مستخدم:محمد أسكور/ملعب
🍁فتن ووهن وغثائية وذل حتى ترجعوا إلى دينكم🍁
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله! وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت . (رواه أبي داود)
شرح :
- (الدرر السنية) : إذا ترك المسلمون الجهاد وحرصوا على الدنيا وأحبوها وكرهوا الموت، طمع فيهم أعداء الله من الكفار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [يوشك الأمم أن تداعى عليكم] : تجتمع وتتحد على المسلمين الأمم الكافرة [كما تداعى الأكلة إلى قصعتها] : كما يجتمع جماعة من الناس على الطعام، هذا إشارة إلى السهولة التي يلقاها العدو في المسلمين [فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟] : هل يكون طمعهم واجتماعهم على المسلمين لقلة عدد المسلمين؟. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل] : يكون مطمعهم في المسلمين ليس لقلة العدد- فإن العدد يكون كثيرا ولكن لا نفع فيه ولا فائدة- ولكن لقلة شجاعتهم وشدة تفرقهم، وغثاء السيل: ما يطفو على ماء السيل من زبد وأوساخ وفقاقيع. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم] : ينزع الله الخوف من صدور الكفار ولا يكون لكم أيها المسلمين هيبة. [وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت] : الحرص على الدنيا والتطلع فيها وترك العمل للآخرة، وهذا يجعلهم يخافون الموت ويحبون الحياة ومتاع الدنيا، فيتركون الجهاد في سبيل الله .
- (الشيخ عبد الكريم الخضير) : هذا دليل على أننا لما انصرفنا نزعت المهابة، لو استقمنا وجدت المهابة، وهذه المهابة هي الرعب، ما تسلط علينا الأعداء إلا بعد أن وقعنا في المخالفات؛ لكن لو استقمنا حسب لنا العدو حسابات .
- (العلامة عبد المحسن العباد) : السبب في ذلك هو عدم القيام بما أوجب الله على المسلمين من إظهار الدين، فتغلب عليهم الأعداء، وأصاب المسلمين من أعدائهم الذل بعد أن كان الكفار يهابون المسلمين. وهذا الحديث منطبق تماما على هذا الزمان، والمسلمون اليوم عددهم كثير جدا، ولكنهم مشتغلون بالدنيا، وحريصون على الدنيا، وخائفون من الموت، فصاروا يخافون من أعدائهم، وأعداؤهم لا يخافون منهم .
💫كنوز إسلامية💫