصون بنسب واحد بعينه الا بالعرض ولذلك كان النسب في بعضهم مجهولا عند الأكثر وفي بعضهم خفيّا على الجمهور. وربما تكون هذه السمات والشعائر في أهل نسب آخر فيدعون باسم العرب إلا أنهم في الغالب يكونون أقرب إلى الأولين من غيرهم. وهذا الانتقال لا يكون إلّا في أزمنة متطاولة وأحقاب متداولة. ولذلك يعرض في الأنساب ما يعرض من الجهل والخفاء.

ويحدثنا ليون الأفريقي في كتابه وصف أفريقيا عن الشاوية بالمغرب والجزائر باعتبارهم قبائل افريقية تتحدث الأمازيغية فيقول تحت عنوان «الشاوية أو رعاء الشاء، شعب أفريقي يعيش عيشة العرب»:

تشتغل كثير من القبائل الافريقية بتربية الغنم والبقر، ولا تعمل أي عمل آخر طول النهار. يسكن معظمهم في سفح الأطلس وفي الجبل، ويؤدون الخراج أينما وجدوا للملك أو للعرب، باستثناء سكان تامسنا فإنهم أحرار ذوو شوكة يتكلمون اللغة الأفريقية.

لكن قبائل الشاوية قد تعربت مع مرور الزمن، وفقدت لغتها الأمازيغية الأصلية، ويذكر النقيب الفرنسي هنري جوزيف غراسي في كتابه «À travers la Chaouïa»، مانصه:

إن سكان الشاوية (حوالي 800 ألف نسمة) هم في الأساس من البربر، وهم معربون و تأسلموا لدرجة أنه يمكن اعتبارهم من السكان العرب البحتين. بعد أن تخلوا عن لغتهم الأصلية، الشلحة، البربرية، فإن الشاويون يتحدثون العربية فقط. من ناحية أخرى إنهم مثل العرب، يعيشون في خيام مصنوعة من ألياف مأخوذة من نخيل القزم أو وبر الإبل، وتسمى «الخيمة».

ويقول المفكر المغربي محمد عابد الجابري عن أصول قبائل الشاوية:

المغرب كله تقريبا أمازيغي، وحتى القبائل المعربة في الشاوية و دكالة وعبدة هي قبائل أمازيغية

بطونهم

خريطة توضح قبائل الشاوية

• زيايدة أو بنو زياد: وهم ينحدرون من قبيلة هوارة الأمازيغية، ذكرهم أبي عبيد الله البكري خلال القرن 11م، وكانوا يقيمون في زلول جنوب أصيلا، وهم من أكبر قبائل إقليم تامسنا، وكان ملوك المغرب إلى حد قريب يخشون بأسهم، وينقسمون إلى قسمين، هما زيايدة الغابة و زيايدة لوطى (السهل).

• زناتة: يروي الرحالة الإدريسي أن قبائل زناتة الأمازيغية كانوا مستقرين في تامسنا (أي الشاوية حالياً) زمن المرابطين، حيث قال:

«ومن قرية غفسيق إلى قرية أم ربيع مرحلة وهي قرية كبيرة جامعة وبها أخلاط من برابر رهونة وبعض زناتة وتامسنا وقبائل تامسنا شتى مفترقة فمنهم برغواطة ومطماطة وبنو تسلت وبنو اويقمران وزقارة وبعض من زناتة وبنو يجفش من زناتة وكل هذه القبائل أصحاب حرث ومواش وجمال والغالب عليهم الفروسية وآخر سكناهم مرسى فضالة ومرسى فضالة على البحر المحيط الغربي وبينه وبين وادي أم ربيع ثلاث مراحل.»

• مديونة: وهم من إخوة كومية ومغيلة ومطماطة وصطفورة ولماية ومطغرة ومرينة ومعزوزة وكشاتة ودونة، من ولد فاتن بن تمصيت، وكلهم من بطون قبيلة زناتة الأمازيغية. وكانت مديونة من أول القبائل الأمازيغية التي بايعت السلطان المريني أبي سعيد عثمان.

• المزامزة: وهم المصامدة المنحدرون من قبيلة مصمودة الأمازيغية، وبقايا البرغواطيين ببلاد تامسنا، والذين هاجروا من منطقة أمزميز الواقعة ببلاد المصامدة في جبال درن.
• أولاد زيان أو بني زيان: وهم في الأصل بطن من بطون قبيلة زناتة الأمازيغية وهم إخوة بني مرين وبني وطاس وبني يفرن ومغراوة.
• مزاب: ذكرها ابن خلدون ضمن شعوب وأفخاذ قبيلة زناتة، وكذلك جعلها عبد الرحمن ابن زيدان المكناسي من قبائل الشاوية الزناتية، ويقول الأستاذ الحاج سعيد يوسف في ذات الصدد:

«..إن بني مزاب أمازيغ، ويطلق على الأمازيغ كذلك اسم البربر... تتفرّع زناتة إلى فروع والتي من بينها واسين، ومن بطون واسين بنو مرين وبنو راشد وبنو بادين ومن أحفاد بادين بنو مزاب..»

• أعشاش: وهم من مزاب حسب النقيب الفرنسي هنري جوزيف غراسي، ومزاب فرع كبير من قبيلة زناتة الأمازيغية، وهناك قبيلة أخرى تحمل نفس الإسم «الأعشاش» بشاوية الجزائر لكنهم من قبيلة هوارة الأمازيغية وليسوا من زناتة. ويقول هنري عن شاوية المغرب:

«كانت هذه المنطقة معروفة بإسم تامسنا. تضم الشاوية الحالية وكانت تحتلها قبيلة كبيرة من المور أو البربر، وهي «برغواطة». مازلنا نجد اليوم ذكرى تامسنا بين الأعشاش (مزاب).»

• أولاد سيدي بنداود: ينحدرون من قبيلة صنهاجة الأمازيغية، وقد وصف القاضي العربي العزوزي أولاد سيدي بنداود بأنهم في أعلى «درجة الشجاعة والفروسية، لهم شهرة في ذلك عظيمة، وأخبار في الحروب عجيبة».
• أولاد بوزيري: زيري بالأمازيغية الزناتية هو البدر ومنه اسم القائد المغراوي زيري بن عطية، وينحدر أولاد بوزيري من قبيلة صنهاجة الأمازيغية، ويمكن أن يكون لهم ارتباط حقيقي او إدعاءي باسرة زيري بن مناد الصنهاجي قائد العبيديين ومؤسس دولة صنهاجة بالمغربين الادنى والأوسط.
• المذاكرة: تضم مجموعة من البطون، وتعتبر مليلة من أكبر بطونها وهم ينحدرون من قبيلة هوارة الأمازيغية ومنهم أيضاً أولاد صالح وهم ينحدرون من أمازيغ برغواطة. ثم قبيلة صبيح وهم من عرب بني هلال الذين أحضرهم يعقوب ابن عبد الخالق من المغرب الأوسط عهد بني مرين.
• ڭدانة أو ڭدان: تسكن في الضفة اليمنى لواد أم الربيع، وهي في الأصل فخذة من قبيلة هرغة المصمودية الأمازيغية، الذين ناصروا المهدي ابن تومرت الهرغي حسب البيذق، انتقلوا إلى الشاوية خلال العصر الوسيط، وهي موجودة حالياً في مجموعة أولاد سعيد القبلية.
• أولاد سعيد: لها بطون عدة، ومنهم قبيلة ڭدانة المصمودية. ومنهم أيضا فروع عدة من قبيلة هوارة الأمازيغية و المتمثلة في فخدة زگارة و أولاد سيدي الهواري، و زگارة هذه قد ذكرها ابن خلدون ضمن قبائل الشاوية التي بايعت السلطان عبد الحق المريني، وترجع أصول أولاد سيدي الهواري إلى قبائل هوارة بسوس، كما أن أحد بطون هوارة ببلاد سوس تحمل إسم «أولاد سعيد». ومنهم أيضاً من ينحدر من قبيلة زواغة الأمازيغية، وزاوغة هؤلاء هم إخوة زناتة للأب، ويعدون من بقايا البرغواطيين ببلاد تامسنا. ومنهم كذلك قبيلة مزورة وهي بطن من بطون قبيلة لواتة الأمازيغية.
• أولاد حريز: ينحدرون من قبيلة صنهاجة الأمازيغية، وتتكتل قبيلة أولاد حريز تحت الفرع E-FT29280 من التحور E-Z5009 الذي ينتمي للسلالة الأمازيغية E-M81.
• أولاد علي

تاريخ

يعود تاريخ بروز قبائل الشاوية إلى عهد بني مرين، حيث كانوا أمة كبيرة تترحل في سهول تامسنا الواقعة على المحيط الأطلسي، وتشكلهم أساساً قبيلتي زناتة وهوارة الأمازيغيتين، وهم الذين ذكرهم ابن خلدون في قوله: «فبايعه (يعني عبد الحق المريني) من الظواعن الشاوية والقبائل الآهلة هوارة وزكارة». ومن هؤلاء الزيايدة أو بنو زياد من هوارة زلول، الذين ذكرهم البكري خلال القرن 11م، ويحدنا الحسن الوزان عن كيفية استقرار هوارة وزناتة في سهول تامسنا، فيقول بعد ذكر إبادة سكان تامسنا البرغواطيين على يد المرابطين:

ظلت تامسنا مهجورة ثمانين ومائة سنة إلى الوقت الذي رجع فيه المنصور من مملكة تونس وصحب معه بعض الفرق من قبائل الأعراب مع رؤسائهم وأسكنهم تامسنا، فمكثوا فيها خمسين عاماً إلى أن ذهب الملك عن آل المنصور. وكان سقوط هذه الأسرة كارثة عظمى على الأعراب الذين وقعوا في فقر مدقع، وطردهم ملوك بني مرين من هذا الإقليم، وأعطوه لقبائل زناتة وهوارة جزاء لما لقوه منهم من مناصرة، لأنهم كانوا جميعا يؤازرونهم ضد ملوك مراكش الموحدين. وهكذا أصبح الزناتيون والهواريون يتصرفون في هذا الإقليم، وتكاثروا فيه حتى إنهم اليوم، وربما كان ذلك منذ مائة سنة، يخيفون ملوك فاس ويرعدون فرائصهم، إذ يقدر أن عددهم يصل إلى ستين ألف فارس ومائتي ألف راجل.

ويذكر الرحالة الجغرافي الإسباني مارمول كربخال المولود بغرناطة في أوائل القرن 16م، والذي رحل إلى المغرب وإفريقيا، في كتابه «إفريقيا» كيفية استقرار قبائل الشاوية في إقليم تامسنا، إذ يقول:

هذا الإقيلم هو أقصى أقاليم مملكة فاس من ناحية الغرب، يبتدئ عند أم الربيع، ويمتد نحو الشرق إلى إقليم أبي رقراق، الذي يصب في البحر بين سلا والرباط. تحده جنوبا تلال الأطلس الكبير، وشمالا بحر جبل طارق في اتجاه المحيط. طول الشاطىء ثلاثون فرسخا من أم الربيع إلى أبي رقراق، وعرضه عشرون فرسخا، وأحيانا أكثر من ذلك. كل هذه المساحة ليست سوى أرض خصبة كانت في القديم زهرة بلاد البربر كلها، تضم ما يزيد عن أربعين مدينة أو قرية يقطنها قوم محاربون شجعان، حيث إنها مشهورة في كتب المؤرخين المغاربة. وخربها ثاني ملوك المرابطين، لأنها كانت تحت سيطرة خلفاء أحد الطغاة...وبقيت خالية مائة وثمانين سنة، إلى أن أعاد تعميرها يعقوب المنصور ببعض أعراب مملكة تونس، الذين ملكوها طوال حكم الموحدين. ثم طردهم بنو مرين منها وعوضوهم بزناتة وهوارة، جزاء للخدمات التي قدموها لهم عند توطيد ملكهم. ومنذ ذلك التاريخ وهي في ملك هذه القبائل التى تدعى الشاوية وهم يرحلون بخيامهم مثل الأعراب، ويتكلمون بعربية فاسدة، ولو أنهم أفارقة بربر.

وقد حملت المنطقة إلى وقت قريب اسم تامسنا، وقد قيل في تفسير هذه الكلمة أنها بلهجة أمازيغ زناتة تعني البسيط الخالي، وقد تكون الكلمة مصمودية أو صنهاجية بدليل أنها لاتزال مستعملة اليوم في مجال تلك القبائل، ففي جبال الريف وبالذات في الحوض الأدنى لنهري نكور وغيس توجد قرية تحمل اسم «تامسينت» وهي صيغة مصغرة لتامسنا، وربما أطلقت على ذلك السهل الصغير قبل أن تصبح اسما لتجمع سكني. ومما تجدر الإشارة إليه أن كلمة تامسنا تلاشت زمن الحكم المريني وحلت محلها كلمة الشاوية، فقد أشغل حكام بني مرين سكان تامسنا بالقيام على إبل الدولة وشائها، فأطلق عليهم اسم الشاوية وجعلوا مقر رياستهم مدينة آنفا وذلك سنة 676هـ/1277م. واعتبر حسن الوزان اقليم تامسنا زهرة مملكة فاس كلها، وكان فيها إلى عهده نحو أربعين مدينة وثلثمائة قصر يسكنها عدد من قبائل البربر.

وفي التاريخ القديم عجز الرومان عن تجاوز وادي إيكم والتوغل في أراضي البربر ببلاد تامسنا لشدة المقاومة بل إنهم احتموا منهم وراء الليمس والحصون التي أقاموها على الضفة اليمنى لوادي إيكم، أما في العصر الوسيط الأعلى فإن المصادر العربية أشارت إلى معاناة الفاتحين المسلمين وولاة الأمويين والعباسيين، وعمالهم من المقاومة العنيدة والمكثفة للسكان، بل إن تامسنا وهي جزء مما عرف أنذاك بالسوس الأدنى، قامت فيها إمارة من أقوى الإمارات التي تعاقبت على حكم المغرب، هي إمارة برغواطة، حتى أن العديد من المصادر لا تتحدث عن تامسنا بل تذكر بلاد برغواطة وساحل برغواطة. والمصدر الوحيد الذي تحدث بتفصيل عن برغواطة وأخذ عنه اللاحقون هو «المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب» للأندلسي أبي عبيد الله البكري، وجاء فيه أن من سكان تامسنا قبيلة زناتة وزواغة. ومنهم أيضاً مطماطة وبنو يورغ وبنو معمر، ويعتبر المصامدة هم سكان المنطقة الأصليون.

إمارة برغواطة الأمازيغية

أنشأ صالح بن طريف الديانة البرغواطية، وقد حارب المرابطين اللمتونيين الصنهاجيين برغواطة بتامسنا إلى أن قضوا تماما على بدعتهم، وكانوا بقيادة عبد الله بن ياسين الذي قتل في المعركة يوم 24 جمادى الأولى 451هـ/8 يوليوز 1059م، ثم بقيادة خلفه أبي بكر بن عمر اللمتوني الذي استأصل شافة برغواطة ومحا أثر دعوتهم من المغرب قبل أن يرجع إلى الصحراء في السنة التالية ويستخلف على المغرب ابن عمه يوسف بن تاشفين، لكنهم لم يبادوا كلياً كما ذكر الحسن الوزان، لأنه مازالت بقايهم بقبائل الشاوية والمتمثلين في قبيلة زواغة الأمازيغية و أولاد صالح، وكذلك في قبيلة المزامرة، وفي قبيلة زناتة أيضاً، لأنها من القبائل الأمازيغية التي كانت تسكن بتامسنا قبل مجيء المرابطين، ومازالت للأن. وخلال العهد المريني أعطى حكام بني مرين الإقليم لقبيلتي هوارة وزناتة الأمازيغيتين فتكاثروا وشكلوا مع القبائل الأمازيغية الأخرى قبائل الشاوية.

صورة لفلاح في حقل الشعير في الشاوية، نشرت 15 غشت 1917 في مجلة فرنسا المغرب

وخلال تاريخ المغرب، اشتهرت الشاوية بزراعة القمح والشعير، اللذَين كانا يُصَدَّرَانِ أعوام الوفرة، من آنفا أو فضالة أو أزمور. وكذلك كان خروف الشاوية يقدر لصوفه، وكان يُصَدَّر إلى مارسيليا، حيث كان معروفا باسم «ورديغة» نسبة إلى مجموعة القبائل الداخلية. وقد وصف مارمول بلاد الشاوية بكونها خصبة ملائمة للحبوب والمواشي، ولو زرعت جميع الاراضي ستجتني منها كمية وافرة من القمح والشعير، وذكر أنه هناك كلأ في الحقول يستخدمه السكان لتسمين الخيل والماشية في أقل من اثني عشر أو خمسة عشر يوما. ويقول النقيب الفرنسي هنري جوزيف غراسي عن سهول الشاوية:

باختصار، الشاوية هي واحدة من أغنى مناطق المغرب. نصف المنطقة مناسب للزراعة ويمكن أن يوفر تجارة تصدير مزدهرة، النصف الآخر يوفر مراعي ممتازة ويغذي العديد من القطعان. وبالتالي، تتمتع الشاوية ببعض الرفاهية التي سرعان ما فكروا في استخدامها لمحاربة جشع القادة ومطالب المخزن. على الرغم من بلاد المخزن، سرعان ما رفضت الشاوية اتباع السلطان عبد العزيز في مسار الإصلاحات الاقتصادية التي كان يخطط لها، وانتفضت ضد سلطته وسرعان ما سادت الفوضى في القبائل. أتمنى أن تستعيد فرنسا النظام والأمن، فإن الشاوية، بطاقتها الأمازيغية، ستعمل وستحيي بسرعة الازدهار الذي ساد في السابق في أسلاف تامسنا!

انتفاضة الشاوية

في مطلع القرن العشرين، شهدت الشاوية عصيانا شديدا. وتعتبر انتفاضة الشاوية وأحداث الدار البيضاء سنة 1907م، من الوقائع الحاسمة في تاريخ المغرب الحديث، وقد وقعت هذه الأحداث بعد حوالي سنة من انعقاد مؤتمر الجزيرة الخصراء، في فترة إزداد فيها تهافت فرنسا وإسبانيا على المغرب، وخاصة فرنسا التي كانت قد احتلت مدينة وجدة في الشرق منذ أربعة أشهر، وقد قُصِفت مدينة الدار البيضاء من قبل القوات الفرنسية يوم 5 و 6 و 7 غشت عام 1907، ويقول محمد خير فارس عن دخول قبائل الشاوية للمعركة ضد الفرنسيين في اليوم الأول للانتفاضة:

وكانت قبائل الشاوية قد هبت كلا لإلقاء الفرنسيين في البحر وتحرير المدينة.

وتضامن الشعب المغربي مع قبائل الشاوية في جهادها البطولي دفاعا عن الدار البيضاء، وصمودا أمام الزحف الاستعماري الفرنسي، وكان الناس يتغنون بأزجال كثيرة تصور أحداث الدار البيضاء وجهاد الشاوية وبطولاتهم، مثل:

«يومك يا سـطات مــا نــــحرنـــــا ما عـــيـدنـــا

نهار فم الديــــر تا مـــن عريوات شبــــعـــــوا بغرير

ملي دخلوا الـــكـــفـــار دخـــــلوا لولاد سعيد

البوعـــزاوي مســـــكيـــن وحـدو هـــارب بالـــديــن

لــــحق لمراكش وجاهد فــــي الديـــن

عـــــادوا يمشوا اعدوا محـلا بـمحلا

ســـــكن فـــي البهجة سكــن في قبة خــــضرا

مــاريدو مسجــونـيـن البـــريوطـــة هلـــــكتهم»

ويقول المؤرخ عبد الرحمن بن زيدان:

واقعة الدار البيضاء التي هي من أعظم الوقائع الشنيعة المفتتة للكبد، القاضية على قوى المغرب المادية والأدبية بالوهن والانقضاء

ويقول المؤرخ محمد بن عبود:

كانت مأساة الدار البيضاء من أعظم المآسي التي شاهدها تاريخ المغرب

وخلال فترة ما يسمى الحماية الفرنسية، كانت الشاوية جزءا من «قسم الدار البيضاء الفرعي المستقل» (Subdivision autonome de Casablanca). ثم قسَّمت مجددا إلى ثلاث مناطق مدنية مراقبة (Contrôles civils): الشاوية الشمالية (الدار البيضاء) والشاوية المركزية (برشيد) والشاوية الجنوبية (سطات).

الجغرافيا

جغرافيا، يمكن تقسيم الشاوية إلى إقليمين فرعيين: الشاوية السفلى والشاوية العليا. الشاوية السفلى هي الجزء الساحلي، بينما الشاوية العليا هي الجزء الداخلي. هناك تربة «التيرْس» الداكن المقدر لخصوبته والمحصول المرتفع الذي يوفره ويوجد في أراضي قبائل المذاكرة وأولاد حريز وأولاد سعيد؛ كذلك، هناك تربة «الحمري» الأحمر—تربة البحر المتوسط الحمراء. الشاوية جزء من تقسيم جهة الدار البيضاء - سطات الإداري الآن.