مستخدم:هاجرالبلوشي22/ملعب

حملة الحصون

حصون عُمان وقلاعها.. تحف معمارية وشواهد تاريخية

أحمد بن سيف الهنائي-مسقط

211 مبنى شاهقا يحكي أسطورة عُمان التاريخية عبر أزمنة خلت، كانت فيما مضى تمثل كيانا سياسيا رفيعا، يلتقي فيها الحكام والأئمة الشعب، ومن خلالها تنطلق الجيوش، وهي ممتدة على رقعة جغرافية واسعة عبر أكبر من ثلاثمئة ألف كيلومتر مربع، ولا تكاد تخلو ولاية منها؛ إنها قلاع عمان وحصونها التليدة. وعبر الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات حتى عام 2017، فإن عدد القلاع والحصون المرممة بلغ 82 قلعة وحصنا، تحتل مسقط أعلى المحافظات من حيث القلاع بواقع خمس منها من أصل 21 قلعة، في حين تأخذ محافظة شمال الباطنة نصيب الأسد من حيث عدد الحصون عبر 11 حصنا من أصل 61 حصنا، كما يبلغ عدد الأبراج المرممة في السلطنة 129 برجا. تلك القلاع والحصون جسدت بطولات وتاريخ عُمان، وكانت مقرا لعقد الاجتماعات الطارئة ومناقشة كل ما يتعلق بالجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي أفيائها أقيمت حلقات العلم والدراسة، ولكل منطقة ما يميزها وتنفرد به عن غيرها.

الحصون واجهات سياحية

موقع وزارة السياحة العمانية اختار تسع قلاع و14 حصنا بوصفها واجهة سياحية وتاريخية مهمة يجب على السائح زيارتها والاطلاع عليها، حيث جاءت قلعتا الجلالي والميراني في الواجهة، وهما مطلتان على بحر عمان بجوار سوق مطرح بالعاصمة مسقط.

ويرجع البعض تسمية قلعة الجلالي إلى معنى الجلال والجمال الفائق، ويرجعها آخرون إلى اللفظ الفارسي "جلال شاه"، وهو اسم أحد قادة الفرس. وينسب البعض تسمية قلعة الميراني إلى كلمة "ميرانتي"، وهي كلمة برتغالية تعني "الأميرال"، كما يرجعها آخرون إلى كلمة "ميران شاه"، وهو أحد قادة الفرس أيضا. وتحملت القلعتان عبء الدفاع عن المدينة ضد الحملات البرتغالية.

كما تمثل قلعة مطرح المتنفس الوحيد الواصل بين ولايتي مسقط ومطرح، وهي تتكون من أبراج ثلاثة، وتحوي مجموعة متنوعة من المدافع والعربات القديمة من مختلف البلدان؛ كالمدافع البرتغالية والبريطانية والفرنسية والأميركية والهندية والفارسية.

وفي قلعة الفيقين بولاية منح المتكونة من طوابقها الأربعة يتمكن السائح عبرها من رؤية الواحات الخضراء الجميلة والحارات التراثية القديمة التي امتازت بهندستها المعمارية الفريدة، في حين تبرز قلعة نخل وسط غابة من النخيل بولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة، وقد بنيت على شكل صخرة عملاقة، وكما تشير العديد من المصادر فإن بناء القلعة يعود إلى فترة ما قبل الإسلام.

وعلى مقربة منها تتجلى قلعة الرستاق التي يرجع بناؤها إلى عام 1250، متسلحة بأبراج أربعة، في حين تعد قلعة صحار من أبرز القلاع المعمارية لأدوارها التاريخية، وحسب الحفريات الأثرية المكتشفة حولها فإن بناءها يعود إلى القرن 14 الميلادي، ويعود تاريخ بناء معالمها الحالية إلى عهد البرتغاليين.

المرجع: https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2019/8/19/