فلوري عبد الملك

سيرة شاعرة ومترجمة مصرية
لا توجد نسخ مراجعة من هذه الصفحة، لذا، قد لا يكون التزامها بالمعايير متحققًا منه.

فلوري لبيب عبد الملك (Fluri Labib Abd al Malik 1925- 1981)  شاعرة ومترجمة مصرية. استمرت فترة نشاطها الأدبي خلال ستينيات القرن العشرين، نشرت في العديد من المجلات الأدبية، وألقت أشعارها في محافل شعرية، وجمعت نتاجها في ديوانها روح هائمة (دار المعارف، 1969).[1] تميز شعرها بالرومانسية والوجدانية، وألهمتها الطبيعة والأسرة والظروف الوطنية.[2]

فلوري عبد الملك
معلومات شخصية
الحياة العملية
المهنة شاعرة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
بوابة الأدب
الشاعرة والمترجمة المصرية فلوري عبد الملك

حياتها الشخصية

عدل

ولدت فلوري عبد الملك في مدينة المنصورة عام 1925 لأب طبيب[iii] وأم تعزف الموسيقى في المنزل[iv].  تنقلت بين محافظات مصر بسبب طبيعة عمل والدها، فانتقلت إلى إحدى مدن الصعيد، لتلتحق بمدرسة الراهبات لثلاث سنوات[v]، ثم قرر والدها إلحاقها بمدرسة داخلية نظرًا لكثرة تنقله، فأتمت دراستها الثانوية بكلية البنات بالقاهرة لتحصل على الشهادة التوجيهية بتفوق بين نظيراتها[vi]. رغبت فلوري في الالتحاق بالجامعة، لكن والدها ارتأى أن تقوم «بتثقيف نفسها بنفسها»[vii] من المنزل، كي «تتعلم من الشؤون المنزلية التي تؤهل الفتاة للحياة الزوجية الراضية»[viii]. تزوجت فلوري من ابن عمها «الطبيب والأديب» شكري عبد الملك[ix] وانتقلت للعيش معه في الإسكندرية عام 1950. بعد وفاة والدها (1958)، وبعد أن أنجبت فلوري أبناءها، والتحقوا بالمدرسة، التحقت هي بقسم الفلسفة والاجتماع في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1964، لتحصل على الليسانس في يونية 1969[x]. اشتغلت الشاعرة كمعيدة بالكلية الإكليريكية بعد أن حصلت على شهادة منه[xi]. عزفت فلوري عبد الملك على البيانو ورسمت بجانب كتابتها للشعر، فرسمت جميع الرسومات التي يتضمنها ديوانها الوحيد. سافرت الشاعرة إلى لبنان واليونان وقبرص وفرنسا وألمانيا وإيطاليا[xii]. توفيت فلوري عبد الملك في 16 يناير 1983 في الإسكندرية.[xiii]

ديوانها

عدل

قسمت فلوري عبد الملك ديوانها روح هائمة إلى ستة أجزاء: خواطر ومن وحي الأسرة ومن وحي الطبيعة ومن وحي المنصورة ومن وحي حواء ومن وحي الظروف الوطنية. يبدو التقسيم تقسيمًا حسب الموضوع، إلا أن الديوان غلبته روح رومانسية واحدة. في الجزء الأول بعنوان «خواطر» أنشدت الشاعرة قصائد ذاتية تعبر عن وجدانها المهموم بأفكار إنسانية مجردة. فنجدها تقول في القصيدة التي تحمل عنوان الديوان:

                                               وبين ضلوعي أضيئت شموع            لحب بدا

                                               وطاف بأفقي نداء وديع                    وذاب الصدا

                                               تراني أتوه وحولي الجموع                وأقضي سدا؟[xxx]

في الجزء الثاني من الديوان «من وحي الأسرة» تفيض عواطف الأمومة بالحب وتكريس حياتها كلها لأبنائها، ففي قصائدها الموجهة لابنها، ترسم صورة الأم المضحية الراضية، التي ترغب في ضم ابنها إليها، ولا يتركها وحيدة. ترسم ذلك في أدق الصور المعبرة عن ذهاب ابنها لحضانة لأول مرة ونضج ابنها يومًا بعد يوم بعيدًا عن حضنها. كما اتسمت قصائدها الموجهة لابنها بالغنائية التي تعيد بناء غنائية الأم لابنها، ففي قصيدتها «ماما» تستخدم التكرار اللفظي وقافية النون الساكنة سهلة الترديد، تقول:

أنا ظمآن يا ماما أنا ظمآن

فهاتي الماء مثلوجًا بكوب ثان

إليك بزهره[xxxi] يا سيدي السلطان!![xxxii]

في الجزء الثالث «من وحي الطبيعة» تتماهى فلوري مع الطبيعة، فتأنسنها وتشاركها همومها وتجد فيها أنيسها وملهمها. تهيم الشاعرة بالصفاء والنقاء الذي تجده في الطبيعة. تقول في قصديتها بعنوان «زهرتي البيضاء»:

                                   أرى بيني وبينك بعض ود

                                               فقد سميت باسمك يوم عيدي

                                   وألمح في بياضك ما يضاهي

                                               نقاء النفس عندي. . . للعهود

                                   لهذا قد عشقتك دون علم

                                               لقرب بيننا رغم الحدود! ![xxxiii]

حتى في جزئها الأخير، حينما تكتب «من وحي الظروف الوطنية» فهي ترى الوطن (العربي) من عدسة فلوري الشاعرة. في قصيدتها «غدًا نلتقي»، تحكي فلوري حكاية «أم تاه منها ابنها في هول النكبة سنة 1948»[xxxiv]. فيصبح شتات الوطن عند فلوري هو تيه الابن عن أمه، والسلام الوحيد الممكن هو رجوع الابن لحضن أمه.

حياتها الأدبية

عدل

بدأت فلوري «تعالج الشعر وتنظم الزجل» منذ عمر الرابعة عشرة[xiv]، لكنها لم تنشر أيًا من قصائدها إلا ما كتبته بداية من ربيع1960[xv]. نشرت قصائدها في العديد من المجلات الأدبية مثل البصير والهلال والرسالة الجديدة والشعر[xvi] والأديب والثقافة. شاركت فلوري شعراء آخرين في إصدارات مشتركة، فشاركت بقصيدتها «من أجل فلسطين» في كتاب أصدره شعراء الإسكندرية بعنوان «فلسطين عربية» سنة [xvii]1965. وشاركت بقصائدها في ديوانين: «ديوان الإسكندرية» و«ديوان ثوار».[xviii] كما ألقت شعرها في العديد من المهرجانات الشعرية والاجتماعات الأدبية، فألقت قصيدتها «نداء السلام» في مهرجان الشعر الخامس الذي أقيم في الإسكندرية عام 1963[xix]، وألقت قصيدتها «غدًا نلتقي» في مهرجان الشعر السابع الذي أقيم في مدينة غزة في مارس 1966[xx]، ثم ألقتها في «اجتماع أدباء المنصورة» في نفس العام[xxi]، وألقت قصيدتها «مشاعر قلب في الربيع الحزين» في مهرجان الشعر الثامن الذي أقيم في القاهرة في مارس 1968[xxii]. كما ألقت شعرها في الإذاعة[xxiii].

كانت الشاعرة عضوة الهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب، وعضوة أتيلييه الإسكندرية[xxiv]. كما انضمت إلى «جماعة نشر الثقافة»، وهي جماعة أدبية أنشأها مصطفى فهمي ويوسف فهمي الجزايرلي في الإسكندرية سنة 1932، وكان من أهم أعضائها الشاعران خليل شيبوب (1892- 1951) وعبد اللطيف النشار (1895- 1972) والشاعرة منيرة توفيق (1893- 1965)[xxv]. جمعت فلوري عبد الملك معظم أشعارها في ديوانها روح هائمة، الذي صدر عن الهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية ودار المعارف في نوفمبر 1969، وكتب مقدمته الشاعر أحمد رامي.

مزجت فلوري عبد الملك في شعرها بين القصيدة العمودية وشعر التفعيلة. كتبت أشعارها بالفصحى، وتميزت لغتها بالجزالة المقترنة بالألفاظ البسيطة والخيال المركب. حينما كتبت ترانيم، تحررت لغتها بشكل أكبر واستخدمت لغة أبسط أكثر غنائية كما في قصيدتها «ذات مساء» المغناة كترنيمة بعنوان «عبر انطلاقي بدرب الرجاء»[xxvi]. استخدمت فلوري «الأوزان الرشيقة الراقصة [...] كما أن تنويع القوافي واختصار الامتداد مما يميز نظمها»[xxvii]. ذكر أحمد رامي في مقدمته أنها «ابتدعت في هذه الأبحر [الشعرية] مقاييس للتفاعيل تتفق في الوزن وتختلف في القدود»[xxviii]. كانت على دراية بالأدب الفرنسي والأدب الإنجليزي، وترجمت قصائد مثل ترجمتها قصيدة شباب وشيخوخة Youth and Age عن الإنجليزية للشاعر تشارلز كنجسلي Charles Kingsley (1819- 1875)[xxix].

المراجع

عدل
  • أحمد رامي. «مقدمة». ديوان روح هائمة لفلوري عبد الملك. الهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية. دار المعارف بمصر. 1969.
  • أحمد فضل شبلول. «الأثر الفني للبيئة في الإبداع الشعري السكندري». مجلة أنهار. فبراير 2004.
  • بدر يوسف، «شاعرة اسكندرانية: فلوري.. الروح الهائمة». مجلة الهلال. مايو 1983.
  • جوزيف زيدان. مصادر الأدب النسائي في العالم العربي الحديث. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. 1999. ص 483.
  • سامي الدوري. موسوعة شعراء العرب. الجزء التاسع. ص 230-231.
  • فلوري عبد الملك. «كلمات شعر عبر انطلاقي بدرب الرجاء (قصيدة ذات مساء)». أرشيف كلمات الترانيم المسيحية. موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
  • فلوري عبد الملك. روح هائمة. الهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية. دار المعارف بمصر. 1969.
  • معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، المجلد 1. جامع الكتب الإسلامية. ص 5145.
  • نقولا يوسف، «الشاعرة فلوري عبد الملك». مجلة الأديب. أبريل 1970.
  • [i] معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، المجلد 1. جامع الكتب الإسلامية. ص 5145.

https://ketabonline.com/ar/books/11822/read?part=1&page=5209&index=1858447

  • [ii] فلوري عبد الملك. روح هائمة. الهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية. دار المعارف بمصر. 1969.
  • [iii] أحمد رامي. «مقدمة». ديوان روح هائمة لفلوري عبد الملك. الهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية. دار المعارف بمصر. 1969.
  • [iv] نقولا يوسف، «الشاعرة فلوري عبد الملك». مجلة الأديب. أبريل 1970. ص 3.
  • [v] جوزيف زيدان. مصادر الأدب النسائي في العالم العربي الحديث. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. 1999. ص 483.
  • [vi] نقولا يوسف، ص 3.
  • [vii]  فلوري عبد الملك. ص 40.
  • [viii]  نقولا يوسف. ص 3.
  • [ix] نقولا يوسف. ص 3.
  • [x] معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، المجلد 1. ص 5145.
  • [xi] سامي الدوري. موسوعة شعراء العرب. الجزء التاسع. ص 230-231.
  • [xii] نقولا يوسف. ص 4.
  • [xiii] بدر يوسف، «شاعرة اسكندرانية: فلوري.. الروح الهائمة». مجلة الهلال. مايو 1983.
  • [xiv] نقولا يوسف. ص 3.
  • [xv] فلوري عبد الملك. ص 4.
  • [xvi] معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، المجلد 1. ص 5145.
  • [xvii] نقولا يوسف. ص 4.
  • [xviii] معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، المجلد 1. ص 5145.
  • [xix]  فلوري عبد الملك. ص 173.
  • [xx] فلوري عبد الملك. ص 177.
  • [xxi] نقولا يوسف. ص 4.
  • [xxii] فلوري عبد الملك. ص 182.
  • [xxiii] نقولا يوسف. ص 2.
  • [xxiv] معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، المجلد 1. ص 5145.
  • [xxv] أحمد فضل شبلول. «الأثر الفني للبيئة في الإبداع الشعري السكندري». مجلة أنهار. فبراير 2004.
  • http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=STUD&id=255
  • [xxvi]فلوري عبد الملك. «كلمات شعر عبر انطلاقي بدرب الرجاء (قصيدة ذات مساء)». أرشيف كلمات الترانيم المسيحية. موقع الأنبا تكلا هيمانوت. https://st-takla.org/Lyrics-Spiritual-Songs/06-Coptic-Taraneem-Kalemat_Ein-Ghein-Feh/3abr-Entelaky-Bedar-Al-Ragaa.html
  • [xxvii] معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، المجلد 1. ص 5145.
  • [xxviii] أحمد رامي. ز.
  • [xxix] فلوري عبد الملك. ص 22.
  • [xxx] فلوري عبد الملك. ص 5.
  • [xxxi] توضح فلوري في الهامش أنه الماء مضاف عليه الزهر.
  • [xxxii] فلوري عبد الملك. ص 73.
  • [xxxiii] فلوري عبد الملك. ص 111.
  • [xxxiv] فلوري عبد الملك. ص 177.

مراجع

عدل
  1. ^ معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين (محذوف الأشعار) | مجلد 1 | صفحة 5145 | فلوري عبد الملك | الترا. مؤرشف من الأصل في 2021-12-03.
  2. ^ فلوري عبد الملك (1969). روح هائمة. دار المعارف.