موسوعة عربية: إذا درسنا المقالات المتكاملة على ويكيبيديا العربية (ومعظم نسخ ويكيبيديا الأخرى) نجدُ أن معظمها ترجمة كاملة أو شبه كاملةٍ لمقالات من الموسوعة الإنكليزية، وأحياناً من لغات أخرى، ممَّا يعني أننا قد نتنبّأ بمستقبلها بعد 20 عاماً على أنها سوف تغدو نسخة مترجمة من موسوعاتٍ أخرى. يجب أن نطمح لأن نبني ويكيبيديا عربية، لا ترجمةً لويكيبيديا الإنكليزية.
ثقافة أكاديمية: يتعود الطلاب الأجانب على كتابة أبحاث وتقارير أكاديمية منذ المدرسة المتوسطة على الأكثر من مصادر وكتب مُحكَّمة، فترى المراهق منهم قادراً على كتابة مقالة متكاملة في الموسوعة بجهده الخاصّ إن أراد ذلك، وأما الطالب العربي فيتخرج من الجامعة بدرجة البكالوريوس بل والماجستير وهو لا يتقنُ شيئاً من ذلك، فإن حاول كتابة المقالة يسيء اختيار المصادر ويخرقُ حقوق الملكية الفكرية ويفسدُ بناء المقال وتسلسله، فتصبحُ الترجمة هي خياره الوحيد للإضافة إلى الموسوعة. وإن أردنا علاج هذه المشكلة فعلينا بناء ثقافة عربيَّة أصيلة في الكتابة الأكاديمية، وهذه مسألة عظيمة الشأن في النهضة المعرفية والحضارية وبإمكان ويكيبيديا العربية أن تقدّم مساهمة جليلة في بلوغها.
وصلات حمراء: أضفتُ أول مساهمةٍ لي في ويكيبيديا العربية من رقم آيبي في سنة 2006، وبدأت تحرير المنتظم في شهر أغسطس 2009 بعد أن سجَّلتُ حسابي، ومن أكثر الذكريات الحزينة التي انطبعت في ذهني منذئذٍ كانت كمية الوصلات الحمراء المخيفة التي تظهر في كُلّ مقالةٍ أكتبها، فذاتَ مرة ترجمتُ مقالة كاملةً عن الألوصور بنيَّة ترشيحها لوسم المختارة فحصرتُ فيها 82 وصلة حمراء، حتى أنِّي فزعتُ من كثرتها فتركتُ المقالة على حالها عشر سنينٍ كاملة، وكنتُ أعود كُلَّ عام أو أكثر فأجد بعضها قد فُتِحَت بوتيرة طبيعية (رغم اختصاصية موضوعها) بفضل جِدِّ واجتهاد المشاركين العرب في الموسوعة، وقلَّت هذه الوصلات أخيراً حتى تشجَّعتُ فأتممتُ المقالة ورشحتها في بداية سنة 2020. وأدركتُ الآن، حين تدقيق مقالة اختصاصية أخرى نسيت كاتبتها إضافة الوصلات إليها، أني صرتُ نادراً ما أضطرُّ لإضافة وصلات حمراء في مقالاتي، ولو صادفتُ بعضاً من الوصلات الحمراء فتكون لموضوعات اختصاصية جداً وغير جوهرية بالنسبة للمقالة، وهذا لدليلٌ عظيمٌ على الاكتمال الذي وصلتهُ موسوعتنا لا بالمحتوى الهامشي (كالمقالات البوتية عن أسماء البحيرات ولاعبي كرة القدم) بل كذلك في المحتوى الأساسي الذي يكمنُ في جوهر موسوعة معرفية، وهذا لإنجاز عظيمٌ نفخرُ به ويرفعُ به كل مساهم بالموسوعة العربية رأسهُ عالياً
توازن النوع والكمّ: ارتفع عدد بذور الموسوعة بسرعة في بعض فتراتها بسبب حملة بلوغ الخمسين ألف مقالة (2007) والسبعين ألف مقالة (2008) والمائة ألف (2009)، وبعد الحملة الثالثة عَلَت شوكة الحذفية في الموسوعة العربية فبدأت حملةٌ مضادَّة لإزالة البذور وتطوير المقالات وزيادة المحتوى المختار (لعلَّ أبرزَ تجلِّيات تلك الحقبة هو نقاش جودة البذرة اللانهائي). ارتفع مؤشر عمق الموسوعة العربية في سنة 2010 فاقترب من الثلاثمائة وكانت من أعلى ثلاث نسخ من ويكيبيديا عمقاً في تلك الفترة، فكان التركيز منصباً على المحتوى المُطوًّل والعميق (كما يظهر من إحصائيات المقالات فوق 10 كيلوبايت). على أن ذلك التوازن ضاعَ بعدها فعاد التركيز لينصبَّ على البذور بهدف بلوغ المليون مقالة، وهكذا انتهينا إلى +900 ألف بذرة في الموسوعة العربية. إن أردنا تطوير المحتوى العربي فلا بُدَّ من السعي لتوازنٍ دائمٍ بين الكم والنوع، وأظنُّ أن هذا التوازن يسلتزمُ عودةً لأصول المنهج الحذفي (أقولها بكلّ حيادية ) وعناية بالمحتوى المختار والأصيل، بدلاً من النقل والترجمة من الموسوعات الأخرى.
أدّت تحقيقاتي المستمرة في تاريخ مساهماتي إلى تقصّي بعض أولى إضافاتي (ومساهماتي التخريبية) في الموسوعة بشهر نوفمبر عام 2008، وذلك من خلال رقم آيبي قديم ومن خلال حسابي الأول والمفقود في الموسوعة: Aad dira(ن)
2012/10/03: من أروع اللحظات في هذا العالم عندما تضغط زرّ "حفظ الصفحة".... ثم تجلس لتأمّل ما أنجزتَه، وأنت تفكّر بأنك قد تركتَ بصمتك في هذه الحياة... وغيّرتَ العالم نحو الأفضل... لقد قدمتَ شيئاً جديداً للبشريّة! إنه شعورٍ رائع... مساكينٌ من لم يختبروه بعد.
2013/03/30: ما من طريقةٍ سحريَّةٍ في هذا العالم لتغيير العالم أو الواقع الأليم، إن كنت تريد التغيير، فاجلب معولك وانضمَّ إلينا.
2013/08/14: أكثر ما أكرهه في العالم هو أن يسألني أحدهم: "من يملك ويكيبيديا؟". متى سيستطيع الناس تحرير عقولهم وتخيُّل شيءٍ ما على هذا الكوكب هو ملكٌ للجميع؟