مستخدم:386 fady farid/ملعب
نشأته
عدلكان الله يهيئ هذا الإناء المختار ليقف بقوة الروح والحق أمام أريوس والأريوسيين، محافظًا على إيمان الكنيسة الجامعة بخصوص لاهوت السيد المسيح. فقد وُلد أثناسيوس غالبًا في صعيد مصر من أبوين وثنين[يعتقد أنه ولد لعائلة مسيحية، على الرغم من القصص على العكس من ذلك، لأنه في كتاباته يروي أكثر من مرة عن عمته التي علمته بعض مبادئ الايمان المسيحي ، والأب الذي فعل الشيء نفسه وكان والده كاهنً، وكذلك كما ذكر (مرة واحدة) والدته تفعل الشيء نفسه. كما كان له أخ مسيحي ا، تشرب منه الحياة الكنسية الورعة، هذا وقد نزحت الأسرة إلى الإسكندرية (غالبًا بعد نياحة والده) هو صغير يلعب مع أصدقائه المسيحين تمثيلية المعموديه ليراه البابا الكسندروس (19) وهو مطل من شرفة البطريركية يقوم بدور عماد أصدقاء له على شاطىء البحر،فاستفسر عنه ثم قام باستحضار أم أثناسيوس وبشرها بأنه سيكون لإبنها شأن كبير في المسيحية فإستئذنها بأن يمكث معه ليعلمه وتم تعميدها هي وإبنها وعلمه أصول المسيحيه، بهذا كان الله يهيئه للعمل على مستوى عام وشامل. لم يُبتلع أثناسيوس في أعمال إدارية بل ركز بالأكثر على الدراسة العلمية والفلسفية والأدبية والقانونية، وأعطى اهتمامات للدارسات الإنجيلية اللاهوتية على أساس آبائي. ومما ألهب قلبه أن معلميه الذين يقرأ لهم أستشهد بعضهم في شبابه وربما عاين بنفسه شهادتهم من أجل تمسكهم بالإيمان بالسيد المسيح، فكانت كلماتهم مدعّمة في نفسه بالجهاد حتى الموت. أما بالنسبة للجانب النسكي فقد تتلمذ القديس أثناسيوس فترة لدى القديس أنبا أنطونيوس ألهبت فيه زهد العالم وحبه للعبادة والتأمل وعدم مهابة الموت.
اريوس
عدلولد أريوس في قورينا (ليبيا الحالية) عام ؟270 م،لأب اسمه أمونيوس من أصل ليبي بربري. بعد منتصف القرن الثالث بقليل، ودرس تعليمه اللاهوتي بمدرسة الاسكندرية اللاهوتية وتاثر بفكر عمادها اوريجن متاثرا بالفكر الافلاطوني ومن ثم درس أيضا بمدرسة اطاكيا متاثرا بالمنطق الارسطي لوكيانوس بأنطاكية حيث كان زميل دراسة لبعض الأشخاص الذين أرتقوا فيما بعد إلى درجات الرئاسة الكهنوتية. وهم الذين عضدوه ودفعوا به للمضى في طريق الكفاح لأجل نشر أفكاره و لم تكن افكاره وليده الحظه بل كان اباء الكنيسه الاوائل يرددوها مثل اوريجين و ديونسيوس السكندري و ترليان هولاء نادو بنفس اراء اريوس و خاصه استاذه لوقيانوس الانطاكيو تعتبر ارلء اريوس ما هي الا ترديد لاراء استاذه حتي ان المورخ فازليف يعتبره اريوسي أكثر من اريوس نفسه(1) وكل هؤلاء الزملاء الذين درسوا في مدرسة لوكيانوس صاروا يلقبون باسم "اللوكيانيين" أو "الاتحاد اللوكيانى". وهذا لا يمنع أن آريوس درس أيضا في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية قبل دراسته بأنطاكية. ويمكن أن يقال أن آريوس جمع في تعليمه بين اتجاهين مختلفين لمدرستى أنطاكية والإسكندرية. وفيما بعد أخذ المنتمون لمدرسة أنطاكية يهاجمونه ويتهمونه بأنه سكندرى، في حين أن المنتمين إلى مدرسة الأسكندرية كانوا يحاربونه متهمينه بأنه أنطاكى. أستوطن أريوس في الإسكندرية حيث رسمه الأسقف بطرس كاهنا.. وأظهر في أول حياته ميولا متعصبة متمردة لأنه قبل رسامته وبعدها كان منضما للأسقف المنشق ميليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط). ولهذا السبب جرد من رتبته الكهنوتية، إلا أنه فيما بعد أعيد مرة أخرى إلى رتبته على يد الأسقف اخيلاس خليفة الأسقف بطرس. وما لبث أن عمل على تأييد انتخاب الكسندروس أسقفا للإسكندرية خلفا لأخيلاس. وإن كان أريوس نفسه قد استطاع بتأثير ثقافته وصفاته الشخصية أن يصير ذو شأن كبير في المدينة. إلا أنه بعد بضعة سنوات (حوالي عام 318 م) اصطدم مع الكسندروس بسبب الاختلاف حول تفسير نص في الكتاب المقدس خاص بشخص ابن الله. وكان الكسندروس قد أعطاه – كما أعتاد الأسقف أن يفعل مع الكهنة – موضوعا ليبحثه. وفى الشرح الذي قدمه أريوس حاول أن يعبر عن ابن الله بمفاهيم مخالفة للإيمان المستقيم. رأى الكسندروس في تقرير آريوس مخالفة لاعتقاده بالوهية يسوع … وأثبتت الاتصالات بين الرجلين على أن آريوس أصر على رأيه بان يسوع مخلوق واعتبر أفكار الكسندروس أنها سابيلية أي مستمده من الديانة السابيلية في عبادة ى الشمس والاوثان. وبالرغم من هذا فإن الأسقف لم يتعجل في اتخاذ أي اجراء ضد كاهنه. إلا أنه فيما بعد اضطر الأسقف أن يتخذ قرارا من مجمع قسوس الكنيسة، أدان فيه أريوس بسبب بدعته وقطعه من شركة الكنيسة. رحل أريوس إلى فلسطين ثم اتجه إلى سوريا فاسيا الصغرى. وتمكن من أن يجمع حوله عدد من الأساقفة وافقوه على عقيدته التي تعتبرامتداد لعقيدة التلاميذ، وكان من بين هؤلاء "أوسابيوس أسقف فيقوميديا" اللوكيانى، "وأوسانيوس أسقف قيصرية" الأوريجانى. وان الأساقفة الذين تجمعوا حوله قد أيدوه وبرأوه في مجمع عقدوه. وطالبوا بأن يعود مرة أخرى إلى الكنيسة.. وسرعان من كتب أريوس أقرارا وافقوا عليه في مجمع عقدوه في نيقوميديا، وأرسله كرسالة إلى أسقف الإسكندرية الذي رفضه. ودعا بالطبع إلى مجمع بالإسكندرية سنة 318 م اعتمد ادانة أريوس. وبعد ذلك بقليل، بسبب الاضطرابات التي نشأت نتيجة للمصادمات التي وقعت بين قسطنطين الكبير وليكينيوس، تمكن آريوس من العودة مرة أخرى إلى الإسكندرية. حيث أخذ بعمل بحماس شديد وبأساليب مبتكرة لأجل عقيدته بان يسوع مخلوق ونشرها بين الجماهير عن طريق الأحاديث والأشعار فقد كتب أعمالا قليلة نسبيا وصلنا منها النذر اليسير. وهذه الكتابات التي وصلتنا عبارة عن رسائل خارجية. إلا أنها في واقع الأمر تحوى اعترافاته :- (ووفقا لما يقوله أثناسيوس فإن كل هذه القصائد قد دبجت بلهجة ونغمة مثل التي كان يكتب بها سوتيادوس أشعاره القومية.. التي كانوا يتغنون بها في مآدبهم بضجيج صخب وعبث..… وقد ساعد على نشر عقيدته ما كان يظهر به أريوس من مظاهر الورع والتقوى إلى جانب ما يتصف به من الكبرياء والتباهى وحبه للنضال.. وكان يجرى مباحثاته اللاهوتية مع الشعب. فانتهز الوثنيون تلك الفرصة وأخذوا يسخرون من المسيحية في مسارحهم بسبب تلك المناقشات
مجمع نيقيه
عدلما لبث ان عاد اريوس للاسكندريه حتي ازاد من حده الاضطراب , في هذه الاثناء كان قد فرغ الامبراطور قسطنطسن الاول من نزعاته مع لكنيوس (1) و حقق انتصارا عليه (2) ففرغ لمشاكل الامبراطوريه و اهمها مشكله اريوس فارسل لهم رساله مع مستشاره هوسيوس الأسباني اسقف قرطبه و هو مستشاره الديني يامرهم فيها بالالتزام و تهدئه الاوضاع و قد حاول هوسيوس التوفيق بينهم فاعد مجامع في الاسكدريه و انطاكيه حيث ادان فيها اريوس و لكن اتسع نطاق المشكله اصبحت تعم كل انحاء الغرب الأوروبي فدعا قسطنطين لمجمع مسكوني كبير ضم 318 من الشرق و الغرب بما فيهم البابا الكسندروس و الشماس اثناسيوس قيل أن البابا ألكسندروس سام أثناسيوس قسًا أثناء المجمع ليعطيه حق الكلمة، فقد كان النجم اللامع، خذل الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح، مؤكدًا أنه "واحد مع الآب في الجوهر
الجلسه الاولي
عدلعقدت هذه الجلسه و كثر فيها الجدال و الغضب لان الملك سمح للكل بالكلام فانقضت دون جدوه
الجلسه الثانيه
عدلاليوم الثاني تقدموا لمناقشه اراء اريوس فوقف و شرح و قال "ان الابن ليس مساو الاب في الازليه و ليس من جوهره و ان الاب كان في الاصل وحيدا فاخرج الابن من عدم و ان الاب لا يري حتي من قبل الابن لان الذي له بدايه لا يعرف الازلي و ان الابن اله لحصوله علي لاهوت مكتسب"فحدث ضجيج عاليا و سدوا اذنهم حتي لا يسمعوا هذا التجديف و حاول الدفاع عن هذه البدعه باياتمن الكتاب المقدس ووقف امامه اثناسيوس و افحمه بردود قويه جعلت الكل فرحين بهذا الشماس و اقترح اثناسيوس ان اقترح اثناسيوس ان تضاف كلمه homoousios وهي تعني واحد في الجوهر و لكن اريوس اراد الالتواء فطلب ان تكون homoi-osios اي مساوي له في الجوهر و هذا يتنافي مع التعلايم الصحيح فصدق علي هذا الكلام المجمع كله و اعترض حوالي 17 صوتا و اكن تم تقرير اصطلاح هومووسيوس "(مساو للاب في الجوهر) و هذا سبب جدلا كبيرا داخل المجمع و خارجه ,لان أصحاب الرأى المشؤوم و من انقاد إلى ريائهم قالوا بأن العباره غير كتابية ,و اتهموا الاباء بالوقوع ببدعة ساباليوس( الذى اعتقد باله واحد ذات اشكال ثلاثة ), و ذلك لان عباره "هومووسيوس "_فى العالم اليونانى _كانت تفيد "الكيان الواحد".الافلاطونية الحديثه و الغنوصية (العرفانية)في القرن الثالث استعملتا اللفظة للدلالة على الكائن العاقل او الشخص .بيد ان اباء المجمع الذين دحضوا "شكلانيه صاباليوس (أى الاعتقاد باله واحد ذات اشكال ثلاثه ), و الذين هم كما يقول القديس غريغوريوس التريترى, من اتباع طريق الصيادين _الرسل و ليس طريقه الفلاسفة,سموافوق الفلسفة البشرية و جميع مناهجها , فعمدوا لفظة هومووسيوس أى أنهم أعطوها معنى مسيحيا مؤكدين أنها وان لم توجد حرفيآ في الكتاب المقدس الا انها مستوحاة معنويا منه . و قد ورد في مجموعة الشرع الكنسى ان القديس ايريناوس اسقف ليون استعمله اربع مرات ,كما أن الشهيد بمفيليوس روى أن ارويجانس المعلم استعمله ايضا بالمعنى ذاته الذى أراده له المجمع النيقاوى . مما قاله اباء المجمع : "بما أن الابن هو من جوهر الاب ,فالابن اله كما ان الاب اله ,و تاليا يجب القول ان المسيح هو من جوهر الواحد الاب ).(عن نشره رعيتى ). و وافق قسطنطين على راى الاكثريه الساحقه فجاء نص قانون الايمان النيقاوى كما يلى : اومن باله واحد اب ضابط الكل خالق الكل ما يرى و ما لا يرى و برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد مولود من الاب اى من جوهر الاب اله من اله نور من نور اله حق اله حق مولود غير مخلوق مساو في للاب في الجوهر الذى به كان كل شئ ما في السماء و ما على الارض الذى لاجلنا نحن البشر و من اجل خلاصنا نزل و تجسد و تانس و تالم و قام في اليوم الثالث و صعد إلى السماء و سيجئ ليدين الاحياء و الاموات و بالروح القدس. و الحق الاباء بهذا القانون العبارات التاليه "اما اولئك الذين يقولون انه كان زمن لم يكن فيه و انه لم يكن قبل ان يولد و انه صار من العدم و من اقنوم اخر و جوهر اخر و ان ابن الله مخلوق و متغير و متحول فهؤلاء جميعا تفرزهم الكنيسة". و حرم الاباء اريوس و اتباعه فايدهم قسطنطين في ذلك و حكم على اريوس بالابعاد و النفى)
قوانين المجمع
عدلوقد أصدر مجمع نيقية 20 قانونا هي: القانون الأول: كل من خصاه الأطباء لمرض ما ، أو خصاه البربر ، فليبق في السلك الاكليريكى ولكن كل من خصي نفسه ، وهو في صحة جيدة ، فإذا كان اكليريكيا ، فليجرد من رتبته ، ولا يجوز من الآن فصاعدا ، لمثل ذاك ، آن يقبل في الدرجات الكهنوتية . من الواضح مما سبق ، آن ذلك لا يخص إلا الذين خصوا أنفسهم عن قصد وتعتمد ، أما كل من خصا البربر أو أسياده ، وكان في الوقت نفسه ، مستحقا ومستوفيا الشروط الأخرى ، فان القوانين تجيز في الكهنوت . القانون الثاني: جرت أمور تخالف القوانين الكنيسة ، إما بسبب الحاجة أو بسبب إلحاح البعض فقد أن قدم بعض المرتدين حديثا من الوثنية إلى الأيمان ، إلى الغسل الروحي ، وهم لم يتلقوا بعد التعليم إلا النزر اليسير ورقوا ، فورا بعد عمادهم ، إلى درجة أسقف أو كاهن . فبدا من الصواب، من ألان فصاعدا آلا يتكرر حدوث شي من هذا القبيل لان الموعوظ يحتاج بعد المعمودية إلى التعليم، والى وقت الاختبار أطول، فان قول الرسول واضح فدى هذا الشأن:" ليس حديث الأيمان، لئلا يتكبر، فينزل به الحكم الذي نزل بإبليس "، وإذا وجد اكليريكى مذنبا، في فعل مشين وخطير، بشهادة شاهدين أو ثلاثة، فليخلع من الرتبة الاكليريكية. وكل من يتجاسر ويخالف هذه الإجراءات، ويعصى أو يتمرد عل هذا المجمع الكبير، يعرض مركزه الاكليريكى نفسه للخطر. القانون الثالث: يمنع المجمع الكبير هذا، منعا باتا على الاساقفة والكهنة والشمامسة، وبشكل عام على أي عضو من السلك الاكليريكى، أن تسكن معه امرأة، ما عدا ألام والأخت والعمة والخالة، وكل من هي منزهة عن كل شبهة أو ريبة. القانون الرابع: يجب الاعتناء للغاية، بان يسام الأسقف من قبل أساقفة المقاطعة كلهم. وإذا تعذر ذلك لضرورة قاهرة, أو لأسباب طارئة، أو لبعد المسافات، فينبغي أن يجتمع ثلاثة أساقفة على الأقل في المكان واحد، لشرطنته، بعد يوافق الغائبون كتابة. أما تثبيت ما أنجز، فيعود أمره، في كل مقاطعة، إلى المتروبوليت. القانون الخامس: على الأساقفة، فيما يختص بالذين قطعوا من الشركة من اكليريكيين وعلمانيين، مراعاة القانون، الذي يمنع آن يقبل أساقفة آخرون مثل ولاء الأشخاص. غير انه من الواجب في الوقت عينه، فحص قضاياهم لئلا يكونوا قطعوا من الشركة، بسبب حزازة شخصيه من الأسقف، أو خصومة أو كراهية أو, غير ذلك. ولكلى يتم هذا الفحص كما يليق، استحسنا أن ينعقد سينودس اقليمي مرتين كل سنة، بحيث يفحص جميع أساقفة الإقليم سوية القضايا والمسائل. فالذين يظهر ذنبهم وعصيانهم لأسقفهم، يشهد الجميع بان قطعهم من الشركة أمر صحيح ومناسب، ويبقى القطع ساري المفعول، إلى آن ترى مجمع الأساقفة أو الأسقف آن يخفف الحكم الصادر عليهم. يجب آن تلتئم السين ودس الأول قبل الصوم الكبير، لأننا بعد اطراح كل حقد وخلاف، يمكننا آن نقرب لله ذبيحة طاهرة، والثاني في الخريف. القانون السادس: فلتحفظ العادات القديمة في مصر وليبيا والمدن الخمس، في الأسقف الإسكندرية السلطان والرئاسة على كل هذه الأقاليم ، وعلى ماهى علية العادة من جهة أسقف روما أيضا . ولتحفظ كذلك في أنطا كية وبقية المقاطعات، امتيازات كل كنيسة وحقوقها القديمة. وليكن معلوما لدى الجميع في كل مكان، آن كل من يصبح أسقفا دون موافقة المتروبوليت، فان المجمع الكبير هذا لا يعتبره أسقفا. على انه إذا عارض أسقفان أو ثلاثة لأسباب شخصية، انتخابا أجراه سائر الأساقفة، بطريقة قويمة منسجمة وشرائع الكنيسة، فليكن انتخاب الأكثرية ثابتا. القانون السابع: إذا كان من العادات الشائعة والتقاليد القديمة، أن الإكرام واجب لأسقف أورشليم، فليكن له هذا الإكرام، مع حفظ الكرامة المتروبوليتية. القانون الثامن: يحدد المجمع الكبير هذا، أن الذين يسمون أنفسهم "كتار"، أي انقياء، إذا أرادوا العودة إلى الكنيسة الجماعية الرسولية، ومن نال منهم وضع الايدى، يبقى في سلك الاكليروس. ولكن ينبغي عليهم قبل كل شي، آن يتعهدوا ويعترفوا كتابة، بقبول تعاليم الكنيسة الجامعة الرسولية وأتباعها، أي مخالطة من تزوج زيجة ثانية، ومن ضعف أثناء الاضطهادات، وقضى مدة توبته المفروضة عليه. فعليهم إذا إتباع قرارت الكنيسة الجمامعة الرسولية في كل شي. وهكذا ففى القرى والمدن ، حيث لا يوجد اكليروس سوى من هذه الجماعة ، فليبقوا في رتبهم . وحيث يتواجد اسقف كاثوليكى فالامر واضح : يجب ان يتمتع اسقف الكنيسة بكرامة رتبته ، أما الذى كان مع الانقياء يدعى اسقفا ، ليكن له كرامة كاهن ، الا اذا رضى الاسقف ان يقبله ويشاركه في شرف اللقب . واذا لم يرضيه هذا ، فليدبر له اللاسقف مركز خور اسقف أو الكاهن ويبقى هكذا من اعضاء سلك الاكليروس . ولا يكون اسقف في مدينة واحدة . القانون التاسع: اذا رقى البعض الكهنوت بدون الفحص اللازم , واذا اعترفوا خلال فحصهم بخطايا ارتكبوها ،وبالرغم من ذلك قد نالوا السيامة خلافا للقانون ، فالشرع الكنيسى لا يعترف بهم ، وتعتبر سيامتهم باطلة ، لان الكنيسة الجامعة ، انما تطلب من كان بلا عيب . القانون العاشر: اذا تمت سيامة أحد ممن انكروا الايمان سواء أكان الذى سامه على علم أو عن جهل بامره ، فهذا لا يبطل حكم قانون الكنيسة : عندما يكتشف أمره ، يجب أن يخلع من الكهنوت . القانون الحادى عشر: يقضى المجمع المقدس هذا : ان الذين سقطوا وضعفوا دون اكراه وبدون حجز أملاكهم أو اسلب أموالهم ، وبدون أن يتعرضوا لاى خطر أو ضيق ، أثناء اضطهاد ليكينيوس ، انه يجب معاملتهم بلطف وتفهم ، على الرغم من انهم لا يستحقون الشفقة فالذين يتوبون ممن كانوا من المومنين سابقا ، توبة صادقة يفرض عليهم ثلاث سنوات مع السامعين ، وست سنوات مع الراكعين ، ويسطيعون في السنتين التاليتين ، الاشراك في الصلوات والقدس مع الشعب ، دون ان يحق لهم الشركة في القربان المقدس . القانون الثانى عشر: ان الذين دعتهم النعمة ، واظهروا حماسة بادى الامر ، فنبذوا الخدمه العسكرية ، ولكنهم ما لبثوا ان رجعوا كالكلاب إلى قيئهم ، حتى ان البغض منهم سعوا إلى استرجاع وظائفهم العسكرية بالاموال والهدايا ، فامثال هؤلاء يجب ان يبقوا ثلاث سنوات مع السامعين ، وعشر سنوات مع الراكعين ، ثم يدقق في امتحان ارادتهم وعزمهم ونوع ندامتهم فالذين يبرهنون عن صدق ارتدادهم ، بما يرافقه من أدلة : خشية ودموع وصبر ، ومواظبة على الأعمال الصالحة ، يجوز السماح لهم ، بعد انقضاء الوقت المحدد لهم كسامعين ، الاشتراك في صلوات المؤمنين ، بعد ذلك يستطيع الاسقف اتخاذ اى قرار أوفر لينة ورأفة . أما الذى يظهر عدم مبالاة ، ويظن ان هذه التوبة تكفى للتفكير عن –خطاياه ، فيجب أن يتم مد القصاص المعينة بكاملها . القانون الثالث عشر: يبقى القانون القديم معمولا به ، فيما يختص بالمحتضرين: يجب ألا يحرم المحتضر ، أو المشرف على الموت من الزاد الاخير الذى لا غنى عنه . أما اذا لم يرقد بعد ان صفح عنه ، واعيد إلى الشركة ، فليقف مع مصاف المشتركين بالصلوات لا غير . بالاجمال ، يجب أن يمنح الاسقف القربان المقدس ، للشخص المحتضر الذى يطلبه ، بعد الفحص . القانون الرابع عشر: يحدد المجمع المقدس الكبير هذا ، ان الموعظين الذين جحدوا الايمان اثناء الاضطهاد ، أن يقضوا ثلاث سنوات سامعين ، ثم يعودون إلى الصلاة مع الموعوظين . القانون الخامس عشر: لقد استحسنا ، بسبب الخلافات والتشويشات الحاصلة ، الغاء العادة الشائعة في بعض الاماكن ، والتى تخالف القانون الكنيسى ، فلا يسمح بعد الان ، للاساقفة ولا للكهنة ولا للشماسة ، بالانتقال من المدينة إلى اخرى . واذا خالف أحد اوامر المقدس الكبير ، واتبع العادة القديمة ، فالانتقال يعد باطلا ، ويجب ان يعود إلى الكنيسة التى اختير لخدمتها اسقفا كان ام كاهنا أم شماسا . القانون السادس عشر: ان اى كاهن او شماس او اكليريكى يتجاسر، من دون ان يضع خوف الله نصب عينيه ، ولا يحترم قوانين الكنيسة ، فيترك الكنيسته ، لا يجوز قبوله على الاطلاق في كنيسة اخر ، بل يجب ان يرغم على الرجوع إلى ابرشيته ، واذا رفض فليقطع من الشركة . واذا حاول أحد ان يخطف شخصا مما ينتمى إلى اسقف اخر ، ويشرطنه في كنيسته ضد ارادة الاسقف الذى ينتمى اليه هذا الاكليريكى ، فسيامته باطله . القانون السابع عشر: بما ان الكثير من الاكليروس ، مملوئين بروح البخل والربا وشهوة الربح متناسين ما جاء في الكتاب الالهى :" لا يقرض بالربا فضته "، يقرضون اموالهم مقابل فائدة معلومة ، فيحدد المجمع المقدس الكبير بعدل ،اى ان اكليريكى بعد صدور هذا القرار يقبل فائد على مال ، او يقوم بمهنة مراب باى شكل اخر ، كان يطلب المبلغ كاملا ، مع سلك الاكليروس ، ويلمح اسمه من اللائحة. القانون الثامن عشر: لقد بلغ إلى هذا المجمع المقدس الكبير ، الخبر ان الشماسة في بعض الاماكن والمدن ، يقومون بمناولة الكهنة ،بالرغم من ان القوانين والعدات، تمنع الذى لا سلطه له بتكريس السر ،. بمناولة جسد المسيح للذين يقربون . وقد عرف المجمع ايضا ، ان بعض الشمامسة يتناولون الافخار ستيا حتى قبل الاساقفة يجب ايقاف كل هذا ، ولا يتجاوزن الشمامسة حدودهم ، ولعتبروا انفسهم في خدمة الاساقفة ، وأدنى درجه من الكهنة وليتناولوا القربان المقدس ، حسب النظام ، بعد القساوسة وليقيم الأسقف أو أحد الكهنة بمناولتهم إياه . وليمتنع الشماس عن الجلوس بين الكهنة ، لان هذا مخالف للقانون والنظام . وكل من يرفض الإذعان والطاعة ، بعد صدور هذا القرار ، فليخلع من الخدمة الشماسية. القانون التاسع عشر: يجب ان تعاد معمودية اتباع بولس السميساطى ، الذى يردون الرجوع الي الكنيسة الجامعة . واذا كان احدهم من اكليروس سابقا ، ووجد بعض الفحص انه بلا عيب ، يمكن سيامته من قبل أحد اساقفة الكنيسة الجامعة ، بعد المعمودية . اما من وجد غير مستحق ، فيجب أن يسقط . ولتراع هذه القاعدة في شان الشماسات ، وكل من لديه وظيفة كنسية عامة . وفى هذه الحالة ، نذكر انه يجب اعتبار الشماسات ، اللواتى لم ينلن السيامة ، من مصاف العلمانيين . القانون العشرون: لقد استحسن المجمع المقدس هذا ، بعدما راى ان البعض يركعون أيام الاحاد وايام الخمسين ، ولكى يكون النظام موحدا ، أن ترفع الصلوات لله في هذه الايام ونحن منتصبون وقوفا ++ ++أما أريوس فأنه في البدء أُرسل إلى نيقوميديا مكبلاً بالقيود، ثم نفى بعد ذلك إلى الليريا… ألا أنه على الرغم من هذه التدابير فإن هذه المحاولة للتهدئة لم تنجح، لأن أصدقاء أريوس أستمروا في نشر مبادئه وتعاليمه… ولذا أقتنع قسطنطين – بواسطة العناصر المهادنة للأريوسية والمحبة لها، وتأثر بهم. مما جعله يستدعى أريوس من منفاه عام 327. وبعد تحريض من أسقف نيقوميديا عرضوا صيغة اعتراف إيمان على الأمبراطور أخفوا عنه فيها. حقيقة عقيدة أريوس، وكانت كنيسة نيقوميديا قد وافقت على هذه الصيغة في المجمع الذى عقد بها. إلا أن الأرثوذكسيين لم يجبروا على منح أريوس العفو. حتى أن الكسندروس أسقف الأسكندرية وأثناسيوس الذى خلفه لم يقبلاه في الاسكندرية. ولم يرغب قسطنطين حينئذ أن يؤزم المسائل أكثر بأن يفرض على أسقف الاسكندرية – بأن يقل أريوس. بل أنه في الواقع عندما طلب أنصار أريوس من الأمبراطور – برسالة محررة بلهجة شديدة – أن يتدخل لأجل تأمين عودة أريوس إلى الاسكندرية، غضب قسطنطين وأعاد أدانتهم بمرسوم آخر أسماهم فيه "بالبورفوريين" أى أنهم مشايعون لتعليم "بورفيريوس"(4 وبعد وساطات متعددة غيروا مرة أخرى من مشاعر قسطنطين ورحل أريوس إلى القسطنطينية حيث أعترف بالإيمان الأرثوذكسى أمام الأمبراطور وتمسك بأن يصير مقبولاً بطريقة رسمية على نطاق أوسع بالكنيسة. إلا أن الأمر بتحديد موعد بقبوله في كنيسة القسطنطينية قد تلاشى نهائياً، إذ أن أريوس سقط ومات في مرحاض عام فجأة ليلة الموعد المحدد لقبوله(5). (يعتقد بشدة ان آريوس مات مسموما وواقعة موتة هو انه كان يسير برفقة زملائة فباغتة مغص شديد فإستأذنهم ليلبي نداء الطبيعة ولكنة فوجئ بخروج الدم وقطع من لحم بطنه وأمعائة..ثم سقط ميتا من فوره فوق ماخرج من بطنة) *عن سيرة الراهب المصري هيبا المترجمة للعربية برواية عزازيل للكاتب المصري يوسف زيدان
مؤلفاته
عدلأستحوذ أريوس على مركز هام في التاريخ الكنسى، لكنه لم يترك أثاراً كثيرة. فقد كتب أعمالاً قليلة نسبياً وصلنا منها النذر اليسير. وهذه الكتابات التي وصلتنا عبارة عن رسائل خارجية. إلا أنها في واقع الأمر تحوى إعترافاته وهى:- (أ) رسالة إلى أسقف نيقوميدية وقد حفظها لنا إبيفانيوس في كتابه "باناريون"(6). وكذلك ثيئودوريتس في كتابه "التاريخ الكنسى"(7). وفى هذه الرسالى يحتج على تحامل الكسندروس ضده وضد أتباعه ويعرض أراءه وتعاليمه في صراحة تامة. ويقول أن الابن إله لكنه "ليس غير مولود Agenntos" "ولا جزء من غير المولود" وفى النهاية يستنجد باوسابيوس أسقف نيقوميديا مسميا إياه أنه من "الاتحاد اللوكيانى". (ب) رسالة إلى الكسندروس أسقف الاسكندرية حفظت هذه الرسالة في أعمال "أثناسيوس عن المجامع"(8). وفى كتاب "باناريون" لابيفانيوس(9). كما حفظت باللغة اللاتينية في كتاب "الثالوث لايلارى"(10). وهى الاعتراف الإجمالى إلى كان قد قدمه لمجمع نيقوميديا الأول والذى عقده الأريوسيون المنفيون. وفى هذه الرسالة تحاشى التعبيرات المثيرة وأعتبر أن "الأبن قد ولد قبل كل الدهور". إلا أنه لم يكن موجوداً من قبل أن يولد. (ج) اعتراف الإيمان حفظت هذه الرسالة في التاريخ الكنسى لسقراط(11) والتاريخ الكنسى لسوزومينوس(12). وفى هذه الرسالة حجب عقيدته الحقيقية وقال بأن الإبن قد ولد قبل كل الدهور (لأنه لو كتبت كلمة gegennimenos المولود" بحذف حرف n منها أى gegenimenos لتغير معناها وأصبحت تعنى المخلوق وليس المولود. (د) "ثاليــا" حفظ أثناسيوس في كتاباته بعض نصوص هذا الكتاب(13). وكلمة "ثالثا" معناها مأدبة أدبية. وقد دبجها كلها تقريباً بأبيات منظومة وبلحن نسائى. وفى إفتتاحيتها نجده يظهر نفسه أنه مملوء بالعقيدة والعواطف الشجية عندما يتعرض للحديث عن الله
موت اريوس
عدليقول البابا أثناسيوس : [ أنا لم اكن في القسطنطينية لما مات وإنما كان هناك مكاريوس القس وقد سمعت منه تفاصيل الحادث : ... لما خرج آريوس من حضرة الإمبراطور , أراد يوسابيوس وأعوانه أن يدخلوا آريوس في الكنيسة بالقوة والعنف حسب عاداتهم , فوقف أمامهم ألكسندر اسقف القسطنطينية المطوب الذكر وقاومهم قائلاً : إن مبتدع هرطقة لا يمكن دخوله في الشركة , فهدده يوسابيوس وأعوانه قائلين : كما أستطعنا أن ندخله في حضرة الأمبراطور رغماً عن إرادتك هكذا سيكون غداً , فبالرغم عن إرادتك سيدخل آريوس الشركة في الكنيسة معنا , وكان هذا يوم سبتاً , فلما سمع الأسقف ألكسندر هنا تضايقت نفسه إلى اقصى حد , ودخل الكنيسة ورفع يديه نحو الرب معطياً الويل لنفسه , وانطرح في الهيكل على رصيف المذبح ( كان يحيط بالمذبح درجة عريضة ) (5) وصلى وهو منبطح على وجهه , وكان مكاريوس ( سكرتير أثناسيوس ) حاضراً أيضاً وصلى معه وسمع صلوات ألكسندر وهو يتوسل من جهة أمرين : " إن كان آريوس سيدخل الشركة باكراً فإطلق عبدك ولا تهلك البار مع الأثيم , أما إذا عزمت أن تبقى على كنيستك - وأنا اعلم انك ستبقى عليها - فأنظر إلى كلمات يوسابيوس وأتباعه , ولا تسلم ميراثك للفساد والملامة , وانزع يوسابيوس وأقطعه لئلا إن هو دخل الكنيسة دخلت الهرطقة معه وحينئذ سيحل الكفر محل التقوى " ولما صلى هكذا أعتكف الأسقف وهو في ضيق عظيم , وقد حدثت بعد ذلك أمور عجيبة وغير عادية - فبينما يوسابيوس يهدد , كان ألكسندر يصلى , اما آريوس وقد وثق جداً من يوسابيوس وزملاءه فأخذ يتكلم بشراسة , ولكنه إذ أحس بحاجة الطبيعة إنسحب وفجأة وبحسب لغة الكتاب : " سقط على وجهه وأنشق من الوسط وأنسكبت احشاؤه كلها , فمات في الحال وهو ساقط وحرم من الشركة والحياة كليهما ] (6) - وصف المؤرخ سقراط هذا الحدث فقال : [ وكان ألكسندر أسقف القسطنطينية الذى خلف متروفانس رجلاً ذا تقوى صادقة , ... هذا لما واجه هذه الأعمال دخلت نفسه في ضيقة وخصوصاً لما هدده يوسابيوس النيقوميدى بعنف أنه سيسقطة عن كرسيه إن لم يقبل آريوس وكل شيعته في شركة الكنيسة . أما ألكسندر فلم يرعبه التهديد بخلعه عن كرسيه بقدر ما ارعبه الخوف على الخراب الذى سيحل بمبادئ الإيمان , الأمر الذى كان يسعى إليه هؤلاء الأريوسيون بإجتهاد , فإعتبر نفسه .. إزاء هذا الموقف .. أنه معين ليكون حارساً للعقيدة المسلمة إليه بكل مقررات مجمع نيقية , فبدأ يجتهد بكل قوته ليمنع عن الإيمان اى تحريف أو إفساد , وعندما حصر نفسه لهذا الهدف إعتزل كل محاجاه ومنطق وجعل الرب ملجأه وكرس نفسه للصوم المتواصل ولم يكف قط عن الصلاة , وأغلق على نفسه في الكنيسة المدعوة " إيرينى " وصعد على " رصيف " المذبحوإنطرح على أرضه أمام المائدة المقدسة وسكب دموعاً حارة بصلوات وبكاء , وبقى على هذا الحال عدة أيام وليال متوالية .. - موت آريوس سقراط المؤرخ يذكر موت آريوس فيقول : [ كان الوقت يوم سبت , وكان آريوس يتوقع ان يجتمع بالكنيسة ( ودخوله في الشركة ) في اليوم التالى , ولكن النقمة الإلهية أخذت حقها تجاه جرائمة , لأنه حالما خرج من قصر الإمبراطور تحيط به زمرة من شركاء يوسابيوس كحراس , صار يستعرض نفسه بعظمة وسط المدينة وهو يجتذب أنظار الشعب كله , فلما أقترب من القصر المسمى " محكمة قسطنطين " أخذته رعدة وفزع من الضمير فأصابه إسهال عنيف , فطلب مكان يقضى فيه حاجته فإقتادوه إلى ( مرحاض ) خلف " المحكمة " وفى الحال أفرغ أحشاءه فخرجت أمعاءه مع نزيف حاد وأصابه إغماء ومات , ولا يزال موقع هذه المصيبة يرى إلى هذا اليوم في القسطنطينية ... وبسبب هذا الحادث المرعب إمتلأ يوسابيوس النيقوميدى وكل شيعته من الخوف والرعب , وخرجت الأخبار بسرعة لتملأ المدينة كلها وفى العالم ] (8 ) وصول خبر موت آريوس للبابا أثناسيوس وهو بالمنفى ذكر المخطوط الشهير بتاريخ البطاركة أن ألكسندر أسقف القسطنطينية أرسل في الحال للبابا أثناسيوس في تريف يخبره بموت آريوس فقال : [ نحن نمجد الرب ونعلمك أيها الأخ الحبيب أن آريوس مات شنيعة وإنقطعت مقالته وتبددت شيعته ]
=== بدعة سابليوس ===
اعتقد سابليوس بأن الله هو أقنوم واحد وليس ثلاثة أقانيم، أي أقنوم واحد بثلاثة أسماء. وأن هذا الأقنوم حينما خلقنا فهو الآب، وحينما خلّصنا فهو الابن، وحينما قدسنا فهو الروح القدس. ولذلك نحن لا نميل إلى عبارة : "الآب خالقنا، والابن مخلّصنا، والروح القدس مقدّسنا" بالرغم من أنها ليست خطأ. نحن لا ننكر أن الآب خالق، وأن الابن هو مخلّص، وأن الروح القدس يقدّس في الأسرار الإلهية (أى في أسرار الكنيسة). ولكن هذه العبارة قد تعطى انطباعًا بأن ما يقوله سابيليوس هو صحيح. أو كأن الخالق هو الآب وحده، بدون الابن والروح القدس، وأن الابن هو المخلص وحده بدون الآب والروح القدس، وأن الروح القدس هو المقدس وحده بدون الآب والابن. وقد قرر المجمع حرم سابليوس وبدعته الذي قال بأن "الآب والأب والروح القدس أقنومًا واحدًا" وليس ثلاثة أقانيم. وقد نظر المجمع في بعض أمور أخرى خاصة بالكنيسة وهى:
1- مسألة تحديد يوم عيد القيامة وهو الأحد الذي يلي البدر الذي فيه عيد اليهود حتى لا يعيدوا قبل اليهود ومعهم. 2- النظر في أمر الشقاق الذي أحدثه ميلتس الأسقف لأنه رسم أساقفة وقسوس بلا رأى رئيسه فحكم المجمع بإقامته في بلدته مسقط رأسه ولا يمارس أي وظيفة كهنوتية. 3- النظر في معمودية الهراطقة، وقرر المجمع بأن لا تعاد معمودية من هرطق ورجع إلى الإيمان مرة أخرى. 4- أن يكون ذوى الكهنوت من أصحاب الزوجات والذي دافع عن هذا الأمر بشدة وعضده هو القديس بفنوتيوس أسقف طيبة، واكتفى المجمع بالحكم على الكهنة المترملين بعدم إعادة الزيجة.
وسَنَّ المجمع بعد ذلك عشرون قانونًا مازالوا موجودين إلى هذا العصر.
=== معلومات للمعرفة ===
1-ترأس المجمع البابا الكسندروس بابا الإسكندرية، وعملوا له كرسي عظيم من الذهب ليجلس عليه ولكنه رفضه وجلس في المؤخرة. ولكن عندما أصر الجميع على ذلك جلس عليه، وكان مُقَرَّرًا أن الرئيس هو هوسيوس أسقف قرطبه ولكن الجميع سَلَّموا للبابا الكسندروس أن يتقدمهم في كل الجلسات لأنه هو البابا الوحيد في وسطهم 2-لايعتبر مجمع نيقية هو أول المجامع في المسيحية فالمجمع الأول كان في أورشليم في أيام الآباء الرسل سنة 50 ميلادية كما جاء في الكتاب المقدس (أعمال 15)، وقد تبعه العديد من المجامع المكانية والمحلية، أما مجمع نيقية فهو أول المجامع المسكونية.
معجزة حدثت في هذا المجمع المقدس: -
كان عدد الأساقفة الحاضرين 318، ولكن كلما أرادوا حصر عدد الآباء وجدوا أن واحد يزيد على العدد الحقيقي وقد فسر الآباء ذلك إلى أن الروح القدس كان حاضر معهم.
و قفات
عدلالوقفه الاولي:- علي الروايه المنقوله عن الكتب الاكليريكيه نجد ال عدد الحضور بافضل الاحتمالات 230 بينما متاب اسد رستم (ممثلي الكنائس ..... و بالنسبه اعدد الاساقفه فهناك عده روايات منها روايه - افستاثيوس- اسقف انطاكيه بانهم 270 و 300 في روايه -اثناسيوس السكندري- وبعد سنه 360م كتب عددهم 318 و هذا الرقم هو الرقم المعتمد عن الدارسين ورجال الاختصاص) بينما نري الموسوعه الكثوليكيه تقول : the extact number is not known with certainty eusebius ((speaks of more than 250 bishops and later arabic manuscripts rise the fingure to 2000 - an evident exaggeration is wich,however it is impossible to discover the approximate total number of bishops as well as of the priests deacons and acolytes of whom it is said that a great number were also present)) (العدد الحقيقي للذين حضروا المجمع غي معروف علي وجه الدقه فيوسابيوس القيصري يتحدث عن أكثر من 250 اسقف و هناك مخطوطات عربيه ترفع العدد الي 2000 و هذا رقم مبالغ فيه ولكن في رايي (فادي فريد)انه من الممكن لان الحضور كان منهم الكهنه و الارشيدياكون و مساعديهم الوقفه الثانيه:- و قال بعض الاباء بوجوب الاكتفاء بتعبير الاباء السابقين, و قال اخرون بوجوب التدقيق في قول و تحديد التعبير . فانتهز افسابيوس اسقف قيصريه فلسطين هذه الفرصه فعرض قانون ايمان كان يتلى في كنيسته عند ممارسه سر المعموديه و ترجى قبوله و الموافقه عليه . و لكن الاباء ابوا ان يقبلوه كما كان ). و الحقيقه انهم يدلسون ,ومن الواضح ان الكسندروس المدعوم بعصا قسطنطين هو من لم يقبل هذا الرجاء : يقول الانبا بيشوى : ( و بنياحه البابا ارشلاوس تبوا زميله البابا الكسندروس الكرسى السكندرى فصار البطريرك التاسع عشر في عداد بطاركه الكرازه المرقسية .و البابا السكندروس هو الذى بدا باستخدام عباره معينه للتعبير عن مساواه الابن للاب في الجوهر ,و هى العباره التى دافع القديس اثناسيوس الرسولى طوال حياته عنها و كتبها في قانون الايمان فالحقيقه ان الكسندروس و من بعده اثناسيوس هما من ابتدعا كلمه ذو جوهر واحد (HOMOOUSION) و لذلك نراهم يعترفون قائلين عن مقالات اثناسيوس : (لقد صارت هذه المقالات الاربعه الاريوسيين" هى المصدر الذى ظل المدافعون عن لاهوت المسيح ينهلون منه على مدى القرون الماضيه حتى الان) فلو كانت هذه العقيده هى التى كانت بالاستلام من القديسين و الاباء كما تدعون فأين كتاباتهم عنها ,و لماذا لا مصدر لكم سوى اثناسيوس؟ و لماذا لم يبق عليها الاباء و القساوسة؟ العوده الي الاسكندريه(1) عاد أثناسيوس إلى الإسكندرية وكان يؤدى خدمته الشماسية على خير وجه حيث انه كان يتوجه يوميا إلى الفقراء ليطعم الجياع ويكسوا العراة ويتفقد المسجونين ويضيف الغرباء وكان يثبت من تزعزع إيمانه فاحبه الناس و حاول أثناسيوس الهروب حين وجد رجال الإكليروس مع الشعب يلحون على سيامته أسقفًا للإسكندرية بعد أن تنيح البابا ألكسندروس (عام 328)، ما عدا قلة من الأريوسيين والميليتيين (أتباع ميليتس أسقف أسيوط الذي أنكر الأيمان أثناء الاضطهاد ثم عاد فحرض الأساقفة على الانشقاق, وحاول اغتصاب الكرسي الباباوي حينما كان القديس بطرس خاتم الشهداء مسجونًا). سيم أسقفًا على الإسكندرية وبابا للكرازة وهو شاب (حوالي الثلاثين من عمره) وقد بقى سبع سنوات في جو من الهدوء، فيها سام فرمنتيوس أسقفًا على أكسوم بأثيوبيا (الأنبا سلامة)، وكان ذلك بداية تأسيس كنيسة أثيوبيا، حوالي سنة 330 م، وإن كان بعض الدارسين يرى أنها تحققت حوالي عام 357 م. وفى هذه الفترة قام بزيارة رعوية لصعيد مصر، فيها التقى بالقديس باخوميوس الذي هرب من لقائه حتى اطمأن أنه لن يرسمه كاهنًا. مقاومة الأريوسيين له كان الأريوسيون مع الميليتيين على اتصال بيوسابيوس أسقف نيقوميديا يدبرون الخطط لتحطيم البابا أثناسيوس، فقد بقى حوالي أربعين عامًا لا يعرف طعم الراحة، نلحظها في النقاط التالية: 1. بتحريض يوسابيوس أصدر الإمبراطور قسطنطين أمره لأثناسيوس بقبول آريوس في الشركة، بعد أن ادعى الأخير توبته وكتب قانون إيمانه بصيغة ملتوية، وقد رفضه البابا، وكان ذلك حوالي سنة 330 م. 2. أبحر ثلاثة أساقفة ميليتيون إلى نيقوميديا يقدمون عريظة اتهام ضد البابا، وكان لدى الإمبراطور كاهنان كشفا كذبهم للإمبراطور، فأدانهم واستدعى البابا، فجاء وكشف بطلان حججهم ضده (إنه حطم كأس الأفخارستيا الذي يستخدمه أسخيراس الكاهن، وقتل الأسقف أرسانيوس... الأول أتى للبابا نادمًا ومعترفًا أنهم أغروه برشوة ليدعي كذبًا، والثاني كان مختفيًا في صور). 3. في سنة 335 عقد مجمع في صور يرأسه يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي، فيه قامت امرأة زانية تتهمه باغتصابه لها، فقام تلميذه الشماس تيموثاوس يحدثها كأنه أثناسيوس فقالت له بوقاحة أنه هو الذي سلبها عفتها وبتوليتها.... عندئذ خزي الكل! عرضوا أيضًا قضية الكاهن أسخيراس والأسقف أرسانيوس وجاءوا بشهود من اليهود يدعون أنهم موعوظون جدد. ومع ظهور براءته هاج المجمع وماج، فترك البابا المجمع وانطلق إلى القسطنطينية. وإذ شعر يوسابيوس وأعوانه بالخطر يلاحقهم أسرعوا ليدعوا بأن البابا هدد بمنع إرسال القمح من الإسكندرية إلى القسطنطينية، فهاج الملك ونفاه إلى تريف وكان ذلك في فبراير 336 م. في جرأة قال البابا للإمبراطور: " الرب يحكم بيني وبينك".... بعد مجمع صور عُقد مجمع في أورشليم - بعد تدشين كنيسة القبر المقدس- من الأريوسيين أصدروا قرارًا بعودة أريوس إلى الإسكندرية في غياب البابا المنفي، فعاد أريوس تحت حراسة مشددة لكن ثورة الشعب ضده ألزمت الوالي أن يطالب بسحبه ورده إلى القسطنطينية، فاستدعاه الإمبراطور. بذل يوسابيوس النيقوميدي كل الجهد لعودة أريوس للشركة الكنسية فكان البطريرك القسطنطيني الكسندروس مرّ النفس، ولما أُلزم بقبوله صلى إلى الله، فمات أريوس في مرحاض عام وهو في طريقه إلى الكنيسة. بعد حوالي عام إذ كان قسطنطين على فراش الموت أوصى بعودة البابا أثناسيوس إلى كرسيه، وبالفعل عاد ليجد الإسكندرية كلها تترقبه على الشاطئ كملاك انحدر إليهم من السماء!
مجمع صور(1)
عدلهذا المجمع غير قانونى لأنه ضم اساقفه حرموا في مجمع نيقية ولم يفك حرمهم . ظل المليتيين والأريوسين على خطتهم لقطع علاقات الأنبا أثناسيوس مع شعبه ومع السلطة الحاكمة , فبعد أن نجح أثناسيوس في دحض الأتهامات الباطلة التى وجهت إليه أمام الأمبراطور مرتين أتهم مرة اخرة بأتهامات خطيرة وجرائم لا يفعلها إلا المجرمين المحترفين وهى :
- جريمة قتل قام بقتل الأسقف الميلاتى أرسانيوس .
- أنه أغتصب عذراء كرست حياتها للرب
- طلب من وكيله أن يحطم كأس الأفخارستيا الذى كان يستخدمه كاهن يدعى أسخيراس .
- مع أتهامات أخرى ..
القبض على سكرتير البابا ومجمع صور
عدلقال لبابا أثناسيوس في مذكراته : [ وهكذا وكأن المؤامرة قد أنتهت وكأن الميليتينيين قد إرتدوا يغطيهم الخجل , إلا يوسابيوس النيقوميدى وأتباعه لأن الأمر لم يكن يخص المليتينيين , ولكن آريوس والأريوسيين , وهذا كان نصب أعينهم , وكان كل خوفهم هو إبطال حركة المليتيين (في مصر) لأن هذا معناه أنه لن يتوفر لهم بعد أشخاص يلعبون بواسطتهم الأدوار لكى بواسطتهم ينفذون بهرطقتهم إلى الداخل ... ومن أجل هذا بدأوا مرة أخرى يحركون المليتيين وأقنعوا الإمبراطور بأن يصدر أمره بعقد مجمع جديد في صور , وكان الكونت ديونيسيوس قد أنفذوه إلى هناك على وجه السرعة ووفروا الحماية العسكرية ليوسابيوس وأتباعه .
وأرسلوا الكاهن مكاريوس ( سكرتير البابا أثناسيوس ) مقبوضاً عليه , والسلسلة في يده إلى صور بصفته سجيناً تحت حراسة الجنود , وأرسل إلى الإمبراطور أمراً لا يقبل الأخذ والرد بمعنى أنه حتى ولو كنت غير راغب فلا بد على أن أقلع ] (3)
بداية مجمع صور
عدلفي 11 يوليو الموافق 17 أبيب سنة 335 م , إجتمع في هذا المجمع 150 اسقفاً , وقد حضر من اساقفة مصر 50 اسقفاً من بينهم الأسقف المعترف بوتامون , والأسقف المعترف بافنوتيوس , وكانا عضوين سابقين في مجمع نيقية , وكانت نسبة الأساقفة التابعة للبابا أثناسيوس إلى الذين ضده 1 : 3
وترأس المجمع يوسابيوس القيصرى ( مؤرخ تاريخ الكنيسة المشهور ) , ومن وراءه يوسابيوس النيقوميدى , يوجه ويحرك من يشاء , وكان هناك أسماء أخرى معروفه مثل : ناركيسوس ومارس وثيؤجيونس , باتروفيلوس وجورج المصرى أصلاً أسقف لاوديكا - كما تصدر أسقفان صغيران في السن والعقل بحسب تعبير " جواتكن " المؤرخ المشهور (4) وقد عومل الأساقفة الخمسين معاملة غير كريمة , وقد أبدوا سخطهم حال وصولهم للمجمع .. لأنه لم تتخذ الأصول في تقديمهم إلى المجمع بواسطة شمامسة كما هو معتاد في المجامع المسكونية , وإنما الذى قدمهم هو مسجل الدعاوى والإتهامات الذى هو " حاجب المحكمة " وأحتج أيضاً البابا أثناسيوس على بعض الأساقفة على أنهم غير أهل أن يكونوا قضاة له فقال : [ يتدخلون في قضية لم يشاهدوا شيئاً منها ولا فحصوها ولا حتى من أجلها إجتمعوا أصلاً (5) .... ألم يسجل دائماً ضدهم أن كتاباتهم تفسر تعاليم آريوس , ألم يشهد جميع المعترفين ( الذين تألموا وقت الإضطهاد ) ضد الأسقف يوسابيوس القيصرى في فلسطين أنه قدم ذبيحة للأوثان ؟ ألم يسقط البابا ألكسندروس " جورج " عن كرسيه ] (6) وقد قام الأسقف بوتامون - وهو قديس مصرى معترف , فقد إحدى عينيه وقت الإضطهاد , ووجه الكلام ليوسابيوس القيصرى في وسط المجمع يسأله عما حدث معه داخل السجن أثناء الإضطهاد ؟ ثم يسأله كيف يجلس بعد ذلك قاضياً ليحاكم البابا أثناسيوس !!! وقد كان بوتامون زميلاً ليوسابيوس القيصرى في السجن , مشيراً إلى حنثه وتقديمه ذبيحة للأوثان (7) , فمن أنكر الإيمان يسقط حقه في جلوسه لرئاسة مجمع يحكم في الإيمان !! وهذا ملخص لوصف المؤرخ ثيؤدريت لإحدى جلسات مجمع صور ( كتاب 1: 30 ) [ وفى الصبح الباكر حضر أثناسيوس إلى المجمع , وفى هذا اليوم كانت أول قضية قدمت ( ضد اثناسيوس ) قضية امرأة فاسدة بدأت بوقاحة وتهور وصوت عال تقول إنها كانت قد نذرت بتوليتها ولكن أثناسيوس جاء إلى منزلها وأفسد عفتها , وبعدما إنتهت من أتهامها تقدم أثناسيوس وبجانبه شماسه تيموثاوس وهو يستحق المديح حقاً , فلما طلبت المحكمة من أثناسيوس أن يرد الإتهام , صمت أثناسيوس , وبدأ تيموثاوس يتكلم كأنه هو أثناسيوس , وخاطب المرأة قائلاً : " وهل أنا تحدثت معك يا أمرأة أبداً ؟ " وهل دخلت قط بيتك ؟ " فأجابت بوقاحة أكثر وصراخ وهى تشير إليه بأصبعها : " نعم أنت هو الذى سلبتنى بتوليتى وأفقدتنى عفتى " مع ألأفاظ أخرى نابية مما يستخدمها النساء اللائى فقد حيائهن , وهكذا وقع مدبرو هذه المؤامرة في خزى أما الأساقفة المطلعون على سر المؤامرة فأصابهم خجل بصورة واضحة . وبينما هم يخرجون المرأة من المحكمة , وإذا بأثناسيوس يحتج أنه ليس من العدل أن يخلى سبيلها هكذا , بل يتحتم أن تسأل هذه المرأة عن الذى دبر معها هذه المؤامرة ؟ وهنا أخذ المتهمون لأثناسيوس بالصياح - كعملية تغطية - إنه لا تزال جرائم أخرى أنكى وأشد وسوف يستحيل عليه مهما كانت مهارته أن يبرئ نفسه منها , وسوف تشترك العين وليس الأذن فقط في التصديق على جريمته . وفى الحال قدموا صندوفاً خشبياً وفتحوه , وإذا به ذراع محنطة , فصرخ الأساقفة ( بإفتعال كاذب ) حتى أن البعض صدق أن الإتهام حقيقى , ولكن كثيرون ادركوا المكيدة ( بخصوص مقتل أرسانيوس وتقطيع جثته ) وبعد فترة وجيزة بدا أثناسيوس ( المتهم ) يسأل قضاته هل يوجد أحد بينهم كلن قد رأى أرسانيوس ؟ فأجاب كثيرون معاً أنهم يعرفونه جيداً , وفى الحال أمر أثناسيوس أتباعه أن يحضروا اثناسيوس أمامهم ثم سألهم : " هل هذا هو أرسانيوس ؟ الرجل الذى قتلته ؟ هل هذا هو صاحب الجثة التى قطعوا ذراعها هؤلاء المشتكون على ؟ .. فلما رأوا أرسانيوس أعترفوا لإضطراراً أنه هو أرسانيوس بالفعل , مد أثناسيوس يده ورفع عنه رداءه الخارجى وكشف عن كلتا ذراعيه اليمنى واليسرى ( وبدأ يتهكم على مشتكيه) قائلاً :" لا تبحثوا عن موضوع الذراع الثالثة المقطوعة لأن الإنسان لم يوهب من الخالق إلا ذراعين فقط !! .. ولكن بدلاً من أن يخزى هؤلاء الأساقفة الملفقون , بدأوا يصيحون ويضجون قائلين : " هذا سحر !! .. إن أثناسيوس ساحر !! أما الأساقفة المدبرون للعبة مع أرسانيوس المقتول كذباً , فهالهم الأمر وأخذوا يحرقون أسنانهم عليه يريدون قتله بالفعل ! بل ويتمنون أن يقطعوه قطعاً بأيديهم هم ... ] ولما تأكد البابا أثناسيوس من إيمان أرسانيوس وإلتصاقه بالحق وعدم الحيد عنه جعله أسقفاً رسمياً تابعاً له على إيسيله وهى مدينة شطب الان . أما الأسقف المليتينى يوحنا أركاف الذى دبر بإحكام مؤامرة أرسانيوس وكان حاضراً في المجمع أنسحب في الحال عندما رأى فشل خطته وأقله\ع إلى مصر مع لجنة تقصى الحقائق ( اللجنة المزورة المغرضة ) التى عينها خصوم أثناسيوس مع أن المفروض طبقاً لقوانين المجامع يجب أن تكون بالأنتخاب . وأستمرت جلسات المجمع وبدأت تزداد عنفاً وتحدياً وتبادلوا الإتهامات , أما ابرز الإتهامات التى وجهت لأثناسيوس هو : أنه عامل خصومه ومعارضيه بطريقة عنيفة قاسية فقد أتهم بضرب وسجن بعض الأساقفة المليتينيين الذين أحتجوا على عدم قانونية رسامة أثناسيوس , وأنه أسقط " غاللينيكوس " اسقف بيلوزيوم ( الفرما قديماً , شرق بور فؤاد ألان , وتسمى الآن باللوظة ) عن كرسيه , لأنه ساند إسخيراس , وأنه أقام بدلاً منه مرقس بقوة الشرطة . ولم يكن في يد الأنبا أثناسيوس أن يفعل شيئاً أمام تحيز القضاة , كما ضاعت كل إحتجاجات الأساقفة المصريين لدى رئيس المجمع يوسابيوس القيصرى ولدى ديونيسيوس القنصل العام المسئول عن المحاكمات والعدل والنظام , وضاع أيضا إحتجاج الأسقف الوقور ألكسندروس أسقف تسالونيكى للكونت ديونيسيوس وكشفه لخطوط التآمر الحادث بين الأريوسيين والميليتيين . وللأسف كان صوت الأريوسيين أقوى وأكثر سلطاناً من صوت الكونت ديونيسيوس (8)
عودة لقضية إسخيراس
عدلقضية إسخيراس قضية فحصت مرتين وأقفلت مرة امام الأمبراطور الذى اقتنع بكذبها ومرة أمام 13 كاهن بالأسكندرية وسجلوا أعترافاته وتوبته مكتوبة , ومع ذلك قدموها الأريوسيين والمليتيين في مجمع صور تحدياً لكل منطق وإمعاناً في الإستهزاء بالبابا أثناسيوس , وإمعاناً في التنكيل فقد صور المجمع " الخص / العشة " التى كان يسكنها إسخيراس في قريته الفقيرة " إيرين " على بركة مريوط على أنه بازيليكا ( على مستوى كاتدرائية ) وأن أثناسيوس قد أعتدى بنفسه على حرمة الكنيسة وكسر كأس الأفخارستيا وقلب المائدة المقدسة الخشبية وأحرق الكتب الطقسية .
ولم يسمع المجمع لأقوال أثناسيوس
- أن إسخيراس لم يكن كاهناً قانونياً ,
- ولا توجد له كنيسة على الإطلاق في قرية " إيرين "
- ولا توجد كنائس للميليتيين في مريوط بالمرة
- أوضح أنه لم يذهب لمقابلته والذى ذهب الراهب مكاريوس حيث وجد أسخيراس راقداً ومريضاً في خصه ( عشته حجرة من نبات الغاب ومعرشة الغاب أيضاً ) وان اليوم الذى قابله فيه مكاريوس لم يكن يوم الأحد وهو اليوم الذى كانت تقام فيه القداسات حسب التقليد الكنسى وقتئذ .
- إعترف إسخيراس بخط يده أنه كذب وتواطأ مع المليتيين .
وتمادى الأريوسيين في الشغب وأصروا على أن يرسلوا لجنة مكونة من ( ستة من الأريوسيين والمليتيين ومعهم إسخيراس وأستبقوا مكاريوس ) لتقصى الحقائق ( ولكنهم في الحقيقة يريدون مزيداً من الوقت للبحث والتخطيط لمزيد من أتهامات , أما الكونت ديونيسيوس فقد كان موالياً لهم بالرغم من عدم إستحسانه لهذا الإجراء بسبب مقاومة البابا اثناسيوس لشرعية الموضوع قانونياً , فقد كان كل من مكاريوس وأسخيراس موجودين في المجمع وكان يكتفى بسؤالهما , والموضوع نفسه كان مضى عليه سنوات .
اللجنة في الأسكندرية
عدلوذهبت اللجنة بخطابات توصية لتساعدها قوة عسكرية فإستقبلتها فرقة من الجند رافقتهم مع فيلارجيوس الوالى مع جماعة من اليهود والوثنيين إلى مريوط حيث كان قد سبقهم إلى هناك سراً رسل من المليتيين قبل ذهاب البعثو بأربعة أيام , وذهب إلى هناك أيضاً عده أساقفة وكهنة ورهبان من المليتيين , وتجمهروا في قرية " إيرين" حتى يثبتوا للجنة أن للميليتيين مكانة كبيرة وكنائس كثيرة , ثم أحضروا شهود زور من اليهود وأدعوا أنهم كانوا موعوظين في الكنيسة وقت القداس وأنهم شاهدوا كسر الكأس , وكان هناك مسيحيين أجبروهم على إقرار كل التهم الملفقة تحت تهديد الجنود الذين كانوا يشهرون سيوفهم أثناء التحقيق .
وفات على المحققين الملفقين أنه بحسب قانون الكنيسة يستحيل إقامة الذبيحة المقدسة والموعوظون موجودون , فكيف شاهد هؤلاء تحطيم الكأس وقلب المائدة (9) وفى المقابل تجمع أساقفة وقسوس إقليم مريوط وأعتبروا ان التحقيق باطلاً لأن القس مكاريوس المتهم لم يحضر التحقيق وقبضوا عليهم وظلوا محبوسين حتى أنتهوا من أخذ أقوال شهود الزور , ولما انتهوا تركوا عليهم الجنود والوثنيين فأهانوهم بشدة , وكان ذلك في يوم من ايام الصوم , والخطاب الذى حمل إحتجاجهم جاء بتاريخ 10 توت الموافق 8 سبتمبر 335م وقبل أن تصل هذه اللجنة إلى صور عائدة من الإسكندرية وقبل أن يقطعوا اثناسيوس ويعزلوه عن كرسيه , كان أثناسيوس قد ترك صور صاعداً إلى القسطنطينية ووصلها في 30 أكتوبر الموافق 2 هاتور سنة 335 م وقال البابا اثناسيوس [ فلما رأينا أن الأمور تجرى هكذا إنسحبنا من وسطهم كما من وسط " جماعة خائنين " (10) لأن كل ما كانوا يحلوا له يعملونه (11) [ فإسخيراس الذى لم يكن له أصلاً كنيسة ولا شعب يتبعه , فغنهم إستطاعوا بعد ذلك أن يقنعوا الإمبراطور أن يرسل أمراً إلى الحارس القضائى في مصر أن تبنى له كنيسة ( على حساب خزينة الدولة ) .. وأسرعوا في الحال وجعلوه أسقفاً أيضاً ( وهذا ضد القانون الكنسى أن تصبح قرية مركزاً لأسقفية ]
نص خطاب الحارس القضائى بالأسكندرية إلى مأمور ضرائب منطقة مريوط ( أمين خزينة الدولة )
[ ... فلافيوس هيميريوس يرسل السلام إلى مامور ضرائب مريوط - القس إسخيراس قد تظلم لدى شفقة أسيادنا أصحاب الفخامة القياصرة لكى تبنى له كنيسة في منطقة إيرين (قرية إيرين ) بلدة سيكوندارزرزس , وجلالتهم قد امروا ان يجرى ذلك بأقصى سرعة , فيلزم انه بمجرد أن يصلك هذا المكتوب بالمرسوم المقدس المرفق بكل أحترام أعلاه الذى قد صار ترتيبه بمعرفتى , أن تسرع وتوقعه في دفتر السجلات حتى يصبح ألمر المقدس نافذ المفعول ] وظل تحقيق لجنة تقصى الحقائق في مريوط طى الكتمان بسبب التلفيق وإكراه الشهود ثم سلم غلى يوسابيوس القيصرى رئيس مجمع في صور وكان ذلك في غيبة أثناسيوس الذى كان في القسطنطينية , وأرسلت نسخة من التقرير إلى " يوليوس " اسقف روما , وقد اطلع اسقف روما البابا اثناثيوس سنة 339 م بعد عودته من المنفى (12) 4. لم يهدأ يوسابيوس النيقوميدي عن مقاومة البابا، فقد نجح في إقناع الإمبراطور أن يستدعي الوالي ثيوذوروس لأنه كان صديقًا للبابا ويرسل فيلاجيوس الكبادوكي عوضًا عنه، الذي كان قد حكم الإسكندرية قبلا (335 ? 337 م) وهو عدو عنيف للبابا. قام الأريوسيون بأعمال شغب وتخريب وقتل لإثارة الإمبراطور بأن وجود البابا ينزع السلام عن الإسكندرية، كما وجهوا ضده اتهامات كاستيلائه على القمح الخاص بالفقراء، وإعلانهم أن عودته غير كنسية لأنها بدون قرار مجمعي، وقد نزل القديس أنبا أنطونيوس يساند البابا المتألم.
5. خلال عام 338 أنهمك يوسابيوس النيقوميدي في الانتقال من نيقوميديا إلى أسقفية القسطنطينية، لأن العاصمة كانت قد انتقلت رسميًا من نيقوميديا إلى القسطنطينية، وإذ نجح في ذلك تفرغ لمقاومة البابا أثناسيوس ففي نهاية 338 أقنع الإمبراطور قنسطانطيوس بعقد مجمع في إنطاكية، فيه يصدر قرارًا بعزل البابا، صدر الأمر وانطلق الرعاع إلى كنيسة ثيؤناس لقتله، فهرب البابا. تعرض الكهنة والرهبان مع الشعب حتى النساء إلى موجة مرة من العذابات بل وذُبح البعض وسُجن آخرون، وبعد أربعة أيام دخل غريغوريوس الكبادوكي كأسقف للمدينة يضطهد المؤمنين. لم يقف الرهبان مكتوفي الأيدي، فقد أرسل القديس أنبا أنطونيوس عدة رسائل منها إلى الأسقف الدخيل وبعض الضباط يؤنبهم عن تصرفاتهم، كما بعث القديس باخوميوس أفضل راهبين عنده هما زكاوس وتادرس ليسندا المؤمنين بالإسكندرية في غيبة البابا. سافر البابا أثناسيوس إلى روما ليلتقي بصديقه البابا يوليوس حيث كتب الأخير رسالة إلى يوسابيوس النيقوميدي وجماعته كطلب مجمع روما، في هذه الزيارة دخلت الرهبنة إلى الغرب، وتشبع الفكر اللاتيني بلاهوتيات أثناسيوس. اعتبر اتباع يوسابيوس رسالة يوليوس التي برأت البابا أثناسيوس إهانة لكرامتهم، فعقدوا مجمعًا بإنطاكية، وكتبوا له يتهكمون ويهددون لكن في شيء من الحذاقة. في سنة 342 التقى البابا أثناسيوس بإمبراطور الغرب قسطانس في ميلان وقد حاول اليوسابيون أن يصوروا لأخيه إمبراطور الشرق قسطنطيوس أنه تلاقى معه ليطلب عقد مجمع عام لأساقفة الشرق والغرب، وقد أكدّ البابا أنه لم يفعل ذلك، إنما كانت الفكرة لدى قسطانس قبل لقائه بالبابا.
6. رأى الإمبراطوران الشرقي والغربي أن يُعقد مجمع في سرديكا أي صوفيا (عاصمة بلغاريا) على حدود المملكتين وكان ذلك في عام 343، وقد جاء الأساقفة الأريوسيون من الشرق (كان يوسابيوس قد مات)، ورفضوا حضور المجمع لدخول البابا أثناسيوس وجماعته فيه، وإنما اجتمعوا في مدينة فيلوبوليس مقابل سرديكا وتقع في حدود مملكة الشرق، وقد تركوا خطابًا بيد يوستاثيوس كاهن كنيسة سرديكا يعتذرون أنهم اضطروا للرجوع لدعوة الإمبراطور لهم بعد عودته منتصرًا على الفرس، فيه حرموا هوسيوس ويوليوس وأثناسيوس وغيرهم. أما آباء مجمع سرديكا فوقعوا حرمانًا على أحد عشر أسقفًا أريوسيًا. استخدم الأريوسيون إجراءات حازمة لمنع دخول أثناسيوس ورجاله إلى الإسكندرية لكن الرب بدد مشورتهم بأيدٍ أريوسية، فقد أتى بعض الأريوسيين بامرأة شريرة ودخلوا بها إلى أسقفين كانا مندوبي الإمبراطور قسطانس موفدين إلى أخيه إمبراطور الشرق. وإذ دخلت المرأة إلى حجرة أحدهما ووجدته شيخًا وقورًا يغط في النوم صرخت، وتجمعت المدينة وأعلنت ما قد حدث، وبسببها عُزل الأريوسي إسطفانوس أسقف إنطاكية. هنا تيقظ ضمير إمبراطور الشرق ليدرك شر الأريوسيين وألاعيبهم فأمر بعودة جميع المنفيين بسببهم، بل وأرسل ثلاثة خطابات للبابا أثناسيوس يعلن فيها شوقه لرؤياه، مترجيًا عودته إلى كرسيه. قبل أن يذهب إلى الإمبراطور التقى أثناسيوس بصديقه الحميم يوليوس أسقف روما التي اهتزت نفسه بالفرح فكتب رسالة إلى كهنة الإسكندرية وشعبها يهنئهم على عودة أبيهم المناضل. التقى رجل الآلام بالإمبراطور، ثم انتقل إلى بلاده، ليستقبله شعبه بفرح عجيب عام 346 م، بعد غياب طال أكثر من سبع سنوات، فيه ذاق الشعب مرارة الحرمان من رعاية البابا مع سقوطهم تحت اضطهاد الأريوسيين والميليتيين لهم، فكان رجوعه سبب بركة إذ رسم الأساقفة للإيبارشيات الخالية وازداد عدد المكرسين للخدمة والمتبتلين والرهبان بصورة ضخمة، وانطلق الكل يود تعويض السنوات العجاف.
7. انتهز الأريوسيين قتل قسطانس صديق البابا أثناسيوس حيث قامت حرب أهلية بين قاتل قسطانس ماجننتيوس والإمبراطور قسطنطيوس الذي صار إمبراطورًا للشرق والغرب شغلت الإمبراطورية أكثر من ثلاث سنوات، واتهموا البابا أن له علاقة سرية بالقاتل. وإذ تخلص الإمبراطور من ماجننتيوس تفرغ لمقاومة البابا الذي كان يكن له كراهية بغيضة في داخله. وبغضب شديد ألزم أساقفة الشرق والغرب بعقد مجمعين في آرل بفرنسا وميلان لعزل البابا ونفيه، وقد احتمل بعض الأساقفة النفي مثل باولينيوس أسقف تريف، ولوسيفر مطران سردينيا، ويوسابيوس أسقف فرشيلي بإيطاليا، وديوناسيوس أسقف ميلان، وهوسيوس أسقف قرطبة الذي كان قد بلغ المائة من عمره، أما ليبريوس أسقف روما فقد ثابر إلى حين وأخيرًا زلّ صاغرًا ووقّع على وثيقة الأريوسيين بعد أن أمضى في النفي سنتين. هاجم الجند كنيسة القديس ثيوناس بينما كان البابا يصلي مع الكهنة والشعب، وإذ ماجت الجموع وسط بريق السيوف أراد البابا أن يبقى حتى يخرج أخر شخص، لكن الكهنة والرهبان ألزموه بالانسحاب خاصة وأن الظلام حلّ بالموقع حين انطفأت الشموع والمصابيح. بقى أثناسيوس هاربًا ست سنوات يطلب الإمبراطور رأسه دون جدوى! قدم الإمبراطور جورج الكبادوكي أسقفًا يغتصب الشعب ويتسلم الكنائس عنوة ويجمع الأموال، لكنه لم يستطع أن يحتمل البقاء في الإسكندرية، فهرب ليعود بعد موت الإمبراطور (سنة 361) فيقتله الوثنيون الذين كانوا يبغضونه (ربما للاستيلاء على أمواله). كان أثناسيوس في منفاه الاختياري يتنقل من دير إلى دير ومن موضع إلى أخر، بقلبه الملتهب بحب الله وشعبه، يرعى أولاده خلال كتاباته العميقة، فكان خصبًا في إنتاجه الروحي. كتب سيرة الأنبا أنطونيوس، ودفاعه عن هروبه، وأرسل خطابات إلى أساقفة مصر وليبيا ولوسيفر أسقف كالاريس (كاجلياري بجزيرة سردينيا غرب إيطاليا) وإلى الرهبان المصريين، وأربع مقالات ضد الأريوسيين، وخمس رسائل عقائدية لسيرابيون أسقف تمى، وخطابات عن الروح القدس، وكتاب المجامع. بموت قسطانطيوس وتولي يوليانوس الحكم ظهر البابا أثناسيوس عام 362 ومعه لوسيفر أسقف كلاديوس وأوسابيوس أسقف فرشيلي اللذان كانا منفيين بالصعيد. عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية عام 362 دعي "مجمع القديسين والمعترفين"، إذ كان جميعهم قد حضروا من النفي أو نالوا عذابات، لكن لم يدم الحال، فقد شعر يوليانوس بخطورة البابا أثناسيوس على الوثنية فبعث لوالي الإسكندرية يقول بأن الأمر بعودة المنفيين إلى بلادهم لا إلى كراسيهم، آمرًا إياه بطرد أثناسيوس خارج مصر، فاضطر البابا إلى الاختفاء في مقبرة أبيه 6 شهور. وإذ شدد الإمبراطور على الوالي اضطر البابا إلى ترك الإسكندرية متجهًا إلى الصعيد في مركب لحقتها مركب الوالي، فسأله الجند عن أثناسيوس، أما هو فقال لهم: "إنه ليس بعيد عنكم" فأسرعوا نحو الصعيد، وعاد هو إلى مدينة كايرو بجوار ممفيس، وبعد فترة صار يتنقل بين الأديرة في الصعيد. قُتل يوليانوس وتولى جوفيان الحكم فأرسل خطابًا ودّيًا للبابا يدعوه للعودة، كما أمر بعودة كل المنفيين. رجع البابا إلى الإسكندرية حيث عقد مجمعًا فيه كتب خطابًا يحوي قانون الإيمان النيقوي، ثم انطلق لمقابلة الإمبراطور الذي قابله بالترحاب ليعود إلى الإسكندرية في فبراير 364، حاملاً معه خطابات الإمبراطور. مات جوفنيان في فبراير 364 وتولى فالنتينان الحكم في نفس الشهر فاستلم الغرب وسلّم أخاه فالنس الأريوسي الشرق.
8. بعث فالنس منشورًا بعودة جميع الأساقفة الذين سبق نفيهم في حكم يوليانوس إلى أماكن نفيهم، اضطر البابا أن يغادر الإسكندرية إلى بيت ريفي. وتحت ضغط الشعب رجع أثناسيوس إلى كرسيه بعد حوالي تسعة شهور (مايو 635 - فبراير366) فامتلأت الإسكندرية فرحًا. عاد البابا من نفيه الخامس وقد بلغ حوالي السبعين من عمره ليمارس رعايته لشعبه بروح متقدة بالغيرة، خاصة في تطهير البلد من كل فكر أريوسي. في عام 369 عقد مجمعًا بالإسكندرية من 90 أسقفًا للاهتمام بالفكر الإيماني المستقيم، وبقى عاملاً حتى بلغ الخامسة والسبعين من عمره ليسلم للأجيال وديعة الإيمان المستقيم بلا انحراف === القصه من مصدر اخر === (2)
عاد أثناسيوس إلى الإسكندرية وكان يؤدى خدمته الشماسية على خير وجه حيث انه كان يتوجه يوميا إلى الفقراء ليطعم الجياع ويكسوا العراة ويتفقد المسجونين ويضيف الغرباء وكان يثبت من تزعزع إيمانه فاحبه الناس وفى ذلك الحين ظهرت بدعة آريوس فتجمع ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا" في نيقية ليضيعوا أسس للإيمان الأرثوذكسى.
فاصطحبه البابا الكسندروس معه إلى المجمع وتحدث أثناسيوس في المجمع وأفحم آريوس وسمى بطل كنيسة المسيح واختاره الشعب والإكليروس للبطريركية في (8 بشنس سنة 44 ش، 5 مايو 328 م.، رسموه بابا سنة 327) في عهد قسطنطين قيصر وكان عمره 28 سنة ووضع عليه الأيدى لأول مرة خمسون أسقفًا. وبعد مضى ثلاث سنوات من السلام لبابوية الأنبا أثناسيوس رسم فرومنتيوس أسقفات على الحبشة سنة 318 م. وقام برحلة رعوية بدأت من الإسكندرية فبعث البابا إلى معلمه الأنبا انطونيوس رسالة يطلب منه أن يغادر عزلته ويتجه مع رهبانه إلى الإكندرية ليقف في وجه أريوس واعوانه ولبى الأنبا انطونيوس نداء تلميذه فبادر بالذهاب إلى الإسكندرية في جماعه من أبنائه الرهبان واخذوا يقاومن البدعة ومبتدعيها. وظل آريوس يحارب أثناسيوس بشتى الصور فمثلا ادعى أن أثناسيوس قتل أرسانيوس وانتهك حرمه الأسرار المقدسة واقترف إثم الفسق مع بتول والسحر ومع كل هذه الافتراءات استطاع أثناسيوس أن يقدم الدليل والشهود على براءته من هذه الادعاءات فحاول اتباع آريوس قتله فهرب من مجمع صور فانتهز المجمع الفرصة وحكموا عليه بالعزل من كرسيه وكتبوا قرار بذلك وأرسلوه إلى سائر الكراسى ونفى إلى مدينة تريفير أو تريف بعد أن اتهمه الآريوسيين انه كان يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى القسطنطينية وأرسل قسطنطين إلى الكسندروس أسقف القسطنطينية يطلب منه قبول آريوس في كنيسته، فرفض في أول الأمر لأن الذى جرده من رتبته الكهنوتية مجمع مسكونى ويجب أن يعيده إلى رتبته مجمع مسكونى ثم سمح له بعد ذلك أن يقيم الصلاة في كنيسته أول يوم من أيام الآحاد ولحرص القديس الكسندروس والكهنة وخاصة القديس يعقوب اسقف نصيبين على الإيمان الأرثوذكسى صاموا جميعا سبعة ايام وفى نهاية هذه المدة كان اليوم المحدد لاشتراك آريوس في الصلاة والخدمة الكنسية عموما فزحف بموكب حافل تتقدمه العساكر إلى الكنيسة وفى نفس اللحظة كان البطريرك منحنيا أما المذبح يذرف العبرات طالبا من الرب أن ينقله من هذه الحياة قبل أن يرى آريوس مشتركا " مع القويمى الإيمان فبينما كان آريوس سائرا " في هذا الموكب في أعظم شوارع المدينة مع اصحابه أصابه إسهال شديد فقذف من جوفه مواد كثيرة حتى أمعاءه كلها ومعها خرجا نفسه الشريرة وكان هذا جزاءا " لكفره وآمن بعد ذلك الإمبراطور قسطنطين أن آريوس كان شريرا وتوسط الأنبا انطونيوس لدى الملك في ترجيع أثناسيوس إلى كرسيه فبعث له برسالة ولكنها لم تأت بجدوى وبعد وفاة آريوس ومعرفة الملك بما حدث أراد إعادة أثناسيوس ولكن المنية وأتته فاقتسم ولداه اللملكة بينهما فاستولى قسطنس الأزيوس على الشرق وأما قسطنطين القويم الإيمان فملك على الغرب واستدعى أثناسيوس وطيب خاطره وزوده برسالة وبعثه إلى شعبه في الإسكندرية مكرما وحاول اتباع آريوس أن يطردوه من مركزه فبعثوا بشكاوى إلى بيوليوس أسقف روميه تتضمن أنه رجع إلى كرسيه بلا قرار مجمع. فبعث الأسقف الرومانى بصورة هذه الشكاوى إلى أساقفة مصر ليروا فيها فاجتمع في الإسكندرية ثمانون أسقنا وكتبوا منشورا إلى أساقفة المملكة يحتجون عن رئيسهم ويكذبون ما وصل إليه من أكاذيب وأرسلوا نسخه منه إلى الأسقف الرومانى وأما الآريوسيين فعقدوا مجمعا في إنطاكية تحت رئاسة أوسابيوس نصير آريوس الذى كان أسقف القسطنطينية وقتئذ فحكموا فيه بخلع أثناسيوس وأقاموا بدلا منه رجلًا "يدعى غريغوريوس الكبادوكى فجاء الكبادوكى وبرفقته فيلاغورس معتمد الملك بجند إلى ألإسكندرية وحاول الجنود أن يفتكوا بالشعب وبرفقته الوثنيين واليهود هذه الفرصة وهيجوا الجنود على الشعب فبطشوا به ودنسوا فانتهز الوثنيين واليهود هذه الفرصة وهيجوا الجنود على الشعب فبطشوا به ودنسوا الأماكن المقدسة بالقتل والفتك ودنسوا العذارى المكرسات وهجم البطريرك الدخيل على الكنيسة يوم جمعه الآلام وقبض على اربعة وأربعين عذراء عراهن وضربهن بالسياط وقتل عددًا" من الشعب وكان يقصد من ذلك قتل أثناسيوس وكان أثناسيوس قد هرب قبل الفصح إلى روميه ليؤيدا احتجاجات مجمع أساقفته ويبرر نفسه مما نسبه إليه الآريوسيين وعندما وصل إلى روميه عقد أسقفها مجمعا مكون من 70 أسقف وطلب أن يحضر في مجمع إنطاكية فلم يجيب المجمع على هذه الدعوة واعتبرها تعديا عليه ولم يعقد هذا المجمع ثم عقد الآريوسيين مجمعا مكونا من تسع وسبعين أسقفا في إنطاكية الذى شجب بدعة آريوس ولكنهم أبدوا حرمان البابا أثناسيوس وأرسلوا قرار المجمع لأسقف روميه كما أرسلوا إليه رسالة يعنفونه فيها بسبب قبوله آريوس وقد عرفوه بأنهم يرفضون الحضور لعقد مجمع في روميه لأن الدعوة إليه دعوة فردية وغير قانونيه ولكن أسقف روميه عقد مجمعا من مائة وخمسون أسقفًا وفى هذا المجمع قرأت رسالة أسقفة مصر التى برءوا فيها البابا أثناسيوس وظل أثناسيوس سنة ونصف في روميه وضع فيها أسس نظام الرهبنة للرومانيين وكان دائما يذهب إلى قبرى القديس بطرس وبولس ثم عقد مجمع سرديكا سنة 345 م. واصدر قرارا " ببراءة البابا أثناسيوس وتثبيت قانون الإيمان الذى تم بجمع نيقيه وحكموا بعزل غريغوريوس الكبادوكى. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). ثم دعى الملك قسطنس الأرثوذكس الغيور البابا أثناسيوس برسالة رقيقة إلى مدينة أكويلا فقصد البطريرك مدينة روميه وودع أسقفها يوليوس وقابل البابا الملك قسطنطين فأعطاه رسالة إلى أخيه قسطنس الآريوسى شديدة اللهجة وطلب فيها قبول البابا أثناسيوس وإرجاعه إلى كرسيه رجوع البابا أثناسيوس فرح به وايد رجوعه إلى كرسية حيث قابل القديس مكسيموس أسقفها حيث انه في ذلك الوقت تم قتل غريغوريوس الدخيل واستقبل الشعب البابا باحتفال عظيم وفرحة لا توصف وما كاد البطريرك يستريح من السفر حتى أسأنف نشاطه لمحاربة بدعة أريوس وخلع الأساقفة الأريوسيين ثم نشر رسالة في عيد القيامة سنة 347 م. وبدأها بشكر للرب على رجوعة إلى مقامه وختمها بينات عن الأساقفة الذين رسمهم حديثا والأماكن التى عينوا بها ودام السلام لمدة ثلاث سنوات وفى سنة 350 م. قتل الملك قسطنطين الأرثوذكسى على يد رجل جرمانى يدعى ماثياس وقد أراد هذا الرجل الاستيلاء على الشرق فأرسل منشورا إلى مصر يدعوها فيه للتمرد على القيصر وكان يريد الاستيلاء عليها ولكن البابا أثناسيوس بحكمته في الحال دون ذلك إذا أوصى الشعب بالخضوع للإمبراطور وبعد أن استقل قسطنس بالملك وجه حربة إلى الأرثوذكسيين وعلى رأسهم البابا أثناسيوس واحتال في بادئ الأمر علية ليعيده إلى رتيبته كى يسهل عليه الانتقام منه ولكن منه ولكن علم القديس أن أعدائه احذوا يدسون له الدسائس من جديد فأرسل سنه 353 م. خمسة أساقفة وثلاث قسوس إلى قسطنس لأثبات براءته وكان مع هؤلاء ولكن قسطنس جمع مجمعا " في فرنسا في ايريلانى وكانت رغبة الإمبراطور هى محاكمة أثناسيوس فنفاه وأثار قسطنس اضطهادا "مريرا" على الأرثوذكسية. وقام الإمبراطور بتكليف سريانوس الأمر للبابا ولكن البابا رفضه لأنة لا يوجد لديه أمر كتابى يثبت ذلك وبعد أسابيع كان القديس يصلى بالكنيسة صلاة الغروب وشعر بالحصار للكنيسة حيث حاصرها خمسة ألف من الجنود سنة 356 م وأخذه المؤمنين بالقوة إلى خارج الكنيسة وأخفوه وكتب الشعب شكوى للإمبراطور عن قسوة الوالى ولكن الإمبراطور امتدحه بدلا " من أن يعاقبة ولذلك كره الشعب الوالى والإمبراطور وقد اختفى البابا في المدينة فترة ثم ذهب إلى الصحراء انفرد في مغارة للعبادة مع رهبانه ببرية طيبة وكان يرسل إلى المؤمنين برسائل ليثبت أيمانهم وفى ذلك الحين كان الأريوسيون قد أقاموا بطريرك دخيلا يدعى جورجيوس من كبادوكية وأشاروا على قسطنس أن يكتب رسالتين لملكى الحبشة أزاناس وسازاناز يخبرهما فيها أن البابا أثناسيوس هو طوقى وسيامته لفرومينتيوس أسقف الحبشة باطلة وينبغى أن يرسلا أسقفهما لينال الرسامة الصحييحة من جورجيوس ولم يعبا أى من ملكا الحبشة برسالة قسطنس لثقتهما بأثناسيوس. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس أثناسيوس الإسكندري - البابا أثاناسيوس الرسولي، ويظهر رمز أريوس الهرطوقي ونصرة القديسة على هرطقته صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس أثناسيوس الإسكندري - البابا أثاناسيوس الرسولي، ويظهر رمز أريوس الهرطوقي ونصرة القديسة على هرطقته وأثناء وجود القديس أثناسيوس في الصحراء بعث إلية الأنبا سرابيون أسقف أتمى ينبئه فيها بظهور بدعة جديدة ابتدعها مقدونيوس أسقف القسطنطينية مؤداها أن الروح القدس مخلوق فحزن أثناسيوس حزنًا "شديدًا"، فأسرع بالكتابة للدفاع عن الأيمان مثبتا لا هوت الروح القدس الذى هو أحد الاقانيم الثلاثة معتمدا "" على أيات الكتاب المقدس والتسلسل المنطقى وكانت لهذه الكتابات أثرها البالغ في النفوس مما أدى إلى إخماد هذه البدعة طلبة حياة الأنبا أثناسيوس
رجوع الأنبا أثناسيوس من الصحراء
عدلبعد اغتيال الأسقف الدخيل وصل أثناسيوس أذن الإمبراطور يوليانوس بالعودة إلى عاصمته فقرر أن يعود فأستقبله الشعب على ضفتى النيل بالترانيم المتصاعدة حيث انه كان على ظهر سفينه في النيل عائدا " من الصحراء ". وبدا الاضطهاد من جديد حيث أن الإمبراطور يوليانوس أعلن جحوده اله المسيحيين واخذ يطارد أثناسيوس رجع إلى الإسكندرية واختباء في قبر أبية وبعد مضى سته أشهر عرف خصوص أثناسيوس انه لم يغادر المدينة مطلقا وكان يوليانوس مشغولا بالاستعداد لمحاربة الفرس فاكتفى بإصدار بتتبع أثناسيوس ومطاردته فغادر أثناسيوس المدينة ولجا إلى الصحراء حيث عاش متنقلا بين أديرتها وعجز جنود يوليانوس على العثور علية. وبعد قتل يوليانوس الجاحد وتولى يوبيانوس شئون المملكة واصدر أمر برجوع أثناسيوس وجميع الأساقفة الأخرين وبعث الإمبراطور برسالتين إلى الأنبا أثناسيوس الأولى يوضح فيها إعجابه به والثانية يسأله أن يوضح له الإيمان القويم فرد عليه البابا برسالة يوضح فيها الإيمان القويم. وقام الأنبا أثناسيوس برحلة رعوية وبعد عودته وجد أن الإمبراطور فالنس أشعل نار الاضطهاد على المسيحين وأمر بنفى جميع الأساقفة فثارت ثائرة الشعب وعندما عاد البابا من رحلته علم بما حدث من الإمبراطور وكلما كان الوالى يفكر في مجرد محاول للآمساك بالبابا كان الشعب يثور أكثر وأكثر رغم ما يعانيه من مصادرة الأموال والإرهاب والحريق فخاف الوالى وذات يوم أثناء الليل ااتجه الجنود إلى الكنيسة التى كان يقيم فيها الأنبا أثناسيوس للإيقاع به ولكنهم وجدوا الكنيسة خيالية ولا يوجد بها أحد لأن أنصار البابا في البلاط اخبره بما اعتزما الوالى فاخذ يسير في الشوارع ثم توجها للعيش في قبر أبيه وثارت ثائرة الشعب وأثاروا الشغب وأدرك الإمبراطور إنه لم يعم السلام إلا إذا عاد الأنبا أثناسيوس إلىمنصبه وبالفعل عاد الأنبا أثناسيوس بعد أربعة شهور من اختفاءه وما لبث أن عاد أثناسوس إلى الإسكندرية وجد أن صديقه أبولنيارويوس أسقف اللازقيه قد وقع في بدعة مؤادها أن المسيح مجرد من النفس العاقلة لأن ناسوته كان من جوهر لاهوته ووضع ثلاث مجلدات لمحاربة هذه البدعة بنفس المنطق والوضوح الذى حارب به البدعة الآريوسيه ولم يذكر اسم صديقه ابولنياريوس لحبه الشديد له أو يشير إليه من قريب أو بعيد وحفظ القديس أثناسيوس على السلام لمدة خمسة أعوام وفى نهاية السنين الخمسة انتقل إلى بيعه الأبكار نياحته:- في 7 بشنس سنة 373 م. و 89 ش وانتهت حياة هذا البطريرك العظيم وهى حياة طويلة حيث قضى في رئاسة الكهنوت خمسا وأربعين سنة عاصر خلالها "ست عشر إمبراطورا".
العوامل التي أثرت على شخصية القديس أثناسيوس
عدل1ـ عاش في فترة الاضطهاد العنيف (303 - 311م ) حيث كان في الثامنة من عمره حتى السادسة عشر، وقد تعرف علي كثير من شهداء الإسكندرية ومعترفيها وصار قلبه ملتهبا بالحب الإلهي مثلهم ومستعد أن يواجه بسببه كل صراع ؛ وآمن بأنه طالما يعمل عمل المسيح فالنصر حليفة . وهذا ما يفسر لنا عدم يأسه قط حتى في اظلم ساعات الصراع ؛ وما اعظم ذلك المثل الذي قيل عنه ( كل العالم ضد أثناسيوس وأثناسيوس ضد العالم). 2ـ صداقته الحميمة والتصاقه الشديد بمعلمة القديس انطونيوس وآخرين خلال حياته ؛ كان لها أثرها العميق في المفاهيم اللاهوتيبه له. فاللاهوت بالنسبة للقديس أثناسيوس ليس حقا مجردا إنما هو الحق الذي له أثره في الحياة اليومية. ولذا لم يكن القديس أثناسيوس لاهوتي وعقيدي بالمعني النظري فقط؛ وإنما كان اهتمامه رعويا غايته هي خلاص النفوس. لذا يقول: (( لم يكن إنسانا صار إلها بل الله صار إنسانا ليؤلهنا)) أي لكي نحمل عملة فينا. لقد قدم أثناسيوس نموذجا رائعا للعلاقة الوثيقة بين العقيدة الكنسية والتقوى؛ إذ يقول (( الإيمان والتقوى حليفان وشقيقان؛ مَنْ يؤمن بالله فهو تقي ومَنْ يسلك في التقوى يؤمن بالأحرى)) (الرسالة الفصيحة 11:9). أيضا لقد دبرت له العناية الإلهية هذه العلاقة الوثيقة مع القديس انطونيوس؛ وهذه الفرصة للخلوة وذلك حتى لا يشعر في نفيه المتكرر بالغربة بل بالحري يحسبها فرصة حسنة ليمارس فيها الصلاة من اجل شعبة والكتابة إليهم. 3ـ تعلن كتاباته عن ذكائه ونقاء شخصيته ؛ إذ نادي بان سبب الهرطقات هو الاعتماد علي العقل دون الايمان؛ لهذا اعطي الأولوية للإيمان فوق العقل. 4ـ في صراعه ضد الهراطقة كان هدفه واضحا وكان قلبه مملوءا حبا شديدا؛ توقا نحو وحدة الكنيسة؛ فهو لم يصارع من اجل تعبيرات أو كلمات إنما كان يطلب أن يجذب الهراطقة إلي حياه التقوى القائمة علي
الحق الإنجيلي
المراجع
عدل- <history of the byzantian empire p.55 vasilive
- (راجع تاريخ الامبراطوريه اللرومانيه د-سيد الناصري )
- (راجع حياه قسطنطين الكبير ليوسابيوس القيصري)
google (http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=1d32f7d48055a384*
- راجع كتاب مجمع نيقيه المسكوني الاول بقلم حسين منصوري
- سوعه تاريخ اقباط مصر
st takla website*
- كتاب حقبة مضيئة في تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 90 -94
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص
Apol. c. Ar. 71.
- Gwatkin's note, p. 85: 11; 17.
- اجتماع الأساقفة في صور جاء عرضاً ضمن اجتماع لهم لتدشين كنيسة القبر المقدس .
- (6) Apol. contr. Ar.
- (7) Epiph., Haer. 68, 7.
- (8) NPNF, vol. IV. p. XXXIX
- (9) Apolgia contra Ar.11- 14.
- (10) أرميا 9: 2
- (11) Ibid. 84.
- Ibid.85 ذكر المؤرخ " فيليب شاف أن تاريخ هذا الخطاب كان في 337م />