مستخدم:عبدالله الصابري/ملعب

ما هي حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ؟

حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) هي حركة فلسطينية المنشأ ذات امتداد عالمي تهدف إلى مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، لتحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بأكمله في الوطن والشتات. تشمل مطالب حركة المقاطعة حقوق جميع فئات الشعب الفلسطيني التاريخية، من فلسطينيي أراضي 1948 إلى سكان غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، وصولاً إلى المخيمات في الشتات، حيث أدت سياسات الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي إلى تفرقتهم عبر مراحل متعددة.

حققت حركة المقاطعة (BDS) نجاحات ملموسة، حيث بدأت في عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وحتى اقتصادياً إلى حد ما، مما جعل هذا النظام يعتبر الحركة أحد "أكبر الأخطار الاستراتيجية" التي تواجهه اليوم.


نضالنا التاريخي

يواصل الشعب الفلسطيني نضاله ضد منظومة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني منذ بدايات القرن الماضي وحتى اليوم، في حين تستمر إسرائيل في قمع الفلسطينيين واستعمار أراضيهم دون رقيب، نتيجة فشل الحكومات الدولية في محاسبتها، واستمرار دعم الشركات والمؤسسات العالمية لها في جرائمها ضد الفلسطينيين وانتهاكاتها للقانون الدولي.

بناءً على هذا الفشل المتكرر للحكومات و"المجتمع الدولي" وصناع القرار في إنهاء الاضطهاد المركب الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، أصدر المجتمع المدني الفلسطيني في عام 2005 نداءً تاريخياً يدعو شعوب العالم وأحراره إلى دعم مقاطعة إسرائيل. وقد تمثلت هذه الدعوة في المقاطعة باعتبارها شكلاً أساسياً من أشكال المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية، وأحد أبرز أوجه التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه.


ماذا تعني المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات؟

تشمل المقاطعة (Boycott) وقف جميع أشكال التعامل مع إسرائيل، بما في ذلك مقاطعة الشركات الإسرائيلية والشركات الدولية المتورطة في انتهاكات حقوق الفلسطينيين، إلى جانب مقاطعة المؤسسات والأنشطة الرياضية والثقافية والأكاديمية الإسرائيلية.

تهدف حملات سحب الاستثمارات (Divestment) إلى الضغط على المستثمرين والمتعاقدين مع الشركات الإسرائيلية والدولية المتورطة في جرائم الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي لسحب استثماراتهم و/أو إنهاء تعاقداتهم مع هذه الشركات. وقد تشمل هذه الجهات مستثمرين من الأفراد، والمؤسسات، والصناديق السيادية، وصناديق التقاعد، والكنائس، والبنوك، والمجالس المحلية، والجهات الخاصة، والجمعيات الخيرية، والجامعات.

يقصد ب فرض العقوبات (Sanctions) الإجراءات العقابية التي تتخذها الحكومات والمؤسسات الرسمية والدولية ضد دولة أو جهة تنتهك حقوق الإنسان، بهدف إجبارها على وقف هذه الانتهاكات. وتشمل العقوبات أنواعًا مختلفة، مثل العقوبات العسكرية والاقتصادية والثقافية، كوقف التعاون العسكري، أو تعليق اتفاقيات التجارة الحرة، أو طرد إسرائيل من المنظمات والمحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، أو الاتحاد البرلماني الدولي، أو الفيفا، وغيرها.


المطالب الأساسية

في عام 2005، شارك أكثر من 170 هيئة من اتحادات شعبية ونقابات وأحزاب ولجان شعبية ومؤسسات أهلية فلسطينية في إطلاق النداء التاريخي لمقاطعة إسرائيل. وقد ناشد هذا النداء شعوب العالم وأحراره بمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها بهدف تحقيق المطالب التالية:

1.إنهاء احتلالها واستعمارها لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية وتفكيك الجدار. في عام 1967، احتلت إسرائيل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية التاريخية بعد نكبة عام 1948، بما في ذلك الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، إضافة إلى مرتفعات الجولان السورية. ومنذ ذلك الحين، اتبعت دولة الاحتلال سياسة ممنهجة تهدف إلى التطهير العرقي التدريجي للفلسطينيين من خلال مصادرة الأراضي وعزل التجمعات السكانية ضمن معازل عرقية محاطة بحواجز ومستعمرات وأبراج مراقبة وجدار الفصل العنصري. كما فرضت إسرائيل حصارًا مدمرًا على قطاع غزة، محولةً إياه إلى ما يُعد أكبر سجن مفتوح في العالم، وتقوم بشن هجمات دورية أدانها المجتمع الدولي على نطاق واسع، نظرًا لأنها تتضمن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتقترب من حد الإبادة الجماعية.

2.إنهاء كافة أشكال الفصل العنصري ضد الفلسطينيين واعترافها بالحق الأساسي بالمساواة الكاملة لفلسطينيي أراضي العام 48. يشكل الفلسطينيون الذين بقوا في وطنهم رغم حملات التطهير العرقي خلال نكبة عام 1948 حوالي 20% من "مواطني دولة إسرائيل." ويعيش هؤلاء تحت نظام فصل عنصري مؤسس (أبارتهايد) تفرضه السلطات الإسرائيلية من خلال أكثر من 50 قانونًا أساسيًا يتحكم في مختلف جوانب حياتهم. وتواصل الحكومة الإسرائيلية سياسة التهجير التدريجي للتجمعات الفلسطينية من أراضيها، كما يحدث في مناطق النقب والجليل، في حين يحرض قادة الاحتلال بشكل علني على ممارسة العنف العنصري ضد الفلسطينيين داخل أراضي 1948.

3.إحترام وحماية ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها واستعادة ممتلكاتهم كما نص على ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194. منذ إنشاء دولة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي عبر التطهير العرقي العنيف لأكثر من نصف الشعب الفلسطيني الأصلي في عام 1948، سعت إسرائيل للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية، مهجرةً المزيد من الفلسطينيين كلما أتيحت لها الفرصة. نتيجة لهذا التهجير القسري الممنهج، يوجد اليوم أكثر من 7.5 مليون لاجئ فلسطيني، بمن فيهم النازحون داخلياً، محرومون من حقهم التاريخي في العودة إلى ديارهم.

حركة مقاطعة إسرائيل هي حركة مقاومة سلمية اشتمالية لا إقصائية مناهضة للعنصرية بكافة أشكالها بما في ذلك الصهيونية ومعاداة المجموعات الدينية والعرقية كافة.


المرجع: https://bdsmovement.net/ar/what-is-bds