مستخدم:بيان الشكيلي/ملعب
أطفال الشوارع
عدلوأنت تتجول في شوارع مدينتك ، حتما ستراهم هنا وهناك، سوف تجدهم في الساحات وعند المقاهي وفي محطات النقل وأمام دور السينما وكذلك في الأماكن المهجورة والخرابات .أطفال بوجوه شاحبة، غابت نظارتها، وتراجع ألقها، وفقد فيها نزق الحياة وروعتها .عيونهم غائرة، وأجسامهم هزيلة، ونفوسهم مهيضة،هدها الضياع ،وأتعبها الجوع ،لتموت في أعماقهم كل تلك المعاني والأماني الجميلة في الحلم بغد أفضل.
لقد أضحت أحلامهم موقوفة عن التنفيذ بعدما اقتلعهم القدر من أحضان أسرهم الدافئة، ليمج بهم في عوالم مجهولة المعالم، لتتحول حياتهم إلى جحيم يكتنفهاالغموض ويطبعها اليأس.ويسمها الحرمان.
الكلام هنا عن أطفال الشوارع المشردين، الذين صارت أعدادهم تتزايد في العالم وفي بلداننا العربية بشكل مخيف ،بحيث أثبتت الدراسات العالمية أن عددهم في العالم يتراوح ما بين 100 و150 مليون طفل وطفلة ، موزعين حسب النسب التقديرية التالية : 20% في الدول المتقدمة 40% في أمريكا اللاتينية و 30% في آسيا و 10%في أفريقيا وهناك تقديرات تجاوزت هذه الأرقام بحيث أن أمريكا اللاتينية وحدها بها 50 مليون طفل شارع بينهم 30 مليون في البرازيل وحدها .
وفي وطننا العربي هناك تقريبا10 مليون طفل وطفلة تنفرد فيه مصر وحدها بحوالي 2 مليون ،وقد أفادت بعض الإحصاءات بأن أكثر من 56 % منهم يسرقون ، بينما 80 % منهم مدمنون على تدخين السجائر والتعاطي للمخدرات تجارة واستهلاكا بكل أصانفها، في حين 20 % منهم يلجأون إلى التسول .
والفئات العمرية الأكثر تأثرا ومعاناة بين أطفال الشوارع تتراوح بين سن العاشرة والخامسة عشرة، وتكون غالبيتهم العظمى من جنس الذكور لأن الإناث لا يشكلن أكثر من 8% من المجموع.
==== تسميات طريفة لأطفال الشوارع ====
عدليطلق على أطفال الشوارع مجموعة من الألقاب والأسماء الطريفة وهذه الأسماء تتغير من مكان إلى آخر حسب البلد والقارة.
فمثلا في بولوفيا يحملون اسم (دود الخشب ) وفي نابولي اسم (رأس المغزل ) وفي بيرو اسم (طائر الفاكهة ) وفي كولومبيا (الصبي) أو (أولاد الغبار) و(حشرات الفراش ) وفيبوليفيا (الفئران ) وفي رواندا (الأولاد السيئون) أما في هندوراس فهم (المتمردون الصغار) وفي زائير (العصافير ) وفي الكاميرون(الكتاكيت) و (البعوض) وفي الكونغو(الجوالين).
أما في العالم العربي فإنهم يطلقون عليهم في السودان (الشماسه ) أو أطفال الكارتون، أما في المغرب فهم( الشمكارة) أو( أولاد السوق )
أسباب الظاهرة
عدلمشاكل اجتماعية:
عدلإن عملية حصر الأسباب المؤدية إلى فرز ظاهرة التسول تحيلنا على العديد من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي تتداخل فيما بينها وتتقاطع لتشكل جملة من العوامل يصعب ذكرها كلها
هناك ولهذا سوف نقتصر على أهم هذه الأسباب والتي نعتبرها جد أساسية وهي:
ـ الطلاق: إن الكثير من الباحثين يعتبر مشكل الطلاق من الأسباب الرئيسية لاستفحال هذه الظاهرة، معتبرين إنفصال الوالدين يعرض الأبناء للتشرد و الضياع، فالأب والأم يذهب كل منها فى إتجاه ويتركون هؤلاء الأطفال بلا عائل فيكون العائل الوحيد هو الشارع، والرصيف هو البيت، أو أى مكان مهجور، وتشير الدراسات أن النسبة الكبيرة من أطفال الشوارع لهم أب وأم شرعيين وليسوا لقطاء.
ـ الفقر : من دون شك إن إنخفاض مستوى المعيشة،وتدنيه بسبب قلة الحاجة والفاقة تدفع الأسر بأبنائها للشارع للعمل أو للتسول ، وهنا يجد الطفل نفسه مرغوما إلى الخروج إلى الشارع وحيث أنه يلتقي باطفال مثله هناك ممن يملكون الخبرة في التشرد فهو سريعا ما يتشرب منهم الصنعة ويصبح واحدا منهم.
ـ المشاكل الأسرية : الكل يتفق بأن نفسية الطفل عموما و طبيعته تتميز بالحساسية وهذه تكون من أهم الدوافع التي تجعله يغادر المنزل و يذهب إلى الشارع ويأتي هذا غالبا بسبب التوترالناتج بين الأبوين داخل البيت
مشاكل تربوية:
عدلـ التسرب المدرسي، وهو العامل الأساسي لعمالة الأطفال ويرجع سببه إلى تعرض الأطفال للمعاملة السيئة أو للعقاب البدني من المدرسين .
ـ ضعف المناهج الدراسية التي لا تسعى لتنمية فكر الطفل وإبداعاته .
ـ عدم توفير فرص عمل للخريجين مما ينعكس سلبا على الأسرة ويدفع إلى فقدان الثقة في الدور التكويني للمؤسسات التعليمية وهذا ينعكس على الأطفال ليبدأ العزوف عن التعليم .
ـ تدني العائد الاقتصادي والاجتماعي من التعليم .
ـ جهل الاسر بقيمة تعليم الفتيات وإجبارهن على ترك المدرسة لمساعدة أمهاتهن في الأعمال المنزلية
ـ جفاف البرامج التربوية الهادفة وغياب الأنشطة والسياسات التي تساعد على الحلول
مشاكل سياسية :
عدلـ الحروب وآثارها المدمرة وفقدان الاستقرار.
ـ رفض الدول لبعض الفئات واضطهادهم على أساس اللون أو الديانة أو الجنسية.