مزرعة غوتييه

مزرعة في الجزائر حولها المستعمر الفرنسي لمركز للتعذيب إبان حرب التحرير الجزائرية

مزرعة غوتييه مزرعة اشتهرت بكونها مركز تعذيب أنشئ خلال الحرب الجزائرية. تقع المزرعة في ولاية بومرداس الجزائرية بالقرب من مدن سوق الحد وثنية وسي مصطفى والعديد من القرى المجاورة ووادي يسر والطريق الوطني RN5 .[1][2][3]

مزرعة غوتييه
معلومات عامة
نوع المبنى
مزرعة
سجن (1956 – 1962) عدل القيمة على Wikidata
المنطقة الإدارية
البلد
معلومات أخرى
الإحداثيات
36°42′27″N 3°35′34″E / 36.70763°N 3.59287°E / 36.70763; 3.59287 عدل القيمة على Wikidata
خريطة

تسعى وزارة المجاهدين الجزائرية إلى تصنيف المزرعة كمعلم تاريخي وتحويلها إلى متحف للولاية الرابعة التاريخية.[4]

التأسيس

عدل

 أنشئت هذه المزرعة عام 1872، عندما حصل المزارع غوتييه على امتياز زراعي في سوق الحد بعد نهب المستعمر الفرنسي ومصادرة الأرض من السكان المحليين بعد نهاية ثورة المقراني.[5]

تخصصت هذه المزرعة في زراعة العنب الموجه لإنتاج النبيذ محليا.[6] كما شملت المزرعة بساتين شاسعة من شجر البرتقال في شمالها وشرقها. الأمر الذي ساهم في تنوع الدخل الزراعي مع الاستفادة من وفرة المياه من واد يسير.[7]

حرب الجزائر

عدل

بعد إندلاع الثورة الجزائرية، شهد عام 1956 تكثيف هجمات الجزائريين على البنى التحتية الفرنسية في منطقة القبائل السفلى وقرى سوق الحد تحت إشراف المفوض السياسي والمجاهد يحيى بوسحاقي (1935-1960). الذي نجح في تجنيد عشرات من النشطاء لمهاجمة المزارع الاستعمارية في محيط واد يسير.[8]

تسبب تخريب معدات المعمرين في حيرة وإحباط وخوف المزارعين وحتى سكان المدن من الفرنسيين، خاصة بعد زرع قنبلة في مكتب البريد في ثنية (مينرفيل سابقا).[6] وجرى في جميع أنحاء منطقة بني عائشة، تحويل العديد من المزارع بسرعة إلى مراكز تعذيب سرية يشرف عليها المستوطنون والجنود الفرنسيون في محاولة لقمع الثورة.

إعادة التنظيم

عدل

تم تحويل مزرعة غوتيه في عام 1956 إلى سجن مغلق بداخله غرف خرسانية ضيقة ومغلقة، حولها الفرنسيون من غرف لحفظ وإنتاج النبيذ إلى زنازين رهيبة شهدت وحشية ممارسات الجنود الفرنسيين تجاه الجزائريين الذين رفعوا السلاح في وجه الاحتلال من أجل استعادة الحرية.[9]

بعد إعادة هكيلة المزرعة، كانت قاعات الاعتقال القسري والاستجواب والتعذيب والاغتيال داخل هذه المزرعة تأوي حوالي 200 معتقل في مساحة لا تقل عن 5000 متر مربع من المساحة الأصلية لهذه المنشأة.[6]

حفرت عدة خنادق داخل مركز الاحتجاز هذا، لا يزيد طول وعرض كل حفرة عن متر أو مترين. وينزل فيها ما بين واحد وأربعة معتقلين، وقد يصل العدد إلى ثمانية أو أكثر.[10] وتحول فناء السجن المكشوف إلى ساحة تعذيب في الهواء الطلق. ولا يمكن السماح بتلاقي السجناء إلا في حالات نادرة، في غياب الحراس وقلة اهتمامهم.[7]

جهز مركز التعذيب بثلاثة أبواب رئيسية، من بينها باب خلفي يتم من خلاله إخراج المعتقلين لإعدامهم. كانوا ينقلون إلى وادي يسر القريب، حيث يتم قتلهم ودفنهم أو إلقاؤهم جثثهم في مجرى الواد. وظلت المزرعة مستخدمة في التعذيب وفق بنيتها المعدلة، وكان آلاف الجزائريين يشهدون عمليات وحشية سواء كانوا من جبهة التحرير أو من جيش التحرير أو حتى مواطنين عاديين. وظل هذا أمر على هذا النحو حتى إعلان وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 بعد اتفاقيات إيفيان.[6]

التعذيب

عدل

إبان الثورة الجزائرية، تحولت هذه المزرعة إلى معتقل ومركز لتعذيب الجزائريين وحتى قتلهم.[11][12]

جاء الجلادان «فينيكس» و«سكارفو» من عائلة غوليتر ومعاونيهما «ماثيو» و«لينفانت»، وكذا مجرمون آخرون من «ميليفس» لسي مصطفى وزموري. وكانوا جميعًا تحت إمرة الجلادين «باترنوت» و«ريد».[13] وقبيل الاستقلال، تم تهريب قادة هذا المعتقل مثل النقباء سكارفو ولينفانت وماثيو في مارس 1962، بأمر من الجنرال شارل أيلريت [الفرنسية] (1907-1968)، وعادوا إلى فرنسا.[14]

بعد استقلال الجزائر عام 1962، بقيت المعدات التي استخدمت في التعذيب، على الرغم من احتلال عائلات جزائرية للمكان بغية الاستقرار فيه.[15][16]

ولم يدرج معسكر الاعتقال غوتييه هذا، بالإضافة إلى معسكرات أخرى، في قوائم المنظمات الدولية الكبيرة مثل الصليب الأحمر، لأنها كانت معسكرات سرية ولم يكن سوى سكان الحي على دراية بوجودها.[17] ولكن المؤلف فرانسوا هاينتز وثق الجرائم من خلال كتابه، «حركي الدرك الأحمر 1954-1962» (بالفرنسية: Le harki des gendarmes rouges 1954-1962)‏ الصادر عام 1982. والذي سرد فيه تفاصيل التعذيب في مزرعة غوتييه، والفظائع التي ارتكبها النقيب سكارفو وزملائه.

مجاهدون معذبون

عدل

روابط خارجية

عدل

الكتب المرجعية

عدل
  • François، Heintz (1982). Le harki des gendarmes rouges: 1954-1962. Collection Témoignage. Volume 8. باريس: Le Cercle d'or. ص. 84. ISBN:9782718801018. مؤرشف من الأصل في 2021-07-28.

المراجع

عدل
  1. ^ "BOUMERDES: L'histoire de la révolution algérienne revisitée". DZAYER24. مؤرشف من الأصل في 2019-06-27.
  2. ^ "Ferme Gautier de Souk El Had". wikimapia.org. مؤرشف من الأصل في 2021-02-05.
  3. ^ ""Le camp de torture Haouch Goutier, témoin des atrocités de l'occupant"". Djazairess. مؤرشف من الأصل في 2021-02-06.
  4. ^ https://www.djazairess.com/fr/lqo/5223843 نسخة محفوظة 2021-02-07 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ https://dzayer24.com/boumerdes-l-histoire-de-la-revolution-algerienne-revisitee-569dc4c4ac2e4cda2b8b48a2-a نسخة محفوظة 2019-06-27 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ ا ب ج د https://www.djazairess.com/essalam/131831 نسخة محفوظة 2021-02-05 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ ا ب https://www.djazairess.com/echchaab/96645 نسخة محفوظة 2021-02-07 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ https://www.djazairess.com/fr/liberte/95801 نسخة محفوظة 2019-07-20 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ https://www.aps.dz/ar/regions/78828-2019-10-30-15-04-30 نسخة محفوظة 2022-04-10 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ https://www.el-massa.com/dz/روبورتاجات-استطلاعات/مركز-غوتتيه-لتعذيب-المجاهدين-يشهد-على-فظاعة-الاستعمار نسخة محفوظة 2021-02-07 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ "Souk El Had : des familles logées dans un ancien centre de torture | El Watan". www.elwatan.com. مؤرشف من الأصل في 2021-07-28.
  12. ^ "Souk El Had : Deux projets de logements à l'arrêt | El Watan". www.elwatan.com. مؤرشف من الأصل في 2021-02-06.
  13. ^ https://www.djazairess.com/fr/liberte/353574 نسخة محفوظة 2021-02-06 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ https://www.djazairess.com/fr/latribune/1510 نسخة محفوظة 2021-02-07 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ "Souk El Had : Deux projets de logements à l'arrêt". Djazairess. مؤرشف من الأصل في 2021-02-06.
  16. ^ "Souk El Had : des familles logées dans un ancien centre de torture". Djazairess. مؤرشف من الأصل في 2019-06-27.
  17. ^ https://www.aps.dz/regions/96610-les-camps-de-tortures-a-boumerdes-un-autre-temoin-de-la-barbarie-du-colonisateur نسخة محفوظة 2019-11-06 على موقع واي باك مشين.