مستخدم:ليان 9966/ملعب

الانترنت في جائحة كورونا

[1]

الاتصال بالإنترنت بوصفه سلعة ذات نفع عام: لنعمل بناء على ذلك الآن وفي الغد

عدل

مليار ونصف. هذا هو عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى التعليم من خلال الإنترنت بسبب جائحة فيروس كورونا.  وعلى الرغم من قلق بعض الآباء وأولياء الأمور بشأن جودة التعليم الذي سيتلقاه أطفالهم في بيئة افتراضية، لا يزال التعليم من خلال الإنترنت غير ممكن بالنسبة لملايين الأطفال غير المتصلين بشبكة الإنترنت في جميع أنحاء العالم. وفي حالة التباعد الاجتماعي، فإن الاتصال بالإنترنت هو ما يجعلنا على دراية بمستجدات الأمور، ومن خلال الإنترنت نستطيع مباشرة أعمالنا؛ بالإضافة إلى المحافظة على قدر من الرفاهية العقلية والجسمانية. وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت، سيكون الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذه الجائحة أشدة وطأة.

وفي إطار مكافحة هذه الجائحة، تأتي التكنولوجيات الرقمية في الصدارة.  أما البلدان التي لا تمتلك البنية التحتية للنطاق العريض على نطاق واسع فإنها ستواجه الأسوأ. ولننظر إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث لا يزال 60% من السكان لا يمكنهم الوصول إلى شبكات الجيل الرابع، أو بلدان مثل إندونيسيا التي لا تزال شبكات الجيل الثاني هي السائدة. ومع استمرار هذه الأزمة وتزايد انتشار مثل هذه الجوائح، ستتخلف بعض البلدان عن الركب. وفي البداية، نود القول أن القدرة على تعميم حلول الرعاية الصحية الرقمية للكشف عن كورونا من شأنها إنقاذ أرواح، فضلًا عن أهميتها في حماية البلدان من الجوائح المستقبلية.


بفضل التطورات التكنولوجية، باتت إجراءات العزل، ولا سيما في المدن الكبيرة والأسر الميسورة أمرا سهلا ومريحا مع إمكانية العمل من المنزل والحصول على التشخيص الطبي عن بعد وممارسة الرياضة عبر التطبيقات أو الأجهزة الموصولة ووسائل الترفيه بالبث التدفقي. ويقول باتريك مورهيد المحلل لدى مور إنسايتس أند استراتيجي، "للمفارقة أصبحت الكثير من التكنولوجيات التي تتعرض عادة للانتقاد الشديد، ملجأ نشعر فيه بالأمان في زمن فيروس كورونا المستجد". ففي الصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى، تشهد الخدمات المتوافرة عبر الحوسبة السحابية (كلاود) ارتفاعا صاروخيا.

وفي حين تسجل الأسواق المالية تراجعا كبيرا، "ارتفع سعر سهم شركة زوم  بنسبة 40 بالمئة في شباط/ فبراير بفضل الطلب الكبير على تكنولوجيا العمل عن بعد" على ما يشير موريس غرارد المحلل لدى "فيوتشرسورس"، مضيفا أن الشركة المتخصصة بالاجتماعات عبر الفيديو شهدت ارتفاعا غير مسبوق في عدد المستخدمين في فترة زمنية قصيرة.


مع توقف الحياة العامة في أغلب أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا المستجد لجأ الناس إلى الإنترنت، لكن، وعلى عكس السابق، طالت تأثيرات الفيروس حتى العالم الإفتراضي،  وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

واعتمد تقرير الصحيفة على بيانات جمعت مؤخرا عن سلوكيات الناس على الإنترنت خلال الحجر الصحي والإغلاق الكلي للأماكن العامة.


وخلصت الصحيفة أن البيانات تظهر أن الناس يسعون إلى الترفيه عن أنفسهم على خدمات البث مثل نتفليكس ويوتيوب، ويتطلعون إلى التواصل مع بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك.

في السنوات القليلة الماضية، كان مستخدمو هذه الخدمات ينتقلون بشكل متزايد إلى هواتفهم الذكية، مما خلق تركيزا على الهاتف المحمول على مستوى الصناعة. الآن وبعد قضاء أيام في المنزل، ومع أجهزة الكمبيوتر القريبة من متناول اليد، يبدو أن الناس تكتشف كيف أن التحديق إلى شاشات الهواتف الصغيرة لفترات طويلة أمر غير سار.


وأظهرت البيانات أنه في ظل التباعد الاجتماعي، يبحث الناس عن طرق جديدة للتواصل ومعظمها من خلال دردشة الفيديو.

ووفق التقرير، أصبح الناس يرغبون في التواصل ورؤية بعضهم البعض، لذلك ارتفع الإقبال على تطبيقات الفيديو بدل تطبيقات التواصل التقليدية.


تظهر البيانات أيضا تزايد اهتمام الناس ببيئتهم المباشرة وكيفية تغيرها واستجابتها للفيروس وتدابير الحجر الصحي. وقد أدى ذلك إلى تجدد الاهتمام بموقع "نكست دور" الاجتماعي، الذي يربط الأفراد في المجتمعات المتقاربة جغرافيا.

كما ارتفع الاقبال على الخدمات التي تسمح بالعمل والتعلم من المنزل.

وقد أدى الفضول حول الفيروس إلى زيادة عدد القراء للصحف المحلية والراسخة، ولكن ليس المواقع المتحيزة.

ومن بين أكبر المستفيدين هي المواقع الإخبارية المحلية، التي سجلت قفزات هائلة في  عدد الزيارات حيث يحاول الناس معرفة كيف يؤثر الوباء على مسقط رأسهم.

وتقول الصحيفة إن من بين المواقع التي شهدت إقبالا كبيرا مؤخرا كان موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

كما يولد التركيز على الفيروس فضولا لدى الناس وجذبهم إلى مواقع مثل "ويكيبديا" التي شهدت بدورها ارتفاعا في عدد الزيارات.



المراجع : https://blogs.worldbank.org/ar/voices/covid-19-reinforces-need-connectivity