مستخدم:الدرداري محمد/ملعب

الملك محمد السادس وجهوده في خدمة القرآن الكريم وعلومه

د. محمد الدَّرداري

المغرب

مقدمة

عدل

إن القارئ لتاريخ ملوك الدولة العلوية الشريفة بالمغرب، يجد بين يديه كما هائلا من الوقائع والأحداث التي تدل على العناية الكبيرة التي أولاها هؤلاء لكتاب الله تعالى؛ إذ لا تكاد كتب التاريخ والتراجم تخلو من ذكر ما بذله الملوك العلويون من جهود محمودة في خدمة كتاب الله، ونشر علومه المختلفة؛ ولئن كانت بذرة هذه الجهود قد تفتقت مع  الملوك الأوائل المؤسسين، فإن ثمرتها لا تزال مستمرة إلى يوم الناس هذا مع وريث العرش العلوي المجيد، صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

في هذا السياق، تأتي هذه الورقة، لتسلط بعض الضوء على ما بذله ملوك الدولة العلوية الشريفة في المغرب من جهود مشرقة في سبيل خدمة القرآن الكريم، وخدمة أهله من الحفظة والقراء والمعلمين والمفسرين وغيرهم ممن نالوا شرف العناية بهذا الكتاب الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وانسجاما مع عنوان هذه الورقة فإنني سأقسمها إلى محورين اثنين:

المحور الأول: ملوك الدولة العلوية وخدمتهم للقرآن وأهله

عدل

بادئ ذي بدء، لن أزعم بأن هذا البحث المختصر سيحيط بجميع تفاصيل هذا الموضوع، ولن أزعم أيضا أنه بمقدوري فعل ذلك مستقبلا، وذلك لسبب بسيط، وهو أن مصادره كثيرة، ومادته متنوعة، وليس بمقدور شخص واحد الاطلاع عليها جميعا، ونخلُها، والغوصُ فيها؛ بل هو عمل ينبغي أن تتكاثف الجهود لتحريره واستيعابه، ولا يمكن لشخص واحد ـــ مهما كانت براعته وعزيمته ــــ أن يوفيه حقه من الدراسة والبحث الدقيق؛ وحسبي في هذه الورقة أنني نبهت على أهمية خوض غماره، واقترحت صيغة الاشتغال المناسبة التي تتوافق مع حجمه، وقيمته المعرفية والتاريخية.

إن الباحث في تاريخ ملوك الدولة العلوية الشريفة بالمغرب، يقف على نماذج كثيرة من الاهتمام الكبير لهؤلاء بالقرآن الكريم، وتقديرهم لأهله، وتقريبهم، وبِرهم بأنواع الصِّلات المجزية، ومن ذلك ما نُقل  عن المولى إسماعيل ـــ رحمه الله ـــ أنه كان شديد الحفاوة بأهل القرآن، متواضعا لهم، كريما معهم. ذَكر شيئا من ذلك صاحب الدُّرر الفاخرة حيث قال: "ففي جمادى الأولى عام ألف ومائة، استدعى العلماءَ من فاس لقصره العامر لحضور ختم الإمام أبي عبد الله المجاصي تفسير القرآن الكريم، وكان الختم في قصره العامر ببيته الخاص، وبه نصب المنبر للفقيه المذكور، وبعد الفراغ من درس الختم، أفاض على الضيوف الكرام، قادة الأمة وأيمتها الأعلام، بما لذ وراق من فاخر الأطعمة؛ وكان ـــ قُدس سِرُّه ـــ هو المتولي بنفسه صب الماء على أيدي ضيوفه العظام، [...] وهو الذي تولى فيهم أيضا توزيع الجوائز بيده([1])".

وتلك كانت عادة السلطان المولى سليمان أيضا؛ فقد حضر مع جملة من الطلبة ختم شيخه أبا المواهب تفسير القرآن، بزاوية الشيخ قاسم بن رحمون الشهيرة بالحضرة الفاسية([2]). ولا غرابة فقد كان ـــ رحمه الله ـــ من الشغوفين بالقرآن الكريم وعلومه، المتقنين لرسمه وأدائه، أخذه عن شيخه المقرئ عبد الوهاب أجانا([3]).

ومن مآثره أيضا، أنه "كان يحظ على العلم، ويشجع على تعاطيه ونشره بالتدريس والتأليف في مختلف الفنون، وبالأخص علم القراءات والحديث، اقتداء بأبيه وصالح سلفه. فمن ذلك أمره أبا العلاء إدريس بن عبد الله بالتأليف في مقرأ نافع المدني ابن عبد الرحمان، فألف كتابه: التوضيح والبيان([4])". قال في مقدمته: "وقد أمَرنا بوضعه من تجب طاعته، وطَلعت في أفق العُلا سعادته، وهو إمامنا الذي ابيض بسببه وجه الزمان، الشريف العالم أبو الربيع سليمان، واقترح علينا أن نضعه على ترتيب حروف المعجم، ليكون بذلك سهل التناول على من أراد منه أخذ الحِكم، فها أنا لبيت فورا في تأليفه دعوته، راجيا من الله العظيم أن أُتقن صنعته، على أنه لم يؤلف هكذا كتاب في القديم، حتى يغترف هذا من بحره العميم([5])".

ومن ذلك أيضا، أنه أمره بالتأليف في مسألتين اثنتين وهما: همزة الوصل، والألف الزائدة خطاً في أواخر بعض الكلمات، فاستجاب له في ذلك، وإليه يشير بقوله: "وبعد؛ فقد أمرني سيدنا الإمام، العالم العلامة الهمام، أبو المكارم مولانا سليمان ـــ أبد الله نصره، وخلد فيما يرضيه ملكه ـــ أن أقيد في هذه الأوراق ما يتعلق بمسألتين: الأولى همزة الوصل، فإنها كثيرا ما تشكل على المعلمين، وتلتبس على المتعلمين لكثرة ما يختلف فيها من الأحكام، وقلة من تتبع مسائلها وحرر فيها الكلام، والثانية: الألف التي تُزاد في الخط  نحو: قالوا، وآمنوا، واتبعوا، وما أشبه ذلك، فإنها ساقطة من اللفظ وصلا ووقفا، فما سر زيادتها  في الخط في المواضع التي زيدت فيها، فتعين علي الامتثال بقدر الاستطاعة والإمكان([6])".

وحسبنا ذلك دليلا على حبه الشديد لكتاب الله تعالى، وتعلقه به، وحرصه على تدقيق مسائله، ولم تقتصر عنايته بالقرآن على ما مر ذكره من دعوة العلماء إلى التأليف فيه، وتشجيعهم عليه، بل كان له باع طويل في مختلف العلوم المتعلقة به، ولقد أشار صاحب الاستقصا إلى شيء  من ذلك بقوله: "وإذا تكلم في علوم القرآن أنهل بما يغمر مورد الظمآن([7])".

بل قد وقفت على إشارة عند مخلوف، تفيد أنه رحمه الله كان يتصدر لإقراء العلوم، ومنها علم التفسير؛ وذَكر أنه كان يجلس لتفسير كتاب الله بحضرة الطلبة والأشياخ والعلماء، ومنهم الشيخ إبراهيم الرياحي الذي حضر بعض دروسه في التفسير، وأثنى عليه في ذلك([8]).

أما السلطان سيدي محمد بن عبد الله، فكانت حياته زاخرة بالمواقف المشرقة التي تعكس حبه لكتاب الله، وتعلقه به، كما أنه ـــ رحمه الله ـــ كان شديد التعلق بأهل القرآن، يتقرب منهم، ويوادهم، ويوليهم المناصب الرفيعة في الدولة، ومن ذلك أنه ولى هد بن الضوء بعد أن وجده في جملة من طلبته يقرؤون القرآن فقال له: "أنت أولى بالتقدم من الجميع، أسعد الله بك قبيلتك، فقد وليتك عليها، ثم قال له: أحب أن تنظر لي مكانا أُشيد فيها دارا يتعلم فيها أولادي بين ظَهرانَيْكم، لما اعجبني من سمتكم لحفظ  للقرآن([9])". 

ومن كريم عنايته بأهل القرآن، واهتمامه بهم، مراسلته لملك الإسبان بعدما وقع عدد منهم في الأسر، يخبره بأن في الأسرى المسلمين من أهل العلم وحملة القرآن ما يستوجب أن لا يسلك بهم مسلك غيرهم من عامة الْأُسارى([10]).

وكان من عادته أيضا، أنه يجعل لطلبة العلم والمؤذنين والقراء وأئمة الْمَسَاجِد عطاء يصلهم به في كل عيد([11]).

أما في عهد السلطان المولى الحسن الأول، فقد ارتقى أهل القرآن، وصار لهم من الذكر والمكانة ما جعل التنافس بين المقرئين والحفاظ والمعلمين أمرا شائعا، ولقد كان وقود هذا التنافس: المكافآت الوافرة، والهبات السخية التي كانت تعطى لهؤلاء. من ذلك ما ذكره مؤرخ الدولة العلوية عبد الرحمان بن زيدان ـــ رحمه الله ـــ حيث يقول: "فإذا خَتمت البنت القرآن الكريم، يُنعَم على الفقيه بصلة، وتُقام حفلة ختم القرآن لمن خَتمت، ويُرفع لوحها الذي تقرأ فيه على منصة، ويأتي جميع من بالقصور بالهدايا الثمينة، يضعونها على ذلك اللوح نقودا وثيابا رفيعة مخيطة وغير مخيطة، ويُقدَّم الجميع للأستاذ المقرئ، ويخرج من القصر عدد مهم من قصع الكسكس للمسجد المعد للصلاة برحاب باب القصر، وقوارير ماء الزهر والورود، ويُستدعى الأستاذ المقرئ لتناول ذلك([12])".

ومثل ذلك ما يورِده المؤرخ المذكور عن نفسه فيقول: "وقد ختمتُ القرآن أيام السلطان المقدس مولاي الحسن، فذهبت لجلالته أطلب من عُلاه الختمة([13])، وكان لوحي مكتوبا بخط معلمي من جهتيه، فأخذ اللوح مني فقرأه، ثم سألني عن الخط لمن هو؟ فقلت الفقيه! فقال هذا غش لا ينبغي، فليترككم تكتبون ألواحكم بيديكم، وسألومه، ونفَّذ لي لدى حاجبه أحمد بن موسى المذكور ما يُدفع للفقيه في الختمة([14])".

ولا يخفى ما في هذا النص من حرص منه ـــ رحمه الله ـــ على النصح للمعلمين، ولومهم ـــ أحيانا ـــ، وتوجيههم إلى ما فيه مصلحة الطلاب الذين يجب أن يتولوا بأنفسهم كتابة ألواحهم، ليجتمع لديهم مع الحفظ، ضبط الرسم، وطريقة الكتابة. 

أما المكافآت التي كانت تُرصد لحفظة القرآن، والمكانة التي كان يتحلى بها هؤلاء في عهد هذا السلطان، فيحدثنا عنها الأستاذ الرحالي الفاروقي بقوله: "وفي عهد المولى الحسن الأول كان اعتبار حملة القرآن الكريم متناهيا، وكان تشجيعهم بالمكافآت السخية، والأعطيات الوافرة التي كانت تُرصد لكل من جمع القرآن الكريم، وأما الذين يحفظونه برواية الشيخ حمزة فكانوا علاوة على تمتعهم بالنوال والعطاء، يتحررون من كل خدمة ونائبة، وهذا الالتفات الخاص الذي تَوج عهد الحسن الأول ـــ رحمه الله ـــ، أدى إلى انتشار الكتاتيب القرآنية وازدياد عددها في أكثر الأقاليم المغربية، فكنتَ تجد أكثر الدوار أو المدشر في البادية من حفاظ القرآن الكريم، حتى أنهم أصبحوا يكونون مجتمعا خاصا في هذا الإطار، ويوجد في بعض قبائل السراغنة دوار من أولاد صبيح ينيف سكانه على مائتي خيمة، ما زال إلى الآن يُطلق عليه دوار حمزة، لأنهم كانوا يحذقون رواية الشيخ حمزة([15])".

وفي عهد السلطان عبد الحفيظ بن الحسن، نجد نوعا آخر من العناية بالقرآن الكريم وعلومه، حيث لاقت كتب التفسير منه عناية فائقة، فحرص على طبع ما توفر منها بالمطبعة الحجرية التجارية بفاس، وجلب عدداً آخر منها من مصر، كالبحر المحيط لأبي حيان، والأحكام الكبرى لابن العربي([16]).

وأما السلطان محمد الخامس فقد سار على نهج من سبقه من السلاطين، ومن سياسته في هذا المجال بناء عدد كبير من الكتاتيب القرآنية من ماله الخاص، كما كان يأمر بتجديد ما بَلِي منها([17]). ولاحقا أصدر ـــ رحمه الله ـــ الظهير الشريف رقم: 11 ـــ 12 ـــ 37 يأمر فيه بفتح المدارس القرآنية، وخصص مِنحاً لحملة القرآن، "ووضع لهم شهادة خاصة تُمنح للمجيدين منهم، بعد أن يجتازوا اختباراً في القرآن ورسمه تحت إشراف قاضي المدينة أو القرية، وبواسطة لجنة من حفظة القرآن وعلماء الرسم والتجويد تختار لهذا الغرض([18])".

وجدير بالذكر أن عدد الكتاتيب القرآنية في المغرب قد ناهز إلى حدود 1962م (أي بعد سنة من وفاته) "أربعة عشر ألف كُتَّاب، تضم نحو هذا العدد من المعلمين، وترعى نحو ثلاثمائة ألف طفل([19])". وهو عدد هائل يعكس اهتمامه بكتاب الله تعالى، وحرصه الشديد على تميز المغاربة فيه حفظا وفهما وأداء.

ومنها أيضا تلك الجهود المثمرة في توزيع المصحف الكريم ونشره بين الناس ليتعبدوا بتلاوته؛ فقد كان ـــ رحمه الله ـــ يُوقِف أعداد من المصاحف على المساجد التي يقوم بتجديدها وتوسعتها. ومن ذلك أنه جدد جامع الأندلس بفاس وحبس مائة مصحف عليه، وجدد الجامع الأعظم بتازة وحبس عليه مائة مصحف أيضا([20]) ،كما وسع مرافق مسجد أهل فاس، وأنشأ أربع خزائن ببلاطه وملأها بالمصاحف الكريمة([21]).

ومن ذلك أنه لما أتم بناء القصر الملكي بالرباط، استدعى علماء العدوتين وولاتهما، وعددا من الوزراء وكتاب البلاط وحفظة القرآن من الكبار ومن الصبية والأطفال؛ وكان ـــ رحمه الله ـــ يدعو هؤلاء الصغار كل خميس لزيارة ولي عهده، وتناول الحلويات والمبردات مع سموه([22]).

وواضح أن اختيار هؤلاء لمؤانسة ولي العهد دون غيرهم فيه احتفاء بهم، وتكريم لهم لما تحويه صدورهم من كلام الله تعالى، وهذا لا يمنع من أن تكون رغبة السلطان في احتكاك ابنه بهؤلاء الحفظة بقصد تشجيعه في أن يحذوَ حذوهم، ويسلك طريقهم في حفظ القرآن الكريم والتخلق بأخلاقه.

ومن آثاره الدالة على تعلقه بالقرآن الكريم، وحبه له، حضوره "لسماع تلاوة القرآن الكريم من أفواه التالين له جماعة كل جمعة، ومشاركته لهم في التلاوة بعدة مساجد بالرباط وغيره([23])".

ومن ذلك أيضا ما ذكره الأستاذ محمد عز الدين الإدريسي أنه ـــ رحمه الله ـــ لما غُرِّب عن وطنه، وأُبعد عنه إلى المنفى، كان "يجلس بمسجد انتسيرابي إلى المومنين يفسر لهم آيات الذكر الحكيم([24])". وهذا إن دل على شيء إنما يدل على رسوخه وتعمقه في هذا العلم الشريف.

بعد هذه الجولة القصيرة في مسار حياة الملك محمد الخامس ـــ رحمه الله ـــ، نخلص إلى أن عنايته بكتاب الله تعالى لم تتوقف أبدا، ولم تكن الظروف التي مر منها المغرب في عهده لتثبط من عزيمه، أو تنال من إرادته. لقد نال ـــ رحمه الله ـــ شرف العمل لكتاب الله تعالى والوطن بيد المستعمر الأجنبي، ونال شرف ذلك وهو في المنفى، وناله ثالثا لما حصل المغرب على حريته واستقلاله.

ونختم هذا المبحث مع الملك الحسن الثاني ـــ رحمه الله ـــ الذي بذل بدوره جهودا محمودة في هذا المجال، جعلته من الملوك الأكثر اهتماما بالقرآن وأهله، يبدو ذلك من خلال عدد من المشاريع القرآنية منها:

ـــ أمره بإنشاء عدد من مدارس القرآن، ومنها المدرسة القرآنية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، والتي أصبحت تسمى فيما بعد ب:"مدرسة العلوم الإسلامية".

ـــ عنايته بالكتاتيب القرآنية، وإنشاؤه لعدد منها في شتى أنحاء المملكة.

ـــ مساهمته في إذكاء روح التنافس بين المغاربة في حفظ كتاب الله تعالى، وضبط قراءته، ومن مناقبه في هذا الباب: إطلاقه "للمباراة الوطنية لنيل جائزة الحسن الثاني في حفظ وتجويد القرآن الكريم". والتي كانت تنظم على الصعيد الوطني بالمملكة خلال شهر رمضان من كل سنة بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

ـــ احتفاؤه السنوي بذكرى نزول القرآن على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بحضور علماء من المغرب والمشرق، وذلك في إطار إحياء ليلة القدر المباركة.

ـــ رعايته للمسيرة القرآنية الرمضانية التي كانت تُبث قراءتها على أمواج الإذاعة والتلفزة في ربوع المملكة.

ـــ أمره بطبع ونشر العديد من الكتب في مجال الدراسات القرآنية منها([25]):

·      المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية، تحقيق: المجالس العلمية (نشر سنة 1975م).

·      التعريف في اختلاف الرواة عن نافع لأبي عمرو الداني، تحقيق: التهامي الراجي الهاشمي (نشر سنة 1982م).

·      هذا القرآن للأستاذ عبد الحي حسن العمراني (نشر سنة 1983م).

·      تفسير سورة النور للأستاذ عبد الهادي التازي (نشر سنة 1984م).

·      الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لابن العربي، تحقيق: عبد الكبير العلوي المدغري، (نشر سنة 1988م).

·      البرهان في ترتيب سور القرآن لأبي جعفر الغرناطي، تحقيق: ذ. محمد شعباني، (نشر سنة 1990م).

وبالرجوع إلى الدليل المشار إليه أعلاه، يقف الباحث على إصدارات أخرى كثيرة ومتنوعة تكاد تغطي كل المجالات المعرفية المتعلقة بالقرآن وعلومه.

ــــ ومن جهوده أيضا، حرصه على تجديد كتابة المصحف الشريف، وطبعه، والعناية برسمه وزخرفته، وتوفير النسخ الكافية منه، وهو المصحف الذي عُرف آنذاك بالمصحف الحسني؛ حيث كَلَّف ـــ رحمه الله ـــ بالإشراف عليه عددا من الخطاطين المهرة، وتولت طباعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقد طُبع أول مرة سنة 1967م، وأعيد طبعه عام 1974م و1980م ثم عام 1997م([26]).

وهناك مشاريع قرآنية كثيرة رأت النور على يديه، غير أن المقام لا يسمح بتتبعها واستقصائها جميعا.

المحور الثاني: الملك محمد السادس وجهوده في خدمة القرآن وعلومه

عدل

منذ أن تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس ــ حفظه الله ورعاه ــ على مقاليد شؤون الحكم؛ وهو يولي عنايته الفائقة لخدمة كتاب الله تعالى، والعناية بتقريب علومه وتيسيرها ونشرها بين الناس، يشهد لذلك وفرة المؤسسات والهيئات والمبادرات التي رأت النور على يديه، والتي كان لها الدور الكبير في خدمة النص القرآني، وخدمة أهله من العلماء والمعلمين والقراء والحفاظ وغيرهم؛ وهو بذلك يُكْمل ما بدأه أسلافه ــ رحمهم الله ــ الذين بذلوا قصارى جهدهم في ربط المغاربة بكتاب الله تعالى، وتشجيعهم على حفظه وتحفيظه، وتعاهده بالتلاوة والترتيل والتجويد والتفسير. 

إن العناية بالقرآن الكريم، ورعايته، والاهتمام به؛ كان دائما حاضرا في انشغالات جلالة الملك سيدي محمد السادس ــ حفظه الله وأدام نصره ــ إذ تميز عهده المبارك بالعديد من المبادرات الكريمة التي استهدفت ربط المغاربة بكتاب الله تعالى، وخلق روح التنافس الشريف بينهم في حفظه وتجويده. في هذا الاطار، وسعيا إلى إبراز جهود جلالة الملك في هذا المجال، فإنني سأخصص هذا المحور للحديث عن بعض تلك المبادرات الكريمة؛ سواء منها ما تعلق بالجانب المؤسساتي، أو تلك التي اتخذت بعدا تحفيزيا تشجيعيا.

1.المبادرات الملكية ذات البعد المؤسساتي

عدل

لقد سعى جلالة الملك منذ اعتلائه العرش إلى إحداث عدد من المؤسسات، والتي لعبت دورا كبيرا في خدمة النص القرآني نشرا، وحفظا، وترتيلا، وتجويدا، وتعليما، وتفسيرا. ومن هذه المؤسسات:

أولا: مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف.

عدل

وهي عبارة عن: "هيئة وطنية مرجعية عليا في مجال الإعداد العلمي والمادي والفني لنَسْخ المصحف الشريف، ونشره، وتسجيله عن طريق مختلف الدعائم المتعددة الوسائط([27])". وقد أُحدثت هذه المؤسسة بموجب الظهير الشريف رقم: 1.09.198 الصادر في 08 ربيع الأول عام: 1431هـ، الموافق ل: 23 فبراير سنة: 2010م، والتي أشرف جلالته ــــ حفظه الله ـــ شخصيا على تدشينها بمقرها الكائن بمدينة المحمدية يوم الخميس 15 رمضان 1431ه، الموافق ل: 26 غشت 2010م. 

عدل

تضطلع مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف بمهام جمة، تروم خدمة كتاب الله عز وجل طبعا ونشرا وتوزيعا وتسجيلا، مع ما يتبع ذلك من حرص على ضبط رسمه، وتدقيق نسخه المطبوعة والمسجلة؛ لذلك فالمهام المنوطة بها ـــ حسب ظهير التأسيس ـــ تشمل: القيام بإعادة نسْخ المصحف الشريف برواية ورش عن نافع وفق القواعد المعتمدة في علوم الرسم والوقف والضبط والقراءات، والإشراف على طبع المصحف الشريف، والعمل على نشره وتوزيعه، والإشراف على تسجيل تلاوته ولا سيما برواية ورش عن نافع عن طريق استعمال مختلف أنواع الدعائم المتعددة الوسائط، والترخيص للأشخاص الذاتيين والاعتباريين الراغبين في طبع المصحف الشريف أو توزيعه، والقيام بأعمال المراقبة والتدقيق للنسخ المطبوعة أو المسجلة من المصحف الشريف لضمان سلامتها من الأخطاء، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحجزها ومنعها من التداول عند الاقتضاء، وإقامة علاقات تعاون مع المؤسسات والهيئات العامة والخاصة على الصعيدين الوطني  والدولي قصد مساعدة المؤسسة على تحقيق أهدافها([28]).

وانسجاما مع هذه الأهداف، فإن المؤسسة حرصت منذ إنشائها على تعاهد كتاب الله، وخدمته، والاعتناء به، والمساهمة في نشره، ونشر العلوم المتعلقة به، وذلك من خلال جملة من الآليات والوسائل أهمها:

·       السهر على طبع المصحف المحمدي الشريف بأعداد تغطي حاجيات المواطنين المغاربة سواء داخل المغرب أو خارجه، وكذا تزويد بعض الدول الإفريقية بكميات وافرة من نسخ هذا المصحف، حيث بلغ عدد النسخ الموزعة خلال سنة 2016م خمسين ألف نسخة (50.000) استفادت منها خمس دول وهي: رواندا وتنزانيا والسينغال ومدغشقر ونيجريا([29]). 

وبالرجوع إلى التقارير السنوية الصادرة عن المؤسسة فإن عدد نُسخ المصحف التي تم طبعها وتوزيعها سواء داخل الوطن أو خارجه بلغ إلى حدود 2016م ما مجموعه: 5.246.000 نسخة.

·       الإشراف على عملية استيراد المصاحف سواء من طرف الأشخاص الذاتيين أو الاعتباريين؛ فحسب ذات التقارير، فإن عدد النسخ المستوردة بلغ إلى حدود سنة 2016م ما مجموعه 3.773.700 نسخة. وجدير بالذكر أن كميات المصاحف المستوردة لا تقتصر على المصاحف الكاملة فقط، بل تشمل أيضا المصاحف المترجمة إلى بعض اللغات الأجنبية كالفرنسية والإنجليزية، وكذلك المصاحف المجزأة كجزء «عم» وجزء «قد سمع» وجزء «تبارك» وغيرها.

·  تسجيل المصحف المرتل بالاعتماد على أحدث التقنيات في عالم التسجيل، وقد بلغ العدد الإجمالي للنسخ المسجلة من تلاوة المصحف المرتل إلى حدود سنة 2016م، ما مجموعه  260.500 نسخة مسجلة على أقراص الليزر وأقراص MP3.([30])

·       طبع عدد من المشاريع والأعمال الفكرية التي تُعنى بالأبحاث والدراسات القرآنية: كما أن المؤسسة ـــ ومنذ إحداثها ـــ تبنت العديد من الأعمال العلمية الجادة، سواء تلك التي تهتم بتحقيق ما له صلة بالقرآن وعلومه؛ أو غيرها من المؤلفات الموضوعية التي اختطها ثلة من الباحثين المغاربة المتخصصين. وفيما يلي بعض المؤلفات التي قامت المؤسسة بطبعها:

1.   ذيل مورد الضمآن في فن ضبط مرسوم القرآن، نظم للإمام أبو عبد الله بن محمد بن إبراهيم الشريشي، إعداد وتقديم الأستاذ: مصطفى البحياوي، نُشر سنة: 2013م ضمن سلسلة علوم المصحف الشريف رقم:1.

2.   رسم المصحف الشريف ودواعي الالتزام به عند القراء و المقرئين، د. عبد الهادي احميتو، نُشر سنة: 2016م ضمن سلسلة علوم المصحف الشريف رقم:2.

3.      رسم الهمز في القرآن الكريم، ذ. لحسن الرحموني، نُشر سنة: 2016م ضمن سلسلة علوم المصحف الشريف رقم:3

كما التزمت المؤسسة بطبع أعمال أخرى ذات صلة بالقرآن الكريم وعلومه منها: الدُّرة الجلية للأستاذ ميمون الفخار، والمصحف المغربي الشريف تاريخ وتطور للأستاذ عبد الهادي احميتو([31]).

ثانيا: معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية.

عدل

هو مؤسسة وطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، أُحدث بأمر من جلالة الملك محمد السادس ـــ حفظه الله ـــ وتحت رعايتة السامية بظهير شريف رقم: 50-13-1 الصادر في 21 جمادى الآخرة 1434ه (2 ماي 2013م).

عدل

يهدف هذا المعهد ـــ كما جاء في ديباجة الظهير المؤسِّس ــــ إلى "تكوين قُراء متميزين، وعلماء متخصصين في القراءات وفي الدراسات القرآنية، ملمين بمناهج البحث العلمي وأدواته، وقادرين على إنجاز دراسات جادة ورصينة، تبرز عظمة القرآن الكريم وأسراره وحقيقته، وتوسع المعرفة الإنسانية بالتعريف به، ونشر تعاليمه في أرقى صورة وبأنجع وسيلة([32])".

وينتظم التكوين داخل المعهد في سلكين دراسيين محورهما القرآن وعلومه وهما:

ü   سلك الإجازة: ويهدف إلى تكوين الطالب تكوينا علميا متخصصا في مجال القراءات وعلوم القرآن، وتمكينه من اكتساب المعارف اللازمة للإلمام بأصول القراءات، والتمكن من المتون العلمية ذات الصلة بها حفظا وشرحا. كما يهدف إلى تكوينه تكوينا متينا في مختلف المجالات وخاصة في اللغة العربية وعلومها، واللغات الأجنبية بما فيها اللغات الشرقية القديمة.

ü   سلك الماستر: ويهدف إلى تمكين الطالب من التخصص العلمي العميق في علم القراءات والدراسات القرآنية، كما يهدف إلى تمكينه من اكتساب مناهج البحث العلمي في مجالات التكوين، ومعرفة أصول المناظرة وأساليب التواصل([33]).

ولا شك أن المعهد بهذه التوجيهات والأهداف سيعمل على بث الروح في مجال الدراسات القرآنية، وملء الفراغ العلمي الذي يعرفه هذا التخصص. والنتيجة المرجوة تزويد الساحة الشرعية بمتخصصين في علم القراءات، وفي الدراسات المرتبطة بالقرآن الكريم وعلومه.

وسعيا إلى تحقيق هذه الأهداف، فقد سهر المعهد منذ تأسيسه ـــ بالإضافة إلى برامج التكوين الخاصة ـــ على تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة العلمية الموازية في مجال اختصاصه (ندوات، دورات تكوينية، أيام دراسية، محاضرات...) ومنها:  

* تنظيم دورة تكوينية تحت عنوان: "علم القراءات في المغرب" بتاريخ: 28 ماي 2015م. أطرها عدد من  الباحثين والمتخصصين في علم القراءات والدراسات القرآنية.

* تنظيم ندوة وطنية في موضوع:"علم القراءات في المغرب تاريخا ومجالا" بتاريخ: 26 و27 نونبر 2015م.

* تنظيم يوم دراسي في موضوع "الاعتبار بدلالة السياق في فهم النص القرآني" بتاريخ 21 نونبر 2017م.

* المشاركة في المؤتمر الدولي الثالث في موضوع: "التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد" والذي نُظم بتاريج 17و 18 أكتوبر 2018م، بشراكة بين ثلاث هيئات وهي: معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، ومركز الكندي للترجمة والتدريب، ومختبر الترجمة وتكامل المعارف التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.

وغيرها من الأنشطة العلمية المتخصصة التي تروم خدمة النص القرآني حفظا وأداء وفهما وتفسيرا.

ثالثا: المجال الإعلامي

عدل

وفي المجال الإعلامي أشرف صاحب الجلالة ـــ حفظه الله ـــ على إحداث آليتين إعلاميتين ساهمتا بشكل كبير وفعال في ملء الفراغ الذي عانت منه الساحة الإعلامية المغربية لسنوات مديدة وهما:

عدل

أولا: إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم. والتي انطلقت يوم 16 أكتوبر 2004م بتوجيه من جلالة الملك محمد السادس ـــ نصره الله ـــ، وتهدف هذه الإذاعة إلى ربط المغاربة بكلام الله تعالى، وتيسير فهمه وتبسيط أحكامه لهم، وتشجيع النشء على الاهتمام بقراءته وترتيله وتجويده.

ولتقريب القارئ من الجهود التي تبذلها هذه الإذاعة في خدمة القرآن الكريم، وتيسير حفظه وفهمه، ومعرفة أسراره، وتذوق معانيه، أذكر عينة من البرامج اليومية والأسبوعية التي تُعنى بهذا الكتاب المعجز الخالد، مع تقديم تعريف موجز بها([34]). وذلك من خلال الجدول الآتي:

اسم البرنامج نبذة مختصرة عنه
حبا في كتاب الله برنامج يُقرب المستمعين من تجارب بعض الذين كرسوا حياتهم في خدمة كتاب الله تعالى.
القول القرآني والفعل الرباني فقرة يقدم فيها الأستاذ: أحمد سهوم مجموعة من خواطره حول القرآن الكريم، ودلالاته، ومعاني آياته، بأسلوب دارجي راق.
جواهر من القرآن يقدم البرنامج آيات قرآنية وما تتضمنه من فوائد أخلاقية، وقصص نبوية، وأحكام تعبدية يحتاج إليها المسلم في حياته اليومية.
من أسرار الوجود في

آيات السجود

برنامج يقدم تأملات في آيات السجود التي يسجد القارئ لها سجود التلاوة، والبحث عن علاقتها بالوجود وأسراره المتاحة، وتقصي مقاربات العلماء لعلة السجود عندها.
المسيرة القرآنية قراءة مرتلة لحزبين من القرآن الكريم يوميا.
مفردات من القرآن الكريم شرح لبعض مفردات القرآن في سياقها اللغوي والشرعي، مع استخلاص بعض العبر والمواقف الداعية إلى الالتزام بها، والتدبر بأسلوب تربوي تعليمي يقرب المعنى للمستمعين.
قراءات مع الناشئة برنامج يهتم بتعليم قواعد وتجويد وحفظ القرآن الكريم للناشئة، مع تصحيح وتقويم قراءاتهم. كما يهتم بالتعريف بالمدارس القرآنية العتيقة بالمملكة.
تعالوا نقرأ القرآن هو برنامج مباشر يتلقى مشاركات المستمعين ليشرح لهم أهم القواعد التجويدية للقرآن الكريم برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق.
في رياض تجويد القرآن الكريم برنامج يشرح أصول رواية ورش عن نافع عن طريق الأزرق بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تتخلله قراءة تطبيقية لاستخراج الأحكام التجويدية.
في محراب القرآن الكريم برنامج يحث الشباب على ضرورة الإقبال على القرآن الكريم، تتخلله قراءات قرآنية للمشارِكات اللاتي يستفدن من تقويم الأستاذة فتيحة الزويني.
قبس من القرآن برنامج يتناول شرح معاني الآيات القرآنية، واستخلاص الأحكام الواردة فيها (بتاشلحيت).
نور الإسلام برنامج يتناول شرح معاني الآيات القرآنية، واستخلاص الأحكام الواردة فيها (بتاريفت).


وغيرها من البرامج التي يمتزج فيها النَّفس القرآني بعبق العلوم والمعارف التربوية والتاريخية والاجتماعية والكونية وغيرها من المجالات المعرفية المختلفة، حيث يجد المستمع نفسه ينتقل بين عوالم معرفية متنوعة، إلا أن كلام الله تعالى يظل هو الحاكم والموجه الذي تنتظم في أسلاكه باقي البرامج الثقافية والتوعوية والتنشيطية الأخرى.

واللافت في هذه البرامج أنها تخاطب جميع فئات المجتمع، بحيث تراعي التنوع اللغوي الذي يمتاز به بلدنا (العربية الفصحى، الدارجة، تاشلحيت، تاريفيت) ما يجعل مضمونها في متناول جميع أطياف ومكونات المجتمع المغربي.

وجدير بالذكر أن إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم ظلت ولسنوات عدة تحتل المرتبة الأولى من حيث نسب الاستماع، وهذا مؤشر كاف لمعرفة مدى تعلق المغاربة بدين الله عموما، وبكلامه على وجه الخصوص.

ثانيا: قناة محمد السادس للقرآن الكريم (القناة السادسة).

عدل

وهي قناة تلفزيونية مغربية، شرعت في تقديم برامجها يوم الأربعاء 29 رمضان 1426 ه، الموافق 2 نونبر 2005م تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، وتطبيقا لبنود الاتفاقية المبرمة بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الاتصال، والشركة الوطنية للإذاعة  والتلفزة.

عدل

إن نظرة موجزة في طبيعة المواد التي تقدمها هذه القناة، نجدها لا تختلف كثيرا عما تقدمه إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، سواء من حيث المحتوى، والذي لا يخرج في الغالب عن روح الوحيين قرآنا وسنة، أو من حيث الأسلوب، والذي يتسم بالسهولة والبساطة؛ ما جعل عدد المشاهدين والمهتمين ببرامجها في تزايد مستمر.

ولعل المتتبع لبرامج القناة السادسة يجدها تمتاز بالتنوع والتحديث الدوري، بما فيها البرامج التي تُعنى بالقرآن الكريم والمعارف المرتبطة به، والتي ظلت محافظة على مكانتها منذ تأسيسها وإلى اليوم، ولا شك أن المتعقب للبرامج القرآنية التي تبثها هذه القناة، سيدرك بوضوح أنها ساهمت في تحقيق جملة من الأهداف لعل أهمها ما يلي:

·      المساعدة على ضبط وإتقان القواعد التجويدية الضابطة لقراءة القرآن الكريم وفقا لرواية ورش عن نافع من طريق الأزرق. ومن البرامج التي ساهمت في ذلك:

§       برنامج التجويد الميسر

§      برنامج على درب الإتقان

§      برنامج الكراسي العلمية: كرسي الإمام نافع في مادة: القراءات والتجويد / كرسي الإمام ورش في مادة: التجويد ).

·      المساعدة على فهم معاني كلام الله تعالى، والوقوف على أحكامه وحِكمه. ومن البرامج التي اهتمت بذلك:

§     برنامج القرآن والتفسير

§     برنامج الكراسي العلمية: (كرسي الإمام ابن عطية)

·      تقريب المشاهدين من أشهر القراء المغاربة، والتعريف بهم. ومن البرامج التي عنيت بذلك:

§     برنامج مزامير داود

§     برنامج أهل القرآن

§     برنامج مع الحافظات

·      توفير نماذج متنوعة من التلاوات القرآنية بأصوات خيرة من القراء المغاربة من خلال مجموعة من الفقرات منها:

§     فقرة المصحف المرتل

§     فقرة مصحف السادسة

§    فقرة قراءات قرآنية جماعية

·      التعريف بجهود المغاربة في خدمة كتاب الله تعالى، حفظا ورسما وتلقينا وتجويدا. ومن البرامج التي تعنى بذلك:

§        برنامج أهل القرآن

§     برنامج مع الحافظات

وغيرها من البرامج والفقرات المشابهة التي لا زال بعضها مستمرا، وبعضها الآخر توقف بعد أن حقق أهدافه في ربط المغاربة بكتاب الله وتوثيق صلتهم به وبأهله؛ بالإضافة إلى تعميق معارفهم المرتبطة بالقرآن الكريم وعلومه المتنوعة والمختلفة.

2.   المبادرات الملكية ذات البعد التحفيزي

عدل

ولم تقتصر جهوده في خدمة القرآن على الجانب المؤسسي، بل تعداه إلى الجانب التحفيزي أيضا، ومن ذلك إحداثه لعدد من الجوائز في هذا المجال منها

أولا: جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية.

عدل

وهي جائزة وطنية أُحدثت سنة 2002م بأمر من صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، وقد صدر أمرره بها في الظهير الشريف رقم: 1.02.204 الذي صدر يوم 12 جمادى الأولى 1423هـ الموافق 23 يوليوز 2002م، ونُشر في الجريدة الرسمية عدد:  2025 بتاريخ 29 يوليوز 2002م.

تهدف جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية ـــ حسب الورقة التعريفية ـــ إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها([35]):

×      دعم دور الكتاتيب القرآنية في تكوين الناشئة المسلمة، وتثبيت القيم الإسلامية لديها، وتربيتها التربية الإسلامية المتسمة بالاستقامة والصلاح والاعتدال والتسامح.

×  تحسين مناهج الكتاتيب القرآنية، ودعم قدراتها التعليمية والتربوية، والاستفادة من مستجدات العصر في الوسائل والمعدات التعليمية، مع المحافظة على أصالة هذه الكتاتيب وهويتها.

×  تشجيع وتحفيز المشرفين والقائمين على الكتاتيب القرآنية، وعلى تطوير أساليب أدائها.  

وبالرجوع إلى الظهير المؤسس؛ وبالتحديد في مادته الثانية، نجد أن هذه الجائزة تشتمل على ثلاثة أصناف وهي([36]):

الصنف الأول: جائزة محمد السادس على منهجية التلقي، وتُمنح "للأشخاص الذين أبدعوا مناهج وأدوات ووسائل تربوية جديدة وفاعلة في تلقين كتاب الله العزيز بالكتاتيب القرآنية"([37]).

الصنف الثاني: جائزة محمد السادس على التسيير، وتمنح للأشخاص "الذين طبقوا نظما وأساليب تمكن من تطوير إدارة الكتاتيب القرآنية، والمحافظة في نفس الوقت على خصوصياتها باعتبارها مؤسسات للتعليم العتيق([38])".

الصنف الثالث: جائزة محمد السادس على المردودية. وتمنح "للكتاتيب القرآنية التي تثبت قيامها بتلقين القرآن الكريم لأكبر عدد من الأطفال في وقت قياسي، وتثبيت القيم الإسلامية، وتنمية الوعي الديني لديهم، وخلق بيئة إسلامية نموذجية داخل الكُتاب القرآني([39])".

وتبلغ جائزة هذه الأصناف الثلاثة مائة وخمسون ألف درهم، (150.000درهم) بمعدل خمسين ألف درهم (50.000 درهم) لكل صنف([40])، ويتولى تسليم الجائزة صاحب الجلالة بمناسبة إحياء ليلة القدر المباركة من كل سنة.

ثانيا: جائزة محمد السادس لأهل القرآن.

عدل

وهي جائزة وطنية سنوية "تُمنح لكل شخص مشهود له بخدمته لكتاب الله العزيز، سواء في تميزه أو في نشره أو أدائه أو تبريزا في علم من علومه([41])".

أُحدثت جائزة محمد السادس لأهل القرآن سنة 2007م بأمر من صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، وقد صدر أمرره بها في الظهير الشريف رقم: 1.07.204 الصادر في 19 من ذي القعدة 1428هـ (30 نوفمبر 2007م). ونُشر في الجريدة الرسمية عدد: 5595 بتاريخ: 14يناير 2008م.

وحسب ديباجة الظهير المؤسس فإن هذه الجائزة تهدف إلى:

×      تشجيع الأعمال الجادة والمسؤولة التي تساهم في إبراز مكانة القرآن الكريم وإعجازه وبيانه.

×      تقوية ارتباط النشء والشباب المسلم بالقرآن الكريم وتعاليمه وآدابه.

×      مكافأة المؤهلات والقدرات الوطنية المتميزة في خدمة كتاب الله العزيز، نشرا وأداء، أو تبريزا في علم من علومه.

وتبلغ قيمة هذه الجائزة مائة ألف درهم([42])، (100.000درهم) ويتولى تسليمها صاحب الجلالة بمناسبة إحياء ليلة القدر المباركة([43]).

وقد فاز بها لحد الآن عدد من المشايخ والقراء المغاربة منهم: السيد عبد الهادي احميتو،  والسيد التهامي الراجي، والسيد محمد السحابي، والسيد عبد الله أيت واغوري، والسيد عمر لقديري، والسيد عبد الله أبو عطاء الله، والسيد محمد الجيلاني، والسيد إبراهيم الأنصاري، والسيد محمد بالوالي. وغيرها من الأسماء التي تركت بصمتها اللامعة في خدمة كتاب الله نشرا أو أداء أو إتقانا لعلم من علومه.

ثالثا: جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره. وسعيا منه إلى ربط الأطفال والشباب بكتاب الله تعالى، وتشجيعا لهم على حفظه واستظهاره وتجويده، وفهم أحكامه وحِكمه، أعطى صاحب الجلالة ـــ حفظه الله ـــ أمره بإحداث جائزة باسم: " جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره". وقد صدر أمرره بها في الظهير الشريف رقم: 1.04.223 الصادر في 7 محرم 1426 هـ (16 فبراير 2005م) ونُشر في الجريدة الرسمية عدد: 5295 بتاريخ: 19 محرم 1426هـ (28 فبراير 2005م).

وبالرجوع إلى الإطار القانوني المنظِّم، وبالتحديد الظهير الشريف المشار إليه أعلاه، نجد أن هذه الجائزة تشتمل على صنفين اثنين:

الصنف الأول: جائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده. وهي جائزة يتبارى عليها سنويا أكثر من مائتي (200) مغربي ومغربية ممن فازوا بالمراتب الثلاثة الأولى في المباريات المحلية التي يتم تنظيمها بمختلف عمالات وأقاليم المملكة، وتشتمل هذه الجائزة على ثلاثة فروع([44]):

ـــ جائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وترتيله.

ـــ جائزة محمد السادس الوطنية في تجويد القرآن الكريم بالطريقة المغربية.

ـــ جائزة محمد السادس الوطنية في تجويد القرآن الكريم بالطريقة المشرقية.

وتخصص للفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى في هذه الفروع جوائز نقدية وهي على الشكل التالي([45]):

فروع الجائزة المرتبة القيمة النقدية للجائزة


جائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وترتيله

الأولى 15.000.00 درهم
الثانية 12.000.00 درهم
الثالثة 10.000.00 درهم


جائزة محمد السادس الوطنية في تجويد القرآن الكريم بالطريقة المغربية

الأولى 12.000.00 درهم
الثانية 10.000.00 درهم
الثالثة 8000.00 درهم


جائزة محمد السادس الوطنية في تجويد القرآن الكريم بالطريقة المشرقية

الأولى 12.000.00 درهم
الثانية 10.000.00 درهم
الثالثة 12.000.00 درهم

كما تُمنح لبقية المشاركين من غير الفائزين في المسابقة النهائية لجائزة محمد السادس الوطنية بفروعها الثلاثة جائزة نقدية تقدر ب: 2000.00 درهم لكل مشارك ومشاركة([46]).

الصنف الثاني: جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره. ووعيا من جلالته بأهمية توسيع نطاق هذه المنافسة، تم إقرار نسخة دولية موازية للنسخة الوطنية، والتي يُستدعى لها مشاركون من عدد من الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى المشاركين من المغرب البلد المنظم.

وبالعودة إلى الظهير المشار إليه أعلاه، وبالتحديد في مادته الرابعة، نجد أن هذه الجائزة تشتمل على صنفين اثنين وهما:

ـــ جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتفسيره.

ـــ جائزة محمد السادس في تجويد القرآن الكريم.

وتخصص للفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى في هذين الفرعين جوائز نقدية وهي على الشكل الآتي([47]):

فروع الجائزة المرتبة القيمة النقدية للجائزة


جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتفسيره.

الأولى 50.000.00 درهم
الثانية 40.000.00 درهم
الثالثة 30.000.00 درهم


جائزة محمد السادس في تجويد القرآن الكريم.

الأولى 30.000.00درهم
الثانية 20.000.00 درهم
الثالثة 10.000.00 درهم


كما تُمنح لبقية المشاركين من غير الفائزين في المسابقة النهائية لجائزة محمد السادس الدولية بفرعيها جائزة نقدية تقدر بثلاثة آلاف درهم (3000درهم) لكل مشارك ومشاركة([48]).

خاتمة

عدل

بعد أن بلغ البحث نهايته يمكنني تسجيل النتائج والتوصيات الآتية

النتائج:

عدل

·       أن الأسرة العلوية الشريفة بالمغرب كان لها اليد البيضاء في العناية بالقرآن الكريم؛ إذ لا نكاد نجد سلطانا من سلاطينهم إلا وترك بصمات مشرقة في خدمة هذا الكتاب العزيز.

·       أن جهودهم في هذا المجال امتازت بالتنوع؛ فلم يبق مجال من المجالات التي تعنى بالقرآن وعلومه إلا وكان لهم فيه إسهام وأثر.

·       أن عناية هؤلاء بالقرآن الكريم لم تتوقف يوما، ولم تفتر، بل امتدت لتتصل بالجهود المباركة للملك محمد السادس ـــ حفظه الله ـــ، والتي كان لها الدور البارز في ربط المغاربة بكتاب الله تعالى حفظا وترتيلا وتجويدا وتدريسا وتفسيرا.

·       أن جهود الملك محمد السادس في هذا المجال لم تبق منحصرة داخل الوطن، بل اتسمت بالانفتاح على الخارج أيضا، وذلك من خلال عدد من المبادرات كتوزيع نسخ من المصحف المحمدي في عدد من الدول الإفريقية الصديقة، وإشراك مواطني بعض الدول العربية والإسلامية في المسابقة الدولية لنيل جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره.

التوصيات:

عدل

·        التفكير في تنظيم ندوة علمية لبيان مدى عناية ملوك الدولة العلوية بالقرآن الكريم، والعلوم المرتبطة به.

·       توجيه الطلبة والدارسين إلى البحث في موضوعات تتعلق بجهود هؤلاء السلاطين في خدمة القرآن وأهله.

·       رفع برقية شكر لمقام صاحب الجلالة ـــ حفظه الله ـــ على عنايته بكتاب الله تعالى، ودعمه المتواصل للجهود المبذولة في هذا المجال.

وفي الأخير أحمد الله تعالى أن يسر إتمام هذا البحث، وأسأله سبحانه أن ينفع به الكاتب والقارئ. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.








([1]) الدرر الفاخرة بآثار الملوك العلويين بفاس الزاهرة ، عبد الرحمان بن زيدان، المطبعة الاقتصادية بالرباط، دون طبعة، 1937م (ص: 34).

([2]) نفسه (ص: 73).

([3]) إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، عبد السلام بن عبد القادر بن سودة، تحقيق: محمد حجي، دار الغرب الإسلامي ـــ بيروت ـــ ط/1، 1417 هـ (1/ 81).

([4]) الدرر الفاخرة (ص: 74).

([5]) التوضيح والبيان في مقرأ الإمام نافع بن عبد الرحمان، إدريس بن عبد الله الودغيري، تحقيق: عبد العزيز العمراوي، مطبعة أنفو ـــ فاس ـــ ط/1، 2015م (ص: 17).

([6]) الدرر الفاخرة (ص: 74 / 75).

([7]) الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، شهاب الدين أحمد بن خالد الناصري، تحقيق: جعفر الناصري و محمد الناصري، دار الكتاب ـــ الدار البيضاء ـــ دون طبعة ولا تاريخ (3/ 172).

([8]) شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، محمد مخلوف، دار الكتب العلمية، بيروت ـــ لبنان ـــ  ط/1، 1424 هـ (1/ 545).

([9]) حول مائدة الغذاء، محمد المختار السوسي، طُبع على نفقة وإشراف أبناء المؤلف، مطبعة الساحل الرباط، دون طبعة ولا تاريخ (ص 24).

([10]) الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، مرجع سابق (3/ 23).

([11]) نفسه (3/ 70).

([12]) العز والصولة في معالم نظم الدولة، عبد الرحمان بن زيدان، المطبعة الملكية بالرباط، دون طبعة، 1961م (1/ 78).

([13]) ما يُدفع لفقيه الكتاب القرآني (المسيد) كلما حذق الطالب سورا من القرآن. وهي قسمان: الختمة الصغيرة عندما يحفظ الطالب نصف القرآن، والختمة الكبيرة عندما يحفظ القرآن كله.

([14]) العز والصولة في معالم نظم الدولة، مرجع سابق (1/ 76).

([15]) الدولة العلوية والقرآن الكريم، الرحالي الفاروقي، مجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، العدد الرابع، السنة 11 (ذو القعدة 1387ه / 1968م).

([16]) الدرر الفاخرة بآثار الملوك العلويين بفاس الزاهرة (ص: 121).

([17]) نفسه (ص: 173 و 189).

([18]) عناية محمد الخامس بالقرآن وعلومه، محمد ادريس العلمي، مجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، العدد الرابع، السنة الحادية عشرة  (ذو القعدة 1387 هـ ـــ فبراير 1968م).

([19]) نفسه.

([20]) الدرر الفاخرة بآثار الملوك العلويين بفاس الزاهرة (ص: 174 / 175).

([21]) نفسه (ص: 191).

([22]) نفسه (ص: 192).

([23]) نفسه (ص: 192).

([24]) من جهود المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه في خدمة القرآن والسنة،  محمد عز الدين المعيار الإدريسي، مجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، عدد: 295 (رجب-شعبان 1413هـ / يناير-فبراير 1993م).

([25]) يُنظر دليل الإصدارات الصادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية (1437هـ / 2015م).

([26]) تاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب، ورقة بحثية قدمها الأستاذ: حسن إدريس عزوزي للندوة الدولية "طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول" التي عُقدت في الفترة الممتدة بين  3- 5 صفر 1436هـ ، الموافق 25-27 نوفمبر 2014م بالمملكة العربية السعودية، وقد صدرت أعمال الندوة في كتاب عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1436هـ (ص: 454).

([27]) نشرة مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، العدد الأول، أبريل 2012م جمادى الأولى 1433هـ .

([28]) ينظر المادة 2 من الظهير الشريف رقم رقم 1.09.198 الصادر بالجريدة الرسمية رقم 5828 بتاريخ 22 ربيع الآخر 1431 (8 أبريل 2010)

([29]) التقرير السنوي لحصيلة أنشطة المؤسسة لسنة 2016م الموافق ل:1438هـ. ( ص: 27).

([30]) ينظر التقارير السنوية الرسمية الصادرة عن المؤسسة من سنة: 2011م إلى سنة:  2016م، وهي متوفرة على الموقع الالكتروني للمؤسسة.

([31]) ينظر التقرير السنوي لحصيلة أنشطة المؤسة لسنة 2013م الموافق ل:1435هـ.

([32]) الجريدة الرسمية، عدد: 6153 ـ 9 رجب 1434هـ (20 ماي 2013م)

([33]) أنظر المادة 10 من الظهير الشريف رقم 50-13-1 المنشور بالجريدة الرسمية عدد: 6153 ـ 9 رجب 1434هـ (20 ماي 2013م)

([34]) يُنظر شبكة البرامج الإذاعية على الموقع الالكتروني الخاص بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم. (برامج صيف 2018م).

([35]) ينظر الورقة التعريفية الخاصة بالمسابقة على موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: www.habous.gov.ma

([36]) المادة الثانية من الظهير الشريف رقم: 1.02.204 صادر في 12 جمادى الاولى 1423هـ الموافق 23 يوليوز 2002م.بإحداث جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية منشور في الجريدة الرسمسة عدد: 2025بتاريخ 29 يوليوز 2002م

([37]) المادة الرابعة من الظهير المشار إليه أعلاه

([38]) المادة الخامسة من نفس الظهير

([39]) المادة السادسة من نفس الظهير

([40]) المادة الثانية عشر من نفس الظهير .

([41]) المادة الأولى من الظهير الشريف رقم 1.07.204 صادر في 19 من ذي القعدة 1428هـ (30 نوفمبر 2007م). بإحداث جائزة محمد السادس لأهل القرآن منشور في الجريدة الرسمية عدد: 5595 بتاريخ: 14يناير 2008م.

([42]) المادة الخامسة من نفس الظهير

([43]) المادة الأولى من الظهير الشريف رقم :1.12.17 صادر في 27 من شعبان 1433هـ (17 يوليو 2012م). والذي بموجبه تم تغيير مناسبة تسليم  جائزة محمد السادس لأهل القرآن من ذكرى عيد العرش المجيد. كما نص على ذلك الظهير الشريف رقم: رقم 1.07.204 الصادر في 19 من ذي القعدة 1428ه  إلى ذكرى إحياء ليلة القدر المباركة..

([44]) المادة الثالثة من الظهير الشريف رقم: 1.04.223 الصادر في 7 محرم 1426 هـ (16 فبراير 2005م) بإحداث جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره.

([45]) ينظر المواد: 24 و 25 من نفس الظهير.

([46]) ينظر المادة 28 من نفس الظهير

([47]) ينظر المادة 26 و 27 من نفس الظهير

([48]) ينظر المادة 28 من نفس الظهير

لائحة المصادر والمراجع

1.        إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، عبد السلام بن عبد القادر بن سودة، تحقيق: محمد حجي، دار الغرب الإسلامي ـــ بيروت ـــ ط/1، 1417 هـ.

2.        الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، شهاب الدين أحمد بن خالد الناصري، تحقيق: جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار الكتاب ـــ الدار البيضاء ـــ دون طبعة ولا تاريخ.

3.        التوضيح والبيان في مقرأ الإمام نافع بن عبد الرحمان، إدريس بن عبد الله الودغيري، تحقيق: عبد العزيز العمراوي، مطبعة أنفو ـــ فاس ـــ ط/1، 2015م.

4.        حول مائدة الغذاء، محمد المختار السوسي، طُبع على نفقة وإشراف أبناء المؤلف، مطبعة الساحل الرباط، دون طبعة ولا تاريخ.

5.        الدرر الفاخرة بآثار الملوك العلويين بفاس الزاهرة، عبد الرحمان بن زيدان، المطبعة الاقتصادية بالرباط، دون طبعة، 1937م.

6.        شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، محمد مخلوف، دار الكتب العلمية، بيروت ـــ لبنان ـــ  ط/1، 1424 هـ.

7.        العز والصولة في معالم نظم الدولة، عبد الرحمان بن زيدان، المطبعة الملكية بالرباط، دون طبعة، 1961م.

الظهائر الملكية:

8.        الظهير الشريف رقم :1.12.17 الصادر في 27 من شعبان 1433هـ (17 يوليو 2012م).

9.        الظهير الشريف رقم:1.07.204 الصادر في 19 من ذي القعدة 1428هـ (30 نوفمبر 2007م).

10.      الظهير الشريف رقم: 50-13-1 المنشور بالجريدة الرسمية عدد: 6153 ـ 9 رجب 1434هـ (20 ماي 2013).

11.      الظهير الشريف رقم: 1.09.198 الصادر بالجريدة الرسمية رقم 5828 بتاريخ 22 ربيع الآخر 1431 (8 أبريل 2010).

12.      الظهير الشريف رقم: 1.04.223 الصادر في 7 محرم 1426 هـ (16 فبراير 2005م).


مجلات:

13.      مجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، عدد: 295 (رجب-شعبان 1413هـ / يناير-فبراير 1993م.

14.      مجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، العدد الرابع، السنة الحادية عشرة  (ذو القعدة 1387 هـ ـــ فبراير 1968م.

ورقات بحثية:

15.      تاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب، ورقة بحثية قدمها الأستاذ: حسن إدريس عزوزي للندوة الدولية "طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول" التي عُقدت في الفترة الممتدة بين  3- 5 صفر 1436هـ ، الموافق 25-27 نوفمبر 2014م بالمملكة العربية السعودية، وقد صدرت أعمال الندوة في كتاب عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1436هـ.

تقارير ونشرات:

16.      التقرير السنوي لحصيلة أنشطة مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف (1432ه / 2011م).

17.      التقرير السنوي لحصيلة أنشطة مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف (1433ه / 2012م).

18.      التقرير السنوي لحصيلة أنشطة مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف (1435ه / 2014م).

19.      التقرير السنوي لحصيلة أنشطة مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف (1436ه / 2015م).

20.      التقرير السنوي لحصيلة أنشطة مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف (1438ه / 2016م).

21.      نشرة مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، العدد الأول (أبريل 2012م جمادى الأولى 1433هـ).

22.      شبكة البرامج الإذاعية لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم (برامج صيف 2018م).

23.      دليل الإصدارات الصادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية (1437هـ / 2015م).

مواقع الكترونية:

24.                                                                    www.habous.gov.m 

25.                                         www.assadissatv.ma         

26.                    www.idaatmohammedassadiss.ma