مستخدم:Ahmad hanafi 2011/ملعب


الرمز و اللغة المكتنزة لأننا الآن بصدد الحديث عن الشعر و جمالياته عند الشاعرة " مها العيسى " فمن الأفضل ألا نخوض في تفاصيل من شأنها تبعدنا عن هدفنا أو تحول بين شوقنا و متعتنا . لكننا سنشير في عجلة إلى مقصدنا من اللغة المكتنزة ..

ماذا نقصد باللغة المكتنزة

عدل

و هي الكلام الذي تقلُّ ألفاظه و تنفتح معانيه على فضاءات أرحب فلو أنت نظرت إلى قول المثقب العبدي : أفاطمُ قبل بينك متعيني و منعُك ما سُئِلتِ كأن تبيني ترى بأي شئٍ تمتعه ؟ و ما المسكوت عنه في الشطرة الأولى ؟ فالشاعر يطلب من حبيبته فاطمة قبل بينها و رحيلها بعيداً عنه أن تُمتعه .. لكنه لم يصرح بتلك المتعة و لا بكيفيتها .. ليترك لنا مساحة رحبة لتخيل هذه المتعة .. و خيراً فعل ..؛ فإطلاق المعاني في الشعر أفضل من تحديدها ، لينشئ القارئ / المستمع نصاً موازياً / مكملاً – من وجهة نظره الخاصة – كلٌّ حسب اعتقاده و عاداته و ثقافته . فقارئ قد يحسب المتعة لقاءً , و آخر يظنها نظرةً , و ثالث بسمةً , و رابع قبلةً , و خامس ................. و هكذا . و بذلك يصبح النص محدود الألفاظ لا متناهي المعاني , يسكت عن التحديد و يُحلِّق في الفضاء الرحب . على أن الحديث عن اللغة المكتنزة في الشعر يضيق به المقام هنا و ربما نجد من الوقت ما يسع لنتحدث عنه في موضع آخر . و سنعرض لمقطعين فقط من شعر " مها العيسى " ندلل من خلالهما على أن اللغة المكتنزة الرامزة تستطيع التعبير عن آلاف المعاني اللا متناهية .. في الوقت الذي تفشل فيه قصائد عديدة عن عرض فكرتها من الأساس أو ربما تتوه فيها المعاني لكثرة ما بها من زيادات و نوافل .

النص الأول

عدل

سـأنسـج منـك معطفاً .. يـدثـرنـي حيـن يـزجـرنـي الشتـاء وأسكنـــك كـوخـي الصغيـر إذ ضـج بـي العــراء

اللغة الشفيفة

عدل

أيُّ لغة شفيفةٍ تلك التي تكتبها " مها العيسى " لتعبر عن حالة عشقٍ يكون طرفها الثاني هو الكون كله ..؛ فهو (المعطف / الدفء) الذي يدثرها حين يزجرها الشتاء بقسوته .. و هو – في الوقت ذاته – (الكوخ / الأمن و الستر) حين يضج بها العراء ..

استخدام الضمائر

عدل

و الجدير بالذكر أن نلتفت إلى الرمز في تلك المقطوعة و طريقة استخدام الضمائر .., فهى تُحدِّث (الآخر / الحاضر المخاطب) و تستحضره أمامها .. و هذا الاستخدام له دلالة مميزة ..؛ إذ أنَّ الحديث عن الغائب يجعلنا على شكٍّ من وجوده , بمعنى أنَّه يحتمل الوجود الحقيقي أو الوجود الافتراضي الناتج عن التخيل و ربما التمنِّي ... لكن استخدام ضميرٍ يخصُّ الحاضر المخاطب فهو لا يعني سوى الوجود الفعلي و الحقيقي لكيان مستقلٍّ و ذاتٍ مُحقَّقةٍ على أرض الواقع . --Ahmad hanafi 2011 (نقاش) 21:03، 10 سبتمبر 2012 (ت ع م)

علاقات متشابكة

عدل

لنخلص من ذلك كُلِّهِ بيقين من أنَّ ذلك الآخر سوف يكون الدفءَ و السترَ و الأمانَ (للذات الشاعرة / الفاعلة / الإيجابية) و خليقٌ بنا الإشارة إلى أنَّ الفعل (سأنسج) و جوابه (يدثرني) و الفعل (أسكنك) و مسببه (ضجَّ) هى علاقاتٌ مُتشابكةٌ من الفعل و ردِّ الفعل تكون فيها الذات الشاعرة هى المُحرِّك و المركز الذي تدور في فُلكهِ تلك العلاقات مُكـوِّنةً إيقاعـاً خاصاً لم نعتده في مثل تلك المقطوعات المُكتنزة .

النص الثاني

عدل

ذاك المســاء .. أهـدانـي الــورد شـوكـة نفـض جسـدي عطـره ربـما أشتـاق لنـزفـي ليكتبنـي .. آآآخـر سطــره

شكل مغاير للرمز

عدل

و الرمز هنا يتخذُ شكلاً مُغايراً ..؛ فهُناك علاقة تماهٍ بين الورد و الذات الشاعرة .. حيث كان أثر الشَّوكةِ أنَّ نفض الجسدُ (عطره / دمه) , ثُمَّ ما كان قبلاً من شخصنة الورد و فعله للإهداء. فإلى هذا الحدِّ تبادلت الذات الشاعرة مع الوردِ صفاتهما ؛ فالورد إنسان يهدي ، و الشاعرة زهرة تتضوَّع بالعطر .. لكنَّهُ عطرٌ مؤلم .. فهل تُريد " مها العيسى " أن تقول بأنَّ الورد حين يمنحنا عطره فإنَّهُ يمنحنا بعضاً من دمهِ ..؟ أم لعلَّها تُريد أن تقول لنا أنَّها زهرة جميلة .. لكن اِحذر .. فالقابض على الوردِ عليه تحمُّل أشواكه ..؟

دلالات لا نهائية

عدل

و ربما الورد يُمثِّل (الآخر / المحب) , و ما العطر إلا كلّ ما هو نبيل من مشاعر الحبِّ , إلا أنّ الرمز يظلُّ مُحتفظاً بجماله و رونقه و انفتاحه على دلالاتٍ لا نهائيةٍ بالرغم من أنَّ المقطع مُكوَّن من أربع عشرة كلمة .. أما تستحقُّ الإعجاب بعد ..

و أخيرا

عدل

و أخيراً و ليس آخراً فقراءتي السابقة إنما تُعبِّر عن وجهة نظري و رؤيتي للشعر عامةً و لنصوص الشاعرة " مها العيسى " بخاصةٍ راجياً من الله التوفيق أبداً و سامحوني إن جانبني الصواب فما توفيقي إلا من عند الله و ما هنَّاتي و إخفاقي إلا من عندي . و أملي فيكم مشاركتي بالتعليق و ذكر آرائكم الغالية التي ستنير حتماً الطريق أمامي و ستكون جسراً يربط فيما بيننا طالما جمعنا الله على محبة الشعر و الأدب .

جروب الصالون

--Ahmad hanafi 2011 (نقاش) 07:17، 11 سبتمبر 2012 (ت ع م)