مستخدم:محمود الضبع بروف/ملعب
محمد خليفة التونسي
ولد محمد خليفة إبراهيم التونسي في العاشر من سبتمبر عام ١٩١٥م في عائلة العويس بقرية تونس التابعة لمحافظة سوهاج في قلب صعيد مصر، وهي قرية تقع على الجانب الغربي للنيل، وتحتكم لقيم وعادات وتقاليد الصعيد المصري المتوارثة عبر أجيال، وتوفي في الحادي عشر من يناير عام ١٩٨٨م .
تعليمه :
بدأت حياته التعليمية ـ كما هي عادة أهل زمانه ـ بتلقي مبادئ اللغة والدين وحفظ الكتاب الكريم في كتاب القرية، وهو ما أهله للالتحاق بمعهد أسيوط الديني الذي بدأ أولا في مسجد اليوسفي عام ١٩١٥م قبل أن يصدر الملك فؤاد الأول قرارا بإنشائه عام ١٩٣٠م، فكان منارة للعلم في ربوع صعيد مصر، وتخرجت منه أجيال أثرت الحياة الثقافية والعلمية.
أكمل محمد خليفة التونسي دراسته الابتدائية في هذا المعهد، ثم انتقل للقاهرة ليكمل دراسته الثانوية في تجهيزية دار العلوم (التي أنشئت عام ١٨٧٢م)، وتخرج فيها عام ١٩٣٤م، مما أهله للالتحاق بكليتها (وكانت تسمى مدرسة دار العلوم حتى عام ١٩٤٦م)، وتخرج فيها عام ١٩٣٩م، دارسا لعلوم الفقة والشريعة واللغة والنحو والأدب، جامعا بين التراث والمعاصرة، ومواصلا طريقه في مسار تعلم اللغات الأجنبية.
وقد كان لوالده تأثير إيجابي في حياته لما لمسه من ملامح نبوغ مبكر في ابنه، ولعل من دلائل ذلك تشجيعه له على كتابته الشعرية، كما يروي صديقه عبدالحميد بسيوني في مقالة لتأبينه بمجلة البيان الكويتية (ع٢٦٣):
"ولقد كان هذا الوالد ملهما في أساليب التربية بحق، يوم وعد ولده محمدا إذا نجح في البكالوريا (الثانوية العامة) أن يطبع له شعره، وللقارئ أن يتصور أثر هذا الوعد في نفس ناشئ، والأعجب أن يكون للفتى إنتاج شعري يضمه ديوان مطبوع، ويفي الوالد بوعده، ويجعل ذلك هدية نجاح ولده، ويهدي الوالد لأهل الفضل في القرية وما حولها نسخا من هذا الديوان (اعتزازا بولده، وتنويها بشأنه) "ص٦.
وفي القاهرة التحق محمد خليفة التونسي بمدرسة العقاد الفكرية، وكان من تلاميذه ومريديه، وقد كتب له العقاد تقديما لترجمته البروتوكولات، وامتدت علاقته بصالون العقاد منذ عام ١٩٣٢م، وحتى وفاته في مارس ١٩٦٤م، واتصل بأدباء ومثقفي عصره وربطته بهم علاقات فكرية واجتماعية متينة عبر هذا الصالون.
العمل:
عمل بالتدريس منذ تخرجه وعلى مدى خمسة وعشرين عاما حتى عام ١٩٦٤م، شارك خلالها في لجنة تطوير الأزهر ووضع مناهج أقسامه الابتدائية والإعدادية والثانوية، وندب للإشراف على التجربة التعليمية في المعهد النموذجي للأزهر عام 1961.
ثم انتقل للعمل في دولة العراق الشقيقة مشرفا على التعليم الديني منذ عام ١٩٦٤م ولمدة ثماني سنوات.
انتقل عام ١٩٧٢م للعمل في مجلة العربي بدولة الكويت الشقيق، محررا بالمجلة، ثم رئيسا للقسم الأدبي، وقضى في الكويت بقية حياته حتى توفي ودفن فيها في الحادي عشر من يناير عام ١٩٨٨م.
المؤلفات:
عبر حياته أنتج محمد خليفة التونسي منجزا علميا تنوع بين التأليف والتحقيق والترجمة، طبعت بعض أعماله، ولم ير الكثير منها النور حتى يومنا هذا، ومن أعماله المنشورة:
بروتوكولات حكماء صهيون، 1946 (ترجمة).
العواصف: (ديوان شعر)،1947، جزءان.
فصول من النقد عند العقاد، 1952.
التسامح في الإسلام، 1952.
العقاد: دراسة وتحية (مع آخرين) عام 1959.
تأملات حرة في الدين والفلسفة والأدب والفن، 1983.
أضواء على لغتنا السمحة (كتاب العربي)، 1985.
رباعيات التونسي، 1987، جزءان.
كنوز التلمود (ترجمة)، 1989.
له مقدمة طويلة (٨٤ صفحة) في كتاب "همجية التعاليم الصهيونية" لبولس حنا مسعد، دار الكتاب العربي، بيروت، ١٣٨٩هـ.
ومن أعماله غير المطبوعة:
أسئلة وأجوبة.
أسرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الأنوار المحمدية (ملحمة شعرية).
بشار بن برد أول شاعر كبير في العربية.
تاريخ الزندقة وتطورها في الإسلام.
تأملات حرة في الدين والفلسفة والأدب والفن.
ثورة الحسين بين الواقع والفن.
حول فلسفة الصيام.
حول لواء العقاد (أحاديث صحفية).
الخليل بن أحمد (عبقريته الرياضية).
سماحة اللغة العربية: أصول وفصول.
شاعر مجرم: مالك بن الريب المازني.
عبقرية المهلب.
العناصر النفسية لليهود.
الفيصليات (شعر).
في مجال الشعر.
قال الراوي (قصص تراثية).
كتب ومؤلفون.
ما أعتقد، برتراند رسل (ترجمة).
المختار بن عبيد الثقفي.
المدينة: لماذا اختارها النبي موطناً لهجرته؟
مع الشعراء.
من سادات العرب.
بالإضافة إلى مقالاته في الصحف المصرية والعربية منذ عام ١٩٤٢م، ومنها مجلة الرسلة للزيات، والثقافة، وتراث الإنسانية، والكتاب العربي، والعربي، والكويت، والبلاغ، وجريدة الضياء، والصرخة، والأساس، والجمهورية، والقبس، والرأي العام، والوطن.
تذكر بعض المصادر والمواقع الإلكترونية أنه حاز جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، غير أنه بمراجعة قوائم الفائزين بالجائزة سواء في الديوان أو القصيدة المنفردة لم نجد ما يشير لذلك، إضافة لأن الجائزة أنشئت في العام ١٩٩٠م، وقد سبق أن خليفة التونسي توفي في العام ١٩٨٨م.