ماريا مونك
ماريا مونك (27 يونيو 1816- صيف 1849) هي امرأة كندية ادعى كتابها بعنوان إفصاحات فظيعة لماريا مونك، أو كشف الأسرار الخفية لحياة راهبة في دير (1836) أنه يفضح الاعتداء الجنسي المنهجي على الراهبات وقتل الأطفال الذي نتج عنه على يد قساوسة كاثوليك في الدير التابعة له في مونتريال. يعتبر العلماء هذا الكتاب خدعة مناهضة للكاثوليكية.[3][4]
ماريا مونك | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | 27 يونيو 1816 [1] |
الوفاة | سنة 1849 [2] جزيرة روزفلت |
مواطنة | كندا السفلى |
الحياة العملية | |
المهنة | مستهلك الصحة العقلية، وكاتبة غير روائية |
اللغات | الإنجليزية |
مجال العمل | معاداة الكاثوليكية، وخدعة |
تعديل مصدري - تعديل |
نُشِر كتاب إفصاحات فظيعة لماريا مونك في يناير 1836. ادعت فيه مونك أن راهبات جماعة فرسان القديس يوسف الدينية في دير مونتريال في مستشفى أوتيل ديو، واللواتي أطلقت عليهن اسم «الراهبات السود»،[5] أُجبروا على ممارسة الجنس مع الكهنة في معهد اللاهوت المجاور، وزُعِم أن الكهنة كانوا يدخلون الدير عبر نفق سري. كان الأطفال الذين يولدون نتيجة ذلك يُعمدون ثم يُخنقون ويُلقَون في حفر جير في الطابق السفلي، أما الراهبات غير المتعاونات فُقِد أثرهن.
تحتوي قصة مونك على تناقضات مختلفة، فذكرت في روايتها أن هناك ثلاثة أديرة في مونتريال، «دير الراهبات الأبرشانيات (دير الراهبات الجماعي)، ودير الراهبات الأسود، أو دير الأخت بورجواز، ودير الراهبات الرمادي». كانت الراهبات الأبرشانيات من جماعة راهبات نوتردام في مونتريال التي أسستها مارغريت بورجوايز، وليس راهبات المحبة كما ذكرت مونك في بداية نصها. أدارت راهبات جماعة فرسان القديس يوسف الدينية، اللواتي كانت عاداتهن سوداء ولكن لم يكن يُطلق عليهن غالبًا اسم «الراهبات السود»،[6] مستشفى أوتيل ديو حيث ادعت مونك أنها دخلت إليه وعانت فيه، وأنه لم يؤسَّس من قبل «الأخت بورجواز»، وأن راهبات المحبة كنَّ معروفات باسم الراهبات الرماديات.
عُرِفَت مونك بأنها عاشت في مصحة في سنواتها الأولى، وأن إحدى الراهبات المذكورات في قصتها كانت في الواقع زميلة مريضة في المصحة.[7][8] هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن ماريا مونك تعرضت لإصابة في الدماغ عندما كانت طفلة؛ إذ أن إحدى النتائج المحتملة لهذه الإصابة المزعومة هي أنها تعرضت للتلاعب، وأنها ربما لم تكن قادرة على التمييز بين الحقيقة والخيال. هناك نتيجة محتملة أخرى لتلك الإصابة المزعومة تقول إن مونك لم يكن لديها الفهم الكافي للنتيجة المدمرة لادعاءاتها. قيل أيضًا إن ناشر كتبها أو كتّابها المخفيون تلاعبوا بها للعب دور من أجل نيل الأرباح، ولكن لم يكن هذا الادعاء مثبتًا. يعتبر العلماء كتاب مونك مجرّد خدعة.[3][4]
بيئة الإثارة المناهضة للكاثوليكية
عدلنُشر كتاب مونك في بيئة أمريكية مليئة بالعداء المناهض للكاثوليكية (المدفوع جزئيًا بالهجرة الكاثوليكية الأيرلندية والألمانية إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن التاسع عشر)، وتلاه أعمال الشغب في دير أورسولين بالقرب من بوسطن في عام 1834. اندلعت هذه الأحداث بسبب حادثة غادرت فيها إحدى الراهبات الدير ولكن أقنعتها رئيستها الأم ماري سانت جورج وأسقف بوسطن القس بيندكت فينويك بالعودة في اليوم التالي. أدت هذه الحادثة مباشرة إلى الادعاء بأن المرأة كانت محتجزة في الدير رغمًا عنها، فغزت الحشود الدير ثم أحرقته في محاولة لتحريرها.
نشرت ريبيكا ريد رواية قوطية مناهضة للكاثوليكية في عام 1835، وهي رواية ملونة للغاية عن الأشهر الستة التي قضتها كتلميذة خيرية أسقفية في مدرسة دير أورسولين في تشارلزتاون بماساتشوستس. ماتت ريد بمرض السل بعد وقت قصير من نشر كتابها، ويُعتقد كثيرًا أن مرضها كان بسبب التقشف الذي عاشته في الدير.
أصبح كتاب ريد من أكثر الكتب مبيعًا، وربما كانت مونك أو العاملون معها يأملون في الاستفادة من حركة السوق الواضحة لروايات الرعب المناهضة للكاثوليكية. يمكن لادعاءات مونك أن تكون قد صيغت على غرار الروايات القوطية التي كانت شائعة في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر؛ وهو النوع الأدبي الذي استُخدِم بالفعل لإثارة المشاعر المعادية للكاثوليكية في أعمال مثل الراهبة لدينيس ديدرو. تجسد قصة مونك العناصر المميزة لامرأة شابة بريئة محاصرة في مزرعة نائية وقديمة ذات مناظر خلابة حيث تتعلم أسرارًا مظلمة وتهرب بعد مغامرات مروعة.
ادعت مونك أنها عاشت في الدير لمدة سبع سنوات، وحملت، وهربت لأنها لا تريد أن يُقتَل طفلها. روت قصتها للوزير البروتستانتي، القس جون جاي سلوكم، في نيويورك،[9] الذي شجعها على أن تعيد روايتها لجمهور أوسع. ذكرت مجلة أميريكان بروتستانت فينديكيتور بأن مبيعات الكتاب وصلت إلى 26 ألف نسخة بحلول يوليو 1836. أصدر ناشرون آخرون لاحقًا كتبًا تدعم ادعاءات مونك أو مقلدة لها، ونشر بعضهم منشورات تدحض القصة. تحدث المؤرخ ريتشارد هوفستاتر في مقالته لعام 1964 بعنوان «الأسلوب المذعور في السياسة الأمريكية» عن الكتاب قائلًا: «ربما يكون الكتاب المعاصر الأكثر قراءة على نطاق واسع في الولايات المتحدة قبل رواية كوخ العم توم».[10]
مراجع
عدل- ^ JoAnn Castagna (29 Nov 2017). "Monk, Maria (27 June 1816–04 September 1849?), purported author of an anti-Catholic text". American National Biography Online (بالإنجليزية). DOI:10.1093/ANB/9780198606697.ARTICLE.1602150. ISSN:1470-6229. QID:Q103871804.
- ^ مايكل سترن هارت, مشروع غوتنبرغ | Maria Monk (باللغات المتعددة), Q68968916, OL:11076820A, QID:Q22673
- ^ ا ب Stein, Gordon. (1993). Encyclopedia of Hoaxes. Gale Group. pp. 224–226. (ردمك 0-8103-8414-0)
- ^ ا ب "Maria Monk: A Nun’s ‘Secrets’ Revealed". Retrieved 2015-05-01. نسخة محفوظة 2015-05-01 at Archive.is
- ^ Monk، Maria (1836). Awful Disclosures of Maria Monk: or, The Hidden Secrets of A Nun's Life in a Convent Exposed. Manchester [England]: Milner. ص. 12. مؤرشف من الأصل في 2022-02-08.
- ^ "Awful disclosures of Maria Monk, or, The hidden... - Canadiana Online". www.canadiana.ca. مؤرشف من الأصل في 2024-07-13. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-26.
- ^ "Her book, both hotly attacked and defended, continued to be read and believed even after her mother gave testimony that Maria had been somewhat addled ever since childhood, after she had rammed a pencil into her head." Richard Hofstadter, The Paranoid Style in American Politics"The Paranoid Style in American Politics". مؤرشف من الأصل في 2013-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2015-12-20.
- ^ Archdeacon, Thomas J. Becoming American. 1984, p. 76
- ^ A Short History of the Slocums, Slocumbs and Slocombs of America, C.E. Slocum, Syracuse N.Y. 1882 and [1] نسخة محفوظة 2012-08-05 at Archive.is
- ^ Richard J. Hofstadter (نوفمبر 1964). "The Paranoid Style in American Politics". مجلة هاربر. مؤرشف من الأصل في 2010-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2010-10-19.