مستخدم:رزق محمد السيد المدني/ملعب
الدكتور جمال حمدان "رحمه الله" صاحب كتاب عبقرية مصر الموسوعي له مقولة إستشرافية عميقة في معانيها.
على الرغم من أن شريان حياة مصر و جغرافيتها و مناخها و جذورها تمتد جنوبا إلا أنها دائماً ما تعطيه ظهرها وتتطلع بكل إهتمام للشمال على الرغم أنه لا يأتيها منه إلا العواصف و الحروب.
إذاً الراحل قرع نقوس الخطر منذ عقود ولكن لم ينتبه أحد وبناء عليه.
لماذا لا نكون منطقياً ونعترف أن تعنت أثيوبيا واستقوائها في مسألة سد النهضة ليس وليد اللحظة، صحيح هناك أخطاء جسيمة تصل إلى حد الخيانة في التعامل مع ملف السد منذ البداية ولكن علينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا لأفريقيا حتى تقدم لنا وتقف بجوار مصر في هذا المنعطف الخطير وأكبر الإدلة على ذل
كم حجم التجارة البينية الأفريقية المصرية ؟
كم حجم المعونات التي تقدمها مصر لدول القارة الفقيرة ؟
كم حجم المشروعات التي أقامتها مصر على الأقل في أخر عقدين ؟
كم عدد الجامعات والمعاهد و المدارس التي أقامتها مصر في بلدان أفريقية؟
كم عدد المطارات الأفريقية التي ترتبط بخطوط مباشرة مع مصر؟
كم عدد الطلاب الأفارقة الذين يحصلوا على منح دراسية ؟
كم كيلو متر من الطرق البرية التي تربط مصر عواصم أفريقية؟
للأسف الإجابة على كل هذه الإسئلة ستكون صادمة بالمقارنة بأهمية دول القارة لمصر.
نعم مصر أهملت عمقها الإستراتيجي الأفريقي لعقود و معه خسرت قوتها الناعمة و تقزم دورها فبحثت هذه الدول عمن يمد لها يد العون و يملء الفراغ فهرعت إسرائيل و الصين و دول كثيرة
مؤخراً ذكرت مصادر صحفية أن إجتماع ثلاثي تحت رعاية رئيس جنوب أفريقيا لبحث ما تبقي من مشكلات عالقة بين الأطراف الثلاثة و المتعلقة ببناء سد النهضة و عملية التخزين
ولكن هل ستفلح فيما فشلت فيه كل المفاوضات السابقة ؟
من المعلوم أن الولايات المتحدة إحتضنت مفاوضات ثلاثية ماراثونية تحت رعاية الرئيس الأمريكي وفي حضور البنك الدولى و وزارة الخزانة الأمريكية وبعد بلورة إتفاق رفضت أثيوبيا التوقيع على الإتفاق النهائي بدعواي أن الولايات المتحدة لم تكن طرفا محايداً.
في تصورى أن أثيوبيا لن تقدم تنازلت جوهرية في جولة المفوضات القادمة لعدة أسباب
بالنظر إلى قائمة الدول التي تمول السد سنجد الصين تحتل التي ساهمت في تمويل السد كما أن شركاتها حصلت على النصيب الأكبر في مشروعات السد من دراسات الجدوي إلى أعمال إنشاء إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية بخلاف مشروعاتها التي ستستفيد بشكل مباشر من عملية توليد الطاقة مثل مشروع خط السكك الحديدية الصيني
الأوضاع السياسية المضطربة في الداخل الأثيوبي و بحث النظام السياسي عن إنتصار معنوي
أطمئنان أثيوبيا لعدم قدرة مصر العسكرية للقيام بأي عمل عسكري ضد السد خاصة مع استمرار الأوضاع المضطربة في ليبيا إلى جانب المشاكل الإقتصادية التي تمر بها مصر في الوقت الراهن
إذاً علينا أن نستعد من الأن لتبعات النقص المحتمل في مياه النهر وعلينا أيضاً أن ندرك أن جريمة إهمال مصر لعمقها الإستراتيجي الجنوبي حان وقت حصادها المر