مستخدم:بدرية المزيني/ملعب
الذكاء العاطفي للطفل مفهوم حديث لم تتناوله المناهج العربية حتى الآن مع ان بعض الباحثين عرفوه في ابحاثهم فمثلاً سميحة عطية (2005) عرفته بأنه " قدرة الطفل على التعرف إلى الانفعالات سواء انفعالاته أو انفعالات الآخرين وقدرته على عزو هذه الانفعالات إلى أسبابها المحتملة ومهاراته في التعبير عن الانفعالات المختلفة وتوظيف هذه القدرات والمهارات في المواقف المختلفة ونحو المحيطين به وتمكنه من إصدار أحكام نحو انفعالاته وانفعالات الآخرين".
اما دانيال جولمان( Goleman,1995) ) عرف الذكاء العاطفي بأنه "مجموعة من المهارات والكفايات التي تمكن الفرد من التعرف على مشاعره ومشاعر الآخرين، وعلى تحفيز ذاته، وإدارة عواطفه وعلاقاته مع الآخرين بشكل فعال".
لماذا الذكاء العاطفي الآن ؟ هل يحتاجة الطفل فعلاً ؟ يوجهنا طبيب الأمراض العقلية والنفسية مايكل نوردن "على الانتباه لما للوقت الحاضر من تأثير على عواطف الناس بما قد يعوق تطورهم ، بسبب عيش الناس الآن في مدن مكتظة بالسكان ، وأن الضغوط المتزايدة الناتجة عن الحياة العصرية سببه عدداً من المشكلات يتضح ذلك بأن يمتلك طفل في سن العاشرة مسدساً يدوياً ، ليطلق النار على زميل له في المدرسة بسبب إهانه بسيطة يكون قد وجهها إليه "، هنا تظهر اهمية ادارة الانفعالات والعواطف عندما يتعطل العقل المسيطر وتتحكم الانفعالات والمشاعر السلبية يحدث ما يسمية علماء الدماغ السطو العاطفي .
ماهو السطو العاطفي ؟ السطو العاطفي حالة يتوقف بها العقل عن التفكير المنطقي والرؤية الواضحة ، وتحل محلة الانفعالات السلبية كالغضب والانتقام فتصبح هذة المشاعر هي العقل والجسد والجوارح هنا تكمن الخطورة فعادة ما ينتج عن هذة السيطرة جرائم أو على اقل تقدير خسائر نفسية ودمار نفسي .
المريح في هذا الجانب ان المشاعروالانفعالات مكتسبة وليست وراثية مما يعطينا مجالاً واسعاً لتطويرها وتعديلها بل غرسها من الصغر في الطفل ، من حيث التعرف على مشاعرة وتصنيفها السلبية والايجابية ، واعطائة خيارات وبدائل للتعبير عن هذة المشاعر والتنفيس عنها بطريقة مقبولة اجتماعية .
فعندما اساهم في بناء شخصية طفل من جميع جوانبها العقلية والاجتماعية والانفعالية والعاطفية فانا بذلك ابني جيل متوازن مسيطر على جوانب حياتة خاصة وقت الضغوط والاهم من ذلك ابني جيل سعيد مستمتع بالحياة .