مستخدم:خدوري/ملعب
هذه صفحة ملعب خدوري، وتصلح لتجربة التحرير في الموسوعة وهي ليست مقالة من مقالاتها. لإنشاء ملعبك المخصوص، اضغط هنا. |
بحث الأسئلة المتكررة تسجيل الدخولcالتسجيل
مخازن الفكر أخبارمراكز البحوث اخبار مراكز ومعاهد الابحاث والدراسات السياسية نسخة للطباعة تغيير حجم الخط تجاهل المحتويات
مجيد خدوري. إضافة رد المشاركة الأولى غير المقروءة • 2 مشاركة • صفحة 1 من 1 مجيد خدوري. بواسطة عبد الستار بوشناق » السبت مايو 05, 2012 3:00 am
صاحب أول كرسي لدراسات الشرق الأوسط في أمريكا 2007ـ 1908 "لا خلاص للعراق ولا مستقبل له الا بالتخّلص من تناقضاته واحترام كل عراقي للعراقي الاخر" (مجيد خدوري)
بعد قرابة ستة أشهر من رحيل طيب الذكر المؤرخ الاستاذ نقولا زيادة في بيروت، رحل قبل ايام مؤرخ كبير آخر هو الاستاذ مجيد خدوري، وقد عاش كلاهما عمرا واحدا فالاول ولد عام 1907 ورحل في/7/ 29 2006، أما الثاني فولد في 1908 ورحل في/1/ 25 2007. نعم فوجئنا قبل أيام برحيل كبير مؤرخي تاريخ العراق المعاصر بواشنطن دي سي.. اذ رحل ذلك الرجل القدير الذي لم يبق الا وحده في الساحة بعد ان غادر طيف الرعيل الاول عّنا.. رحل ولم يكمل مئة عام من العمر، وبعد حياة حافلة بالانتاج والحيوية والمكانة الدولية والاكاديمية.. اولا: صفات مؤرخ جاد رحل مجيد خدوري الذي تنوعت حياته المديدة وزخرت ثقافتنا التاريخية بالعديد من اعماله الرصينة.. رحل الرجل المثقف الذي يعد واحدا من بناة المعرفة والعلم والمنهج في
في اروقتها غالبية الادباء والشعراء المبدعين العراقيين.. وكانت لخدوري عدة تآليف تاريخية اثناء وجوده في العراق. وفي العام 1945، كان للراحل نشاط علمي وتربوي ودبلوماسي اذ استقطبته وزارة الخارجية العراقية بسبب كفاءته، فعمل فيها عام 1945 وغدا عضواً في الوفد العراقي إلى المؤتمر التأسيسي للأمم المتحدة في سان فرانسيسكو سنة 1945، كما وكان عضواً في عدة لجان في وزارة التربية العراقية، وخاصة بين سنتي 1939و1947 ثالثا: حياته في أمريكا: مجيد خدوري يصبح امريكيا لقد عاد مجيد خدوري إلى الولايات المتحدة عام 1947، ليدّرس في جامعة انديانا وجامعة شيكاغو، وفي عام 1949 أسس أول مركز في الولايات المتحدة الأمريكية يعني بشؤون دراسات الشرق الأوسط. لقد بقي مديرا لبرنامج دراسات الشرق الأوسط حتى تقاعده في العام 1980.كما وانه قدّم بعض الدروس الاولى عن القانون الاسلامي (= الشريعة)، ثمّ اختير مستشارا في بعض نشاطات وزارة الخارجية الأميركية، خاصة بعد أن أصبح مواطناً أميركيا سنة 1954. وقد كان له دور بارز في تأسيس الجامعة في ليبيا وشغل منصب رئاسة الجامعة هناك سنة 1957. أما عائلته فصغيرة تتكون من زوجته الموصلية المثقفة مجدية خدوري التي توفيت في العام 1972، وقد انجبا كل من فريد وشيرين (التي اقترنت بالزميل الدكتور ادموند غريب).. خلال الفترة من 1960و 1980 وقد زار القاهرة، وعمل أستاذاً في الجامعة الأمير كية فيها بين كانون الأول 1972 وكانون الثاني 1973. كما زار بغداد وألقى محاضرات سنة 1976. وفي آذار زار جامعة البصرة وألقى فيها محاضرات في تاريخ العراق المعاصر. رابعا: أعمال خدوري العلمية كتب خدوري أكثر من 35 كتابا بالانكليزية والعربية ومئات المقالات في شؤون الشرق الأوسط والعراق المعاصر والشخصيات العربية.. وكتب ايضا عدة اعمال علمية وموثقة ولها اهميتها عن مصر وليبيا وسوريا والعربية السعودية. اسس كذلك الجمعية الشيبانية للقانون الدولي للعلماء والاكاديميين المهتمين والمتفهّمين للشؤون الشرعية والمؤثرين في العالم الاسلامي. وكان استاذا زائرا لعدة معاهد وجامعات بضمنها كولومبيا وهارفرد وفيرجينيا وجورج تاون واكسفورد وغيرها. 1/ كتابه الاول وأعماله الاولى: اهتم مجيد خدوري بتاريخ العراق المعاصر، وبدأ ينشر اعماله منذ سنوات عمله في العراق فمن جملة اصداراته كتيب صغير عنوانه " اسباب الاحتلال البريطاني في العراق "، طبعه على حسابه الخاص في مطبعة الشعب بالموصل سنة 1933، واصل هذا العمل: دراسة حاز فيها صاحبها خدوري على جائزة هوردبلس الاولى في مباحث مسابقة علمية للسنة الدراسية 1930- 1931 في الجامعة الأمريكية ببيروت ـ كما كتب في مقدمته ـ، وانه اضفي عليها بعض تعديلاته ونشرها بناء على مقترح الاستاذ إبراهيم بيثون مرشد جمعية التوفير في الثانوية المركزية بالموصل وكان قد عّين مدرسا فيها، مخصصا ريع الكتاب للجمعية المذكورة. وفي سنة 1934 نشر في الموصل كتابه (المسألة السورية).وفي العام 1935، اصدر خدوري كتابه الثاني الموسوم " تحرر العراق من الانتداب "، ولقد ساعدته وزارة الخارجية العراقية، اذ استدعته ووفرت له وثائق لاعداد (الكتاب الابيض). وفي سنة 1939 خطط لنشر كتابه: عن (قضية الاسكندرونة) وتأخر طبعه حتى سنة 1953. وفي سنة 1946 اصدر كتابه " نظام الحكم في العراق ". 2/ اعماله المتوالية: التنوع والتخصص والنضج وفي العام 1951، نشر كتابه المتميز " العراق المستقل: دراسة في السياسة العراقية منذ 1932 "، ثم نقحه واعاد طبعه بالانكليزية منشورات اكسفورد بعنوان: " العراق المستقل: دراسة في السياسة العراقية منذ 1932 حتى 1958 "، وفي سنة 1960، نشر كتابه: " العراق الجمهوري: دراسة في السياسة العراقية منذ ثورة 1958. وبعد مضي أكثر من عشر سنوات نشر كتابه " العراق الاشتراكي: دراسة في السياسة العراقية منذ ثورة 1968. وفي سنة 1963 أصدر كتابه: (ليبيا الحديثة: دراسة في التطور السياسي). ووضع خدوري كتابين مهمين أولهما عنوانه " الاتجاهات السياسية في العالم العربي: دور الافكار والمثاليات في السياسة " وثانيهما بعنوان " عرب معاصرون: أدوار القادة في السياسة العربية طبع بالإنكليزية في مطبعة جامعة أكسفورد ونشر سنة 1969. 3/اعماله الاخرى اما كتبه الاخرى، فهي عديدة، منها رأي الاسلام في العدالة (بالاشتراك مع البروفيسور ر. ك. رمضاني) وكتاب حرب الخليج: اصول ومضامين الصراع العراقي ـ الإيراني، وكتاب القانون الاسلامي للامم، وكتاب الحرب والسلام في قانون الاسلام، وكتاب " الرسالة الشافعية: المعاملات في مؤسسات العدالة الاسلامية " وكتاب " القانون في الشرق الأوسط "، وكتاب " القانون والشخصيات والسياسات في الشرق الأوسط " (نشر رفقة جيمس بيسيتوري)، وكتاب " شخصيات عربية في السياسات "، وكتاب " مشاكل الشرق الأوسط الرئيسية في القانون الدولي ".. واخيرا نشر كتابه: " الحرب في الخليج 1990- 1991: الصراع العراقي ـ الكويتي وتداعياته " (رفقة زوج ابنته الدكتور ادموند غريب) ونشرت عدة طبعات منه. لم يكتف الاستاذ خدوري بهذا حسب، بل وجدته وقد قدم عدة كتب بمقدمات ومدخلات مسهبة، فضلا عن شراكته لاخرين كتبهم واعمالهم اذ أسهم مع مؤرخين آخرين في إصدار وتحرير بعض الكتب ومن ذلك بحثه عن (دور الجيش في السياسة العراقية) ضمن كتاب س. ن فشر (الجيش في الشرق الأوسط).. 4/أفضل مقالاته الموسوعية ومن بحوثه التي نشرها في مجلات وموسوعات عالمية، فمنها: " مشروع الهلال الخصيب: دراسة في العلاقات الداخلية العربية 1951" و " ضباط الجيش ودورهم في سياسة الشرق الأوسط" 1955، و " النخب العربية " و " العلاقات الدولية " و " قضايا الشرق الأوسط ابان الحرب الباردة ".. كما كتب خدوري عدداً من المواد في دائرة المعارف البريطانية ودائرة المعارف الإسلامية ودائرة معارف الدين وقاموس العصور الوسطى ودائرة معارف القانون الدولي وعالج في هذه المواد موضوعات "الجهاد" و "حلف بغداد" و "الهدنة" و " المصلحة" و " القانون الدولي الإسلامي" و " الموصل" و " ملكية الأراضي في الإسلام" و " الشافعي."
خامسا: كيف نفهم كتابات مجيد خدوري؟ ان هذا الرجل لا يكتب من موقع الادنى إلى الاعلى، بل اشعر به هو الاعلى دوما ويوجه كلامه للادنى.. اكاد احفظ ما كتبه عن تاريخ العراق المعاصر وخصوصا في ابرز ثلاث كتب عالج العهود الثلاثة: الملكية والجمهورية والاشتراكية.. وبقيت منذ ايام تلمذتي حتى اليوم معجب بما كتبه في كتابيه: الاتجاهات السياسية في العالم العربي وعرب معاصرون.. كان محللا بارعا للافكار وبروح منهجية وحيادية وعميقة.. وكان مشخصا لاليات التفكير عند القادة العرب في القرن العشرين عندما تناول ابرز الزعماء السياسيين في القرن العشرين.. واعجبني فيه تصنيفه لتفكير الزعماء بين الواقعية والمثالية.. كان دقيقا في اطلاق الاحكام التاريخية وله القدرة في فهم الاحداث والوقائع التاريخية بسبب عمق تفكيره وسعة ثقافته وقوة قراءاته.. انه منصف للاسلام وعشق مفاهيم العدالة ومضامين الشريعة كما وحلل بشكل ممتاز الفكر القانوني في الاسلام وراقب تطوراته وقارن بين القانون والسياسات في منطقة الشرق الأوسط التي انهكتها المشكلات الجديدة التي لم تجد اية حلول معاصرة.. انه درس نظرة القانون الاسلامي للامم وتكويناتها.. انه يجد بأن العرب والمسلمين لم ينجحوا ابدا في تطوير آليات جديدة للتعامل مع العصر الجديد وتحدياته.. ووجد في الايديولوجيات والمثاليات سببا في ضياع زمن طويل.. خصوصا وان العرب بقوا يتصارعون من اجل لا شيئ.. ولم ينجحوا في خلق مشروعات في الاصلاح السياسي او في الثورات العسكرية ! ان خدوري يتحّرى في دراسته لصناع القرار او الافكار عن المقاييس الموضوعية للقيم والتأثير من خلال اسقاطات معينة على الواقع لا تمت له بصلة، وهذه صفات المثاليين.. وبنفس الوقت، يطبق مقاييس كمية ويتوغل في الكيفيات ليرى صفات الواقعيين ايقدمهم على المثاليين.. كما ويميل الرجل إلى المدرسة التعددية في التفسير التاريخي. وهو يرى بأن المثاليين يتوهمون الاوهام حقائق فجنوا على بلادهم ومجتمعاتهم وهم كثر في البلاد العربية.. وهنا يمكنني القول بأن خدوري يختلف اختلافا جذريا عن حنا بطاطو الذي يهتم اساسا بالقرابة والجوار وتأثير ذلك على صنع التاريخ ! واذا كان خدوري له تنظيرات ورؤى وافكار واستنتاجات، فان بطاطو يتوقف فقط عند عرض الحقائق والتوثيق الصعب. ان فكر مجيد خدوري فكر متوازن وواضح بين تخصصه في شؤون الشرق الأوسط وبين منهجه معرفيا واكاديميا.. وهو معجب بالفكر الغربي وكل وسائله وفلسفاته التي يعتقد بأنها ضرورة لاستنارة المجتمعات الاخرى.. كان تكوينه الموصلي الاول قويا، ثم اضفى عليه تكوينه في أمريكية بيروت، وأضفى إلى ركائزه العراقية تكوينا عربيا وبدأ يتوغل في فهم الاتجاهات السياسية والفكرية عند العرب.. ربما كان مندفعا في بداياته وخصوصا بعد عودته من بيروت مما سبّب له مشكلات، لكنه كان يحترم الاسلام والمسلمين ويجّل دور العرب الانساني بعد انفتاحهم على العالم.. ويبدو لي انه يتعاطف قليلا مع الفكر القومي كونه ترّبى في العراق عليه، بل وان العالم في فترة ما بين الحربين كان يمر بهذا التفكير الذي وصل إلى اوج عنفوانه في أوروبا وخصوصا إيطاليا والمانيا.. وكان خدوري قد انتمى ليغدو عضوا في جمعيات قومية لها وجهتها الثقافية أكثر من السياسية مثل نادي القلم البغدادي ببغداد.. كان يعارض الانتداب البريطاني وقد كتب في هذا الموضوع وفّسر للناس اهداف بريطانيا واسباب احتلالها للعراق.. وكان يؤمن بالقانون الدولي والمؤسسات الدستورية وتطور المجتمع على اسس واقعية لا خيالية شعاراتية وهمية.. كان من الاهمية بمكان لو بقي هذا الرجل هو واضرابه من عشرات المثقفين يعملون في العراق، ولكنهم آثروا الرحيل.. ومن ثم لحقت بهم قوافل لا تعد ولا تحصى من ابرز المختصين والمثقفين والمبدعين.. فخسر العراق في القرن العشرين ثروته الحقيقية، لنجده يسير في الاتجاه المعاكس ولينتهي مصيرة إلى ما نراه اليوم ويا للاسف الشديد ! سادسا: بعض ذكرياتي عن الرجل نشرت بعض ذكرياتي مع هذا المؤرخ المتمرس في سلسلة فصلات كتابي " نسوة ورجال: ذكريات شاهد الرؤية " وكتبت قائلا: يعد مجيد خدوري رائد كتابة تاريخ العراق المعاصر بلا منازع، اذ اسس لمنهج جديد ورسم لاسلوب راسخ، بل وان افكاره واراءه التي كتبها عن هذا التاريخ تحدد ملامح تفكير هذا الرجل.. التقيت بالرجل مرتين اولاها في بريطانيا وثانيتها في بيروت، كنت في اللقاء الاول الذي جرى في كلية سانت انتوني بجامعة اكسفورد وكان يزورها، وانا طالب دكتوراه في العام 1978، كنت اعمل على بعض الوثائق في بودليان الجديدة.. طلبني الاستاذ البرت حوراني على وجه السرعة قائلا ساختارك ان تشاركنا الغداء هذا اليوم، اذ سيشرفنا الاستاذ خدوري وهو من مدينتك واحرص ان تكون معنا.. شكرته جدا وكنت بعد ساعتين وجها لوجه مع الاستاذ خدوري وكان يناهز السبعين بشعره الاشيب وقامته المنتصبة ونظراته المستقيمة واناقته الكاملة وكان قد فقد زوجته قبل ست سنوات.. بدا لي انه كأي انسان حيوي صافحني بقوة، وقال: ابني انا اعرف عائلتك الكريمة واستطرد يقول: كنت اقرأ وانا شاب كتابات مستنيرة جدا يكتبها جدك الذي رحل مبكرا عام 1928.. وعلى المائدة آثرت الصمت وانا اشارك الرجلين الغداء، اذ كنت استمع لحديثهما الشيق.. كان اكله بسيطا جدا.. التفت الّي وسألني عّما اعمل والموضوع الذي اشتغل عليه.. خرجنا نحن الاثنين فقط اذ غادرنا حوراني لكثرة ارتباطاته، فرافقت الراحل خدوري لمدة ساعتين. قلت له: انني اعتقد بأن العراق المعاصر يمتلك تاريخا معقدا جدا مقارنة بغيره من تواريخ دول المنطقة ومجتمعاتها ! نظر الي نظرة مستقيمة وفكّر قليلا ثم سألني: ما الذي تقصده؟ اجبت: انه تاريخ صعب وثقيل جدا باحداثه وشخوصه ووقائعه واضداده وتناقضاته سواء السياسي منه ام الاجتماعي.. اجاب: اصبت يا بني وانت تقارن هذا التاريخ بغيره من تواريخ المنطقة.. وماذا بعد؟ قلت: وان العراق محور مركزية الشرق الأوسط.. اجاب: اتمنى عليك ان تفلسف ما قلت مستقبلا.. في حدائق سانت انتوني رحنا نتمشى في حدائق كلية سانت انتوني باتجاه بودليان الجديدة.. تحدثنا عن الموصل وسألته عن بيئته الاولى وعن دور مدينة الموصل وحالتها وتناقضاتها وهجرة المبدعين منها منذ عشرات السنين ودورهم الحيوي ببغداد.. وكل من يخرج منها لا يعود اليها من ابنائها نظرا لما فيها من تناقضات وتعقيدات منذ زمن طويل.. تحدثنا عن اقطاب الحكم في العراق ورأيه بالعديد منهم.. كان يرى في نوري السعيد واحدا من اعظم السياسيين الذين مهروا فن الحكم والسياسة بالرغم من كونه عسكري معتّق لكنه " الوحيد الذي فهم العراق والعراقيين " ـ على حد قول خدوري ـ.. قال: ان الشعب العراقي مشكلته في تناقضاته وان الزعيم الوحيد الذي اعطاه حبه وولاؤه هو عبد الكريم قاسم.. وان عبد الكريم قاسم كان ضابطا محترفا، لكنه فشل فشلا ذريعا في إدارة البلاد سياسيا.. حكى لي عن ميشيل عفلق كثيرا اذ يعرفه معرفة شخصية وبينهما كما بدا لي، صداقة قديمة من نوع ما ربما تعود إلى ايام بيروت.. قال: كثيرا ما انتقدت من خلاله سياسة البعثيين العراقيين التي تعرف بشراستها وكان ميشيل يسكت ولا يجيب.. وقال للعلم فان صديقي قسطنطين زريق كان ينتقد بدوره جماعته من القوميين العرب على آليات العنف التي أخذوا يستخدمونها ! وسألته عن مقارناته بين الزعماء وخصوصا في كتابه (عرب معاصرون) وسألته بالذات عن الرئيس عبد الناصر، فقال: اما جمال عبد الناصر، فقد حكم حتى الهزيمة عام 1967 بخياله واحلامه وكبريائه وعدم استماعه للنصح ولكنه لم يعرف كيف يكون واقعيا، كان كثير الظن والهواجس وليس له منهج واقع، ولكنه كان يؤمن ايمانا حقيقيا بالقومية العربية وقد اخلص لها وامتلك كاريزما لم يمتلكها غيره.. سألته عن رأيه في كتاب ضخم وجديد صدر في ذاك العام عن الطبقات الاجتماعية في العراق للمؤرخ حنا بطاطو، فاجابني قائلا: ان الكتاب فيه اخطاء لا تحصى، ولكنه كتاب صعب صرف حنا بطاطو قرابة عشرين سنة لينجزه.. في البداية لم يسألني عن الموصل ابدا، ولكنه بدأ يسترسل ويسألني عنها شيئا فشيئا، وبدا لي انه يكبت شيئا في صدره فآثرت ان لا استرسل معه ! ومن الاشياء التي اذكرها انه قال بأن اصل عائلته من قوقاسيا وقد استوطنوا الموصل منذ مئتي وخمسين سنة، ولكنه رجع في نهاية اللقاء وقال بأنه أصلا من المسيحيين القدماء السريان اليعاقبة في الموصل ! وطال حديثنا ايضا المناهج والتباينات بين المدارس التاريخية ببريطانيا وبين المدارس الموجودة في اميركا.. وسألته عن التوثيقات، فقال: أي مؤرخ يثق فيه الناس يصبح حجة ويؤخذ كلامه بكل جدية، فليس بحاجة ان يوّثق كل المعلومات كما لو كان شابا يستحصل على العلم. منحني الرجل بعد ان عرفني كل الثقة وحدثّني عن دوره كخبير في شؤون الشرق الأوسط، واذكر انه قال لو ان العرب تخّلص فكرهم وتفكيرهم من نظرية المؤامرة لوجدوا انفسهم في طريق تاريخي من نوع جديد.. وان العراقيين بالذات لو نجحوا بالتخلص من تناقضاتهم الشديدة لكان لهم شأن في هذا العالم ! ودعته ولم التق معه الا بعد سنوات وكان قادما من بغداد على ما اظن وقد اشترك في مؤتمر اقامته الحكومة العراقية لذكرى مرور سنة على رحيل ميشيل عفلق وكنت في بيروت وقت ذاك اشارك في واحد من المؤتمرات، وكان لقاءا سريعا عابرا وقد وجدته لم يزل بقامته المستقيمة وصحته العالية وذاكرته الحادة، اذ عرفني منذ اللحظة الاولى.. وأخيرا: امنيتي على المؤرخين العرب والمثقفين العراقيين أتمنى على المؤرخين العرب قاطبة الاهتمام باعمال الاستاذ الراحل مجيد خدوري التي ستبقى علامات شاخصة ومتميزة قدّمها واحد من امهر الرجال المختصين والذي امتاز بمنهجه ورؤيته ودقته وعمق تجربته وخبراته.. كان مؤرخا ومفكرا من طراز نادر، وهو قوي الحجة له اسلوبه الشيق وقدرته على الاقناع.. واتمنى على وزارة الثقافة في العراق احياء ذكرى هذا العراقي القدير، وان يتذكره من تبّقى من أبناء مدينته الاصلاء.. ستبقى ذكرى الاستاذ مجيد خدوري حية بيننا، وستبقى كتبه ومؤلفاته مراجع اساسية لنا جميعا وللعالم وللاجيال من بعدنا، واعلم القراء الكرام انني سانشر لاحقا معلومات وآراء اخرى حدّثني الرجل بها، وساضمنها كتابي " زعماء ومثقفون: ذاكرة مؤرخ ".. للراحل الذكرى الطيبة مع اصدق التعازي القلبية لاسرته الكريمة. www.sayyaraljamil.com عبد الستار بوشناق
مشاركات: 3944 اشترك في: الخميس مايو 12, 2011 6:16 am أعلى Re: مجيد خدوري. بواسطة عبد الستار بوشناق » السبت مايو 05, 2012 3:01 am
مساهمات مميزة في الدراسات الاسلامية والتاريخ: رحيل مجيد خدوري د. ادمون غريب
16/02/2007
فقدت الجالية العربية والاسرة الاكاديمية هذا الاسبوع في الولايات المتحدة أحد ابرز وجوهها / البروفسور مجيد خدوري بعد رحلة مهنية ثرية امتدت علي مدي أكثر من سبعين عاماً، لعب خلالها دوراً بارزاً في ارساء بنية دراسات الشرق الأوسط الحديث والدراسات الاسلامية في الولايات المتحدة وخارجها، حيث كان من الرواد الذين اسسوا مراكز لها.
وقدم د. خدوري من خلال مؤلفاته وابحاثه ونشاطه التعليمي الزاخر مساهمات مميزة في مجال الدراسات الاسلامية وتاريخ العراق الحديث ودراسات الشرق الأوسط. والف أكثر من 35 كتاباً باللغتين العربية والانكليزية، ترجم العديد منها للغات مختلفة، واصبح بعضها مراجع هامة علي المستوي العالمي. وقد نشرت له ايضا مئات المقالات في الموسوعات والقواميس والمجلات الدولية المختصة. ومن أول مؤلفاته كتاب نظام الانتداب الذي نشر في الموصل عام 1933 و آخـرها كان حرب الخليج الذي صدر عن اوكسفورد يونيفيرسيتي برس عام 1997 واعيد طبعه في 2001.
وقد كتب الاستاذ خدوري عن العديد من الزعماء السياسيين ورواد الفكر في الشرق الأوسط الذين كان علي معرفة شخصية بهم من امثال الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس أنور السادات والرئيس الحبيب بورقيبة ورئيس الوزراء العراقي نوري السعيد، ومن المفكرين كامل الجادرجي وميشيل عفلق وعبد الرزاق السنهوري وغيرهم. كما كتب ايضاً مقالات عن السياسة في العالم العربي وخاصة في العراق وليبيا ومصر وسورية والمملكة العربية السعودية في العديد من المجلات الاكاديمية الأمريكية والعربية والدولية. ولعب الاستاذ خدوري دوراً آخر في المساعدة علي تأسيس وتشييد المؤسسات المعنية بالدراسات الاكاديمية عن العالم العربي.
ومن اسهاماته اعادة تأسيس جمعية الشيباني للقانون الدولي التي تراسها عام (1970)، وكان أحد مؤسسي معهد الشرق الأوسط والجامعة الليبية، التي اصبح عميداً لها عام 1957. وهو زميل فخري دائم في جمعية دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، كما تراس جمعية دراسات الشرق الأوسط الدولية. وتخرج علي يديه العديد من الشخصيات العربية والامريكية والدولية. وقد كان من بينهم رؤساء ووزراء وسياسيون واعلاميون من العراق ومن سائر انحاء العالم العربي، فضلاً عن اجيال من الدبلوماسيين والصحافيين والاكاديميين والباحثين البارزين والعاملين في الخدمة المدنية من الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وقد بدأ د. خدوري دراسته الاكاديمية بمدرسة ثانوية في مسقط رأسه الموصل، ثم انتقل من بعد ذلك الي الجامعة الأمريكية في بيروت حيث تخرج عام 1932، عاد من بعدها الي العراق حيث درس فيها لمدة اربع سنوات ثم غادرها الي الولايات المتحدة عام 1936. وحصل في وقت لاحق علي درجة الدكتوراه تحت اشراف د. كوينسي رايت في جامعة شيكاغو عام 1938، ثم عاد الي العراق ليبدأ بالتدريس في كليتي القانون والمعلمين العالية في بغداد. وفي عام 1945، كان عضواً في الوفد العراقي لتاسيس الامم المتحدة برئاسة وزير الخارجية آنذاك ارشد العمري، والذي ضم ايضا رئيسي وزراء عراقيين سابقين، هما نوري السعيد وتوفيق السويدي. وقد ساهم الاستاذ خدوري في عمل لجان الوصاية، والترتيبات الاقليمية وحل النزاعات خلال صياغة ميثاق الامم المتحدة.
وعاد د. خدوري الي الولايات المتحدة مرة ثانية عام 1947، حيث بدأ حياته المهنية كأستاذ جامعي في عدد من الجامعات الأمريكية، من بينها جامعات شيكاغو وكولومبيا وهارفارد وفيرجينيا وجورج تاون وغيرها، حيث بدأ كأستاذ زائر في جامعة انديانا من 1947 ـ 1948 وجامعة شيكاغو من 1948 ـ 1949. والتحق عام 1949بكلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز التي اسس وتراس فيها أول قسم للدراسات العليا المعنية بشؤون الشرق الأوسط في الولايات المتحدة. وبقي في منصبه كاستاذ ومدير للقسم لاكثر من ثلاثين عاماً وحتي تقاعده. كما كان استاذا زائرا في عدد من الجامعات الدولية وبينها جامعات اكسفورد وبغداد والبصرة والامريكية في بيروت. وقد قامت جامعة جونز هوبكنز بعد ذلك بانشاء كرسي مجيد خدوري للدراسات الاسلامية والشرق الأوسط. وقد كان الاستاذ خدوري أول من درَس المواد الخاصة بالشريعة الاسلامية في الولايات المتحدة، كما كان أول من كتب عن حقوق الانسان في الاسلام في مجلة القانون الدولي الأمريكية عام 1946.
وخلال مسيرته الاكاديمية هذه حاز د. خدوري علي عدد من المنح والجوائز، من بينها منحة الجمعية الفلسفية (Philosophical Society)، وزمالة مؤسسة فورد، ومنحة فولبرايت، وجائزة الاستحقاق من الدرجة الاولي من حكومة مصر عام 1985، وجائزة الرافدين من حكومة العراق عام 1953،اضافة الي ثلاثة من منح مؤسسة روكفلير، علاوة علي تكريمه بدكتوراه فخرية في العلوم الانسانية من جامعة جونز هوبكنز، ودكتوراه فخرية في العلوم الانسانية من جامعة نيويورك.
وكان د. خدوري عضو بالمراسلة في مجمع اللغة العربية في مصر، وفي الاكاديمية العراقية، كما كان عضواً في نادي القلم للكتاب (Pen Club)، وفي الجمعية الأمريكية للقانون الدولي (1939)، وفي الجمعية الأمريكية للعلوم السياسية (1947)، وعضو فخري في مجلس امناء معهد الشرق الأوسط منذ 1980.
ولد د. مجيد خدوري في مديــــنة الموصل في العراق في 27 ايلول (سبتمبر) 1908.
وقد تزوج من مجدية دواف عام 1942 (التي توفيت عام 1972)، والذي انجب منها ولدين فريد وشيرين.
ہ اكاديمي عربي يقيم في أمريكا
من مؤلفات مجيد د. خدوري باللغة الإنكليزية:
1. War and Peace in the Law of Islam (London 1941 & Baltimore 1955 and 2005). Translated into Arabic, Farsi, Urdu and Indonesian. 2. Independent Iraq (London: Oxford University Pre, 1969). 3. Law in the Middle East (Washington, 1955). Translated into Farsi. 4. Islamic Jurisprudence (Baltimore, 1960). 5. Modern Libya (Baltimore, 1963) Translated into Arabic. 6. Major Middle Eastern Problems in International Law (Washington, 1968). 7. Republican Iraq (London: Oxford University Pre, 1969). Translated into Arabic.
من مؤلفات د. مجيد خدوري باللغة العربية:
1 ـ نظام الانتداب (الموصل 1933) مطبعة ام الربيعين. 2 ـ اسباب الاحتلال البريطاني للعراق (الموصل 1934). 3 ـ المسألة السورية (الموصل 1935). 4 ـ تحرر العراق من الانتداب (بغداد 1936). 5 ـ الصلات الدبلوماسية بين هارون الرشيد وشارلمان (بغداد 1939). 6 ـ مؤسسات العراق الدستورية والادارية والقضائية (بغداد 1939). 7 ـ نظام الحكم في العراق (بغداد 1946). 8 ـ قضية الاسكندرونة (دمشق 1955)، اعيد طبعها عام 1990. 9 ـ البحرين وايران (بيروت 1953)، دار المكشوف 0
الجالية العربية في أمريكا تفتقد البروفسور مجيد خدوري
عرض الصورة
فقدت الجالية العربية والأسرة الأكاديمية مؤخراً في الولايات المتحدة أحد أبرز وجوهها البروفسور "مجيد خدوري" بعد رحلة مهنية ثرية امتدت أكثر من سبعين عاماً، لعب خلالها دوراً بارزاً في إرساء بنية دراسات الشرق الأوسط الحديث والدراسات الإسلامية في الولايات المتحدة وخارجها، حيث كان من الرواد الذين أسسوا مراكز لها.
وقدم أ. د. خدوري من خلال مؤلفاته وأبحاثه ونشاطه التعليمي الزاخر مساهمات مميزة في مجال الدراسات الإسلامية وتاريخ العراق الحديث ودراسات الشرق الأوسط. وألف أكثر من 35كتاباً باللغتين العربية والإنجليزية، ترجم العديد منها للغات مختلفة، وأصبح بعضها مراجع هامة على المستوى العالمي. وقد نشرت له أيضاً مئات المقالات في الموسوعات والقواميس والمجلات الدولية المختصة. ومن أول مؤلفاته كتاب "نظام الانتداب" الذي نشر في الموصل عام 1933وآخرها كان "حرب الخليج" الذي صدر عن اوكسفورد يونيفيرسيتي برس عام 1997وأعيد طبعه في
2001.وقد كتب أ. د. خدوري عن العديد من الزعماء السياسيين ورواد الفكر في الشرق الأوسط الذي كان على معرفة شخصية بهم من أمثال الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز والرئيس أنور السادات والرئيس الحبيب بورقيبة ورئيس الوزراء العراقي نوري السعيد، ومن المفكرين كامل الجادرجي وميشيل عفلق وعبدالرزاق السنهوري وغيرهم. كما كتب أيضاً مقالات عن السياسة في العالم العربي وخاصة في العراق وليبيا ومصر وسورية والمملكة العربية السعودية في العديد من المجلات الأكاديمية الأمريكية والعربية والدولية.
ولعب أ. د. خدوري دوراً آخر في المساعدة على تأسيس وتشييد المؤسسات المعنية بالدراسات الأكاديمية عن العالم العربي.
ومن إسهاماته إعادة تأسيس جمعية "الشيباني للقانون الدولي" التي ترأسها عام (1970)، وكان أحد مؤسسي "معهد الشرق الأوسط" والجامعة الليبية، التي أصبح عميداً لها عام 1957.وهو زميل فخري دائم في جمعية دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، كما ترأس جمعية دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، كما ترأس جمعية دراسات الشرق الأوسط الدولية. وتخرج على يديه العديد من الشخصيات العربية والأمريكية والدولية. وقد كان من بينهم رؤساء ووزراء وسياسيون وإعلاميون من العراق ومن سائر أنحاء العالم العربي، فضلاً عن أجيال من الدبلوماسيين والصحفيين والأكاديميين والباحثين البارزين والعاملين في الخدمة المدنية من الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وُلد أ. د. مجيد خدوري في مدينة الموصل في العراق في 27سبتمبر 1908.وقد تزوج من مجدية دواف عام 1942(التي توفيت عام 1972)، والذي أنجب منها فريد وشيرين.
من مؤلفات أ. د. مجيد خدوري باللغة العربية:
1-نظام الانتداب (الموصل 1933) مطبعة أم الربيعين.
2- أسباب الاحتلال البريطاني للعراق (الموصل 1934).
3- المسألة السورية (الموصل 1935).
4- تحرر العراق من الانتداب (بغداد 1936).
5- الصلات الدبلوماسية بين هارون الرشيد وشارلمان (بغداد 1939).
6- مؤسسات العراق الدستورية والإدارية والقضائية (بغداد 1939).
7- نظام الحكم في العراق (بغداد 1946).
8- قضية الاسكندرية (دمشق 1955)، أعيد طبعها عام
9.1990- البحرين وإيران (بيروت 1953)، دار المكشوف.
عبد الستار بوشناق
مشاركات: 3944 اشترك في: الخميس مايو 12, 2011 6:16 am أعلى عرض مشاركات سابقة منذ: مرتبة بواسطة إضافة رد 2 مشاركة • صفحة 1 من 1 العودة إلى اخبار مراكز ومعاهد الابحاث والدراسات السياسية
الموجودون الآن المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 1 زائر
مخازن الفكر أعضاء الإدارة حذف الملفات المؤقتة • جميع الأوقات تستخدم GMT
Powered by phpBB © 2000, 2009 phpBB Group | Translated by phpBBArabia | Designed By: SAMAES