مستخدم:السيف ذو الوشاح/ملعب
أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظليّ بالولاء، التميمي، المروزي (118هـ/736م - 181هـ/797م) إمام حافظ، ومجاهد ورحالة وتاجر، جمع الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء. كان من سكان خراسان، ومات بهيت (على الفرات) منصرفا من غزو الروم. له كتاب في «الجهاد» وهو أول من صنف فيه، وكتاب في «الرقائق».[1]
عصره
عدلالحالة السياسية
عدلولد ابن المبارك سنة 118هـ/736م، في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وعاش إلى سنة 181هـ/797م، حيث توفي في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، فهو قد أدرك العهد الأموي في تحدره وانطوائه، كما أدرك العهد العباسي في أوج قوته وأزهى أيامه.[2]
يوصف العصر الذي عاش فيه ابن المبارك بأنه عصر اضطرابات وفتن وثورات وحروب، إذ حدثت فيه فتن وثورات كثيرة، منها ثورة زيد بن علي بن الحسين على هشام بن عبد الملك سنة 122هـ، وثورة محمد بن عبد الله النفس الزكية سنة 144هـ في المدينة المنورة، وثورة أخيه إبراهيم بن عبد الله بالبصرة.[3] ومنها ثورات الخوارج كثورة الضحاك بن قيس الخارجي سنة 138هـ، والذي استولى على البصرة والموصل...[4]، وفتنة الإباضية الذين كفروا علياً بن أبي طالب وأكثر الصحابة سنة 130هـ،[5] وثورة الخوارج على إفريقية سنة 153هـ.[6] ومنها أيضاً فتنة الراوندية التي ظهرت في خراسان بلد ابن المبارك سنة 141هـ،[7] وثورة أهل خراسان على المنصور مع الأمير أستاذ سيس سنة 150هـ.[8] وغيرها. ولم يقتصر الأمر على الحروب الداخلية، بل كانت تقوم بين المسلمين والدولة البيزنطية حروب بين كل فترة وأخرى، وقد شارك ابن المبارك في بعض هذه الحروب.
الحالة الاجتماعية
عدلأدرك ابن المبارك الدولة الأموية في آخر أيامها، وقد كان ذلك العصر يتميز بالعصبية العربية الشديدة، يقول محمد أبو زهرة: ولقد كان في الأمويين نزعة عربية شديدة، وقد أحيوا بها شيئاً كثيراً من تراث العرب قبل الإسلام، وهذا التراث قد يكون فيه المحمود الذي لا يذم، ولكنهم غلوا غلواً شديداً وصلوا به إلى درجة التعصب على غير العرب، وهضم حقوقهم، وهم في الشرع سواء مع سائر المسلمين، فإن الناس جميعاً سواء في الإسلام، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ولكن أوقع الأمويون بالموالي ظلماً شديداً، حتى لقد حرموهم حقوقهم في غنائم الجيش إذا غزوا، وخالفوا بذلك شرعة الله التي شرعها في الغنائم، ولذلك أسهم الموالي في الانتقاض على الأمويين، ولم يقروا لهم بحكم طائعين.[9] ولعل ابن المبارك كان يشعر بوطأة تلك العصبية؛ لأنه كان من الموالي.
ومما يميز ذلك العصر أيضاً: وجود الترف والفساد من جهة، يقابل ذلك التدين والزهد من جهة أخرى، ولم تكن الدولة العباسية تختلف في ذلك عن الدولة الأموية، إذ كان كثير من الحكام يتنافسون في بناء القصور، والإسراف على الملذات، والإنفاق على الشعراء والندماء، وانتقل ذلك إلى عامة الناس، فنشأت في المجتمع طبقة مترفة أغرقت في التنعم، وأقبلت على اللهو والبذخ وتبذير الأموال. وفي المقابل كانت هناك طبقة من العُباد والزهاد والعلماء، قد انقطعوا إلى الدعوة إلى الله، وتزكية النفوس، ونشر العلوم الدينية، والعكوف على التعلم والتعليم، وقد ظهرت هذه الحياة الدينية بوضوح في بغداد، فكانت إلى جانب ما فيها من لهو ومجون محجةً لرواد العلم والزُّهاد.[10]
الحالة العلمية
عدليوصف عصر ابن المبارك بأنه العصر الذهبي للإسلام، إذ كان من أزهى العصور العلمية، فقد ازدهرت فيه أنواع العلوم من حديث وفقه وأدب، ونبغ فيه أئمة متبوعون أمثال الأوزاعي والثوري وأبي حنيفة ومالك بن أنس وغيرهم. وقد كان جُل اعتماد العلماء في صدر الإسلام في طلبهم على التلقي والمشافهة، وكانت الحافظة هي المرجع الأول، ولذلك كان لزاماً على العالم والمتعلم إذا أراد النبوغ أن يرحل في طلب العلم واستماع الحديث، وكان يقال: لا ثقة بعِلمِ مَن لم يرحل. وقد أخذ ابن المبارك من قوة الحافظة وكثرة الرحلات لاستماع الحديث بأوفى نصيب.[11]
كما اتسعت في هذا العصر ترجمةُ حضارات الأمم الأخرى إلى اللغة العربية، وكان لاتساعها الذي نقل أرسال الفكر اليوناني والفارسي والهندي تأثيرٌ كبيرٌ في الفكر الإسلامي. وفي هذا العصر أيضاً اتجه العلماء إلى التدوين، وأخذت العلوم الدينية والعربية تتمايز، وصار كل علم له علماء قد اختصوا به، يتفننون فيه ويضبطون قواعده، لذلك أخذ الفقهاء والمحدثون في تدوين علومهم، وفي العصر العباسي اتسعت آفاق التدوين في الحديث مرتباً ترتيباً فقهياً، وكان ممن سبق إلى حركة الجمع والتدوين عبد الله بن المبارك.[12]
اسمه ونسبه وأسرته
عدلاقتصرت بعض كتب التراجم على نسبة عبد الله بن المبارك إلى أبيه،[13] وارتفعت بعضها بنسبه إلى جده،[14] فقالت: هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي. وهو من تابعي التابعين، فقد كان مولى لبني حنظلة، كما كان مولى لبني عبد شمس من بني سعد تميم. وقد لقبته بعض كتب التراجم[15] «شاهنشاه» ومعناها ملك الملوك؛ وذلك تعظيماً لمقامه وإجلالاً لعلمه.[16]
وقد أجمعت المصادر على أن أم عبد الله بن المبارك خوارزمية، وعلى أن أباه كان تركياً، وكان عبداً لرجل من التجار من همذان من بني حنظلة، وكان رجلاً تقياً صالحاً، كثير الانقطاع للعبادة، محباً للخلوة، شديد التورع،[17] ومن ذلك ما يُحكى عنه أنه كان يعمل في بستان لمولاه وأقام فيه زماناً، ثم إن مولاه صاحب البستان جاءه يوماً وقال له: أريد رماناً حلواً، فمضى إلى بعض الشجر وأحضر منها رماناً فكسره فوجده حامضاً، فحرد عليه وقال: أطلب الحلو فتحضر لي الحامض؟ هات حلواً، فمضى وقطع من شجرة أخرى، فلما كسره وجده أيضاً حامضاً، فاشتد حرده عليه، وفعل ذلك مرة ثالثة فذاقه فوجده أيضاً حامضاً، فقال له بعد ذلك: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟ فقال: لا، فقال: وكيف ذلك؟ فقال: لأني ما أكلت منه شيئاً حتى أعرفه، فقال: ولمَ لمْ تأكل؟ قال: لأنك ما أذنت لي بالأكل منه، فعجب من ذلك صاحبُ البستان، وكشف عن ذلك فوجده حقاً، فعظم في عينه، وزاد قدره عنده، وكانت له بنت خُطبت كثيراً، فقال له: يا مبارك، من ترى تُزوَّج هذه البنت؟ فقال: أهل الجاهلية كانوا يزوجون للحسب، واليهود للمال، والنصارى للجمال، وهذه الأمة للدين. فأعجبه عقله، وذهب فأخبر به أمها وقال لها: ما أرى لهذه البنت زوجاً غير مبارك. فتزوجها فجاءت بعبد الله بن المبارك.[18][19]
ويبدو أن المبارك والد عبد الله لم يكن من أهل الغنى واليسار، حيث كان يعمل ناطوراً في بستان لرجل من همذان، ثم يبدو أنه اشتغل في التجارة بعد ذلك، فعن أبي نميلة قال: كان أبي والمبارك والد عبد الله تاجرين.[20][21]
وأما أولاده فلم تذكر المصادر إلا أنه كان له ولد فمات،[22] ولم يترك بعده أولاداً.[23]
سيرته
عدلمولده ونشأته
عدلولد ابن المبارك سنة 118هـ/736م،[24] وقيل سنة 119هـ،[25] وقيل سنة 110هـ.[26] وقد كان مولده في مدينة مرو أشهر مدن خراسان،[27] وقد كانت مرو مدينة العلم والعلماء، فيها من المكتبات العلمية ما لا يوجد في مدينة غيرها، وقد أخرجت الكثير من الأعيان والعلماء، منهم: أحمد بن حنبل، وسفيان الثوري، وإسحاق بن راهويه، وإليها يُنسب أبو بكر القفال المروزي، وأبو إسحاق المروزي، وغيرهم. قال ياقوت الحموي: فارقتها [أي مدينة مرو] وفيها عشر خزائن للوقف لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة، منها خزانتان في الجامع إحداها يقال لها العزيزية فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها، والأخرى يقال لها الكمالية، وكانت سهلة التناول لا يفارق منزلي منها مائتا مجلد، وأكثره بغير رهن، تكون قيمتها مائتي دينار، فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها، وأنساني حبها كل بلد وألهاني عن الأهل والولد.[28]
نشأ ابن المبارك بمدينة مرو أعظم مدن خراسان وتربى فيها، وكانت مرو مدينة العلم والعلماء، وقد قضى فيها عشرين سنة من عمره أو تزيد، فإنه أول ما خرج في طلب العلم سنة إحدى وأربعين ومائة (141هـ).[29] وقد كان في أول نشأته يتردد على الكُتَّاب يتلقى هناك بعض العلوم، وقد بدت عليه مخايل النبوغ وملامح الذكاء منذ صغره، شهد بذلك أصدقاؤه الذين كانوا معه في ذلك الوقت، فقد أورد الخطيب البغدادي قصة عن صديق لابن المبارك قال: كنا غلماناً في الكُتاب، فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب، فخطب خطبة طويلة، فلما فرغ قال لي ابن المبارك: قد حفظتُها، فسمعه رجل من القوم فقال: هاتها، فأعادها عليه ابن المبارك وقد حفظها.[30][31]
ولكن يبدو أن ابن المبارك انقطع عن التعلم بعد فترة طفولته في الكتاب، وأقبل على حياة اللهو والشباب، يدل على ذلك ما جاء في الفوائد البهية أن أبا حنيفة نظر إليه يوماً وسأله عن بدء أموره فقال: كنت جالساً مع إخواني في البستان فأكلنا وشربنا إلى الليل، وكنت مولعاً بضرب العود والطنبور، ونمت سحراً فرأيت في منامي طائراً فوق رأسي على شجرة يقول: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} قلت: بلى، فانتبهت وكسرت عودي وخرقت ما كان عندي، فكان أول زهدي.[32][33]
إلا أن إقباله على العلم كان نادر المثال، فقد تثقف بأنواع الثقافات في عصره، من حديث وفقه ونحو وأدب وشعر وغير ذلك من العلوم، وكان مع هذا العلم يحترف التجارة طول حياته، ولعله أخذ هذه الحرفة عن أبيه الذي كان تاجراً أيضاً، أو عن أستاذه أبي حنيفة حيث تعلم منه العلم والتجارة،[34] وكان يتاجر لئلا يجعل العلم وسيلة للتكسب، أو يقبل عطايا الحكام وهبات الموسرين.[35]
رحلته في طلب العلم
عدلارتحل ابن المبارك وجاب الآفاق في سبيل طلب العلم، وقد ساعده في ذلك مهنته التجارية، فأكثر من الأسفار، والتقى بكبار الأئمة والعلماء، قال عبدان بن عثمان: وقد خرج عبد الله إلى العراق أول ما خرج سنة إحدى وأربعين ومائة.[36] ومن ذلك الوقت، لم يفتر عن السفر في طلب العلم، وفي ذلك يقول الذهبي: «السفَّار، صاحب الرحلات الشاسعة... فإنه من صباه ما فتر عن السفر».[37] ارتحل ابن المبارك إلى جميع الأمصار التي كان يقصدها طلاب العلم، كاليمن والشام والحجاز والبصرة والكوفة ومصر،[38] وفيه يقول عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث، لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة ولا البصرة ولا الكوفة.[39] وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلاً أطلب للعلم في الآفاق من ابن المبارك.[40] وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه، رحل إلى اليمن ومصر والشام والبصرة والكوفة، وكان من رواة العلم، وكان أهل ذاك، كتب عن الصغار والكبار، كتب عن عبد الرحمن بن مهدي وكتب عن الفزاري وجمع أمراً عظيماً.[41]
ويُروى أنه رحل مرة من بلدته مرو إلى بلاد الري ليسمع كلمة للحسن البصري؛ قال الخطيب البغدادي: عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَا تَشْتَرِ مَوَدَّةَ أَلْفِ رَجُلٍ بِعَدَاوَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ. قَالَ هَارُونُ: قَدِمَ عَلَيَّ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَجَاءَ إِلَيَّ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ، فَسَأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: مَا وَضَعْتُ رَحْلِي مِنْ مَرْوَ إِلَّا لِهَذَا الْحَدِيثِ.[42]
وقد بلغ به ولعه بكتابة العلم مبلغاً جعل الناس يعجبون منه، فقد قيل له مرة: كم تكتب؟ فقال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد.[43] وعابه قوم على كثرة طلبه للحديث فقالوا له: إلى متى تسمع؟ فقال: إلى الممات.[44]
تنوع علومه
عدللم يقتصر ابن المبارك على طلب علم واحد، بل جمع أنواعاً مختلفة من العلوم في عصره، فكان كما قال العِجلي: «وكان جامعاً للعلم»،[45] وقال العباس بن مصعب: جمع عبد الله بن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبة عند الفرق.[46] وقال أبو داود الطيالسي: ما رأيت أجمع من عبد الله بن المبارك؛ فقد كان محدثاً فقيهاً أديباً شاعراً لغوياً فصيحاً، يقصده المتعلمون فيجدون عنده ما لا يجدون عند غيره،[47] وقال المعتمر بن سليمان: ما رأيت مثل ابن المبارك؛ نصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد.[48]
وعن الحسن بن عيسى بن ماسرجس قال: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا: عدوا خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشجاعة والشعر والفصاحة والورع والإنصاف وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والفروسية وترك الكلام فيما لا يعنيه والشدة في رأيه وقلة الخلاف على أصحابه.[49]
علم الحديث
عدلاشتُهر ابن المبارك بعلمه الواسع في الحديث، واتفق العلماء على توثيقه وسعة علمه، مما جعلهم يقدمون قوله على أقوال غيره، ويعتمدون على جرحه وتعديله ويتناقلون أقواله في ذلك.[50] قال العجلي: عبد الله بن المبارك خراساني، ثقة، ثَبْت في الحديث، رجل صالح، وكان جامعاً للعلم.[51] وقال يحيى بن معين فيه: كان كيِّساً، متثبتاً، ثقة، وكان عالماً صحيح الحديث.[52] وهو أحد رجال البخاري، قال الذهبي: وحديثه حجة بالإجماع، وهو في المسانيد والأصول.[53]
وكان ابن المبارك ضابطاً قويَّ الحفظ، وقد روي عنه أنه قال: ما أودعت قلبي شيئاً قط فخانني.[54] كما كان ناقداً يميز بين صحيح الحديث وسقيمه، لذلك كان مرجعاً يحتكم إليه أصحاب الحديث، ويصدرون عن رأيه، حتى كان يقال له «الطبيب» لشدة معرفته بالحديث، فعن فضالة التونسي قال: كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة، وكانوا إذا تشاجروا في حديث قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله، يعنون عبد الله بن المبارك.[55] وكان يحيى بن آدم يقول: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك، أيست منه.[56]
وقد أخرج ابن عساكر عن ابن علية قال: أخذ هارون الرشيد زنديقاً فأمر بضرب عنقه، فقال له الزنديق: لم تضرب عنقي؟ قال له: أريح العباد منك، قال: فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله ﷺ كلها، ما فيها حرف نطق به؟ قال له الرشيد: فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفاً حرفاً.[57]
الفقه
عدلوفاته
عدلكان ابن المبارك قد خرج في غزوة، فلما انصرف من الغزو وصل إلى بلدة هيت[هامش 1] فتوفي فيها سنة إحدى وثمانين ومائة (181هـ/797م)، وله من العمر ثلاث وستون سنة،[58] ودُفن فيها وقبره هناك ظاهر يُزار. وكانت وفاته في العاشر من رمضان، وقيل في الثالث عشر منه، قال الحسن بن الربيع: شهدت موت ابن المبارك، مات سنة إحدى وثمانين ومائة في رمضان لعشر بقين منه، مات سَحَراً ودفناه بهيت. وسألت ابن المبارك قبل أن يموت - يعني عن عمره - قال: أنا ابن ثلاث وستين.[59][60]
شيوخه وتلاميذه
عدلشيوخه
عدلبلغ عدد من حمل ابنُ المبارك عنه من الشيوخ أربعة آلاف، فقد روى العباس بن مصعب في تاريخه، عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن المبارك قال: حملت عن أربعة آلاف شيخ، فرويت عن ألف منهم، ثم قال العباس بن مصعب: وقع لي من شيوخه ثمانمائة.[61]
تلاميذه
عدلشخصيته وصفاته
عدلالجهاد
عدلمؤلفاته
عدلمكانته وثناء العلماء عليه
عدلإسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل عبد الله بن المبارك، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد الله بن المبارك.
سفيان بن عيينة: نظرت في أمر الصحابة وأمر ابن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلاً إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه.
الإمام النووي: عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن، الإمام المجمع على إمامته وجلالته في كل شيء، الذي تستنزل الرحمة بذكره، وترتجى المغفرة بحبه.
الإمام الذهبي: الإمام الحافظ العلامة، شيخ الإسلام، فخر المجاهدين، قدوة الزاهدين، صاحب التصانيف النافعة، أفنى عمره في الأسفار حاجاً ومجاهداً وتاجراً... والله إني لأحبه في الله، وأرجو الخير بحبه؛ لما منحه الله من التقوى والعبادة، والإخلاص والجهاد، وسعة العلم والإتقان، والمواساة والفتوة والصفات الحميدة.
الهوامش
عدل- ^ يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج5 ص420-421): هِيتُ: بالكسر، وآخره تاء مثناة، قال ابن السكيت: سميت هيت هيت لأنها في هوّة من الأرض، انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها... وهي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبرّية... وبها قبر عبد الله بن المبارك رحمه الله.
المصادر
عدلالمراجع الرئيسة
عدلوصلات خارجية
عدل- ^ الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، أيار/مايو 2002م، ج4 ص115
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص13-14
- ^ شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، ج1 ص214
- ^ شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، ج1 ص174
- ^ شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، ج1 ص177
- ^ شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، ج1 ص234
- ^ شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، ج1 ص209
- ^ شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، ج1 ص225
- ^ أبو حنيفة، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، ص92
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص22-24
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص26-28
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص26-28
- ^ تاريخ بغداد، والعبر في أخبار من غبر، والجواهر المضية، والبداية والنهاية، وشذرات الذهب
- ^ تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/285، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1/253، وتهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني 5/383، ووفيات الأعيان لابن خلكان 2/237، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2/203
- ^ حلية الأولياء، أبو نعيم، 8/162
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص42-43
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص42-43
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص44-45
- ^ وفيات الأعيان لابن خلكان 2/237، وشذرات الذهب لابن العماد 1/296، ومرآة الجنان لليافعي 1/379
- ^ تهذيب التهذيب، 11/294 في ترجمة أبي نميلة
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص48-51
- ^ تقدمة الجرح والتعديل، ص287
- ^ معرفة علوم الحديث، الحاكم، ص52
- ^ تهذيب التهذيب 5/386، وطبقات ابن سعد 7/372، والبداية والنهاية 10/177، ووفيات الأعيان 2/239، وتهذيب الأسماء واللغات 1/286، والجواهر المضية 1/281، والفوائد البهية ص103، وسير أعلام النبلاء 6/245
- ^ تذكرة الحفاظ 1/253، وتاريخ بغداد 10/154
- ^ النجوم الزاهرة 2/103
- ^ وفيات الأعيان 2/239
- ^ معجم البلدان، ياقوت الحموي، 8/33-34
- ^ تهذيب التهذيب للعسقلاني 5/384، وتاريخ بغداد للبغدادي 10/168
- ^ تاريخ بغداد 10/165
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص48-51
- ^ الفوائد البهية، اللكنوي، ص102
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص48-51
- ^ العبر في أخبار من غبر ص280، وشذرات الذهب 1/197
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص48-51
- ^ تاريخ بغداد 10/168
- ^ تذكرة الحفاظ 1/253
- ^ تهذيب الأسماء واللغات 1/286
- ^ تقدمة الجرح والتعديل، ابن أبي حاتم الرازي، ص264
- ^ تذكرة الحفاظ 1/254
- ^ تذكرة الحفاظ 1/254
- ^ الرحلة في طلب الحديث، الخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1395، ص155
- ^ تقدمة الجرح والتعديل ص280
- ^ مفتاح دار السعادة لابن القيم 1/74
- ^ تاريخ بغداد 10/155، وتهذيب الأسماء واللغات 1/285
- ^ المرجعان السابقان
- ^ تقدمة الجرح والتعديل ص264
- ^ المرجع السابق ص263
- ^ تذكرة الحفاظ 1/254، وتهذيب الأسماء واللغات 1/285
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص70-71
- ^ تاريخ بغداد 10/155
- ^ تهذيب التهذيب 5/385
- ^ سير أعلام النبلاء
- ^ الطبقات الكبرى للشعراني 1/60
- ^ تاريخ بغداد 10/156
- ^ المرجع السابق
- ^ تذكرة الحفاظ 1/252، معجم الأدباء وتاريخ الخلفاء للسيوطي
- ^ الطبقات الكبرى، والعبر، وتهذيب التهذيب، وتذكرة الحفاظ، وتهذيب الأسماء واللغات، ومرآة الجنان، وشذرات الذهب، والفهرست، والجواهر المضية، والبداية والنهاية، والنجوم الزاهرة، والفوائد البهية، وتاريخ البخاري
- ^ تاريخ بغداد 10/168
- ^ عبد الله بن المبارك، محمد عثمان جمال، ص51-53
- ^ تذكرة الحفاظ 1/255