مستخدم:وليد التميمي1997/ملعب
هو بدر بن عجيــل بن سلمان بن ثنيان بن شــدود بن حمد بن رميض (رئيسا لعموم الصوالح وجد آل رميض)
بن عمارة بن صالح (جد البو صالح) بن احمـــد بن صالح البصير (جد قبيلة الصوالح)
بن شمردل بن منصور بن زيد بن عجاج بن فاضل بن خضر بن عباس بن كرك
بن عامر بن فرج نور الدين بن محمد جميل (جد بني جميل) .
وبدر الرميض هو شيخ البو صـالح ورئيسا لعمـــوم تحالف
( بني مالك والعشائر التابعة لها) في ثلث بني مالك في امارة المنتفق (1) ..
وهـــو اشهر من ان يعــــرف بالنظر لمـــا تمتـع به من شخصية مهابة
جمـــع فيها الشجاعـــة المشهـــورة الى جانب الكرم العـربي الاصيل
والتسمك باحكام الدين الاسلامي الحنيف وتقاليده واخلاقه ،
مما جعله ان يكون واحدا من بين ابرز شخصيات العراق في تاريخه الحديث .
اما مـواقفه الوطنية فقد عبرت عن مدى اخلاصه للعروبة والعـراق والاسلام الحنيف
سيما في مقـارعة الاستعمــار البرطاني اثناء شـــروعه باحتلال الوطـــن
خلال الحـــرب العالمية الاولى فقد شهد بها العدو قبل الصديق ..
فقد وصفه الانكليز بالشيخ الوطني ، وقالوا عنه انه شيخ ذا بساله ،
والبساله هنا تعني الوطنية ... هــدفت السياسة البريطانية اخضاعــه بشتى السبل
لانه كان المفتاح لدخول جميع مناطق المنتفق (محافظة ذي قار واهوار جنوب العـراق)
ولم تتمكن من ارضائه او كسب مهادنته ، فقد لبى دعــوة الجهاد الاسلامي لمقاتلة الانكليز ...
ووقـف مع الــدولة العثمانية التزاما منه باحكام الاســـلام ،
رغم ســـوء الادارة بالعهد العثماني ! واقســم اليمين في معـركة الشعيبة عام 1915 م
ان لا يهادن وان لا يعـقــد حلفا مع الادارة البريطانية وظل وفيا لقسمــه هذا ،
بعيدا عن نفــوذ الحكومة ولـــم يعترف بالادارة البريطانية
وقـــد كتب الدكتور عبد الجليل الطاهــر في كتابه الشهير العشائر العراقية (2)
والسياســة عن دور الشيخ بدر الرميض ...
يقـــول : كانت السياســـة البريطانية تهــدف الى اخضاع (بدر الرميض)
شيخ عشيرة البو صالح احد رؤســـاء بني مالك .
بل كانت تعتبر قـــدوم (بدر) اليها واعـــلان ولائه مفتاحـــا رئيسيا لدخـــول جميع مناطق المنتفــق ،
حيث كانت حـــوادث الانتقـام والفوضى في السنوات الاخيرة
من الحكـــم العثماني ضاربة اطنابهـا في منطقة الاهـــوار ،
وكانت العشـــائر تتفاخر وتتباهى في حمــل السلاح بل كان حمل السلاح رمــزا للقوة والمنعة والشرف .
وكانت العشائر منهمكة في منازعاتهــا الداخلية ،
فكان لكل عشيرة عــداوة مع عشيرة اخرى او فرع منها ،
تغتنـــم الفرصة للانتقام واخـــذ الثأر منهــا .
وكان شيوخ العشائر يتمتعــون بشيء من الاستقلال الذاتي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العشائر العراقية – الدكتور عبد الجليل الطاهر .
(2) الطاهر .. د عبد الجليل . العشائر العراقية ص92 95
وخـلال الحـــرب العالمية الاولى 1914 م لبى الشيــخ (بدر الرميض) دعـــوة الجهــاد لمقاتلة الجيش البريطاني ،
وقد اقســم اليمين في سنة 1915 م في معـركة الشعيبة ان لا يهـادن وان لايعقد حلفا مع الادارة البريطانية ،
وظل وفيا لقسمه هذا بعيدا عن نفوذ الحكومة ، فلم يعترف بالادارة البريطانية .
وفي ربيع سنة 1918 م وفي الايام الاخيرة من الحـرب استطاعت القوات البريطانية ان تهزم
القـوات العثمانية من اراض مابين النهرين الى جبال الموصـــل .
وكانت السياســـة البريطانية آنذاك تقـوم على اســـاس القضاء على مقاومــة العشائر
التي بقيت في المؤخرة وكانت الحالة هادئه في اهوار المنتفــق ماعــدا (الشيخ بدر الرميض)
الذي كان يتمتع بنفــوذ واسع . وكان شـــوكة في عين الادارة البريطانية .
الا ان مقاومـــة عشائر المنتفـــق اخذت بالضعــف نتيجة لاسباب منها :
وسرعان ماادرك بعض الشيـوخ اهداف السياسة البريطانية في الاحتلال والبقاء في العــراق ، وحكم العــراق ،
ولهذا تعهد بعض الشيوخ بالولاء والطاعــة
بينما بقيت العشائر مستمــرة في قطع اسلاك البرق وعرقلة سير السفن ،
وظل (بدر الرميض) معارضا متذمرا .
لم يغادر (بدر) موطنه في الاهـــوار الا مرة واحده في حياته ،
عندما خـرج للجهـاد ليقاتل ضد الانكليز . وكــان الحاكـــم في تلك الفترة (هارولد ديكســـون) في المنتفــق ،
الذي استطــاع ان يستميل كــافة الشيوخ في المنطقة ماعــدا (بدر الـرميض) اذ اخفق في مساعيه .
ومما تجــدر الاشارة الية ان(ديكســون) كـان يتحدث باللغة العربية الـدارجــة
وكان يعــرف الشيوخ وافراد اسرهــم .
ويروي (ديسكون) عن نفسه مــرة عندما كان يتجــول في مركبه الحربي في بحيرة الحمار ،
والذي كــان يرفرف عليه العلــم البريطاني لارهاب العشائر وتخويفها او استمالتها ،
وخاصة استمالة الشيوخ والرؤســاء ، وكان يرغب في مقابلة (بدر) .
ولكن (بدرا) اصـر على اجــراء تلك المقابلة خــارج مدينة الناصرية
لان السياســة البريطانية كانت تقـــوم على دعوة الشيوخ الى زيارة الحاكم السياسي
وتقديـم الولاء والخضوع وقبول الهدايا التي يقدمها الحاكم السياسي
والتي تكون عـادة اما راتباً شهرياً او منصباً ،
وعين مكــان ليتم اللقاء فيه بشرط ان تكون المقابلة دون حمل السلاح .
وعندما استشار (ديكسون) الشيوخ الموالين له ، اشاروا عليه بعدم الذهاب مؤكدين وجود نية سيئة ،
ولـم يأخذ (ديكسون) بمشورتهم لانه رأى فيها غلقاً كاملا للباب المفتـوح على مصراع واحـد ،
وذهــب لمقابلة (بدر) في كوخ قائم على احدى الربوات عند الفجــر في سهل مفتوح ،
انتظر (ديكسـون) مــدة من الوقت حتى ضن في البدء ان (بدرا) لم يف بوعــده ،
ولكن مــا ان انتصبت الشمس في كبد السمــاء حتى شاهد (ديكسون) بناظوره غبارا متصاعدا ،
استطاع ان يميز ثمانية من الخيالة قادمين نحــو الكوخ ،
فنهض (ديكسون) فنزل الخيالـة من على ظهـور خيولهم وترجل (بدر) .
يصف (ديكسون) بدرا فيقــول : (طويل القامـة ، عريض الكتفين ،
ظهره مستقيم ، بالرغم من بلوغه الخامسة والستين من عمره ،
وله عينان ثاقبتا البصر ، وله لحية) .
وبعـد تبادل التحية والســـلام عــرض (ديكسون) الحـظ والبخـت والامــــان ،
وطلب اليـه المجيء الى الناصرية ،
واخبره بانه سيبرق للمندوب السامي يعلمــه بتقديمك (المقصود بدر) الطاعة للحكومة
ووعده بالمحافظة على حياته ،وبالوصول الى حل شريف ،
وبالعودة الى عشيرته دون ان يناله اذى .
فشكره (بدر) ووعده بالذهاب معــه في صباح اليوم الثاني بعد اللقاء في نفس المكان ،
ونفس الزمان ، ولكن (بدرا) ودعه ولم يعد اليه ثانية .
بعد سقــوط الكوت واحتلال مدينة بغـداد ودخــول الجيش البريطاني فيها
استمـرت العشائر في عـدم طاعتها لاية سلطـة ،
فالتجأت الادارة البريطاني المحتلــة الى الاستعانة
بشيــوخ العشائر الموالين لها في ادارة مناطقهــم العشائرية .
ولـم يكن شيوخ العشائر يدفعون اية ضريبة كانت للحكومة
ولم يعترفــوا بحقوق الملاكين اصحاب السندات الوهمية .
وكانوا مجهزين بالاسلحـة التي غنموها من الجيش العثماني
بعد انسحابه من سلسلة المعارك الطويلة التي حصلوا عليها من الانكليز .
وكـــانت منطقة ســوق الشيـوخ معـروفــة بمناعة قلاعهــا وقوة مقاتليها ،
وفي حزيران 1918 م حـدث حــادثة ارسـلت علـى اثرها الادارة البريطانية
مـركبتين مسلحتين الى (بدر الرميض) فرفض (بدر) المجيء ،
فقصفت قلعته وقتل البعض من رجاله ، واعتبر (بدر) خارجا عن القانــون ،
وعين (سليمـان نصـر الله) منافسه رئيسا لبني مالك وانيطت به مديرية ناحية البو صــالح .
فالقي القبض علـــى ابنه (حســن) في الناصــرية ،
ولكن (حســن) فرّ من السجن في الناصرية وعــاد الى عشيرته .
ومنذ ذلك الحين لـم يقم (بدر) باي عمل عدائي ضد الحكومــة البريطانية .
وكان (بدر) يتمنى عــودة الحكــم العثماني الى العــراق .
وكانت الادارة البريطانية توجــه اليه مختلف الاتهامات ،
مثل رفضه الاعتراف بالحكومــة البريطانية ، ودفع مابذمته من ديون مستحقـة ،
وايواء الجواسيس وقبوله مساعـــدات من الحكومة العثمانية ...
واكتفى الانكليز اخيرا بحضــور ولده حسن الى مركز اللواء .
وحاول كل من (ياسر العتابي) و (كاظم الحمداني)
ان يستدرجـــا (بدر الرميض) بدعـوته الى الســوق والغـدر به .
وحين ادرك الحيلة وبخهما واتهمهمـا بانهما غير عربيين وليس لهما كلمـة شرف ...
اشتهــر بدر الرميض بكرمه ويعــد من اجود العــرب المعروفين عبر التاريخ ،
حيث انفق امــواله ليس لاطعام الناس في مضيفــه فقط
ولكن كان يساعد العــوائل والعشائر الفقيرة بالمؤونه التي تسد رمقهم ،
فقد حكى لنا احد المعمـرين قبل سنين انه ايام القحط
الذي مر على العـــراق في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القـــرن العشــرين الميلاديين
والذي كـــان بسبب مضايقة السلطــة التركية للشعب وسلبها امــواله بفرضها الضــرائب المتنوعة (الاتاوات) ،
او الضغط الذي كان يعاني منه الناس ايام الاحتلال الانكليزي للعـراق
وانحسار مصادر الرزق واشاعة البطالة ومع ماكان يحــدث من نكبات
بسبب فيضانات نهــري دجلة والفرات المدمرة وانتشار الاوبئة ..
في تلك الظـــروف قال المعمــر : " ان القوافل كـــانت ترد الى بيت بدر آل رميض
فتعـــود محملة بالسكر والقمح والرز والتمر ، التي كان يهبها بدر الى عموم العشائر المنكوبة " .
وبدر الرميض هو القائل مخاطبا ابنه الكبير حسن :
حسـن يبني تلكَه الضيف حي بيه
عسى زاد الغديد اسموم حي بيـه
ياهـو الجمع ماله وراح حي بيـه
بخيت الحفض عرضه من الرديه
* * *
وقال مؤكدا على كرمه :
الـــــك هــاون بتالي الليل يـارن
وتجـــــري المثلك النهــران يارن
جواوينـــك الكثر الهبـــش يارن
وصفرك صاح وين اهـــل الحمية
ذرية الشيخ بدر آل رميض
توفي الشيــخ بدر عام 1942م وله عقب كثير
والجدير بالذكــر ان ابنه حســن قد توفي على عهــد والده ،
لذا آلت الرئاسة الى ولــده محسن الذي توفي عام 1959م ثم فارس الذي توفي عام 1974م