مستخدم:عبد الفتاح حرزاللاوي/ملعب

بعض الأفكار الغربية والإسلام

من طرف عبد الفتاح حرزاللاوي في الأربعاء يونيو 06, 2012  موقع المركب الرياضي الجواري ركاب الطاهرفكيرينةhttp://complexfkirinarekab.ibda3.org/

في عالم متشعب العلاقات بين الأمم والشعوب في تعيش الأمة الإسلامية كغيرها من الأمم في إطار ما يسمى صراع حضارات أو حوار لها وفق منطلق الباحثين في الموضوع. و اليوم العالم مكان الحوار والصراع و المتصف بأنه قرية لتطور وسائل التواصل بين مكونات هذا العالم الأمر الذي يحتم على كل أمة التكيف للتقدم والإزدهار والتميز دون الذوبان في الآخر و فقدان الشخصية، وعلى هذا الأساس وبعد فترات طويلة من الإستدمار الغربي للكثير من الدول الإسلامية و تأثر الكثير من المثقفين في هذه الدول ببعض الأفكار التي تبناها الغرب بحكم إحتكاكهم المباشر سواء عن طريق التعليم أو غيرها حيث حاولوا من خلالها تغيير أوضاع دولهم من الإنحطاط إلى التقدم والرقي فمنهم من تأثر بالإشتراكية وآخر بالرأسمالية أو العلمانية للحصول على ذلك المجتمع المثالي على النمط الغربي المتميز بالحرية والمساواة فكان منهم التعصب لهذه الأفكار والنمط المنشود و محاربة كل الأفكار المنافية فوصل الحد بهم محاربة مكونات ومبادئ مجتمعاتهم الوطنية التي في أغلبها ذات مرجعية إسلامية ، وسبب ذلك أمور هي سوء نية من بعضهم و جهل البعض الأخر بالمبادئ السامية للإسلام والتقليد الأعمى و كذلك أن المتصدين للتعريف بالإسلام لم يقدموا الإسلام في صورته الحقيقية وقصر صورته في بعض جوانبه كالعبادات او الحدود فقط .وبحكم أن الدول المسلمة التي أغلبها ذات استقلال حديث تحكم بناصية السلطة فيها أمثال هؤلاء المثقفين المستغربين لتوفرهم على الخبرة اللازمة لتسييرها وغياب هذه الخبرات في ذوي التوجه المحافظ على الشكل الإسلامي للدولة وبالتالي طبقت الكثير من الأفكار الغربية في هذه الدول رغم كونها تناسبهم ولا تناسب المحتمعات الإسلامية و فشل الكثير من هذه الأفكار حتى في دولها الأصلية. ومثال ذلك الإشتراكية التي حاربة الملكية الفردية للإقطاعيين الذين كانوا يملكون الأرض ومن عليها وبتطبق قهذه الفكرة في دول العالم الإسلامي كسر نظام إجتماعي تكافلى أساسه أن العلاقة بين مالك الأرض والعامل فيها علاقة عمل ومصلحة متبادلة بين المالك (الخماس ...)العلاقة التي يمكن إنهاؤها في أي وقت كون مستغل الأرض حرا وليس قنا كما هو حال العامل في الإقطاعيات الأروبية حيث يمكن للإقطاعي بيعه مع الأرض. نفس الأمر مع الرأسمالية التي جاءت لإعطاء الفرد الحرية في الكسب و التملك بلا حدود مهما كانت الوسيلة وهو ما يتعارض مع مبادئ الإسلام التي تدعوا إلى الكسب المشروع والمقيد والذي لا يتجاهل الفئات الضعيفة في المجتمع عن طريق تشريع الزكاة وتشجيع الإنفاق على الضعفاء في المجتمع .و كفكرة غربية العلمانية الي تعتبر فكرة سياسية تتمحور حول فصل الدين عن الدولة والتي نجح تطبيقها بشكل جزئي في الدول المسيحية بإبقاء الدين في الكنائس من منطلق أن الكنيسة كانت عائقا للتقدم لتحكمها في العلم وتدخلها فيه و قصر أحقية الحصول على العلم في رجال الدين فبذلك تقدم الغرب علميا وإقتصاديا لكن أخلاقيا زاد الغرب إنحلالا كون أغلبية العلمانيين حاربوا حتى الأخلاق التي نادت بها الأديان بدعوى التحررمن أي قيد فمثلا فرنسا العلمانية اليوم يحكمها هولاند الذي لايعترف بمؤسسة الزواج بدليل تصرفاته التي لاتخفي عن الإعلام ، وفد طبق بعض المقلدين من حكام المسلمين الجهال العلمانية حيث رأوا أن أن سبب تخلف المسلمين هو الإسلام لجهلهم بمبادئ الإسلام وإنبهارهم بالغرب متناسين أن الإستعمار هو سبب تخلف الأمة الإسلامية فالجزائر مثلا قبل الإستدمار الفرنسي مزدهرة علميا و ثقافيا و صناعيا وزراعيا فكانت الممون الرئيسي لفرنسا بالقمح . ونسبة الأمية فيها ضعيفة جدا .وغدات الإستقلال خرجت الجزائر محطمة مثقلة بالجهل والأمية والفقر بينما أن الإسلام هو المحرك الأساسي للأمة كون أول أمر من الله عز وجل هو طلب العلم لقوله تعالى :*اقرأ* ولتغيير هذه الصورة النمطية للإسلام أنه سبب التخلف لابد من دعم الفهم السليم للإسلام كون أكثر الذين شوهوا صورة الإسلام يقصرون عن جهل الإسلام في الحدود فكم من المتشددين الذين نراهم في الإعلام يطبقون الحدود بفوضوية بصفتهم أشخاصا سواء في أفغنستان أو الصومال أو مالى بينما لتطبيق هذه الحدود لابد من وجود دولة لها أجهزة قضائية تقوم بهذه المهمةبالإضافة أن الحدود أحكامهها قليلة بالنظر إلى مبادئ العدالة والحرية والمساواة والكسب المشروع التي تضمنها القرآن الكريم والسنة النبوية و التي لاتزال يشبعها المفكرون المسلمون دراسة وتمحيصا منذ عهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.. وفي الأخير أن الأمة لاتتطور إلا بتمسكها بدينها ومبائها ولايمنع هذا من أخذها ما يناسبها من غيرها فمثلا اليابان التي تمسكت بعاداتها وتقاليدها التي تحض بالعمل فتقدمت والدول المسلمة التي تركت مبائها التي تحض على العلم والعدل والمساواة المنبثقة من الإسلام واستوردت أفكارا بالية لاتناسبها فشلت في التقدم والتطور.......