مستخدم:سعيدبدرالمعمري/ملعب

https://www.omandaily.omفلج القبائل.. أكثر من 200 عام في خدمة الأرض والناس 01 أبريل 2022 تتواصل جهود صيانته ليواصل عطاءه المستديم

استمع صحار- حمد بن عبدالله العيسائي

يمتاز فلج القبائل الواقع في قرية فلج القبائل بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة بهندسة فنية لمجرى الماء المتدفق بين البساتين والحقول الخضراء، فهو ينبض بروح الحياة منذ أكثر من (200) عام يستفيد من وفرة مياهه الإنسان على مر الأزمان.

"عمان" كان لها زيارة لفلج القبائل بولاية صحار واللقاء بوكيل الفلج في القرية التي أخذت اسمها منه (فلج القبائل) الذي يسرد تفاصيل هذا الفلج النابض بالحياة بجهود المخلصين له الذين يحرصون على صيانته عاما بعد عام، متخذين من أساليب الري بالفلج أنصبة متوزعة على المستفيدين من مياهه الوافرة، ولتنعم حقولهم بالخضرة طوال العام.

ويتحدث الرشيد هلال بن محمد بن ماجد الجابري وكيل الفلج عن أسراره التي قد لا يعرفها الكثيرون، فبالإضافة إلى عمرة الممتد لما يزيد على قرنين من الزمان، يؤكد الجابري أن الاهتمام بالفلج الذي هو من أنواع الأفلاج الداوودية سر بقائه لليوم، فهو ينبع من منبعين أهمها عين الفلج (أو كما تعرف بأم الفلج) التي ينبع منها الماء على عمق يصل إلى 26 مترا تحت الأرض يعلو منها الماء كينبوع متدفق وموقعها بين الجبال ساهم في تغذيتها وقت هطول الأمطار ووقوعها في مستوى انسيابي لتجمع المياه الجوفية، فهو سر من أسرار الفلج التي جعلت له خصوصية إلى يومنا الحاضر.

كما يذكر وكيل المسجد أن الفلج يمتد بطول (6) كيلومترات من قناة الفلج الرئيسية ليصل إلى مزارع المواطنين، حيث يسقي الفلج عددا كبيرا من المزروعات وافرة الخضرة من أشجار النخيل والمانجو والليمون إلى جانب المحاصيل الزراعية الموسمية التي تشتهر زراعتها خلال فصلي الشتاء والصيف. ويضيف: الجميع هنا مهتم بهذا الفلج لأنه يعتبر مصدر مهم لري وسقي المزروعات والمحافظة على خصوبة المزارع وتحسينها وجودة منتجاتها التي بلا شك تتأثر بشكل كبير بعذوبة مياه الفلج الذي يسقيها.

ويوضح الجابري أن نظامي أثر الظل والنجوم هما السائدان في حصول أصحاب المزارع على حصتهم من مياه الفلج في الماضي ويقول: ما زلنا نحافظ على نظام توزيع حصص مياه الفلج على المزارع منذ القدم فهو لا يزال بذات الأثر منذ سنوات طويلة، حيث يتم الاعتماد على طريقتين للتوزيع بمعدل إجمالي لتلك الحصص التي تعرف محليا بـ«البادَّه» والتي يصل عددها إلى (40) بادّه، ففهي فترة النهار يتم توزيع مياه الفلج بالاعتماد على نظام أثر الظل، أما في الليل فيكون للنجوم حساباتها يعرف من خلالها المزارعون متى تبدأ حصتهم في الري، وهو نظام تقليدي معمول به من مئات السنوات في معظم أفلاج سلطنة عمان.

ولم تكن للوفرة المياه واستمرارية تدفقها في فلج القبائل أن تتم إلا بجهود المؤسسات الحكومية والخاصة والأهالي بالاهتمام بالفلج وصيانته، وفق ما يحصلون عليه من دعم مالي أو طرح فكرة على جهة من الجهات لصيانة مواقع مختلفة منه أو تعميق قناة الفلج، فهو بلا شك ذو أهمية يحرص عليها الجميع بما يبقي تدفق المياه ذو وفرة للشرب والري وسقي المزروعات في مزارع يمر بها هذا الفلج.

ومع كل هذه المعلومات عن فلج القبائل التي سردها وكيل الفلج إلى أن موقع الفلج وعذوبة مياهه وخضرة المزارع التي يرويها تجعل منه موقعا مهيئا لأن يتحول إلى مزار سياحي، حيث يناشد الجهات المختصة بالاهتمام بهذا الفلج من خلال إقامة المنشآت التي تعزز من مكانته كموقع سياحي يجذب الزوار من مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عمان وخارجها، حيث يسهل الوصول إلى هذا الفلج والاستمتاع بما يتميز به، وليكون رافدا من روافد السياحة الداخلية التي أصبحت جزئا من مكونات الطبيعة الخلابة في عماننا الحبيبة.