مستخدم:إحسان برهان الدين/ملعب

ومضة في رؤيا

كانت ومضة تتهادى على عرش من الدلال في حُلُمه،أو هكذا بدت لاول وهلة، هو قط لم يرها في رؤياه، ولا شنّف سمعه بكلماتها، وإنما تلقى هجمه‌ الكلمات و عنفوان العقل الراجح منساباً على الورق، كما ينساب الماء الرقراق في منعطف الجدول.

في غفلة من الزمن، وهدأة سبقت بركان الحنين في نفسه، ظهرت تلك الومضة كنجمة لامعة لتضيء مساحة منسية في نفسه ظلت تتوق إلى نور يشعشع بين جنباتها التي حل الظلام بها ، وترك آثاره عليها.

في عالم لا يشبه عالم البصراء، بل ولا عالم العميان حتى، نشأت أقصوصة في أعماق الخيال الجميل و أغوار الوهم المصطنع، حيث لا سلطان للانسان على أحلامه، وفي طيات تلك الأقصوصة التي مرت كمرور البرق، أو كالحلم الجميل، بدا اللقاء – رغم كونه جرى في عالم الخيال الرحيب، وفي غياب للصورة والصوت – كمعركة حامية الوطيس، غاب عنها تكافؤالقوى، فحلت به هزيمة ما أمرّها من هزيمة، وفي تلك المعركة التي خسرها، كانت الوحدة أشد ما يحز في نفسه ألماً، فلقد عانى من افتقاد النصير وانعدام المغيث، و ظل يعالج بنفسه كدمات بل جروحاً ناغرة من أثر ذلك الشعور المرير الذي ظل يعتلج في صدره، ولا يجد طاقة كي يبوح لأحد بما في داخله من ذلك الألم.

ومع أن اللقاء أو المعركة أو الومضة من أساسها، لم تكن إلا رؤيا مرت مجرياتها كما تمر سائر الأحلام، حيث تبدّى وهماً متجرداً عن كل حقيقة، إلا أن الأيام التي تلت الرؤيا، هيمنت عليها الأحزان وفاضت بالحنين – رغم الهزيمة – إلى ذلك الحلم تارة أخرى، ولكنه أحس بصدى الخيال ينداح في نفسه مراراً و تكراراً، هيهات لا سبيل للرجوع لتلك الرؤيا.. http://ihsanburhan.com/arabic/274/