مستخدمة:الباحث د.شبير محمد/ملعب
المعرفة مشاع، إنها غير قابلة للاحتكار، فلو احتكر العلماء معارفهم لئلا يستفيد منها غيرهم لما كان لهم موضع قدم في دائرة المعرفة، لكن ما ورثناه عنهم كان سيصلنا عن طريق أشخاص آخرين لأن العبقرية ليست حكرا على زمن دون زمن آخر، ويكفي دليلا أن ما وصل إليه ديكارت في فرنسافي القرن السابع عشر، قد وصل إليه آخروف في أماكن بعيدة في زمن كانت المعلومة تنتشر ببطء، مما يعني عدم التأثر بالفيلسوف الفرنسي، فكيف يستطيع الانسان أن يحتكر معلومة في هذا العصر الذي تمتد فيه الجسور بين أبعد نقطتين من هذه الأرض؟ وما قيمة المعرفة المحتكرة أصلا؟ إننا في عصر لا قيمة فيه إلا للأشياء المتداولة أكثر من غيرها، لأننا في عصر إحصائي وتداولي بامتياز، ولا شيء يأخذ معناه إلا في مدى انتشاره، لأن هذه النزعة الانتشارية هي روح العصر وقلب العصرنة النابض باستمرار، ولا شك أن بجانب كل فرد يدعي امتلاكه للمعرفة يوجد هايكر يعرف كيف يسرق هذه المعرفة ليجعلها بين آيادي عموم الناس كما سرق بروميثيوس قبس المعرفة من قبل..