مستخدم:نانسى بكر/ملعب

مقاصد سور القرآن الكريم

عدل

ا

علم مقاصد السور القرآنية علم جليل؛ لم يأخذ حقه من الشهرة والاستفاضة كسائر علوم القرآن.


المراد بعلم مقاصد السور القرآنية:

يراد بعلم مقاصد السور القرآنية: الوقوف على "المعاني والأغراض الأساسية والموضوعات الرئيسة التي تدور عليها سورة معينة." (1)


أهمية علم مقاصد السور القرآنية:

تكمن أهمية علم مقاصد السور القرآنية في:

1- إبراز مراد الله تعالى من إنزال السورة؛ كى لا يتشتت القارئ بين تفاصيل الآيات من أمر ونهى وخبر، حتى يبدو له للوهلة الأولى أن السورة الواحدة تشتمل على موضوعات متنوعة بعدد آياتها، والواقع أن آيات السورة تتضافر فى أغلبها؛ لتبرز مقصدا رئيسيا للسورة هو بمثابة محور للآيات تدور حوله؛ لتبرزه، وتظهر مايتعلق به من الأحكام، والتشريعات، والقصص، والمواعظ، والسنن، والعبر؛ مما يعين على فهم القرآن وتدبر معانيه والاهتداء به علما وعملا.


2- معرفة مقصد السورة يعبن المفسر على السداد فى التفسير "ويعصمه من الخطأ في تفسيرها؛ لأنه يتقيد في توجيه الآيات وَفقًا لهذا المقصد، وبيان ذلك أن مقصد كل سورة إنما يقف عليه المفسر بعد استقراء آياتها والتأمل العميق فيما تدل عليه معان تحقق مراد الله تعالى من كلامه، وذلك بالنظر في فواتح السورة وخواتيمها، وسياق وسباق آياتها ولحاقها، وألفاظها "(2)


3- يزيد "اليقين بعصمة القرآن ورسوخِ الإيمان بأنه كلام الله."(3) المعجز الذى لايستطيع البشر تأليف مثله على هذا النحو من الإحكام.

"قال البقاعي: "ومن حقق المقصود من السورة، عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها".(4)


علم مقاصد السور القرآنية قديم أم حديث

علم مقاصد السور القرآنية قديم بقدم القرآن نفسه، وهذا يعنى وروده في مواضع متفرقة على ألسنة الصحابة والتابعين، وفى كتابات المفسرين القدامى "وقد تنبه العلماء -المتقدمون منهم والمتأخرون- على المنحى المقصدي في القرآن، فتحدثوا عنه إجمالاً وتفصيلاً، وأصالة وتبعاً، إلى أن تشكل لديهم علم مهم، له ملامحه ومعالمه، وهو علم مقاصد وأغراض سور القرآن" (5)

وكلام القدماء وإن لم يكن بهذا اللفظ تحديدا (مقاصد السور)؛ فقد ورد في كلامهم بعبارات أخرى مقاربة مثل "مغزى السورة، أو غرض السورة، أو الوحدة الموضوعية، أو نحو ذلك". (6) ثم كسائر العلوم لم يدون لم وينضج وتتضح معالمه كعلم مستقل إلا في العصور المتأخرة.


التصنيف في علم مقاصد السور القرآنية

"لم يفرد الأئمة المتقدمون هذا العلم بتصنيف مستقل، وإنما ضمَّنوه مصنفاتهم في التفسير وعلوم القرآن، واعتنى بذلك المتأخرون، وذلك شأن جميع العلوم التي تنشأ مختلطة بغيرها، ثم يأتي المتأخرون فيمعنون النظر، ويزيلون الالتباس، ويفكون الاشتباك بين أنواع تلك العلوم، ومن هؤلاء "الإمام الزركشي كتب أبواباً في كتابه "البرهان" متعلقة بمقاصد السور والتناسب بينها، تعتبر على قصرها كالتأصيل لهذا العلم.

وهناك من المفسرين من كانت له عناية بذكر مقاصد السور، واتخذ لذلك منهجاً في تفسيره، كالفيروزآبادي في كتابه "بصائر ذوي التمييز"، والبقاعي في كتابيه: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" و"نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"، وفي هذا الكتاب الأخير التزم البقاعي أن يذكر مقصد السورة ووجه المناسبة بينها وبين ما قبلها وما بعدها من السور.

واعتنى الإمام السيوطي في كتابه "معترك الأقران في إعجاز القرآن" بذكر وجوه إعجاز العلم بالمقاصد وتناسب الآيات والسور.

والاهتمام الأبرز في العلم كان من المفسرين المعاصرين، أمثال: الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير"، وسيد قطب في كتابه "في ظلال القرآن"، وسعيد حوى في كتابه "الأساس في التفسير".

ومن أشهر المؤلفات المعاصرة في بيان علم مقاصد السور القرآنية: كتاب "مدخل إلى علم مقاصد السور" للدكتور محمد عبد الله الربيعة. وكتاب "مقاصد السور وأثر ذلك في فهم التفسير" للشيخ صالح آل الشيخ".

(7)

"ولا شك، فإن الحاجة داعية لبذل مزيد من الجهد ليأخذ هذا العلم مكانه ضمن منظومة علوم القرآن؛ حتى نكون قد أدينا جزءًا من واجبنا تجاه هذا الكتاب العظيم، الذي اختصنا الله تعالى به دون سائر الأمم".

(8)


مراجع

(1),(2),(3),(4),(5),(6),(7),(8)

https://www.islamweb.net/ar/article/174381/%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B5%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%D9%8A%D8%A9