في الطفولة هي سيرة ذاتية للكاتب المغربي عبد المجيد بن جلون، كتاب يجمع بين السيرة الذاتية للكاتب والكتابة الروائية، أصدره عن دار نشر المعرفة للطباعة والنشر سنة 1993.

في الطفولة
معلومات الكتاب
المؤلف عبد المجيد بن جلون
البلد المغرب
اللغة العربية
الناشر دار نشر المعرفة
تاريخ النشر 1993م
النوع الأدبي سيرة ذاتية
الإصدار الطبعة الأولى
التقديم
عدد الصفحات 280
مؤلفات أخرى

القصة

عدل

تدور أحداث الكتاب حول مرحلة طفولة المؤلف، بدايةً من سنوات ميلاده إلى سن الشباب. يفتتح الكاتب بسرد أيام ولادته ورحلته مع أسرته إلى إنجلترا، ويتحدث عن الفترة التي قضاها هناك. يصف ببراءة طفولية نظرة الطفل للعالم من حوله والأحداث التي يكتشفها مع مرور الوقت. يتناول الكاتب أحاسيسه وتأثره بأحداث هذه المرحلة، منها تأثره بوفاة والدته وأول يوم له في المدرسة، والصلاة التي تخلى عنها بسبب دينه الإسلامي. يشرح أيضًا أول زيارة له للمغرب حيث قضى أسبوعًا جميلًا بين فاس ومراكش. يستمر الكاتب في سرد أحداث هذه المرحلة حتى يتم اتخاذ قرار بالعودة إلى المغرب من قبل أسرته، مما ألزمه بفراق إنجلترا وكل ذكرياته هناك وبداية مرحلة جديدة في وطنه الجديد. بعد ذلك، يروي الكاتب مرحلة جديدة في عمره، حيث يقارن بين حياته في كل من إنجلترا و المغرب، ويبدأ بالمقارنة بين المدرستين التي كان يدرس فيهما. يستمر السرد في ذكر أحداث طفولته مثل وفاة أخته بعد صراع مع المرض، وعلاقته بأصدقائه وأساتذته في المدرسة، ويخص بالذكر أستاذ القرآن الذي أثر فيه بشكل خاص. كما يتحدث عن تأثير علاقته بفتاة أعجب بها وكيف أثرت هذه الأخيرة على حياته، وكيف تجذبه كرة القدم والتحدي الذي واجهه بتعلم اللغة العربية بناءً على رغبته الشديدة وتحديه لوالده. ويواصل الكاتب الحديث عن فترة دراسته في جامع القرويين وكيف تعلق بالأدب ونشر مقالاته، حتى قرر الالتحاق بمصر لاستكمال تعليمه.[1]

الشخصيات

عدل
  • عبد المجيد بن جلون :(الشخصية الرئيسية والراوي) يسرد الرواية من وجهة نظره الشخصية التي تعكس مشاعره وتجاربه الحياتية. منذ طفولته، يظهر شخصية حساسة وفضولية، مليئة بالتساؤلات، لكنه يعيش في حالة من القلق والخوف بسبب الغربة التي يشعر بها أثناء تنقله بين الثقافتين المغربية والإنجليزية. يُظهر عبد المجيد ارتباطًا عاطفيًا قويًا بكل من عائلته ووطنه، حيث يعاني من سلسلة من النكبات مثل وفاة والدته ومرض أخته، مما يُثقل عليه نفسيًا. يتميز بالتفوق الدراسي والثقافة الواسعة التي مكنته من تحقيق إنجازات أدبية مبكرة[2].
  • الأم: رمز الحنان والرعاية في الرواية، فهي الشخصية التي توفر لعبد المجيد الاستقرار العاطفي. كانت محبة لوطنها المغرب وكارهة للحياة في إنجلترا، حيث شعرت بالانعزال. ثقافتها تقليدية ودينية، لكنها تحرص على غرس القيم الأخلاقية في أطفالها. وفاتها تُعد حدثًا محوريًا في حياة عبد المجيد، حيث تسبب له ألمًا عميقًا وغيابًا دائمًا لدفء الأمومة.
  • الأب: شخصية عملية يسعى لتأمين حياة كريمة لعائلته من خلال عمله كتاجر. يظهر التزامه العائلي عندما يقرر التفرغ لرعاية أسرته بعد مرض زوجته. عاد إلى المغرب حيث واجه تحديات مالية كبيرة أدت إلى فقدانه جزءًا كبيرًا من ممتلكاته. رغم أزماته، ظل شخصية صامدة ومستعدة لبذل كل جهد ممكن لإعادة استقرار عائلته.
  • الأخت الصغرى: تمثل الأخت الصغرى البراءة والحيوية في الرواية، لكنها تعاني من مرض قاسٍ يُفقدها بريقها تدريجيًا حتى وفاتها. كانت علاقتها بعبد المجيد مليئة بالمحبة والمشاركة، حيث ترك غيابها أثرًا نفسيًا كبيرًا عليه. لعبت دورًا في تنمية شخصية الراوي من خلال الحوارات والتجارب التي شاركتها معه.
  • المربية : هي شخصية داعمة أساسية في حياة عبد المجيد خلال طفولته. لعبت دورًا مزدوجًا كبديل للأم وكشخصية تثري خيال الطفل من خلال الحكايات والقصص. كانت تسعى دائمًا لحمايته من الحزن والكآبة، خاصة بعد وفاة والدته.
  • أندري : شاب يوناني يظهر في الرواية كشخصية فريدة. يحب المطالعة، يكره الحرب، ويعيش في عزلة ذاتية للهروب من الواقع القاسي. يترك أندري أثرًا عميقًا على عبد المجيد، حيث يعلمه أهمية التأمل والقراءة كوسيلة لفهم العالم والتعامل مع مشكلاته.
  • أنيني: فتاة عطوفة ومرحة تُضفي جوًا من البهجة في الرواية. كانت دائمًا قريبة من عبد المجيد، تقدم له الدعم العاطفي وتساعده على مواجهة الصعاب. تعكس شخصيتها حب الحياة والقدرة على التكيف مع التحديات.
  • جورجي: شاب يافع يركز على الأناقة والمظهر الشخصي، لكنه يميل إلى الانعزال والانشغال بنفسه. ويضيف بُعدًا متباينًا في طبيعة الشخصيات التي أحاطت بعبد المجيد خلال طفولته.

تيمة الهوية

عدل

عاش عبد المجيد بن جلون صراعًا داخليًا بين ثقافتين متناقضتين، تمثل الأولى الثقافة الغربية في مانشستر (إنجلترا) والثانية الثقافة المغربية في فاس (المغرب). هذا التمزق بين بيئتين مختلفتين يعمق شعوره بالغربة والضياع، إذ يجد نفسه ممزقًا بين هويتين متباينتين، مما يعكس أزمة الهوية التي عاشها في مرحلة طفولته. يعبر الكاتب عن شعوره بالمنفى في "الفضاء الثالث" الذي يتضمن ازدواجية في اللغة والعادات والمعتقدات، ما يعزز شعوره بالعزلة عن كلا المجتمعين. تصبح الكتابة وسيلة لإعادة تشكيل هويته وتخيل ذاته في سياق متعدد الثقافات، حيث يعيد بناء ماضيه من خلال التداخل بين الذاكرة والتخييل. تمثل الطفولة بالنسبة له نقطة انطلاق لتشكيل الهوية، حيث تبدأ الذات في فهم مكانها في العالم وسط تأثيرات ثقافية متنوعة. في النهاية، تتيح الكتابة له تأكيد فرديته ورؤية ذاته بشكل فريد، معبرًا عن هويته المغربية في عالم معقد تموج فيه التناقضات الثقافية والسياسية.[3]

النقد

عدل

وصف جميل حمداوي هذه الرواية على أنها أول سيرة ذاتية مغربية[4]، أما عبد اللطيف الوراري، فقد علق حولها قائلا: «سيرة ذاتية غيرتْ وجه الأدب المغربي في العصر الحديث».[5] كتبت مجلة القدس العربي أيضا عن هذا العمل واصفة إياه أنه نص عن الذات المغربية وعلاقتها بالآخر الانجليزي[6]

إقتباسات

عدل

الموت له أن يخطو بين البشر ليرسل منهم إلى المشنقة آلافا كل يوم، ومع ذلك يرتع في الحياة حرا طليقا كما لو لم يكن هناك قانون دُون في الأرض أو أوحى به من السماء

واستولى علي شعور مرعب هو أنني خلقت لأكون غريبا، ففي البلاد التي أتينا منها كان الناس ينظرون إلي على أنني غريب وفي البلاد التي يقال أنني منها نظر الناس إلي أيضا على أنني غريب

إن شعور المرء بالوحدة يزداد كلما كثر الناس حوله

إن الحوادث الفاصلة هي التي تنهي فترات حياتنا لا السنون

مراجع

عدل
  1. ^ "رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون - موقع باك نت". www.baknit.net. مؤرشف من الأصل في 2023-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-07.
  2. ^ "أحداث "في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون". مغرس. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-22.
  3. ^ عبداللطيف الوراري، الوراري (10 مارس 2023). "«في الطفولة» لعبد المجيد بن جلون: سيرة ذاتية غيرتْ وجه الأدب المغربي في العصر الحديث". صحيفة القدس العربي. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-21. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: url-status (link)
  4. ^ "في الطفولة". دنيا الرأي. مؤرشف من الأصل في 2016-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-07.
  5. ^ "«في الطفولة» لعبد المجيد بن جلون: سيرة ذاتية غيرتْ وجه الأدب المغربي في العصر الحديث". thenationpress.net. 11 مارس 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-07.
  6. ^ "مجلة القدس العربي". مؤرشف من الأصل في 2023-10-09.