مذبحة دير ياسين

مجزرة وجريمة حرب نفذتها عصابات صهيونية إرهابية ضد الفلسطينيين
(بالتحويل من مجزرة دير ياسين)

مذبحة دير ياسين هي عملية إبادة وطرد جماعي نفذتها في نيسان 1948 مجموعتا الإرغون وشتيرن الصهيونيتان في قرية دير ياسين الفلسطينية غربي القدس. كان معظم ضحايا المجزرة من المدنيين ومنهم أطفال ونساء وعجزة، ويتراوح تقدير عدد الضحايا بين 250 و 360 حسب المصادر العربية والفلسطينية،[1][2] و109 حسب المصادر الغربية.[3]

مذبحة دير ياسين
جزء من حرب 1948 حرب التطهير العرقي لفلسطين 1947–48،  والتطهير العرقي لفلسطين  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
المعلومات
البلد فلسطين الانتدابية  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع فلسطين المحتلة دير ياسين، القدس
الإحداثيات 31°47′11″N 35°10′41″E / 31.786475°N 35.17803333°E / 31.786475; 35.17803333   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
التاريخ 9 ابريل 1948
الهدف الاهالي و المدنيين في القرية
نوع الهجوم استراتيجية الأرض المحروقة، الإبادة الجماعية
الخسائر
الوفيات الاهالي (التقديرات العربية 250-360، التقديرات الغربية 109)/ المليشيات اليهودية 4
الإصابات الاهالي 12 / المليشيات اليهودية 35
المنفذون أرجون
شتيرن
خريطة
موقف ألبرت أينشتين
طابع ذكرى مذبحة دير ياسين

كانت مذبحة دير ياسين عاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين. ولعلّها الشعرة التي قسمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية (الإسرائيلية) في عام 1948. وأضافت المذبحة حِقداً إضافياً على الحقد الموجود مسبقاً بين العرب والإسرائيليين.

تاريخ

عدل

أدى قرار بريطانيا سحب قواتها من فلسطين إلى حالة من عدم الاستقرار في فلسطين. واشتعل الصراع المسلحة بين العرب والصهاينة. بحلول ربيع 1948 تمكن الفلسطينيون ومتطوعون من مختلف البلدان العربية من شن هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية وقد سمّيت تلك الحرب بحرب الطرق، حيث أحرز العرب تقدّماً في قطع الطريق الرئيسي بين مدينة تل أبيب وغرب القدس مما ترك 16% من تعداد الصهاينة في فلسطين في حالة حصار.

قرر الصهاينة شن هجوم مضاد للهجوم العربي على الطرقات الرئيسية، وبعد سقوط القسطل واستشهاد القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني بأيام هاجمت عصابتا شتيرن والأرغون قرية دير ياسين، على اعتبار أن القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها مما سيعمل على رفع الروح المعنوية لدى الصهاينة ويشكل ضربة معنوية للسكان العرب.

يذكر كارل صباغ في كتابه (فلسطين: تاريخ شخصي) بعض الحقائق عن قرية دير ياسين في تلك المرحلة التاريخية فيقول: «قرية دير ياسين من القرى الصغيرة على أطراف القدس ولم يكن لها أي شأن في حركة المقاومة ضد اليهود، حتى أن كبراء القرية رفضوا طلب المتطوعين العرب بالاستعانة برجال القرية لمحاربة اليهود، كما منعوهم من استخدام القرية لمهاجمة قاعدة يهودية قربها، فرد المتطوعون العرب بقتل رؤوس الماشية فيها. بل إنها وقعت على اتفاق للالتزام بالسلم وعدم العدوان مع جيرانهم من اليهود. فما الذي كان يلزمهم فعله ليثبتوا لليهود صدق نواياهم في الرغبة بالسلم والأمن؟ كان الحكم في نهاية المطاف يشير إلى أنهم عرب، يعيشون في أرض أرادها اليهود لأنفسهم.»[4]

المذبحة

عدل

قامت عناصر من منظمتي (الأرجون وشتيرن) بشن هجوم على قرية دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادروا إلى الفرار من القرية. وهو السبب الرئيسي من الهجوم، كي يتسنّى لليهود الاستيلاء على القرية. انقضّ المهاجمون اليهود تسبقهم سيارة مصفّحة على القرية وفوجيء المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 من القتلى و 32 جرحى. طلب بعد ذلك المهاجمون المساعدة من قيادة الهاجاناه في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة. ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عدداً من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالضحايا إلى قرية دير ياسين وتم انتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث جرت أبشع أنواع التعذيب، فكما روى مراسل صحفي عاصر المذبحة: «إنه شيء تأنف الوحوش نفسها ارتكابه لقد اتو بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها، ثم انتهوا منها وبدأوا تعذيبها فقطعوا نهديها ثم ألقوا بها في النار».

اتفق الكثير من الصحفيين الذين تمكّنوا من تغطية مذبحة دير ياسين أن عدد القتلى وصل إلى 254 من القرويين.

التعامل الإعلامي مع المجزرة

عدل

حظيت المجزرة بتغطية إعلامية كبيرة على الجانب العربي بهدف فضح ممارسات الصهاينة وإحراجهم أمام البريطانيين، فيما استفاد الجانب الصهيوني من انتشار وتهويل أخبار المجزرة لإثارة حالة رعب في القرى العربية الأخرى ودفع سكانها إلى الهرب طوعا.

النتيجة

عدل

بعد مذبحة دير ياسين، استوطن اليهود القرية وفُرغت من أهلها العرب. وفي عام 1980 أعاد اليهود البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلين الإرجون الذين نفّذوا المذبحة.[5]

مصادر

عدل
  1. ^ جواد الحمد (1995). "في الذاكرة الإنسانية:الشعب الفلسطيني ضحية الإرهاب والمذابح الصهيونية". مركز دراسات الشرق الأوسط: 99. QID:Q124256616.
  2. ^ Kana'ana and Zeitawi, The Village of Deir Yassin, Destroyed Village Series, Berzeit University Press, 1988.
  3. ^ Milstein 1998, p. 358. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ فلسطين : تاريخ شخصي. المؤسسة العربية للدراسات والنشر،. 2013. OCLC:908115733. مؤرشف من الأصل في 2016-10-03.
  5. ^ سيد حسين العفاني (2004)، شذا الرياحين من سيرة واستشهاد الشيخ أحمد ياسين (ط. 1)، مكتبة آفاق للنشر والتوزيع، ص. 108، OCLC:4770987930، QID:Q124257458

وصلات خارجية

عدل