مستخدم:خالد٦/ملعب
التاريخ الإسلامي امتدّ التاريخ الإسلامي زمانًا طويلًا، وتتمثّل بدايته ببعثة النبي -صلى الله عليه السلام-، ومن ثم بتأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالخلافة الأموية، وبعدها الخلافة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل: السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب، الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين، وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الخلافة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وبرزت في التاريخ الإسلامي شخصيات عظيمة خٌلِّد ذكرها مع مرور الأزمان، وسيتم ذكر عدد من قصص من التاريخ الإسلامي في بقية هذا المقال.[١] قصص من التاريخ الإسلامي يزدهر تاريخ الدولة الإسلامية من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى آخر معاقل الدولة الإسلامية، بالأحداث التي خلَدها التاريخ، فثمة قصص من التاريخ الإسلامي كثيرة، وذلك بالنقل المتواتر، وبجمع العلماء والمؤرخين واجتهادهم بذلك، كالإمام ابن جرير الطبري بكتابه "تاريخ الرسل والملوك"، والإمام الذهبي بكتابه "تاريخ الإسلام"، والإمام ابن كثير الدمشقي بكتابه "البداية والنهاية"، ولعل أشهر ما تمّ تناقله بالروايات الصحيحة، عند المسلمين، وأجلّه مكانة في نفوسهم، وهي حادثة الإسراء والمعراج.[٢] ذلك ما حدث مع النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذ أسْرِيَ به ليلًا من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في فلسطين، أي أنه انتقل ليلًا من مكة المكرمة إلى القدس، ثمّ عرجَ به إلى الملأ الأعلى عند سِدرة المنتهى، أيْ صعد إلى السماء، ويذكر القرآن الكريم الحادثةَ في مطلع سورة الإسراء، في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[٣].[٢]، ولعلّ هذه القصة أهمّ ما جاء في قصص من التاريخ الإسلامي. فقد كانت رحلة الإسراء والمعراج أعجبَ رحلة في التاريخ، حيث نَقَل الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- بجسده من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، ثمّ عرج به إلى السماوات العلا، ثمّ عاد به إلى بيت المقدس، ثمّ أخيرًا إلى مكّة، كلُّ ذلك في جزء يسير من الليل، وقوبل كلام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر قريشًا بما حدث له بالاستهزاء والافتراء عليه بالكذب والخرف، ولكن النبي-صلى الله عليه وسلم- أثبت لهم صحة ما يقول، بوصفه لهم قافلة عائدة من بيت المقدس وما تحمل، إلّا أنّ كفّار قريش كعادتهم، اتهموه بتهم باطلة، كالسحر، ويظهر فضل أبي بكر -رضي الله عنه- على باقي الناس، بتصديقه الجازم بما يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ سأله كفار قريش عن حادثة الإسراء والمعراج، منتظرين منه تشكيكًا لكلامِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، لكنه صعقهم برده: "إن قالها، فقد صدق!".[٢] قصة إسلام سعد بن أبي وقاص يُعطي الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتًا، درسًا لكل المسلمين بالتضحية والثبات على دين الله، فقد كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ممن دعاهم أبو بكر للإسلام، فأسلم مبكرًا، وهو ابن سبع عشرة سنة، وبعد إسلامه تركت أمه الطعام ليعود إلى الكفر، واستغلت عطفه عليها وحبه لها، لكنه ثبت، فقال لها: تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي، فحلفتْ ألا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، فأنزل الله قوله: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.[٤] .[٥] وقد كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أحد الفرسان، وهو أول من رمى سهمًا في سبيل الله، وهو أحد الستة أصحاب الشورى، ومن مناقبه -رضي الله عنه- أنه كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشير إلى سعدٍ قائلاً: "هذا خالي، فليُرِني امرؤ خالَه".[٦] .[٥] قصة عمر بن عبد العزيز شخصيَّة من الشخصيَّات العظيمة، جمَعَ بين الحِنكة السياسيّة والاقتصاديّة، حتى أنه لَمّا يَبْقَ فقراء بعهده، ولعل الغريب في حياته -رضي الله عنه- أنه كانت نقطةُ التحول في حياته يوم أن فُتِحَتْ زخارف الدنيا كلُّها بين يديه، يأخذ ما يشاء ولا يحاسبه أحدٌ إلا الله، هذه اللحظة التي تضعُف فيها النفوس كانت نقطة الاستفاقة في حياة عمر، فخاف أعظم ما يكون الخوف، وعدل أحسن ما يكون العدل، لقد خاف عمر ولم يكن خوفه إلا من الله، فلم يكن بينه وبين الله أحدٌ من الخَلْق يخشاه، ومن شدة عدله وورعه وحب الناس له أنه عندما وصل نبأُ موتِ الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- إلى إمبراطور الروم الذي كان خَصمًا عنيدًا لدولة الإسلام، بكى بكاءً شديدًا أذهل حاشيته، فسألوه عن ذلك.[٧] فأجابهم بكلمات تُعدّ من أصدق وأجمع ما قِيل في تأبين الخليفة أمير المؤمنين -رضي الله عنه- حيث قال: "ماتَ والله رجلٌ عادلٌ، ليس لعدله مثيلٌ، وليس ينبغي أنْ يَعجبَ الناس لراهبٍ ترك الدنيا، ليعبدَ الله في صومعته، إنما العجبُ لهذا الذي أتته الدنيا حتى أناختْ عند قدمه، فأعرض عنها"، وقال عنه مالك بن دينار -رحمه الله-: "الناس يقولون عنِّي: زاهد، وإنما الزاهد عمر بن عبدالعزيز الذي أتته الدنيا فتركها."، وعندما أصبح خليفة، خير زوجته بين الذهب والجواهر والزُّمُرُّد ومتاع الدنيا، وبين الخليفة عمر بن عبد العزيز، فاختارته رحمها الله.[٧] قصة الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، كان أبوه من أهل الزهد في الدنيا والقعود عن السلطان، سمع الحديث، وأدى الفريضة، ومات منصرفا من حجه بمدينة طرابلس المغرب، وكانت أمه تميمية، وأبوه معافريًا، تذكر بعض المصادر أن محمدًا كان حمّارًا، أي سائق حمار، ومن ثم رحل إلى قرطبة وتأدب بها، فطلب العلم والأدب وسمع الحديث وتميز في ذلك وكانت له همة يحدث بها نفسه بإدراك معالي الأمور، ولا أحد يتوقع في يوم أنه سيكون ذا سمعة تصل إلى أعماق أوروبا، فكانت بداية أمره أن اقتعد في دكان عند باب القصر يكتب فيه لمن أراد أن يكتب شيئًا يرفعه إلى السلطان، حتى توسع نفوذه في القصر بعد أن ترقى وأصبح مقربًا من السيدة أم صبح.[٨] ومن بعد وفاة الخليفة الحكم، تولى الخلافة ابنه صاحب الثنتي عشرة سنة، هشام المؤيد، فأصبح ابن أبي عامر قائدًا، وتواصلت فتوحاته في إسبانيا، حتى أسس دولته، الدولة العامرية، وقد كان يحب الجهاد والعلم والعلماء، وقصته مثال عظيم، وأسوة لأصحاب الطموح العالي، إذ كان حمّارًا، وأصبح حاكمًا. وهكذا ينتهي مقال: قصص من التاريخ الإسلامي.[٨]
إقرأ المزيد على سطور.كوم: https://sotor.com/%D9%82%D8%B5%D8%B5_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A