لقيط بن زرارة التميمي
لَقيط بن زرارة بن عدس الدارِمي التميمي فارس وشاعر عربي؛ كان يُكنَّى أبا دختنوس في السِلم وأبا نهشل في الحرب. تروى عنه شجاعته وهو رجل محسن من أشراف قومه، قتل يوم شعب جبلة بنجد وهو من أعظم أيام العرب وأشدها، وكان لقيط رئيس قومه في ذلك اليوم.[2][3][4]قال ياقوت: وهو يوم بين بني تميم وبني عامر بن صعصعة، من أعظم أيام العرب وأشدها. وقال البكري: كان يوم جبلة في عام مولد النبي صلى الله عليه وآله ويقال له: «يوم تعطيش النوق» وكان لقيط رئيس تميم فيه، فقتله عمارة الوهاب العبسي، وقيل: شريح بن الأحوص[5]
لقيط بن زرارة التميمي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مكان الميلاد | نجد |
الوفاة | سنة 570 الدوادمي |
الأولاد | |
الأب | زرارة بن عدس |
الحياة العملية | |
المهنة | فارس، وشاعر[1] |
اللغة الأم | العربية |
تعديل مصدري - تعديل |
من حياته
عدلنظر زرارة بن عدس ذات يوم إلى ابنه لقيط ورأى منه خيلاء ونشاطا وجعل يضرب غلمانه وهو يومئذ شاب فقال له زرارة: لقد أصبحت تصنع صنيعا كأنما جئتني بمائة من هجان المنذر بن ماء السماء أو نكحت بنت ذي الجدين بن قيس بن خالد، قال لقيط: لله علي إلا يمس رأسي غسل ولا آكل لحما ولا اشرب خمرا حتى أجمعهما جميعا أو أموت. فخرج لقيط ومعه ابن خال له يقال له القراد بن إهاب وكلاهما كان شاعرا شريفا فسارا حتى أتيا بني شيبان فسلما على ناديهم ثم قال لقيط: أفيكم قيس بن خالد ذو الجدين؟ وكان سيد ربيعة يومئذ، قالوا: نعم، قال: فأيكم هو؟ قال: قيس أنا قيس، فما حاجتك؟ قال: جئتك خاطبا ابنتك. وكانت على قيس يمين ألا يخطب إليه أحد ابنته علانية ألا أصابه بشر وسمع به، فقال له قيس: ومن أنت؟ قال: أنا لقيط بن زرارة بن عدس بن زيد، قال قيس: عجبا منك ياذا القصة ! هلا كان هذا بيني وبينك، قال: ولم يا عم؟ فو الله إنك لرغبة وما بي من نضاة - أي ما بي عار - ولئن ناجيتك لا أخدعك ولئن عالنتك لا أفضحك فأعجب قيسا كلامه، وقال: كفء كريم إني زوجتك ومهرتك مائة ناقة ليس فيها مظائر ولا ناب ولا كزوم ولا تبيت عندنا عزبا ولا محروما. ثم أرسل إلى أم الجارية أني قد زوجت لقيط بن زرارة التميمي ابنتي القدور فاصنعيها واضربي لها ذلك البلق فإن لقيط بن زرارة لا يبيت فينا عزبا. وجلس لقيط يتحدث معهم فذكروا الغزو فقال لقيط: أما الغزو فأردها للقاح وأهزلها للجمال وأما المقام فأسمنها للجمال وأحبها للنساء فأعجب ذلك قيسا وأمر لقيطا فذهب إلى البلق فجلس فيه، وبعثت إليه أم الجارية بمجمرة وبخور وقالت للجارية: اذهبي بها إليه فو الله لئن ردها ما فيه خير ولئن وضعها تحته ما فيه خير، فلما جاءته الجارية بالمجمرة بخر شعره ولحيته ثم ردها عليها، فلما رجعت الجارية إليها خبرتها بما صنع فقالت: إنه لخليق للخير. فلما أمسى لقيط التميمي أهديت الجارية إليه فمازحها بكلام اشمأزت منه فنام وطرح عليه طرف خميصة وباتت إلى جنبه، فلما استثقل انسلت فرجعت إلى أمها فانتبه لقيط فلم يرها فخرج حتى أتى ابن خاله قرادا وهو في أسفل الوادي فقال: ارحل بعيرك وإياك أن يسمع رغاؤها. فتوجها إلى المنذر بن ماء السماء وأصبح قيس ففقد لقيطا فسكت ولم يدر ما الذي ذهب به ومضى لقيط حتى أتى المنذر فاخبره ما كان من قول أبيه وقوله فأعطاه مائة من هجائنه فبعث بها مع قراد إلى أبيه زرارة التميمي ثم مضى إلى كسرى فكساه وأعطاه جواهر ثم انصرف لقيط من عند كسرى فأتى أباه فاخبرة خبرة وأقام يسيرا ثم خرج هو وقراد حتى جاءا محلة بني شيبان فوجداهم قد انتجعوا فخرجا في طلبهم حتى وقعا في الرمل فقال لقيط:
انظر قراد وهاتا نضرة جزعا
عرض الشقائق هل بينت أظعانا
فيهن اترجة نضح العبير بهـا
تكسي ترائبها شذرا ومرجانـا
وهاهو أبوها يجهزها ويوصيها وهي ترحل للزواج فخرجا حتى اتيا قيس بن خالد فجهزها أبوها فلما ارادت الرحيل قال لها يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا وليكن أكثر طيبك الماء فانك إنما يذهب بك إلى الأعداء واراك أن ولدت فستلدين لنا غيظا طويلا واعلمي أن زوجك فارس مضر وانه يوشك أن يقتل أو يموت فلا تخمشي عليه وجها ولا تحلقي شعرا قالت له أما والله لقد ربيتني صغيرة واقصيتني كبيرة وزودتني عند الفراق شر زاد وارتحل بها لقيط التميمي فجعلت لا تمر بحي من العرب إلا قالت يالقيط اهؤلاء قومك فيقول لا حتى طلعت على محلة بني عبد الله بن دارم من تميم فرأت القباب والخيل العراب قالت يالقيط أهؤلاء قومك قال نعم، فأقام اياما يطعم وينحر ثم بنى بها فأقامت عنده حتى قتل يوم جبلة فبعث إليها أبوها أخا لها فحملت فلما ركبت بعيرها أقبلت حتى وقفت على نادي بني عبد الله بن دارم فقالت يا بني دارم اوصيكم بالغرائب خيرا فوالله ما رأيت مثل لقيط لم تخمش عليه امرأة وجها ولم تحلق عليه شعرا فلولا أني غربية لخمشت وحلقت فحبب الله بين نساءكم وعادى بين رعائكم فاثنوا عليها خيرا ثم مضت حتى قدمت على ابيها فزوجها من قومه فجعل زوجها يسمعها تذكر لقيطا وتحزن عليه فقال لها أي شيء رأيت من لقيط احسن في عينك قالت خرج يوم دجن وقد تطيب وشرب فطرد البقر فصرع منها ثم أتاني وبه نضح دماء فضمني ضمة وشمني شمة فليتني مت ثمة فلم أرى منظرا كان احسن من لقيط فمكث عنها حتى إذا كان يوم دجن شرب وتطيب ثم ركب فطرد البقر ثم أتاها وبه نضح دم والطيب وريح الشراب فضمها إليه وقبلها ثم قال لها كيف ترين انا أم لقيط فقالت: ماء ولا كالصداء ومرعى ولا كالسعدان فذهبت مثلا وصداء ركية ليس في الأرض ركية أطيب منها وقد ذكرها التميمي في شعره:
أني وتهيامـي بزينـب كالـذي يخالس من احواض صداء مشربا يرى دون برد الماء هـولا وذادة إذا اشتد صاحوا قبل أن يتحببـا
وصلات خارجية
عدلمراجع
عدل- ^ بوَّابة الشُعراء (بالعربية والإنجليزية)، QID:Q106776388
- ^ الكامل في التاريخ
- ^ الأغاني ج:22 ص:197
- ^ أيام العرب في الجاهلية
- ^ خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. 5، ص. 244، OCLC:1127653771، QID:Q113504685 – عبر المكتبة الشاملة