مستخدم:Alaallah beamr allah/ملعب

بسم الله الرحمن الرحيم تفسير قوله {هو الذي جل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون} [سورة يس ٨٠] ١. ابن كثير قال مجاهد ، وعكرمة ، وعروة بن الزبير ، والسدي . وقتادة : جاء أبي بن خلف [ لعنه الله ] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم وهو يفتته ويذريه في الهواء ، وهو يقول : يا محمد ، أتزعم أن الله يبعث هذا ؟ فقال : " نعم ، يميتك الله تعالى ثم يبعثك ، ثم يحشرك إلى النار " . ونزلت هذه الآيات من آخر " يس " : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ) ، إلى آخرهن .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا عثمان بن سعيد الزيات ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففته بيده ، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أيحيي الله هذا بعد ما أرى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم ، يميتك الله ثم يحييك ، ثم يدخلك جهنم " . قال : [ ص: 594 ] ونزلت الآيات من آخر " يس " .

ورواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، فذكره ولم يذكر " ابن عباس " .

وروي من طريق العوفي ، عن ابن عباس قال : جاء عبد الله بن أبي بعظم ففته وذكر نحو ما تقدم .

وهذا منكر ; لأن السورة مكية ، وعبد الله بن أبي ابن سلول إنما كان بالمدينة . وعلى كل تقدير سواء كانت هذه الآيات قد نزلت في أبي بن خلف ، أو [ في ] العاص [ بن وائل ] ، أو فيهما ، فهي عامة في كل من أنكر البعث . والألف واللام في قوله : ( أولم ير الإنسان ) للجنس ، يعم كل منكر للبعث . وقوله : ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) أي : الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع ، ثم أعاده إلى أن صار حطبا يابسا ، توقد به النار ، كذلك هو فعال لما يشاء ، قادر على ما يريد لا يمنعه شيء .

قال قتادة في قوله : ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) يقول : الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه .

وقيل : المراد بذلك سرح المرخ والعفار ، ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد ، فيأخذ منه عودين أخضرين ، ويقدح أحدهما بالآخر ، فتتولد النار من بينهما ، كالزناد سواء . روي هذا عن ابن عباس ، رضي الله عنهما . وفي المثل : لكل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار . وقال الحكماء : في كل شجر نار إلا الغاب .

٢. القرطبي

قوله تعالى : الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا نبه تعالى على وحدانيته ، ودل على كمال قدرته في إحياء الموتى بما يشاهدونه من إخراج المحرق اليابس من العود الندي الرطب . وذلك أن الكافر قال : النطفة حارة رطبة بطبع حياة فخرج منها الحياة ، والعظم بارد [ ص: 56 ] يابس بطبع الموت ، فكيف تخرج منه الحياة ؟ ! فأنزل الله تعالى : الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا أي : إن الشجر الأخضر من الماء ، والماء بارد رطب ضد النار ، وهما لا يجتمعان ، فأخرج الله منه النار ، فهو القادر على إخراج الضد من الضد ، وهو على كل شيء قدير . ويعني بالآية ما في المرخ والعفار ، وهي زنادة العرب ، ومنه قولهم : في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار . فالعفار الزند وهو الأعلى ، والمرخ الزندة وهي الأسفل ، يؤخذ منهما غصنان مثل المسواكين يقطران ماء فيحك بعضهما إلى بعض فتخرج منهما النار . وقال : من الشجر الأخضر ولم يقل الخضراء وهو جمع ; لأن رده إلى اللفظ . ومن العرب من يقول : الشجر الخضراء ، كما قال - عز وجل - : من شجر من زقوم فمالئون منها البطون ثم قال تعالى محتجا : أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم أي : أمثال المنكرين للبعث . وقرأ سلام أبو المنذر ويعقوب الحضرمي : " يقدر على أن يخلق مثلهم " على أنه فعل . بلى وهو الخلاق العليم أي إن خلق السماوات والأرض أعظم من خلقهم ، فالذي خلق السماوات والأرض يقدر على أن يبعثهم . وهو الخلاق العليم وقرأ الحسن باختلاف عنه " الخالق " . ٣. الطبري يقول - تعالى ذكره - : قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا ) [ ص: 556 ] يقول : الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر نارا تحرق الشجر ، لا يمتنع عليه فعل ما أراد ، ولا يعجز عن إحياء العظام التي قد رمت ، وإعادتها بشرا سويا ، وخلقا جديدا ، كما بدأها أول مرة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا ) يقول : الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر أن يبعثه .

قوله ( فإذا أنتم منه توقدون ) يقول : فإذا أنتم من هذا الشجر توقدون النار . وقال ) منه ) والهاء من ذكر الشجر ، ولم يقل : منها ، والشجر جمع شجرة ؛ لأنه خرج مخرج الثمر والحصى . ولو قيل : منها كان صوابا أيضا ؛ لأن العرب تذكر مثل هذا وتؤنثه .

وقوله ( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ) يقول - تعالى ذكره - منبها هذا الكافر الذي قال ( من يحيي العظام وهي رميم ) على خطإ قوله ، وعظيم جهله ( أوليس الذي خلق السماوات ) السبع ( والأرض بقادر على أن يخلق ) مثلكم ؟ ! فإن خلق مثلكم من العظام الرميم ليس بأعظم من خلق السماوات والأرض . يقول : فمن لم يتعذر عليه خلق ما هو أعظم من خلقكم ، فكيف يتعذر عليه إحياء العظام بعد ما قد رمت وبليت ؟ ! . وقوله ( بلى وهو الخلاق العليم ) يقول : بلى هو قادر على أن يخلق مثلهم وهو الخلاق لما يشاء ، الفعال لما يريد ، العليم بكل ما خلق ويخلق ، لا يخفى عليه خافية .

٤. الالوسي وقوله - تعالى - : الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا بدل من الموصول الأول، وعدم الاكتفاء بعطف صلته على صلته للتأكيد ولتفاوتهما في كيفية الدلالة، والظرفان متعلقان بـ "جعل" قدما على "نارا" مفعوله الصريح للاعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر، والأخضر صفة "الشجر" وقرئ "الخضراء"، وأهل الحجاز يؤنثون الجنس المميز واحده بالتاء مثل الشجر إذ يقال في واحده شجرة، وأهل نجد يذكرونه إلا ألفاظا استثنيت في كتب النحو، وذكر بعضهم أن التذكير لرعاية اللفظ والتأنيث لرعاية المعنى؛ لأنه في معنى الأشجار، والجمع تؤنث صفته، وقيل: لأنه في معنى الشجرة وكما يؤنث صفته يؤنث ضميره كما في قوله تعالى من شجر من زقوم فمالئون منها البطون والمشهور أن المراد بهذا الشجر المرخ والعفار يتخذ من المرخ وهو ذكر الزند الأعلى ومن العفار بفتح العين وهو أنثى الزندة السفلى ويسحق الأول على الثاني وهما خضراوان يقطر منهما الماء فتنقدح النار بإذن الله تعالى، وكون المرخ بمنزلة الذكر والعفار بمنزلة الأنثى هو ما ذكره الزمخشري وغيره واللفظ كالشاهد له، وعكس الجوهري ، وعن ابن عباس والكلبي في كل شجر نار إلا العناب، قيل: ولذا يتخذ منه مدق القصارين، وأنشد الخفاجي لنفسه:

٥. البيضاوي وقوله - تعالى - : الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا بدل من الموصول الأول، وعدم الاكتفاء بعطف صلته على صلته للتأكيد ولتفاوتهما في كيفية الدلالة، والظرفان متعلقان بـ "جعل" قدما على "نارا" مفعوله الصريح للاعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر، والأخضر صفة "الشجر" وقرئ "الخضراء"، وأهل الحجاز يؤنثون الجنس المميز واحده بالتاء مثل الشجر إذ يقال في واحده شجرة، وأهل نجد يذكرونه إلا ألفاظا استثنيت في كتب النحو، وذكر بعضهم أن التذكير لرعاية اللفظ والتأنيث لرعاية المعنى؛ لأنه في معنى الأشجار، والجمع تؤنث صفته، وقيل: لأنه في معنى الشجرة وكما يؤنث صفته يؤنث ضميره كما في قوله تعالى من شجر من زقوم فمالئون منها البطون والمشهور أن المراد بهذا الشجر المرخ والعفار يتخذ من المرخ وهو ذكر الزند الأعلى ومن العفار بفتح العين وهو أنثى الزندة السفلى ويسحق الأول على الثاني وهما خضراوان يقطر منهما الماء فتنقدح النار بإذن الله تعالى، وكون المرخ بمنزلة الذكر والعفار بمنزلة الأنثى هو ما ذكره الزمخشري وغيره واللفظ كالشاهد له، وعكس الجوهري ، وعن ابن عباس والكلبي في كل شجر نار إلا العناب، قيل: ولذا يتخذ منه مدق القصارين، وأنشد الخفاجي لنفسه: ملا حظات هامه من الايه : بعد ان تطرق العلماء للايه قال ابى ابن خلف كما ورد فى الحديث{ من يحي العظام وهى رميم} مستخدما المنهج العملي فكان الرد من الله عمليا ايضا بقوله{قل يحيها الذي انشأها اول مررة وهو بكل خلق عليم} النكته الثانيه : فى بداية الخطاب قال تعالى {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهى رميم} فان ابي جاهل باصل خليقته المتناهى فى الضعف وهو كونه اصله وهى النطفه فاجاب الله علي لسان نبيه جواب الرد على الجاهل المستفهم فكان الجواب مستوفى الاركان {قل يحيها الذي انشاها اول مررة وهو بكل خلق عليم} 3:النكته الثالثه منكري البعث موجودون من قديم الازل قديما وحديثا وكانت حجة ابي فى الحديث انه اتى بعظام باليه واستفهم عن من يحيها بهذه الحاله فاجاب الله اولا: بالجواب المستوفى استيفاء عملي مقررب للاذهان مشيرا لجهل السائل ونسيانه بقوله {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه} والمراد اصله وهى النطفه وهى ابلغ فى الاعياء والاعجاز من البعث حيث اوجد الله من العدم واللا شئ هذا الكائن ثانيا:[1] ضرب الله صوره اقرب للاذهان فى ما يعاصره القوم والمعروف عندهم وهو ايجاد النار من ما هو اصله رطبا وهو الشجر لقوله {وجعلنا من الماء كل شئ حى} او كما قال المفسرون على النحو التالى كون الشجر الاخضر بحد ذاته تخالطه الرطوبه وهو يعجز اذ كيف يخرج النار من الرطب التى هى اصل فى اطفاء النار ثالثا : مراعاة الله عز وجل حال السائل وافحامه بالدليل المشاهد والعملى وما هو اقرب لذهنه دون ان يضرب فى هذا المقام ما قاله فى الايه 33 يس {واية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا منها حبا فمنه ياكلون} استدل بقوله الشجر الاخضر لوقوعه محل السائد والمعروف والشائع وقتها وهو اقرب من المذكور فى ايه 33 يس لانها تحتاج الى وقت ومراحل من حرث وانبات وحصاد وغير ذلك الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدا نا الله

  1. ^ تفسير {ابن كثير والقرطبي والطبري والبيضاوى}