مستخدم:ريم 1997/ملعب
من حقوق الطفل حقوق الطفل قبل الولادة .. إحسان اختيار والديه
اهتمَّ الإسلام بحقوقِ الطفل قبل ولادته، عبرَ إصلاح المحضن والمرتَع، الذي سوف ينشأ فيه الطفل؛ ولذلك حضَّ الإسلام على الزواج حتى ينشأ الطفل من خلاله على الطهارة والعفة والاستقامة، وحرَّم الإسلام الزنا بكلِّ صوره؛ لأن الطفل عنده يكون نتاجَ نطفةٍ خبيثة مُهَانة، وعادةً يكون مصيرُه الضياع والفساد، وكذا حرَّم الإسلام عددًا من الأنكحة الفاسدة؛ حفاظًا على طهارة المحضن؛ مثل: نكاح المتعة، ونكاح الشِّغار، والمحلِّل، والاستبضاع.
وأول حقوق الطفل قبل الولادة؛ هي:
الحق في إحسان اختيار والديه:
لقد جعل الإسلام حسنَ اختيار الوالدين كلاًّ منهما حقًّا للطفل؛ ولذا أمر كلاًّ منهما بإحسانِ اختيار الآخر، ووضع قواعد ومعايير تحقِّق هذا الإحسان في الاختيار؛ وهذه القواعد نستطيع إجمالها في العناصر التالية:
(أ) الاختيار على أساس الدين:
ونقصد بالاختيار على أساس الدين أن يكونَ الاختيارُ على أساسِ الفهم الصحيح والحقيقي للإسلام، والتطبيق العملي السلوكي لكلِّ فضائله السامية وأخلاقه الرفيعة، والالتزام الكامل بمنهجه الشرعي ومبادئه الخالدة على كل حال؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في اختيار الزوجة: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفرْ بذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يداك))[1] ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في اختيار الزوج: ((إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقه فزوِّجوه، إلا تَفعَلُوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير))[2].
(ب) الاختيار على أساس الشرف والأصل:
فقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أسسًا للاختيار؛ منها الحسب في حديث: ((تنكح المرأة لأربع... ولحسبها...))، والقصد من الحديث أن يقصد المسلمون ذاتَ الدِّين أولاً، ولو توفَّر في ذات الدين الحسبُ، أو الجمال الباهر، أو المال الكثير؛ فذلك أفضل، لكنَّ شيئًا من ذلك لا قيمةَ له إن لم يقترنْ بالدِّين.
(ج) الاختيار على أساس الملاحة والجمال:
ينبغي أن تكون الزوجةُ على قدرٍ من الملاحة والجمال؛ بحيث تعجب زوجها ويَرضَى بها، والمراد بالجمال الذي يجعله الشرع الشريف أحدَ أسسِ الاختيار، هو الجمالُ الذي يرضى عنه الزوج؛ ليكون رضاه مُعِينًا له على أنْ يغضَّ بصرَه ويحصِّن نفسَه؛ لذا وجَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابيَّ إلى النظرِ لوجهِ مَن يُرِيد زواجَها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يُؤدَم بينكما))[4]، بل يجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أسباب تفضيلِ المرأة أن تسرَّ زوجها إذا نظر إليها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خير نسائكم مَن إذا نظر إليها سرَّتْه، وإذا أمرها أطاعتْه، وإذا غاب عنها حَفِظتْه في نفسها وماله))[5].
فالإسلام حريصٌ كل الحرص على أن يوفِّر للأولاد الظروف الأسرية المناسبة، التي تساعد على تنشئة صالحة طيبة؛ ولذا يجعل من أسس حسنِ اختيار الزوجين الاختيارَ بناءً على اتصاف الطرفين بالقَدْر الذي يرضى به الآخر من الملاحة والجمال، لكي يساعد هذا على استقرار الأسرة، بدلاً من البحث الدائم من الزوجين عن إشباع الرغبات خارج الأسرة، مما يزعزع الأسرة، وينال من أمانها الاجتماعي.
(د) الاختيار على أساس الودِّ وحُسن الخُلق:
فالزوجان إذا اتَّصَفا بالحرصِ على التوادِّ وحسن الخُلق؛ فإنهما يعملان على إحسان العِشْرة بالمعروف، فلا يكون أحدُهما صخَّابًا ولا شتَّامًا، بل يعرف كلٌّ منهما حقَّ الآخر عليه، وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: ((خير نسائكم. .. إذا أمرها أطاعتْه)) لونًا من ألوان حسن العِشْرة. [1] [2]